رفض الجسر البري.. عنوان فعاليات مناصرة غزة الأبرز في الأردن
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
عمّان- ركزت الفعاليات المناصرة لغزة في الأردن -خلال الأيّام الأخيرة- على مطالب أساسية تتمثل في رفض الجسر البري الذي يقول مواطنون إنه يمد الاحتلال بالبضائع لكسر الحصار الذي فرضه الحوثيون على مرور السفن المتجهة للأراضي المحتلة عبر مضيق باب المندب.
وشهدت محافظة إربد فعالية مركزية حاشدة كان من المقرر أن تتجه نحو "معبر الشيخ حسين" على الحدود بين الأردن والأراضي المحتلة، لكن حالت الإغلاقات والحواجز الأمنية دون ذلك.
فعاليات حاشدة
ورفع المشاركون لافتة عملاقة كُتب عليها "نريد جسرا بريا لغزة " كما طالبوا بوقف مرور الشاحنات التي تمد الاحتلال بالبضائع، ومنع التصدير بكل أشكاله، ومن جانبها اعتقلت القوات الأمنية عددا من المواطنين الذي استطاعوا الوصول قريبا من المعبر للتظاهر.
وشهدت مدن الكرك والسلط والمفرق والعقبة كذلك فعاليات ومسيرات نددت بالجسر البري ورفعت شعارا موحدا، وهو "تجويع غزة جريمة والجسر البري خيانة".
ويشدد الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، والذي يضم أحزابا ومبادرات المجتمع المدني، على أن مرور الجسر البري عبر دول عربية ومنها الأردن هو "طعنة في ظهر أهالي غزة ممن يتعرضون لحرب التجويع والمجازر اليومية والتي بلغ عدد ضحاياها عشرات الآلاف".
في المقابل، تصر الحكومة على نفي هذه الاتهامات، حيث وصفها رئيس الوزراء بشر الخصاونة -قبل أيام- بأنها "وحي من الخيال" وهو ما نفاه أيضا الناطق باسم الحكومة مهند المبيضين في تصريح سابق للجزيرة نت.
مسيرة رفعت شعارا موحدا "تجويع غزة جريمة والجسر البري خيانة" (الجزيرة) عارفي السياق، قالت البرلمانية السابقة ورئيسة حزب العمال رولا الحروب، للجزيرة نت، إنه "من العار أن يغلق أهلنا في اليمن مداخل التجارة الدولية، بينما نفتح نحن الجسور من أجل وصول البضائع للاحتلال، نحن شهود على تجويع أطفال غزة وأهلها حيث لا غذاء ولا دواء".
وأشارت إلى أن الإنزالات الجوية التي نفذها الجيش الأردني وبعض الدول الأخرى خطوة جيدة لكنها غير كافية لأن الوضع بحاجة ماسة لجسور جوية وبرية وبحرية مستدامة لغزة "وحتى عند توفر ذلك فما نزال مقصرين ولا نقوم إلا بالواجب".
وخلال الأيام الماضية، كان "رفض الجسر البري" العنوان الأبرز للفعاليات في عمّان وباقي المحافظات والذي يغذي الاحتلال بهدف ممارسة ضغط أسماه ناشطون "الجوع بالجوع" لدفع الاحتلال نحو رفع الحصار الخانق على أهالي القطاع والسماح بإدخال المساعدات.
واحتشد مواطنون، الثلاثاء الماضي، أمام وزارة النقل للمطالبة بعدم مد الاحتلال بشاحنات البضائع، ورفعوا لافتات حملت عبارات "الجسر البري خيانة" و"لا لتجويع غزة" كما هتفوا مطالبين بمد جسور مساعدات من الأردن والدول العربية لغزة لا سيما شمال القطاع.
الملتقى الوطني لدعم المقاومة ينشر توثيقاً مصوراً لمسار الشاحنات المشاركة في الجسر البري الذي يمد الاحتلال بالبضائع ما بين مركز العمري الحدودي ومعبر الشيخ حسين.
رصد المسار جرى على خمس جولات وجرى التصوير في الجولة الأخيرة للتوثيق.#أوقفوا_جسر_العار #الجسر_البري_خيانة pic.twitter.com/k36PIDz9YK
— زياد ابحيص (@ZiadIbhais) February 29, 2024
سلسلة بشريةكما تجمع مئات الشبان بالقرب من السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية منددين بالمجزرة التي وقعت عند دوار النابلسي شمال القطاع أو ما أُطلق عليها "مجزرة جوعى غزة" التي ارتكبها الاحتلال مخلفا أكثر من 100 شهيد ونحو ألف مصاب ممن احتشدوا لتلقي المساعدات.
والخميس، أُقيمت سلسلة بشرية عند ما يقول المشاركون إنه "أحد مسارات الجسر البري" وسط وجود أمني كثيف ومخاوف من تصعيد من قبل المواطنين أو حدوث قطع للطرق، وهو ما تحدّث عنه الإعلام الإسرائيلي أيضا في فعالية مماثلة سابقة.
وتزامنت هذه الفعالية مع نشر "الملتقى الوطني" مقطع فيديو يكشف ما قال إنه "مسار الجسر البري من مركز العمري الحدودي إلى معبر الشيخ حسين" حيث أوضح أن الخرائط والصور التي عرضها نتيجة رصد -لعدة أيّام- لمسار الشاحنات.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت -الخميس- استشهاد 13 طفلا بسبب المجاعة وسوء التغذية شمال القطاع. بينما يستمر العدوان الإسرائيلي على هذا القطاع الفلسطيني المحاصر، وتتصاعد الأزمة الإنسانية التي وصلت حد المجاعة وقصف المواطنين خلال تجمعهم لتلقي المساعدات الشحيحة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أ.د بني سلامة يكتب .. عبيدات قدم رؤيته الشاملة والبعيدة النظر حول الأخطار المحدقة بالأردن
#سواليف
كتب أ.د. محمد تركي بني سلامة
في ظل تحديات متفاقمة تهدد الأردن والمنطقة، جاءت كلمة دولة السيد أحمد عبيدات في المنتدى العربي يوم امس لتعكس وعيًا وطنيًا حقيقيًا وإحساسًا عميقًا بالمسؤولية. لقد قدّم عبيدات رؤيته الشاملة والبعيدة النظر حول الأخطار المحدقة بالأردن، مسلطًا الضوء على السياسات المتطرفة لحكومة اليمين الإسرائيلية والتي ترمي، دون خجل أو مواربة، إلى فرض واقع جديد يخدم حلم “إسرائيل الكبرى” عبر تصفية القضية الفلسطينية وتحويل الأردن إلى وطن بديل.
تجلّت كلمات عبيدات كجرس إنذار يوقظ الضمائر ويدعو للعمل قبل فوات الأوان، مؤكدًا أن حالة “الاسترخاء” التي تشهدها بعض الأقطار العربية يجب أن تنتهي، وأن الوقت قد حان لتبني سياسات حازمة لحماية الأردن والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي يقف بصلابة في وجه الاحتلال. الأردن لا يمكنه أن يبقى خارج هذه المعركة الوجودية، بل يجب أن يكون في طليعة المدافعين عن فلسطين، إيمانًا بأن تهديدات اليمين الإسرائيلي هي جزء من مخطط يستهدف أمن المنطقة بأكملها، ويسعى لإعادة رسم الخارطة السياسية والجغرافية بما يخدم مصالح الكيان الإسرائيلي.
مقالات ذات صلة لماذا العائد على محفظة القروض أقل من (4%)..؟! 2024/11/07وبشجاعة تُحسب له، كشف عبيدات بجرأة عن نفاق الغرب وازدواجية معاييره عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. فالدول الغربية، التي تتشدق بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان حين تخدم مصالحها، تتغاضى عن أبشع الجرائم الوحشية والإبادات الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بينما تقدم له الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي دون تردد. انكشف قناع الحضارة عن وجه الغرب المتوحش الذي يتاجر بشعارات زائفة، ويترك ضميره رهينة لمصالحه الاستعمارية. الديمقراطية وحقوق الإنسان في قاموسهم ليست سوى أدوات يُشهّرونها عند الحاجة، ويتجاهلونها عندما تصطدم بأجنداتهم، ليتجلى زيفهم على حساب الشعوب المناضلة.
وفي خضم هذا الصراع، أكّد عبيدات على أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية لا تدافع فقط عن أراضيها، بل هي تجسيد حي لكرامة الأمة العربية بأسرها. فالذين يقفون صامدين في غزة وجنوب لبنان يمثلون رمزًا للعزة والشرف العربي، ويبعثون برسالة إلى العالم بأن الشعوب العربية ترفض الذل والخضوع، وأن كرامتها لا تُشترى. إن صمود المقاومة وبطولاتها في وجه الاحتلال وحلفائه يربك مخططات نتنياهو الذي يسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق تصوره، إلا أن هذا الصمود البطولي يقف سدًا منيعًا صامد أمام هذا العدوان و هذه الطموحات، ويؤكد أن الكفاح العربي سيبقى مستمرًا ما دام هناك من يدافع عن الشرف والكرامة.
ولعل من أبرز محاور كلمة عبيدات، تحذيره من محاولات بث الفتنة بين أفراد المجتمع على أسس طائفية أو مذهبية، وهي محاولات تهدف إلى تمزيق النسيج الوطني الأردني خدمةً لأهداف العدو الصهيوني. فالفتنة، كما يقول عبيدات، لا تخدم إلا مصلحة الاحتلال، وأي انقسام داخلي يجعل الأردن عرضةً للاستهداف. من هنا، يجب أن يكون تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية الأردنية على رأس الأولويات، كونهما السد المنيع الذي يحمي الأردن من أي مخططات تخريبية. إن الرد الحازم على هذه المحاولات يكون بالتمسك بوحدة الصف الوطني وتعزيز التماسك الاجتماعي بين جميع مكونات الشعب الأردني.
كما دعا عبيدات إلى ضرورة مراجعة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تحترم التزاماتها وتستمر في انتهاكها بوقاحة. يجب أن تقوم الدولة الأردنية بوقفة حازمة وتعيد النظر في هذه الاتفاقيات بما يخدم المصالح الوطنية ويحقق الاستقلال الكامل للأردن. كما شدد عبيدات على إنهاء وجود القواعد الأجنبية على الأراضي الأردنية كخطوة للحفاظ على السيادة الوطنية، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي تهدد استقرار المنطقة.
إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه من كلمة السيد عبيدات، فهو أن الوقت قد حان لتوحيد الجهود وتبني رؤية وطنية شاملة للدفاع عن الأردن ومستقبله. ينبغي أن تكون كلماته نواة لميثاق وطني ينطلق من اليوم، لتكريس سياسات واقعية وواضحة تحمي مصالح الأردن وتصون أمنه وتحمي حدوده وتحافظ على استقراره وتعزز صموده في وجه التهديدات المتزايدة. فالخطر داهم والوقت ليس في صالحنا، وعلينا أن نستعد ونتحرك بوعي وجدية لمواجهة هذه التحديات.
ختامًا، إننا إذ نشيد بجرأة دولة السيد أحمد عبيدات ورؤيته الثاقبة، ندعو الجميع، من حكومة وشعب، إلى الالتفاف حول هذا الموقف الوطني النبيل، والعمل معًا لتحويل كلماته إلى خارطة طريق والى واقع عملي يضمن حماية الأردن ومصالحه العليا ، ويدفعنا إلى العمل الوطني الجاد دفاعا عن الأردن وأبنائه ومستقبلهم ، ولتكن كلماته بمثابة جرس انذار يدق في قلوب الأردنيون ،فلا مجال للصمت او التردد او التاخير ؛ فالخطر داهم والتهديدات واضحة، ولا بد من العمل بجدية ووعي وسرعة ، وتوحيد الجهود وتبني رؤية وطنية واضحة ،قبل أن يقع الفأس بالرأس .