سنُهدرُ ما حققته غزة: الغربُ ليس كتلة واحدة!
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
"ليسوا سواء" .. كلمتان تختزلان قانون التنوع الطبيعي داخل أيّة جماعة "إثنية / عرقية" أو "دينية/ طائفية" أو "أيديولوجية / سياسية"!.. إذ من بين معوقات فهم العالم، النظرة "الاختزالية" إليه، من خلال لونين وحسب "أسود وأبيض"، فيما لا نرى المنطقةَ الرماديةَ والتدرجَ في الألوانِ بينهما.
وفوق ذلك "إرثٌ" آخر يتعلق بـ"علاقات السلطة" والعقائد السياسية المتوارثة، منذ قرون طويلة، في دول جنوب وشرق المتوسط.
هذان إرثان أثرا بشكل ـ قد لا يكون مباشرًا ـ في تقييم نظرة الشعوب العربية لموقف العالم الغربي ـ على تنوعه واتساعه ـ من الحرب الإسرائيلية على غزة، وما قد يترتب عليه من نتائج قد تُهدر كثيرًا من المكاسب في هذا السياق.
العِلمانية الغربيةيتعين علينا التشديد ـ هنا ـ على أن الغرب ليس كتلةً خراسانيةً بطلاء واحد، حتى في تفاصيله التي تأتي تاليةً للعناوين الكبيرة التي تتكلم عن "فصل الدين عن الدولة"، وذلك على سبيل المثال.
فالعلمانية الغربية ليست واحدةً: علمانية ألمانيا "الوجود الرمزي للمسيحية /الكنيسة كمرجعية أخلاقية وقيمية" تختلف جذريًا عن علمانية فرنسا "اللائكية /المتطرفة" المعادية لكل ما له رمزية دينية باستثناء هامش يتسامح مع العطلات الرسمية في الأعياد المسيحية.
فيما تقترب علمانية بريطانيا من الروح التي أسس لها الـ"لاأدري" الإنجليزي جورج جاكوب هوليوك (1817- 1906).. والتي استقرَّت على التخلي عن النزعة العدائية للدين والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأديان.
في المقابل تقوم العلمانية الأميركية على مبدأ "تكافؤ الأضداد في الروح الواحدة"، مع استدعاء القصص التوراتية لتأصيل ما يعتقدون بأنهم "أمة مختارة" من الربّ!
حتى الحداثة الغربية ما زالت موضوعًا للجدل العام، وليس ثمة اتفاق لا على تاريخ نشأتها، ولا عن فحواها (معناها الاصطلاحي والحركي).. فهي فضفاضة وغامضة ومضطربة وسائلة إلى حد لا يمكن ـ بحال ـ قياسها على أي معايير موضوعية.
فثمة من يُرجع نشأتها مع اختراع "غوتنبرغ" للطابعة المتحركة عام 1436، في حين يرى آخرون أنها بدأت مع الاحتجاجات "اللوثرية" ضد سلطة الكنيسة عام 1520، فيما يُرجح فريقٌ ثالث بأنها وُلدت مع الثورتين: الأميركية عام 1776، والفرنسية عام 1789.
وترفض أقلية كل هذه الاجتهادات، وتشير إلى أنها لم تبدأ إلا مع ظهور كتاب فرويد "تفسير الأحلام".
كما أن معناها "فسيفساء" واسعة، وفرق وملل ومذاهب مختلفة (هيغل، ماكس فيبر، ديكارت، لا بتننز، رولان بارت، ماركس، وإميل دور كايم) وهي "حداثات" متعددة ومتباينة ومتضاربة ومختلفة وليست "حداثة" واحدة.
السلطة الخامسةوفي الوقت ذاته، ليس بوسع أي مراقب رصين، أن يتجاهل وجود "سلطة خامسة"، خارج السياسات الرسمية (الحكومات) في الدول الغربية (المجتمع الأهلي) والذي يتصدى لتوحش الدولة وتغوّلها على حقوق الإنسان: الدولة في أوروبا ـ وفي امتدادها الطبيعي "الولايات المتحدة الأميركية" ـ ليست مختزلة في كتلة واحدة.. وفي رمزية "الرئيس".. بل إن اتجاهات الرأي العام داخل المجتمع المدني مُدرجةٌ على أولويات أجندة صنّاع القرار.. وقد يتراجع القرار السياسي الرسمي، استجابةً لضغوط الأحزاب والقوى السياسية المنظمة، أو ما هي خارج الأطر التنظيمية، نزولًا عند مطالبها.
على سبيل المثال لم تكن فرنسا "في طبعتها الأهلية" واحدة فيما يتعلق باستعمارها الجزائر: لقد ساند اليسار الفرنسي "المتطرف" من التروتسكيين والفوضويين والإباحيين الثورة الجزائرية، مطالبًا بتحرير الجزائر واستقلالها. فيما كان اليسار الفرنسي المتمثل في (الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي)، مترددًا بين حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وإبقاء الجزائر مرتبطة مع فرنسا!!
ولعله من الأهمية الإشارة إلى الصحفي اليساري الفرنسي اليهودي " هنري علّاق" ـ المولود عام 1920 ـ أحد أبرز الوجوه الفرنسية التي قامت بدور كبير في توعية الرأي العام الدولي بمأساة الجزائر وحقها في تقرير مصيرها. والذي طُرد وسُجن وعُذب وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات لإسكاته.. وقد اختار لقب " علّاق " .. وهو لقب عائلة جزائرية مسلمة، خلال فترة نضاله، وبقي معه طوال حياته.
وكذلك، لم تكن الولايات المتحدة الأميركية "واحدة"، فيما يتعلق بالحرب في فيتنام.. بل تشكّلت قوى مدنية صلبة رافضة لها، نضجت بمضي الوقت وبالتراكم، حتى أفضت إلى تيار اجتماعي شعبوي يتّسع باطراد، وبحلول عام 1970 لم يكن يعتقد سوى ثلث الأميركيين بأن الولايات المتحدة لم ترتكب خطأ بإرسال قوات للقتال في فيتنام. وانتهت مع الانسحاب النهائي للقوات الأميركية، بعد اتفاق "باريس" للسلام عام 1973.
ومن المفارقات اللافتة في هذا الإطار ما سجلته "نيويورك تايمز" وتضفيرها لماضي "فيتنام" وحاضر"غزة" الآن.. حيث قالت في تقرير لها: " كانت الحركة المناهضة للحرب في فيتنام ذات أغلبية ساحقة من البيض، مثل معظم الجامعات في الستينيات. إلا أن الجامعات عام 2023، خصوصًا في المناطق الحضرية، تحتوي على عدد أكبر بكثير من الطلاب الملوّنين، ويبدي الكثيرون منهم التعاطف مع وضع الفلسطينيين، بوصفهم سكانًا محاصَرين تحت سيطرة قوة أكبر وأشد. كما أن غير الطلاب يشكّلون الجزء الأكبر من المحتجين في الوقت الحاضر".
تقنيات الإعلامبعد نصف قرن تقريبًا، جرى كثيرٌ من الماء تحت الجسر، وانتقلت قوى التأثير وصناعة الرأي العام من قبضة "السلطة" إلى الفضاء الإلكتروني ولم تعد الحكومات تحتكر وحدها أدوات إعادة تشكيل الوعي على النحو الذي يتطابق مع رؤيتها للأحداث، وتعددت المنصات التي تنقل الوقائع على الهواء مباشرة "حكومية" أو "أهلية" وقنوات "يوتيوب" خاصة، لم يعد معها بوسع أية دولة التستر على جرائمها بحق الآخرين.
وجاءت الحرب على غزة، بالتزامن مع هذا التحول الهائل في تقنيات الإعلام الاجتماعي، لتعيد هيكلة الرأي العام/الأهلي الغربي، ونظرته للقضية الفلسطينية، وتعمقت الانقسامات بين الشعوب الغربية وحكوماتها بشأن هذا الملف، وبدت صورة الغرب في تشظيه ـ لأول مرة ـ على هذا القدر من الوضوح: حكومات مؤيدة للعدوان على غزة، وأخرى مناهضة لها، فيما اتسعت جغرافيا الغرب الشعبوي المؤيد للفلسطينيين والمعادي لـ"تل أبيب"، بلغت حد أن شارك أكثر من خمسة ملايين متظاهر في مدن رئيسية بأوروبا وأميركا الشمالية، في يوم واحد خلال عطلة الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وذلك بحسب تقديرات إعلامية محايدة وغير رسمية.
يتعين ـ إذن ـ الحذر من "هوجة" انتقاد الغرب ـ كله بلا تمييز أو وعي ـ والنيل من تجربته السياسية، بكل "إكسسواراته" من ديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وحرية الرأي والتعبير، وما شابه.. بسبب "النفاق السياسي" لأنظمته الحاكمة التي تتحرك كـ"ذيلٍ" للولايات المتحدة الأميركية.. إذ بوسع الدول التسلطية أن تستثمر هذا "النفاق الرسمي" الغربي لإقناع شعوبها ـ خاصة الفقيرة والأقل تعليمًا وثقافة ـ بألا تثق في "الديمقراطية" كأداة لإعادة المعنى للإنسان وكرامته، وإعلاء إرادته وحقه في اختيار وتسمية قادته السياسيين.
هذا المنحى ـ الحملة على الغرب بوصفه كتلة واحدة ـ سيهدر ما حققته غزّة على صعيد "وحدة القيم الإنسانية" المشتركة للعالم والتي جعلت الشعوب الغربية، هي الأكثر حراكًا وحيوية وخروجًا إلى الشوارع؛ رفضًا للمذابح وحرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.. وتوّجت بالحدث الأهم: جرجرة "تل أبيب" إلى "لاهاي" كدولة منبوذة وملاحقة من القضاء الدولي.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرأی العام
إقرأ أيضاً:
من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتاحية العدد 491 من صحيفة النبأ، الصادرة مساء الخميس 17 أبريل 2025، تبرز بوضوح تداخلًا معقدًا بين الأيديولوجيا والعنف السياسي الذى يعتمد عليه تنظيم داعش فى تشكيل خطابه الدعائي. تحت عنوان «الطاغوت الأمريكي: من الحرب الاقتصادية إلى الفوضى العالمية»، يقوم التنظيم بتوظيف سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية كأداة لتمرير رسائل معادية للغرب، وبشكل خاص ضد الولايات المتحدة الأمريكية. المقال يستند إلى التوترات التجارية العالمية والأزمة الاقتصادية الأمريكية، مروجًا لفكرة أن هذه السياسات ليست مجرد تدابير اقتصادية بل جزءا من صراع أكبر بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية، متمثلة فى الولايات المتحدة وأوروبا.
- التنظيم يستغل قرارات ترامب بفرض الرسوم الجمركية ويطلق خطابا دعائيا تحت عنوان «الطاغوت الأمريكى»
- توظيف الصراع الاقتصادى لتحقيق الأهداف الداعشية وتمرير رسائل معادية للغرب
من خلال هذه الافتتاحية، يعيد تنظيم داعش تقديم الأزمة الاقتصادية الأمريكية كجزء من مؤامرة أوسع تهدف إلى إضعاف النظام العالمى والتهديد بقيم الإسلام. ما يميز الخطاب هو استغلاله لهذه التوترات الاقتصادية ليس فقط فى سياق تحليل سياسي، بل لإعادة صياغة الصراع بين الإسلام والغرب على أنه معركة وجودية، تستدعى جهادًا دينيًا ضد "الطواغيت" المتمثلين فى الغرب، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية. يتخذ المقال من هذه الأزمة العالمية قاعدة لبناء سردية متطرفه تقنع متابعى التنظيم بأن "القتال ضد الغرب" هو السبيل لحماية الأمة الإسلامية من الانهيار الحضاري.
صناعة العدو وتوظيف الخطاب الأيديولوجيفى قلب الافتتاحية، يقوم تنظيم داعش باستحضار صورة "العدو" الأمريكى بوصفه تهديدًا وجوديًا للمسلمين، وهو ما يظهر من خلال التلميحات المتكررة إلى وصف الولايات المتحدة بـ "الطاغوت" و"الصليبيين". هذا التوصيف يهدف إلى ترسيخ صورة للغرب كعدو مستمر فى صراع ضد الإسلام والمسلمين. ومن خلال ربط أمريكا بسياسات اقتصادية تعتبرها الافتتاحية ظالمة، يرسم التنظيم صورة لواشنطن كمصدر رئيسى للظلم والعنف الذى يستهدف العالم أجمع. فالتنظيم لا يقتصر فى نقده على السياسات العسكرية الأمريكية، بل يوسع الهجوم ليشمل الجوانب الاقتصادية التى تضر الدول النامية والشعوب الإسلامية بشكل غير مباشر، حيث يُصور الاقتصاد الأمريكى على أنه أداة للهيمنة والسيطرة.
إحدى الأدوات البارزة التى يستخدمها الخطاب هى تحويل السياسة الاقتصادية الأمريكية إلى قضية دينية. فالتنظيم لا يتوقف عند مجرد تحليل الأبعاد الاقتصادية، بل يعيد صياغة هذه الأحداث عبر عدسة دينية متطرفة، ليُظهر أن السياسات الاقتصادية الأمريكية ليست مجرد فشل فى الإدارة، بل تجسد للشرور التى يجب محاربتها. هذا النقل من التحليل الاقتصادى إلى التحليل الدينى يهدف إلى تبرير العنف والتطرف باعتبارها رد فعل مشروعًا ضد ما يُعتبر عدوانًا عالميًا من قبل "الطاغوت" الأمريكي. يتم تصوير ترامب وحلفائه فى هذا السياق على أنهم تجسيد للأعداء التقليديين للإسلام، وهذا التوظيف الدينى يعزز من شرعية الأعمال العنيفة ضد هذه القوى.
استغلال التنظيم للتوترات الاقتصادية العالمية يحقق له هدفًا مزدوجًا: فهو يعمق الانقسام بين المسلمين والعالم الخارجي، ويستثمر فى حالة الاستقطاب المتزايدة بين الشرق والغرب. من خلال عرض السياسات الاقتصادية الأمريكية كجزء من مخطط أكبر لتهديد العالم الإسلامي، يعزز التنظيم شعورًا بالتحفز والغضب بين أتباعه، ويصور ذلك الصراع كصراع مستمر ضد "الطاغوت" الذى لا يمكن تحققه إلا عبر المقاومة العنيفة. ومن هنا، يصبح التحليل الاقتصادى جزءًا من السردية الكونية التى يعرضها التنظيم، والتى تصوّر المسلمين فى حالة دفاع مستمر ضد تهديدات خارجية تأتى تحت مسميات متعددة، من بينها الاقتصاد والعسكرة والسياسة.
إن هذه السردية ليست مجرد تعليق على الأوضاع الحالية، بل تُعتبر استراتيجية مدروسة من قبل التنظيم لتغذية ما يُعرف بـ "الذهنية الحربية". فى هذه الذهنية، يصبح الصراع مع الغرب صراعًا وجوديًا لا يقف عند حدود السياسة أو الاقتصاد، بل يتعداه ليشمل المعركة الروحية والدينية. التنظيم يُصور أن هذا التهديد ليس مجرد مشكلة سياسية عابرة، بل هو جزء من حرب شاملة ضد الإسلام والمسلمين، تفرض عليهم التوحد والانخراط فى "الجهاد" لمواجهة هذا الخطر الداهم. يعزز هذا الخطاب من شعور الجماعات المتطرفة بأنهم فى مواجهة مستمرة مع قوى عالمية، مما يحفزهم على اتخاذ مواقف أكثر تطرفًا وتبنى أساليب قتالية لحل هذا النزاع.
وفى سياق هذا التصور، يصبح التنظيم فى نظر أتباعه قوة مضادة للظلم الذى تمارسه الدول الكبرى، خاصة أمريكا. من خلال تصوير هذا الصراع كصراع "أبدي" و"وجودي"، يخلق التنظيم صورة لعالم مقسوم بين "الخير" و"الشر"، حيث يمثل الغرب والولايات المتحدة تجسيدًا للشر الذى يجب محاربته بكل الوسائل. وهذا يساهم فى تقوية شعور الأتباع بأنهم جزء من معركة شاملة تحتم عليهم الاستعداد للمواجهة على كافة الأصعدة، الاقتصادية، العسكرية والدينية. فى النهاية، يقوم تنظيم داعش بتوظيف الأزمات الاقتصادية العالمية كأداة لإدامة الجدل حول الصراع مع الغرب، مما يساهم فى استمرارية رسالته التحريضية ويعزز من تماسكه الداخلي.
الخطاب الداعشى فى الافتتاحية لا يقتصر على تحليل الأبعاد الاقتصادية للأزمة العالمية التى تعصف بالاقتصاد الأمريكي، بل يتجاوز ذلك ليستخدم الأزمات الاقتصادية كسلاح دعائى قوي. التنظيم يركز على تصوير هذه الأزمات على أنها نتيجة مباشرة لممارسات "الطاغوت الأمريكي"، ويحولها إلى أداة لنقل رسالة أيديولوجية مفادها أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، هو المسئول عن تدهور الاقتصاد العالمي. من خلال هذه النظرة، يُروج التنظيم لفكرة أن الأزمة الاقتصادية الأمريكية ليست مجرد مشكلة محلية أو إدارية، بل هى جزء من مخطط أوسع تهدف الولايات المتحدة من خلاله إلى إدامة هيمنتها على العالم عبر سياسات اقتصادية جائرة، وأن هذه الأزمة هى نقطة التحول التى ستؤدى فى النهاية إلى انهيار النظام الغربى برمته.
إحدى الاستراتيجيات الخطابية التى يعتمد عليها التنظيم هى تصوير تداعيات السياسات الاقتصادية فى الولايات المتحدة على أنها "قنبلة نووية" و"زلزال اقتصادي" سيضر بالجميع، ويقوض النظام العالمى الذى تقوده أمريكا. هذا التصوير المبالغ فيه يعزز من شعور الخطر والتهديد الذى يعانى منه العالم بسبب السياسات الأمريكية، ويسعى التنظيم من خلال هذه اللغة المشحونة بالعاطفة إلى تحفيز مشاعر الغضب والرفض تجاه الغرب. لا يقتصر التنظيم على وصف الأثر المادى للأزمة، بل يحاول إضفاء طابع درامى وخطير عليها، ليجعلها تبدو كما لو أنها بداية لنهاية النظام الاقتصادى العالمي، وهو ما يساهم فى تأجيج مشاعر الكراهية والعداء تجاه القوى الغربية ويعزز من التصور بأن الغرب هو عدو يتربص بالمستقبل.
من خلال هذه السردية، يستفيد التنظيم من تصوير السياسة التجارية التى اتبعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أنها استعادة لأساليب اقتصادية قديمة فاشلة، ويمثل ذلك تعبيرًا عن الفوضى الاقتصادية التى تسود الغرب. فى هذا السياق، يتم استحضار قانون "سموت هاولي" الذى تم تطبيقه فى فترة الكساد الكبير فى الولايات المتحدة كدليل على أن السياسات الاقتصادية التى يتبعها ترامب ليست جديدة، بل هى تكرار لممارسات أثبتت فشلها فى الماضي. الهدف من هذا الطرح هو تعزيز الفكرة التى يسعى التنظيم لترسيخها بأن الغرب يعيش حالة من الفوضى والتخبط الاقتصادي، الأمر الذى يساهم فى تصويره كقوة منهارة ستتجه نحو الانهيار الحتمى فى المستقبل القريب.
الخطاب الداعشى لا يتوقف عند التحليل الاقتصادى البحت، بل يستخدم هذه التحليلات كأداة لتحفيز مشاعر الرفض والتحريض ضد الغرب، مستغلًا الأزمة الاقتصادية الأمريكية كدافع لتبرير العنف. ففى رأى التنظيم، فإن الفوضى الاقتصادية الناجمة عن السياسات الأمريكية ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل هى بداية "التحولات الكبرى" التى تسبق التغيير الجذرى فى النظام العالمي. التنظيم يعرض هذه التحولات على أنها فرصة تاريخية يجب أن يستعد لها المسلمون، ويحثهم على التسلح بالعنف كوسيلة لتحقيق الأهداف الكبرى. من خلال هذه الدعوات، يسعى التنظيم إلى استغلال الأزمات الاقتصادية لتوجيه رسائل تحريضية تهيئ بيئة مؤاتية لتوسيع نفوذه وأيديولوجيته فى المنطقة والعالم.
فى النهاية، يصبح الخطاب الداعشى الذى يروج لأزمة اقتصادية كبرى نتيجة "الطاغوت الأمريكي" أداة فعالة للتجييش الأيديولوجى والسياسي. التنظيم لا يكتفى بمجرد التحليل أو التفسير للأحداث الاقتصادية، بل يحولها إلى جزء من استراتيجياته الدعائية التى تهدف إلى تحفيز الجماهير على اتخاذ مواقف متطرفة. هذا الاستغلال للأزمات الاقتصادية يعكس التوظيف السياسى للعناصر الاقتصادية كأداة لصناعة عدو وهمي، مما يساهم فى تشويه صورة الغرب ويعزز من الدعوات للتحضير لمعارك "كبرى" يعتقد التنظيم أنها قادمة لا محالة.
ما يميز هذا الخطاب الداعشى عن غيره من الخطابات الأيديولوجية هو استخدامه الفعّال للبعد الدينى فى تفسير الأزمات الاقتصادية التى يشهدها العالم. التنظيم لا يقتصر فى تحليلاته على الأبعاد السياسية أو الاجتماعية فقط، بل يقوم بربط الأزمة الاقتصادية العالمية بالأبعاد الدينية بشكل مباشر، مستعينًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحث على مواجهة "الطواغيت" الذين يقودهم النظام الأمريكي. هذا الربط بين الأبعاد الاقتصادية والدينية يجعل من الخطاب أداة قوية تكتسب شرعية دينية، وهو ما يعزز من جاذبيته للمؤيدين والمتعاطفين مع التنظيم، إذ يقدم نفسه كحامل للحق الدينى الذى يجب أن يتبعه المسلمون فى مواجهة التحديات العالمية.
فى سياق هذا الخطاب، يُستشهد بالآيات القرآنية التى تتحدث عن الربا والظلم كأدلة شرعية تدعم الموقف العدائى ضد النظام الاقتصادى العالمى القائم على المبادئ الربوية. على سبيل المثال، تم استحضار الآية الكريمة: "أَفَأَمَنُوا أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ اللَّـهِ" لتبرير موقف التنظيم الرافض للنظام المالى العالمى الذى يرى أنه قائم على الربا، ويشكل بالتالى ظلمًا يستحق العقاب الإلهي. من خلال هذا الاستخدام الديني، يسعى التنظيم إلى ترسيخ فكرة أن ما يعانيه العالم من أزمات اقتصادية هو بمثابة عقاب إلهى بسبب هذه الممارسات الربوية التى تدر الأموال وتُسهم فى تكريس الفساد.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التنظيم الربط الوثيق بين السياسة والشرعية الدينية فى تفسيره للأزمات. فالنظام الأمريكي، الذى يقود العالم الرأسمالى والذى يعتمد على الربا، يُصوَّر على أنه يمثل "الطاغوت" الذى يجب محاربته وفقًا لما نصت عليه الشريعة الإسلامية. هذا الربط بين السياسة والشرع يساهم فى تقديم التنظيم كحامل للرسالة الدينية التى تحث على الجهاد ضد هذا النظام، محملًا إياه مسئولية الفساد الذى يعم العالم. يضيف هذا البُعد الدينى قوة إضافية للخطاب، حيث يبدو أن مواجهة هذا النظام ليست فقط ضرورة سياسية، بل واجب دينى لا يمكن للمسلمين التراجع عنه.
علاوة على ذلك، يُقدّم الخطاب الداعشى نفسه كمُجسّد للحق الدينى المطلق، مشيرًا إلى أن ما يعانيه العالم من أزمات هو نتيجة للظلم الذى يمارسه النظام الأمريكى وحلفاؤه. هذا التصوير للأزمة الاقتصادية باعتبارها "جهادًا ضد الظالمين" يعزز من مكانة التنظيم كطليعة لمواجهة هذا الظلم، ويساهم فى تأطير الأزمات الاقتصادية فى سياق دينى يجعلها جزءًا من "حرب الله" ضد الظالمين. وبالتالي، يحاول التنظيم نقل الصراع إلى مستوى وجودى وديني، حيث تكون الأزمات الاقتصادية العالمية بمثابة مقدمة لحرب كبرى يُشرعن من خلالها الجهاد ضد الأنظمة الغربية.
من خلال هذا الخطاب، يصبح من الواضح أن التنظيم لا يسعى فقط إلى تفسير الأزمات الاقتصادية، بل يسعى إلى تسخير هذه الأزمات لتحقيق أهدافه الدينية والسياسية. ربط الأبعاد الاقتصادية بالأبعاد الدينية يضفى على الخطاب مصداقية دينية فى عيون المتابعين، ويجعل من الدعوة للجهاد ضد النظام العالمي، الذى يقوده ما يُسمى "الطاغوت الأمريكي"، واجبًا دينيًا لا مفر منه. وهذا النوع من الخطاب يشكل تحديًا كبيرًا فى فهم الأزمة العالمية بشكل عام، إذ يجعلها تندرج ضمن سياق دينى يصعب على الكثيرين فهمه بعيدًا عن التفسير الأيديولوجى المتشدد الذى يتبناه التنظيم.
الافتتاحية الداعشية لا تقتصر على التحليل الاقتصادى والسياسى فقط، بل تتناول أيضًا الأبعاد الاجتماعية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية، مما يضيف بعدًا جديدًا ومؤثرًا إلى الخطاب. فى هذا السياق، يشير التنظيم إلى ما يسميه "التفكك الاجتماعي" المتوقع فى الولايات المتحدة وأوروبا نتيجة لتداعيات الأزمة الاقتصادية، مُرَوِّجًا لتوقعات تشير إلى تفشى الجريمة والفقر فى هذه الدول. يهدف التنظيم إلى تعزيز الفكرة القائلة بأن النظام الاجتماعى فى الغرب على حافة الانهيار، وبالتالي، يُصَوَّر هذا التفكك الاجتماعى باعتباره نتيجة مباشرة للسياسات الاقتصادية الفاشلة التى يتبعها الغرب، بما فى ذلك النظام الربوى الذى يُعتبر مسببًا رئيسيًا لهذه الفوضى.
من خلال هذه التوقعات، يسعى التنظيم إلى رسم صورة سوداوية للوضع الاجتماعى فى الغرب، حيث يصبح المجتمع هناك مهددًا بالانهيار الأخلاقى والاقتصادي. وفقًا لهذا التصور، فإن الأزمات الاقتصادية ستؤدى إلى زيادة معدلات البطالة والفقر، مما سيسهم فى تزايد الجرائم مثل السرقة، القتل، وتجارة المخدرات. هذه الصورة تشكل جزءًا من استراتيجية التنظيم فى تشويه الصورة الاجتماعية للدول الغربية، حيث يُقدَّم الغرب على أنه مجتمع متهالك، يعانى من انعدام الأمن الاجتماعى ويعيش فى حالة من الفوضى التى تؤدى إلى تدهور كبير فى قيمه الأخلاقية.
التنظيم لا يكتفى بالتوقعات المستقبلية، بل يعزز هذه الصورة بالرجوع إلى أزمات سابقة، مثل أزمة كورونا، التى وصفها فى وقتها بأنها دلالة على "الهمجية الغربية". كان التنظيم يرى فى تفشى الفوضى أثناء الجائحة مؤشرًا على ضعف الأنظمة الغربية، التى فشلت فى التعامل مع الأزمات، مما أدى إلى ظهور مظاهر الاضطراب الاجتماعى والعنف. وفقًا للخطاب، فإن هذه الأزمات السابقة تعتبر بمثابة نموذج لما قد يحدث إذا استمرت السياسات الاقتصادية الفاشلة، حيث يُتوقع أن تتدهور الأوضاع أكثر وتغرق الدول الغربية فى مزيد من الفوضى.
يعمل التنظيم على استغلال هذه التوقعات الاجتماعية السلبية فى إطار ترويج صورة أكثر سوداوية لعالم ما بعد الأزمة الاقتصادية. فى هذا العالم، يصبح الغرب غارقًا فى الفوضى الاجتماعية والسياسية، حيث تتفكك القيم المجتمعية وتهدد الأزمات الاقتصادية استقرار المجتمعات الغربية. هذه الصورة، التى يعرضها التنظيم، تشكل نوعًا من التحفيز الدينى والسياسي، حيث يُحاول إبراز فكرة أن هذا الانهيار الاجتماعى هو جزء من معركة كونية بين المسلمين والغرب، مما يعزز من فكرة "الحرب المقدسة" ضد العدو.
الخطاب يهدف إلى تعزيز الفكرة القائلة بأن "العدو" فى حالة ضعف، ويجب على المسلمين استغلال هذه الفرصة لمحاربة النظام الغربى الذى يعانى من أزمات داخلية. تصوير المجتمع الغربى على أنه فى حالة انهيار يساهم فى تعزيز شعور التنظيم بأن المعركة مع الغرب هى معركة وجودية. هذا النوع من الخطاب يُسهم فى بناء حالة من الاصطفاف لدى أتباع التنظيم، حيث يُروج لفكرة أن المعركة ضد الغرب ليست مجرد صراع سياسى أو اقتصادي، بل هى صراع وجودى له أبعاد دينية، تشجع على الجهاد باعتباره الرد المناسب على هذا التفكك الاجتماعى المزعوم.
أهم ما يميز الافتتاحية الداعشية هو استخدامها المتقن للأحداث السياسية والاقتصادية، ليس فقط للهجوم على الغرب، بل أيضًا لتحفيز الأفراد على الانضمام إلى "الجهاد" باعتباره الحل النهائى لجميع الأزمات التى يواجهها المسلمون. فى هذه الافتتاحية، تتشابك التحليلات الاقتصادية، مثل فرض الرسوم الجمركية أو الحرب الاقتصادية بين الدول الكبرى، مع الدعوات المباشرة وغير المباشرة إلى ضرورة الانخراط فى المعركة المقدسة ضد "الأنظمة العالمية" التى يعتبرها التنظيم عدوًا للإسلام. هذه الاستراتيجيات الدعائية ترتكز على تصوير الأحداث الراهنة على أنها علامات على قرب النهاية للنظام الغربي، وأن المجاهدين هم فقط القادرون على إيقاف هذه الموجة الهائلة من الانهيارات السياسية والاقتصادية.
من خلال تسليط الضوء على الأزمات الاقتصادية التى يسببها "الطاغوت الأمريكي" و"الصليبيون"، يهدف التنظيم إلى نقل القارئ إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف حازم ضد هذه القوى، ولتعبئة الجهود الدينية والجهادية. هذا التوظيف السياسى والاقتصادى يخلق شعورًا بوجود خطر محدق يجب التصدى له من خلال الجهاد، ويربط بشكل واضح بين التحديات الاقتصادية الكبرى والحاجة الماسة إلى تحرك جهادى على الأرض. فى هذه الحالة، يصبح الجهاد ليس فقط وسيلة للدفاع عن الإسلام، بل أداة لتحقيق العدالة وإزالة النظام الظالم الذى يراه التنظيم مُهيمنًا على العالم.
تستمر الافتتاحية فى تصوير "المجاهدين" كطائفة منقذة، تم اختيارها من قبل الله للوقوف فى وجه هذا "الطاغوت". من خلال هذا السرد، يروج التنظيم لفكرة أن المجاهدين ليسوا مجرد مقاتلين، بل هم أبطال مُقدَّرون فى معركة وجودية كونية ضد قوى الشر، المتمثلة فى الغرب والأنظمة المتحالفة معه. هذه الصورة المثالية للمجاهدين تقوم على تصويرهم كحماة للأمة الإسلامية، ومجددين لها فى لحظة تاريخية فارقة. هذه الإيديولوجيا المتطرفة تُستخدم بشكل متكرر لتعبئة الأتباع وتحفيزهم على اتخاذ خطوات ملموسة نحو الانضمام إلى صفوف المجاهدين، باعتبارهم الطائفة المنصورة التى ستقود العالم إلى بر الأمان.
بجانب هذا التوظيف الإيديولوجي، تسعى الافتتاحية إلى خلق حالة من الاضطراب والتوتر داخل المجتمعات المسلمة، من خلال إشعارهم بأن الوضع العالمى يتطلب استجابة جهادية سريعة وحاسمة. هذه الدعوة تتجاوز التحليل السياسى الاقتصادى لتصبح دعوة شاملة للجهاد الذى يُصور على أنه الحل النهائى للانتصار على الأعداء. التنظيم يعرض نفسه كممثل حقيقى للإسلام، ويُروج لخطاب دينى يربط بين الحق الإلهى والقتال ضد "الطاغوت". فى هذه المرحلة، يصبح الانخراط فى الجهاد ليس مجرد خيار، بل واجبًا دينيًا مُلحًا، وهو ما يحاول التنظيم غرسه فى أذهان أتباعه.
الافتتاحية أيضًا تُظهر كيف يمكن استخدام الأحداث العالمية الكبرى كفرص للتجنيد، حيث يتم تحويل الأزمات الاقتصادية والظروف السياسية إلى أدوات لتحفيز الشباب المسلم على المشاركة فى الجهاد. يشير الخطاب إلى أن المواجهة مع الغرب ليست مجرد صراع اقتصادى أو سياسي، بل هى صراع نهائى سيحسمه المجاهدون الذين هم الطائفة المنصورة، مما يعزز من فكرة أن المجاهدين فى الحرب ضد الغرب هم المحاربون الذين سيُعيدون الأمور إلى نصابها، ويحققون النصر النهائى للإسلام. هذا السرد يشجع على رؤية الجهاد كوسيلة حتمية لإنقاذ الأمة الإسلامية من فخاخ النظام العالمى الذى يراه التنظيم فاسدًا وغير صالح.
افتتاحية العدد ٤٩١ من صحيفة النبأ تكشف عن براعة تنظيم داعش فى استغلال الأزمات الاقتصادية والسياسية ليس فقط لتقديم تحليل للأوضاع، بل لتعزيز وتوجيه الخطاب الدينى المتطرف نحو تحفيز العنف والجهاد. التنظيم لا يكتفى بتشخيص الواقع السياسى والاقتصادي، بل يقوم بتوظيف هذه الأزمات كدعامات أساسية لترسيخ فكرة "العدو الوجودي" الذى يجب محاربته. من خلال استغلال الأحداث الكبرى مثل الأزمات الاقتصادية والتوترات السياسية، يسعى التنظيم إلى تغذية خطابات الكراهية والتمرد على النظام العالمي، ما يعزز من شعور الإحباط لدى المتلقين ويساعد فى دفعهم نحو تبنى رؤى أيديولوجية متطرفة.
هذه الافتتاحية تشكل جزءًا من معركة أيديولوجية مستمرة تهدف إلى إعادة تشكيل الوعى الجماعى للشباب المسلمين، حيث يتم استخدام الأزمات العالمية كأدوات دعائية لخلق بيئة مواتية لتجنيدهم فى صفوف التنظيم. التنظيم يُعزز فكرة أن العنف والجهاد هما السبيل الوحيد لمواجهة الهيمنة الغربية والظلم الذى يروج له النظام العالمي. من خلال هذه السردية، يضع داعش نفسه كحامٍ للإسلام ومجدد له، مما يجعل الدعوة للجهاد جزءًا أساسيًا من التحفيز للمشاركة فى معركة مسلحة ضد ما يُعتبر تهديدًا لوجود الأمة الإسلامية.