زنقة 20. الرباط

شكل تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب والصين محور المباحثات، التي جرت اليوم الجمعة بالرباط، بين وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو.

وأبرز هذا الاجتماع، الذي يندرج في إطار توطيد وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، الأهمية الاستراتيجية التي يوليها البلدان لتعاونهما الثنائي.

وبهذه المناسبة، أكد السيد مزور أن التعاون الغني والمتنوع والمثمر القائم بين البلدين، يشهد دينامية وزخما مهما، من خلال إطلاق العديد من المشاريع الجديدة متعددة القطاعات، خصوصا في مجالات الصناعة والبنى التحتية.

وفي هذا السياق، أبرز أن المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت بأزيد من 50 في المائة، مما يجعل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة وشريكها الأول على مستوى آسيا، بحجم مبادلات إجمالي بلغ 7.6 مليار دولار سنة 2022.

وبالمثل، فإن الاستثمارات الصينية في المغرب، التي حققت في سنة 2022 أكثر من 56 مليون دولار، تهم بالأساس قطاعات الصناعة والأشغال الكبرى والنقل والعقار والطاقة والمعادن، مع استحواذ الصناعة على حصة تبلغ 52 في المائة.

وبغرض استغلال الإمكانات المتاحة، أشار الوزير إلى أن “العمل في المستقبل يجب أن يندرج أكثر في إطار مقاربة مبتكرة ومنسقة وأكثر نجاعة وتأثيرا من أجل تجسيد أهداف الشراكة الاستراتيجية الثنائية المبرمة بين البلدين في سنة 2016”.

وفي هذا الشأن، استعرض الفرص المهمة التي يتيحها الاقتصادان في مجال تنسيق جهودهما، مشيرا في هذا السياق إلى الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية التي من شأنها تنمية الصادرات المغربية والصينية نحو أسواق جديدة وواعدة في إفريقيا.

وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى ترسيخ المبادلات والتعاون بين هيئات البلدين بغية الاستغلال الكامل لإمكانات الشراكة الاستراتيجية لأجل بلوغ الأهداف المشتركة.

من جانبه، أكد السيد وانغ أن المغرب والصين يتوفران على مؤهلات تنموية متكاملة، مما يمهد الطريق لتعزيز تعاونهما الثنائي، مضيفا أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للشركات الصينية.

وأبرز أن “هذه الشركات الصينية قادرة على أن تشكل قيمة مضافة هامة للتنمية الاقتصادية في المغرب من خلال الامتثال للقوانين التنظيمية المحلية، واستغلال نقاط قوتها التكنولوجية والتنموية”.

وعلاوة على ذلك، جدد السيد وانغ التزامه بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، مبرزا الفرص المتبادلة للتنمية الاقتصادية والتجارية، فضلا عن القوة التي يمثلها المغرب لتنمية الشركات الصينية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: بین البلدین

إقرأ أيضاً:

"مباحثات موسعة".. الرئيس اللبناني: زيارتي للسعودية فرصة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين  

 

 

بيروت - بحث الرئيس اللبناني جوزاف عون مع ولي العهد السعودي في الرياض الإثنين3مارس2025،  سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال أول رحلة خارجية منذ انتخابه قبل نحو شهرين بدعم من دول عدة على رأسها الولايات المتحدة والمملكة، على أمل أنّ تؤدي الزيارة لإنعاش اقتصاد بلاده المنهار.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية الثرية، "ورئيس الجمهورية اللبنانية يعقدان جلسة مباحثات رسمية"، في قصر اليمامة في الرياض.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية الأمير محمد وهو يستقبل عون قبل أنّ يستعرضا حرس الشرف.

من جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ الزعيمين عقدا "مباحثات موسعة".

وأضافت أنّ "هذه المحادثات تصبّ في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة".

وفي وقت سابق الإثنين، نقلت الرئاسة اللبنانية على منصة إكس  عن عون قوله "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين".

واعتبر عون زيارته للسعودية "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية" ومناسبة أيضا للإعراب عن "تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".

ويرافق عون وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.

وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام إنّ الزيارة "تعتبر إعادة افتتاح للعلاقات الثنائية بعد فترات توتر خلال السنوات الماضية".

وعادت السعودية مؤخرا إلى المشهد السياسي في لبنان بعدما انكفأت طويلا بسبب رفضها تحكّم حزب الله المدعوم من إيران بالقرار اللبناني.

وكان عون أعلن بعد يومين على انتخابه أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد، انطلاقا من دورها "التاريخي" في دعم لبنان وتأكيدا "لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي".

وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تتخذ في لندن مقرا، نوّه عون الجمعة بـ"العلاقة القديمة" بين البلدين.

وقال "آمل وأنتظر من السعودية وخصوصا ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان".

- "مفتاح انعاش الاقتصاد اللبناني" -

وشهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترا في السنوات الأخيرة، بلغ ذروته في العام 2021 حين استدعت دول الخليج بما فيها السعودية دبلوماسييها من بيروت بسبب انتقاد وزير لبناني للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

وأعلنت الرياض قبل ذلك في العام 2016، أنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان.

وفي شباط/فبراير 2016، حثت السعودية مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان والموجودين فيه على مغادرته، قبل أن ترفع الحظر بعد ثلاث سنوات.

وعادت الرياض وفرضت في أيار/مايو 2021 حظرا على سفر مواطنيها إلى لبنان لا يزال ساريا.

وأشارت الخبيرة سيف علام إلى أنّ عون يعوّل على الزيارة "لتكون مفتاح إنعاش الاقتصاد اللبناني عبر البوابة السعودية".

وأضافت "إذا بدأ الدعم السعودي من المتوقع ان يعقبه الدعم الخليجي كله ثم تزداد ثقة الداعمين الغربيين فيما بعد وتتوالى المساعدات التي ينتظرها لبنان".

ويأمل لبنان كذلك أنّ تؤدي الزيارة إلى رفع حظر السعودية لسفر مواطنيها للبنان وحظر استيراد المنتجات اللبنانية.

وتابعت سيف علام "يعوّل اللبنانيون على استئناف الصادرات اللبنانية للسعودية بعد حظرها لفترة طويلة بسبب تورط بعض المصدرين في تهريب المخدرات إلي المملكة".

- تغييرات إقليمية مؤثرة -

وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة انتخاب عون رئيسا.

وفي كانون الثاني/يناير وبعد انتخاب عون وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة جديدة، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن "الثقة" بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات.

وحظي انتخاب عون رئيسا بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعما رئيسيا للبنان قبل أن يتراجع تباعا اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة حزب الله.

وجاء انتخاب عون رئيسا للبلاد في 9 كانون الثاني/يناير، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل، إذ خرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية، وبعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

ويعوّل لبنان على دول الخليج، خصوصا السعودية، لدعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دمارا واسعا في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الإسلام والعربية أسس العيش المشترك في المغرب والعلمانية خارج السياق
  • الطائي لـ"الشعب" الصينية: عُمان ستُسهم بدور بنّاء في مبادرة "الحزام والطريق"
  • هل تستمر الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسوريا؟
  • «غرفة الشارقة» تبحث تعزيز العلاقات التجارية مع بنغلادش
  • الخطيب يبحث مع نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي تعزيز العلاقات بين البلدين
  • عمدة سبتة يقول إن الشاحنات المغربية التي مرت بالجمارك التجارية تحمل أختاما "تشير إلى أن مدينته "جزء من إسبانيا"!
  • السامرائي يبحث مع سفير الكويت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها
  • "مباحثات موسعة".. الرئيس اللبناني: زيارتي للسعودية فرصة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين  
  • الخارجية الصينية لـ ترامب: سنقاتل حتى النهاية إذا أصررت على الحرب التجارية
  • الخارجية الصينية تفند اتهامات روبيو الكاذبة لبكين