الحرب والغلاء والجفاف… أزمات تحرم اليمنيين فرحة استقبال رمضان
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
يمن مونيتور/ من سامي صالح
يقف المواطن محمد صالح أمام بيته في محافظة حجة، مستغرقا في التفكير حول متى يرسل ابنه المغترب المال لتوفير أساسيات شهر رمضان.
يقول صالح، 60عاماً “لدي أبناء واحد في السعودية وآخر في صنعاء، وكل يوم أراقب الهاتف منتظرا رسالة أو أتصال من أحدهم يبشرني بأنه حول مبلغ من المال، ندخره فقط لشراء الدقيق، وتوفير بعض الاحتياجات الأساسية”.
يواصل صالح “كنا قبل 2014 مستورين الحال، وما إن اندلع الصراع حتى توقفت الأعمال وانقلبت حياتنا رأسا على عقب”.
ويأمل الرجل المسن أن ترجع البلاد إلى سابق عهدها ويرى الأسواق مكتظة بالناس، ويستمع الروحانيات تعم المكان وترتفع أصوات منابر المساجد بالذكر، والأطفال يرددون أناشيد رمضان.
ويفيد أنه يتمنى من التجار والجهات المختصة عدم استغلال شهر رمضان لرفع الأسعار على المواطن الذي أصبح في حالة يرثى لها بسبب الحرب وتقلبات المناخ.
وتشهد اليمن أزمة إنسانية خانقة بسبب الحرب العنيفة التي تشهدها منذ عشر سنوات، ولكن ما قد يكون غير معروف للكثيرين هو تأثير الحرب على المناخ والبيئة في اليمن.
وتعاني البلاد منذُ سنوات من تغيرات مناخية جذرية وتحديدًا في فصل الصيف، الموسم الذي يتزامن مع شهر رمضان الذي يعتبر من المواسم الحاسمة في حياة اليمنيين.
ويأتي رمضان هذ العام في ظل أزمة معيشية واقتصادية حادة تهدد بتفاقمها هجمات الحوثيين على سفن التجارة الدولية، وانقطاع بعض المساعدات التي كانت تقدمها الجمعيات غير الحكومية الى المحتاجين وذلك بسبب تضاؤل حجم المساعدات الدولية للبلاد.
تأخر موسم المطر
ويشكو مواطنون في مناطق ريفية عدة من أن شهر رمضان يقترب أكثر وهم ينتظرون هطول الأمطار لكي يجنوا محاصيلهم الزراعية ويساعدهم بيعها في الأسواق في شراء احتياجات شهر الخير.
يقول المواطن علي مفرح 57 عاماً، في تصريحات ليمن مونيتور، إنه لن يتمكن من شراء احتياجات أسرته الأساسية لشهر رمضان هذا العام بسبب انخفاض كمية الأمطار.
ويضيف: كنا في السنوات الماضية نستقبل رمضان ومزارعنا خضراء وقد أدخرنا من محاصيلها ما نستطيع أن نشترى به احتياجات رمصان، لكن في السنوات الأخيرة، انخفضت كمية الأمطار بشكل كبير وأصبحت غير منتظمة.
وتابع: أن الزراعة لم تعد مصدر رئيسي للعيش في البلاد، ومع انخفاض كمية الأمطار، أصبح حتى الحصول على الماء النقي أمرًا صعبًا.
جشع التجار
ومع قدوم هذا الشهر المبارك، تزيد معاناة الناس في كافة محافظات البلاد نتيجة لارتفاع سعر الصرف وغلاء المواد الغذائية.
يقول الخبير الاقتصادي وفيق الشرعبي: في الحقيقة ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية أصبح عادة سنوية تستبق قدوم شهر رمضان المبارك.
وأضاف في تصريح لـ “يمن مونيتور”، أن الأسواق تشهد قفزة كبيرة في أسعار مختلف أنواع السلع نتيجة الإقبال المتزايد من قبل المواطنين على توفير احتياجات الشهر الكريم، وهو ما يدفع التجار إلى استغلال هذا الإقبال على رفع أسعار السلع والمواد الغذائية لتعويض الركود الذي يطال مختلف القطاعات التجارية طوال بقية شهور السنة.
وأكد أنه في الوقت الراهن هناك ارتفاع باهظ في الأسعار، مدفوعاً بعدة عوامل منها انهيار قيمة العملة الوطنية، وغياب الرقابة الحكومية على الأسواق، إضافة إلى ارتفاع تكلفة فاتورة الاستيراد مع زيادة تكلفة النقل البحري وارتفاع أقساط التأمين على الواردات.
وتابع: قبل هذا كله هناك جبايات متزايدة تفرضها مليشيا الحوثي على التجار بشكل غير قانوني تؤدي في النهاية إلى ارتفاع تكلفة السلعة في السوق المحلية ومضاعفة الأعباء المعيشية على المواطن، الذي يدفع الثمن وحيدا في ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية بالبلد وعدم مبالاة مليشيا الحوثي بما يعانيه بقية أفراد الشعب.
ويذهب الشرعبي إلى أن قطاع النقل الداخلي هو الآخر يواجه العديد من الإشكاليات والمعوقات التي تمنع عملية التبادل التجاري المحلي بسلاسة، فضلاً عن إغلاق الطرق والمنافذ الرئيسية وانتشار النقاط الأمنية وفرض الاتاوات والجبايات المالية بالقوة.
وبين أن هذه الإشكاليات تضاعف معاناة المواطنين وتؤدي إلى ارتفاع تكلفة الأسعار والخدمات، علاوة على ما تسببه من تراجع حاد في الجانب التنموي والخدمي في مختلف المناطق اليمنية.
هجمات البحر الأحمر تهدد بأزمة غذائية في رمضان
ويخشى مراقبون وتقارير أممية من أزمة غذائية تهدد أسواق البلاد خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد اقبال كبير من المواطنين على شراء السلع الغذائية.
ويقول تحليل نشرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاوإنه على الرغم من التصعيد الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني، فإن التحليل حتى يناير/كانون الثاني 2024 يظهر أن هناك زيادة في واردات الوقود والقمح والمواد الغذائية الأخرى.
وأضاف: وبما أن اليمن يعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية، حيث يتم استيراد حوالي 90 بالمائة من الحبوب الأساسية، فإننا نتوقع أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تعطيل أو عرقلة حركة البضائع، مما يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق على الأقل في المدى القصير، المدة (من مارس / أبريل).
وأفاد أن استقرار أسعار الغذاء والوقود: تماشياً مع استقرار أسعار الغذاء والوقود العالمية، استقرت الأسعار المقابلة في اليمن في يناير 2024 مقارنة بشهر ديسمبر 2023. إلا أنه من غير المرجح أن يستمر هذا الوضع في المستقبل المنظور.
وأضاف: إذا استمرت الأزمة، فسوف يؤدي ذلك إلى تسريع تكاليف الشحن المتزايدة بالفعل، مما قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في التسليم، أو حتى إلى التعليق الكامل لطرق التجارة وإغلاق الموانئ اليمنية.
ويرى: يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى ندرة الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار لاحقًا. ونتيجة لذلك، فإن السكان الضعفاء، بما في ذلك الفقراء والنازحين داخليا، سوف يكافحون من أجل شراء المواد الغذائية الأساسية.
وأكد أنه بشكل عام، من المرجح أن يؤدي تصاعد الأزمة في البحر الأحمر إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن في عام 2024، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل. إن الجهود الفورية لتهدئة التوترات وتسهيل التدفق المستمر للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية أمر ضروري للتخفيف من التأثير السلبي المتوقع على اليمنيين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین 2 شهر رمضان فی الیمن فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
وسط أزمات عديدة.. كيف يستقبل اللبناني شهر رمضان هذا العام؟
مع العد التنازلى لقدوم شهر رمضان المبارك، يستعد لبنان، لاستقبال الشهر الفضيل ولكن بطريقة مختلفة بسبب تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية بالبلاد.وبدأت المحلات بتوفير كميات كبيرة من المستلزمات الرمضانية الشهيرة، وبدأت التحضيرات المكثفة لتأمين احتياجات الأسواق من المواد الغذائية، خصوصاً أن هذا الشهر يشهد عادةً زيادة كبيرة في الطلب على السلع الأساسية.يحل شهر رمضان خلال الأيام المقبلة، ويعتقد كثير من الناس أن النفقات والأعباء المالية تزداد خلال أيام الشهر الفضيل لكثرة الولائم و"العزائم"، وكثرة تبادل الزيارات بين الناس. وينشغل اللبنانيون في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان والأحياء الشعبية ارتدت الحلّة وتزيّنت، وعربات المكسرات بدأت بدورها تختار الأماكن الأكثر ازدحاماً، باحثة عن مورد رزقها في الشهر الكريم.
وفي جولة في أسواق صيدا التي تعيش جماليات الاستعداد لشهر رمضان، بما تشهده من مظاهر حافلة بالنشاط والبهجة، تمتلئ المحال التجارية بالبضائع والعروض الخاصة بلوازم رمضان، إضافة إلى ملصقات وزينة بألوان وأشكال جذابة.
أكد محمود حمزة "صاحب محل مكسرات" بأن حركة البيع تشهد ذروتها عشية رمضان. وتتفاوت نسب ارتفاع الأسعار بين المناطق وبين المتاجر وحتى صغرى المحلات التجارية، ما يطرح تساؤلات حول آلية التسعير ومدى صدقية الحديث عن تبريرات رفع الأسعار المرتبطة بسلاسل التوريد.
وأشار حمزة الى أنه لا تكتمل السفرة الرمضانية إلا بأصناف محددة من الشراب، يأتي في مقدمها التمر الهندي وعرق السوس، إضافة إلى الجلاب. في المقابل، تفضل كثير من العائلات تحضير الشراب الرمضاني في المنزل وتحديداً الجلاب المكثف، الذي تضاف إليه المكسرات والزبيب، إضافة إلى شراب "قمر الدين".
وقال "شهر رمضان موسم سياحي، يدفع الناس لشراء سلع ومواد غذائية بشكل أكبر مقارنة بباقي الشهور، بسبب الطلب المتزايد على الأطعمة المرتبطة به، مثل البهارات والجوز واللوز التي تتزين بها موائد الإفطار، وتعطي رونقًا ومذاقًا مختلفًا للحلوى والمأكولات".
وتابع حمزة بأن "رمضان هذا العام حقل خصب لمشاهدة ما آل إليه الوضع الاجتماعي والأمني للبنانيين. ولكن الغلاء الكبير في رمضان إطار موضوعي يجب الوعي به، وهو الأساسي والقائم بمعزل عن العوامل الظرفية والخاصة من انهيار مالي أو غياب آليات المراقبة أو المحاسبة القانونية وغيرها".
وقال "قبل قدوم شهر رمضان، يجب وضع قائمة خاصة تحتوي على الاحتياجات الفعلية للأسرة خلال أيام الشهر المبارك، وشراء ما يوجد بهذه القائمة قبل قدوم شهر رمضان مع الالتزام التام بما يرد بها، فلا تشتري شيئا خارجها، والمعادلة هنا بسيطة جدا، فأنت لا تحتاج حقا للأشياء التي لم تضعها في قائمتك، لو كنت تحتاجها فعلا لوضعتها في قائمتك منذ البداية".
وأضاف حمزة بأنه "لا يمرّ رمضان من دون أن نشهد حركة بيع تفوق غيرها من أيام السنة. فطبق الحلوى على مائدة الإفطار أو السحور وجبة أساسية يحبّها الكبار والصغار. نأخذ دائماً في الحسبان الحالة الاقتصادية لأهلنا في صيدا فنقدّم لهم أسعاراً مقبولة. هذا شهر البركات عند الفقير كما الثري".
وكرر بالقول بأن "شهر رمضان هذا العام قد يحمل معه فرصة لإعادة الزخم إلى الأسواق اللبنانية، ليس على صعيد النشاط التجاري وحسب، بل أيضاً كمرحلة اختبار للعهد الجديد".
السيدة فوزية الشمعة تقول: لست من اللواتي يحضرن قبل رمضان، فأنا أقوم بالشراء كل يوم بيومه والأسواق تتوفر فيها السلع طوال الشهر الفضيل، لكن أخواتي يفضلون الشراء قبل رمضان، ومنهم من قام بإعداد الكبة والسمبوسك حيث تم تجهيزها وتفريزها لتكون موجودة يومياً على السفرة، وقام بعضهم بشراء الاحتياجات من الأطعمة المعلبة والبهارات واللحوم.
وأضافت "هذه السنة مختلفة. الناس اختنقوا بما فيه الكفاية، ويريدون الترفيه عن أنفسهم. نحن اقتنعنا أنّ لا حيلة لنا في تغيير الواقع. لكن الخلل ليس عند هذا الشعب، بل لدى الطبقة الحاكمة التي تختلف في كلّ شيء وتلتقي على مصالحها".
وقالت السيدة فوزية بأن "لا يحتاج التجار في لبنان إلى أسباب حقيقية علمية لرفع أسعار منتجاتهم. فالأسعار ترتفع بالمواسم على مزاج كبار التجار وصغارهم. فتحلّق أسعار المواد الغذائية مع بدء الصوم، كما ترتفع أسعار مستلزمات الأعياد والأعراس وكل ما يرتبط بالمواسم، بلا أسباب منطقية سوى جني مزيد من الأرباح".
ويعد، شهر رمضان هو شهر المحبة والتواصل والعطاء والبذل والتضحية، وهو تدريب للنفس على الصبر على مشقات الحياة، ومواجهتها بعزم وإيمان، وهو أيضا شهر العطاء والصدقة ومساعدة المحتاجين، وليس شهرا للتباهي والتفاخر والمبالغة والإسراف في الطعام والشراب.
المصدر: خاص لبنان24