«عبدالرحمن» حقق حلمه بعضوية الزمالك بعد «قادرون باختلاف»: «من صغري مليش غيره حبيب»
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
وقف مترقبًا لحظة صعوده على المسرح التي رتب لها جيدًا بعد اجتيازه العديد من الاختبارات، التي أتاحت له في النهاية الظهور في فعالية قادرون باختلاف، بعد أن قدم فيه عدة مرات ليحالفه الحظ في الظهور أخيرا، ويقف المشجع الزملكاوي عبد الرحمن مصطفى صاحب الـ23 عامًا، ابن منطقة فيصل بالجيزة، أمام رئيس الجمهورية، متمنيًا أن يحصل على عضوية ناديه المفضل.
استجابة سريعة تلقاها عبد الرحمن مصطفى لأمنيته التي طال انتظارها، ليراها حقيقة أمام عينيه بعد ما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحقيق مطلبه، وفي استجابة سريعة من حسين لبيب رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، الذي حرص على إنهاء جميع إجراءات استخراج العضوية.
تعليق عبد الرحمن بعد حصوله على عضوية الزمالكالشاب العشريني الذي يعاني من إعاقة ذهنبة، يروي كواليس ما حدث لـ«الوطن»، حيث كان يتوقع أن تحدث استجابة سريعة لطلبه، بعد ما عرف طريق التقديم لها والأوراق عبر إعلان اتحاد الإعاقة الذهنية، وبعد اجتيازه جميع الاختبارات، وكان ذلك قبل الفعالية بـ6 أشهر تقريبًا: «اللي حصل كان مفاجأة مكنتش مرتب لده، أنا بشجع الزمالك من صغري، وكان نفسي أدخل النادي وأخد العضوية بتاعته».
بعد انتهاء الفعالية وعودة عبد الرحمن إلى منزله، تلقى خريج المعهد العالي للنظم الإدارية اتصالًا هاتفيًا من مسؤول العلاقات العامة بنادي الزمالك، يخبره أن يحضر إلى النادي لاستلام كارنيه العضوية الخاص به، في تمام الـ3 عصرًا، لتسيطر عليه حالة من الفرحة غير مصدق ما سمعت آذنيه: «فعلا روحت ودي كانت أول مرة ادخل النادي، كنت فرحان جدًا، ودخلت على طول إلى مكتب رئيس النادي الكابتن حسين لبيب، واستلمت الكارنيه بتاعي على طول، وكنت مبسوط جدًا باللي حصل».
متعة لا توصف يشعر بها «عبد الرحمن» في أثناء مشاهدة المباريات، الأمر الذي خلق بداخله رغبة في أن يصبح محللًا كرويًا: «أنا حضرت امبارح الاستوديو التحليلي بتاع ماتش الزمالك في القناة، ولسة مش عارف هشارك في استديوهات تحليلية قريب أو لا، عندي أخ زملكاوي وأخت هي السند والداعم ليا بشكل كبير ربنا يخليها ليا وأنا مديون ليها بعمري كله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عبد الرحمن مصطفى الشاب عبد الرحمن مصطفى نادي الزمالك عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
الإنسان بين مرايا ذاته ومآرب غيره
د. بدر بن أحمد البلوشي
الله على الإنسان… هذا الكائن العجيب، الممتلئ بالتناقضات، الرقيق حينا والعنيف حين تتلبسه مصالحه.. كم يبدو جميلاً حين يتجرد من أناهُ، وكم يصبح مفزعا حين ينكفئ على ذاته ويرى العالم من ثقب رغباته.. ما أن تختلف الرؤى، حتى تبدأ معركة التأويلات، وما أن تتعارض المصالح، حتى تُستخرج السكاكين المُغلفة بالمجاملات.
الرؤية ليست قالباً جاهزا ينسكب في كل عقل، بل هي عدسة تتشكل من ذاكرة التجارب، وتراكم المعارف، وحساسية النفس تجاه الأشياء.. كل واحد فينا يرى الأمور من قمة جبل بناه بنفسه، لذلك ما يراه أحدنا شمسا، يراه الآخر سرابا.. هنا لا يكون الصدام ضرورة، لكنه غالباً ما يصبح قدرا حين يغيب احترام الاختلاف.
المصالح، تلك المفردة الملساء التي تخفي تحت جلدها شهوات ومكاسب وخسائر.. كم من مصلحة لبست رداء المبادئ، وكم من مبدأ ذُبح على محراب المصلحة.. المصالح لا تطرق الأبواب بأدب، بل تقتحم المشهد مدفوعة برغبة الهيمنة أو الخوف من الفقد.. وعندما تتصادم، تُسقط معها كل شعارات التعايش والتكامل.
في زاوية أخرى من الصورة، يتمدد الخطر الأخطر.. نرجسية الرأي.. حين يقدس الإنسان رأيه كأنه وحي منزل، ويقصي ما عداه، تنكمش المساحات المشتركة.. تغيب المرونة، ويُختزل الصواب في زاوية واحدة.. كم من فكرة قُتلت قبل أن تولد، فقط لأنَّ من حملها لم يكن يملك الصوت الأعلى.
الحوار، ذلك الغائب الأكبر عن مشاهد الاختلاف، لا يأتي إلا حين ننزع عباءة التفوق.. ليس الحوار ضعفا ولا مساومة، بل هو فن لا يتقنه سوى الأقوياء بثقتهم، الأوفياء لفكرة الإنسان قبل الموقف.. بدون الحوار، تصبح الكلمات خناجر، والمواقف جدرانا.
التاريخ لا يرحم من يعيد أخطاءه.. كم من حضارات تساقطت أوراقها لا لهجوم الأعداء، بل لخيانة الداخل، لتناحر الرؤى وتكالب المصالح.. إنها سنة كونية، أن الضعف لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل حين تتحول العقول إلى معاول.
الإنسان يعيش بين مرآتين.. مرآة يرى فيها ذاته، وأخرى يرى فيها الجماعة.. إن بالغ في الأولى، أصبح أنانيا مهووسا.. وإن ذاب في الثانية بلا ملامح، صار تابعا بلا موقف.. التوازن بين الرؤية الفردية ومصلحة المجموع هو ذروة الحكمة.
الرؤية حين تتحول إلى سلاح، تفقد معناها.. حين تصير أداة إقصاء لا أداة بناء، تصبح الرؤية مشروعة على حساب الآخر، لا بالتشارك معه.. وكل فكرة تُطرح من على منصة مرتفعة تُقصي من تحتها، لا يمكن أن تبني مجتمعا.
الاختلاف حين يُدار بذكاء، يصبح فرصة للتطوير لا ذريعة للتمزيق.. اختلاف الزوايا هو ما يصنع الصورة الكاملة.. أما إذا تحول الاختلاف إلى ساحة حرب، وخضع لإملاءات المصالح الضيقة، فحتى أعظم العقول تغدو وقودا لصراع لا عقل فيه.
ويبقى السؤال، وهو بيت القصيد.. متى يدرك الإنسان أن الحقيقة لا تختبئ في جيب أحد، وأن المصلحة الآنية لا تبرر خنق الحوار؟ متى يعترف بأن الحق ليس نسخة واحدة، وأن الخلاف لا يعني العداء، وأننا جميعا عابرون فوق مسرح الحياة، فما نتركه من أثر هو ما يبقى، لا ما ننتزعه من مكسب؟