محافظ محافظة صعدة لـ”الثورة “: تم تنفيذ 285 مشروعا بتكلفة 12مليار ريال و62 ألف دولار خلال عامين
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
القوى الاستعمارية لن تثنينا عن مواقفنا ولن تفلح في اليمن أبناء محافظة صعدة في حالة نفير عام لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة
الثورة / خالد احمد السفياني
أكد اللواء/ محمد جابر عوض – محافظ محافظة صعدة، أن الوضع الخدمي في المحافظة شهد استقرارا متناميا وبشكل مضطرد بفعل المشاريع التنموية والخدمية التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية بعد العدوان لقوى التحالف حيث وفرت هذه المشاريع المنفذة أجواء خدمية ناجحة افضل مما كانت عليه أثناء العدوان حيث دمرت البنية التحتية وغالبية المشاريع الخدمية والتنموية في المحافظة خلال العدوان السعودي- الأمريكي -الإماراتي مما خلق شللاً لواقع الخدمات وتدمير العملية التنموية في المحافظة وخلال العامين 1444-1445هجرية شهدت المحافظة تنفيذ 285 مشروعا مختلفا بتكلفة إجمالية بلغت 12 مليار ريال و143 مليون دولار.
وحول الموقف اليمني من أحداث غزة والمدن الفلسطينية والعدوان الثلاثي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على اليمن من أجل الضغط على اليمن لتغيير موقفها حيال القضية الفلسطينية، أوضح أن العدوان على اليمن لن يثني الشعب اليمني وقيادته الحكيمة عن موقفها المبدئي ولن يركع الشعب اليمن للغطرسة والهيمنة الأمريكية مهما كان حجم العدوان والحصار لأنه شعب عريق لا يركع إلا لله وحده..
جاء ذلك في حديثه لـ ” الثورة ” والذي سلط فيه الأضواء على واقع التنمية والخدمات والمشاريع في المحافظة وانعكاسات العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي لدى أبناء محافظة صعدة والذي تضمنه اللقاء التالي :
285مشروعا :-
-هناك احتياج ماس في المحافظة لكثير من المشاريع التنموية والخدمية ما طبيعة وعدد وتكلفة المشاريع المنفذة خلال العام الماضي؟
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على محمد واله تسليما كثيرا، حقيقة المحافظة بحاجة ماسة للكثير من المشاريع التنموية والخدمية المختلفة خاصة وإن كثيراً من المشاريع التي كانت قائمة قد تعرضت للدمار خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي خلال سنوات العدوان وينصب اهتمام قيادة المحافظة ومعها السلطة المركزية على تنفيذ بعض من هذه المشاريع لتعويض المحافظة عما فقدته والدفع بالواقع التنموي والخدمي إلى المستوى المطلوب وفق الإمكانيات المتاحة، وخلال السنوات الماضية تم تنفيذ عدد من المشاريع في مجالات مختلفة بالتعاون مع السلطة المركزية والسلطة المحلية والوزارات المعنية والجهات الداعمة لعملية التنمية، حيث شملت هذه المشاريع مشاريع الطرق والمياه والكهرباء والصحة العامة والتعليم الجامعي والتعليم العام وغيرها من المجالات، وخلال العام 1444هجري
والفترة الماضية من العام الحالي 1445 هجري تم تنفيذ285 مشروعا تنمويا وخدميا بتكلفة إجمالية بلغت ” 12.266.697.227ريالاً ” و” 62.886.294 دولاراً ” منها مشاريع العام الماضي 1444 هجري التي بلغت 195 مشروعا بتكلفة إجمالية بلغت “10.669.697.227 ريالاً ” و” 52.336.294 دولاراً ” منها 89 مشروعا بتمويل السلطة المحلية بتكلفة ” 2.341.893.000 ريال ” و10 مشاريع بتمويل مركزي بتكلفة ” 1.882.171.600 ريال ” و55 مشروعا بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية بتكلفة ” 6.445.632.627 ريالاً ” و17 مشروعا بتمويل من مشروع الأشغال العامة بتكلفة “2.037.273 دولار ” و24 مشروعا بتمويل المنظمات العاملة في المحافظة بتكلفة “50.229.021 دولاراً ” وخلال الفترة المنصرمة من العام الحالي 1445هجري تم تنفيذ 90 مشروعا بتكلفة “1.600.000.000 ريال ” و10.550.016 دولاراً ” منها 58 مشروعا بتمويل السلطة المحلية بتكلفة ” 1.600.000.000 ريال ” و25 مشروعا بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية بتكلفة “9.473.183 دولاراً ” و7 مشاريع بتمويل من مشروع الأشغال العامة بتكلفة “1.076.833 دولاراً ” ولا زال في هذا العام بقيه لتنفيذ مشاريع إضافية إن شاء الله .
واقع خدمي
ويستأنف اللواء/ محمد جابر عوض – محافظ محافظة صعدة في حديثه قائلا:
الوضع الخدمي في الوقت الراهن مستقر وفي حالة تطور وتنام مضطرد في مجالات التربية والتعليم والتعليم الجامعي والمهني وفي الصحة العامة والأشغال والطرق والمياه والكهرباء وغيرها من المجالات الخدمية ونسعى جاهدين للارتقاء بمستوى الخدمات مع مرور الوقت وتفعيل أداء الجهات الخدمية ومختلف مكاتب الجهاز الإداري للدولة في المحافظة، ففي مجال التربية والتعليم تم ترميم وإعادة كثير من المدارس التي دمرت خلال العدوان وإضافة فصول لبعض المدارس وإجراء توسعة للبعض الآخر والكادر التربوي يقوم بمهامه بالشكل المطلوب رغم وجود قصور حاليا في الكتاب المدرسي والأثاث والكراسي والمعامل وغيره.
وفي مجال الصحة العامة تم افتتاح مستشفى الأمومة والطفولة بقحزه لتخفيف حدة الضغط على المستشفيات العاملة في عاصمة المحافظة كما نعمل بشكل مستمر لتوسعة المستشفى الجمهوري والدفع بواقع الخدمات فيه ولدينا خطة وتوجهات لتوفير الكادر الطبي والصحي المحلي لتغطية الاحتياج من الكادر، فإلى جانب ما يقوم به المعهد العالي للعلوم الصحية من تخريج دفعات سنوية من الممرضات والقابلات ومساعدي أطباء تم افتتاح كلية الطب بجامعة صعدة وتتلقى الدفعة الأولى دراستها في الكلية بغية توفير الأطباء لتغطية احتياج المستشفيات العاملة خلال الفترة المقبلة خصوصا وأن هناك توجهاً لتنفيذ مشروع مدينة الحسين الطبية بمدينة صعدة والعمل جار على قدم وساق لتنفيذ هذا المشروع، وفي مجال الطرق تم تنفيذ شق وسفلتة بعض الشوارع الداخلية لمدينة صعدة وكذا مشاريع شق وسفلتة بعض الطرق التي تربط مدينة صعدة عاصمة المحافظة بالضواحي المجاورة والمناطق المتاخمة لها والتي أضحت امتداداً لمدينة صعدة بفعل التوسع العمراني المستمر الذي تشهده مناطق قاع صعدة وفي مقدمة هذه الطرق الخط الدائري لمدينة صعدة الذي يربط مناطق بني معاذ والعند والطلح والحمزات وربيع ببعضها وبمدينة صعدة.
وفي مجال مياه الشرب هناك استقرار في خدمات مشروع مياه صعدة ويغطي نسبة كبيرة من احتياج السكان في مدينة صعدة وضواحيها للمياه النقية وتم العمل على تطوير المشروع بتنفيذ آبار ومحطات جديدة بالتعاون مع الشركاء، كما تم تزويد مؤسسة المياه والصرف الصحي بمدينة صعدة بعدد من وايتات الشفط الخاصة بالصرف الصحي حتى نتمكن من تنفيذ مشروع الصرف الصحي بصعدة والذي يواجه تعثرات دائمة في تنفيذه أما في مجال الكهرباء فالخدمات جيدة نسبيا بعد أن تم إعادة التيار لمدينة صعدة والضواحي المجاورة والعمل جار على مد الخدمات لمناطق جديدة وفق القدرات والإمكانيات المتاحة خاصة وأن محطة الكهرباء الحالية هي محطة مؤقته بدلا عن المحطة الرئيسية التي تعرضت للتدمير الكامل في بداية العدوان في 2015 م ونعمل على متابعة نقل محطة توليد بقدرة 5 ميجا 2 مولدات واعتماد 8.000.000 دولار لتنفيذ الأعمال المدنية وسيكفل المشروع تغطية 6000-7000 مشترك.
تنظيم داخلي:
– الملحوظ أن هناك ازدحاماً كبيراً في الشوارع الرئيسية داخل عاصمة المحافظة .. ماهي الحلول المتخذة لحل هذا الأشكال؟
– الازدحام الموجود حاليا في عاصمة المحافظة أمر طبيعي ونتاج نزوح عشرات الآلاف من سكان مناطق دمرها العدوان وحتمت عليهم النزوح، هناك الكثير من حرض وعبس ومن الحديدة ومن مناطق صعدة الحدودية سكنوا في مدينة صعدة وضواحيها المجاورة والذي بدوره خلق ازدحاماً مرورياً واكتظاظ المدينة بالسكان وبهدف امتصاص هذا الازدحام وتخفيف حدته قمنا بجملة من الإجراءات لتنظيم المدينة منها إقامة مناطق صناعية تستوعب الأعمال المهنية من ورش ومصانع صغيرة وإقامة مجمعات تجارية متكاملة وإخراج الأسواق الكبيرة من داخل المدينة إلى محيط المدينة التي تتوفر فيها مساحات واسعة تستوعب الزيادة المتواصلة من الناس الذين يقصدونها خاصة أسواق القات كما نحن الآن بصدد تنفيذ مشروع سوق تجاري كبير شرق المدينة وهو سوق وقفي ومشروع كبير يهدف لتجميع الأسواق الصغيرة المتناثرة في موقع واسع ويضم أسواقاً مختلفة ونتطلع إلى استكمال هذا المشروع خلال هذا العام .
الإيرادات العامة:
كيف تنظرون إلى حجم الإيرادات العامة المتحققة خلال العام المنصرم؟
الإيرادات العامة في المحافظة شهدت نمواً غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية وتبذل جهود مشتركة من الجهات الايرادية وقيادة المحافظة بغية الوصول إلى الوعاء الإيرادي والارتقاء بمستوى التحصيل خاصة في مجالي الزكاة والضرائب، حيث تجاوزت إيرادات الزكاة والضرائب العام الماضي 12 مليار ريال وفي ذات الوقت نحرص على تسخير إيرادات الزكاة في المصارف الشرعية، وتنفيذ توجيهات السيد القائد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله بهذا الخصوص، حيث تجاوزت مصارف الزكاة خلال العام المنصرم 3 مليارات ريال وهناك توجهات لمشاريع زكوية جديدة يتم تبنيها لدعم الأسر الفقيرة والمعدمة منها مساعدات علاجية للمرضى من الفقراء في المستشفى الجمهوري بنسبة كبيرة من تكاليف العلاج تتحملها الهيئة العامة للزكاة وقد تم توقيع اتفاق بهذا الخصوص بين فرع الهيئة والمستشفى وسيتم العمل به بعد استكمال إجراءات التنظيم لها.
موقف مبدئي:
– كيف تنظرون إلى ما يجري في قطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية وإلى العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على اليمن؟ وموقف أبناء المحافظة من ذلك؟
ما يحدث في قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية من عمليات إبادة جماعية وتدمير واسع ومحاولات تهجير الفلسطينيين إلى خارج التراب الفلسطيني أمر ممقوت يحز في نفس كل عربي ومسلم ويتوجب النصرة والتضامن والدعم مع هذا الشعب العربي المسلم امتثالا لقول الله سبحانه .. وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ” وأن تخاذل الحكام العرب عن نصرة هذا الشعب المغلوب لن يكون إلا وصمة عار في جبين هؤلاء الحكام وسيسجل التاريخ في أسود صفحاته مواقف كل الزعماء الذين تخاذلوا عن نصرة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة والحالكة، ووقوف اليمن وتضامنها ودعمها للقضية الفلسطينية هو من منطلق الواجب الديني والقومي والإنساني وتفرضه قواسم الدين والدم والقربى والمصير المشترك…
لن يفلح العدوان
وأضاف الأخ المحافظ بقوله:
المحاولات اليائسة من القوى الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لثني اليمن عن مواقفه الثابتة ومحاولة إسكات صوته وتبديل مواقفه محاولات فاشلة ولن تجدي مطلقا ولن تزيد اليمن إلا مضياً على الطريق الصحيح وموقفه المبدئي بدليل أن العدوان الثلاثي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على اليمن قد خلق استهجاناً كبيراً ومقتاً من أبناء الشعب اليمني الذي يصمم اليوم على الوقوف في وجه الغطرسة الاستعمارية وأصبح قاب قوسين أو أدنى من النفير العام لمواجهة العدوان.
نفير عام
وحول الفعاليات التي تشهدها المحافظة دعما وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وردا على العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، أوضح قائلا:
محافظة صعدة مهيأة اليوم كغيرها من محافظات الوطن للنفير العام ومواجهة كل السيناريوهات القائمة والمحتملة وإجهاض كل توجهات المستعمرين الجدد على ثرى هذه التربة الطاهرة، وهناك فعاليات سياسية وثقافية مختلفة تجري على قدم وساق لحشد الموقف الشعبي، حيث تقام المسيرات والمظاهرات الغاضبة كل يوم جمعة من كل أسبوع على مستوى المحافظة وعلى مستوى المديريات والأحياء في المدن والقرى والعزل في الأرياف تعلن تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الدفاع عن الأرض والعرض وتنديدا بالعدوان الهمجي على اليمن، كما تم تفعيل المقاطعة الاقتصادية للسلع والبضائع لدول العدوان من خلال حملات عدة وإتلاف كميات كبيرة من هذه البضائع الى جانب الفعاليات السياسية والثقافية القائمة التي تجعل من هذه القضايا محورها الأول، كما أن خطباء المساجد والحلقات العلمية فيها تسهم بدور كبير في إذكاء الروح الجهادية والحث على النفير العام ناهيك أن هناك لجاناً مشكلة ودوراً للجهات المعنية التي تقوم بعملية الحشد المستمر لخلق نفير عام في وجه القوى الاستعمارية التي تحاول النيل من اليمن بسبب مواقفها المشرفة، ونقول بوضوح إن صعدة مهيأة لمواجهة كل التحديات المقبلة والراهنة جنبا إلى جنب مع أبناء بقية محافظات الوطن، ونقول إن القوى الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لن تفلح مطلقا في اليمن فاليمن شعب حي وأمة مقتدرة جعلت من ترابها مقبرة لكل الغزاة عبر التاريخ الطويل وهي اليوم أقوى من ذلك في ظل القيادة المباركة والحكيمة لقائد الثورة السيد العلم / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وفي ظل القيادة السياسية والعسكرية ممثلة في المشير الركن / مهدي محمد المشاط والتي تترجم كل توجيهات وتعليمات السيد العلم على الواقع العملي ..
نسأل الله أن يثبت إقدام المجاهدين في أرض فلسطين ويكتب لهم النصر والخلاص والتأييد وأن يجعل من هذا البلد الطيب ناصرا وسندا لكل المستضعفين من أبناء الأمة العربية والإسلامية، ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ” صدق الله العظيم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الإمارات لبحوث علوم الاستمطار»: 22.5 مليون دولار منح بحثية لـ 14 مشروعاً من 9 دول
إبراهيم سليم (أبوظبي)
عقد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، مؤتمراً صحفياً أمس في مقر المركز الوطني للأرصاد في أبوظبي، لتسليط الضوء على أبرز إنجازات البرنامج الذي يحظى برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة؛ خلال الأعوام العشرة الماضية، وخططه المستقبلية.وتشمل أجندة البرنامج إلى جانب الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس البرنامج في شهر يناير من العام 2025 تنظيم النسخة السابعة من الملتقى الدولي للاستمطار في أبوظبي خلال الفترة من 28 وحتى 30 يناير 2025، وكذلك إطلاق الدورة السادسة من منحة البرنامج العالمية المخصصة للمشاريع البحثية المبتكرة في مجال الاستمطار والتي تقدم 1.5 مليون دولار أميركي لكل مشروع بحثي مبتكر، وبلغ إجمالي المنح البحثية المقدمة نحو 22.5 مليون دولار لـ 14 مشروعاً من 9 دول مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «يتطلب ملف الأمن المائي العالمي أكثر من مجرد جهود تقليدية؛ فهو يحتاج إلى الابتكار المستمر وتبني التقنيات المتقدمة المدعومة بالبيانات والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المختلفة، وهو الأمر الذي حرصنا على الاستثمار فيه وتطويره من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار. تتوافق أجندة الأمن المائي في دولة الإمارات مع التوجهات العالمية في هذا الشأن، ونسعى من خلال البرنامج ليكون لنا دور فاعل في تحقيق تطلعاتها».
وأضاف المندوس: «نحن في دولة الإمارات ملتزمون بدورنا في تعزيز التعاون العلمي وفتح آفاق جديدة للابتكارات التي تسهم في تحقيق استدامة الموارد المائية، حيث إن الابتكار والبحث العلمي هما السبيل الأمثل للحد من تحديات التغير المناخي العالمية وتحقيق الأمن المائي. ومن خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي سنحتفل بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، سنواصل دعمنا للمشاريع الرائدة في مجال علوم الاستمطار، والعمل جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي لتعزيز الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة».
وسيشكل الملتقى الدولي السابع للاستمطار منصة عالمية بارزة لمناقشة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في أبحاث الاستمطار والحلول المبتكرة لمعالجة تحديات ندرة المياه، وذلك بمشاركة نخبة من كبار صناع القرار والباحثين والمستثمرين والشركاء الاستراتيجيون في مجالات الأمن المائي وتقنيات تحسين الطقس من جميع أنحاء العالم. وسيناقش الملتقى خلال دورته السابعة 5 محاور رئيسية تشمل؛ التعاون، والابتكار، وبناء القدرات، والذكاء الاصطناعي، والأبحاث التطبيقية.
ويكتسب الذكاء الاصطناعي أهمية خاصة خلال مناقشات الملتقى في دورته المقبلة، كما تضم أجندته جلسات رفيعة المستوى تتناول محاور علمية استراتيجية تشمل؛ الأمن المائي من منظور إقليمي وعالمي، والذكاء الاصطناعي لتعديل الطقس: المسارات المستقبلية، ونماذج هجينة قائمة على الذكاء الاصطناعي والفيزياء وعلوم البيانات لأبحاث المناخ والطقس، والتطورات في أنظمة الطائرات بدون طيار المستقلة وأهميتها لتطبيقات تعديل الطقس، والفرص والتحديات لتصميم وتطوير واختبار مواد جديدة لتلقيح السحب، والتدخلات المناخية المحدودة كمحفز لتعزيز هطول الأمطار، والأساليب والابتكارات الجديدة لتكوين السحب وتعزيز هطول الأمطار.
ويوفر الملتقى لطلبة الجامعات والباحثين الشباب فرصة لعرض مشاريعهم البحثية المبتكرة في مجالات تعديل الطقس والاستمطار على كوكبة من العلماء البارزين من مختلف أنحاء العالم، حيث سيشهد مشاركة واسعة من مراكز البحوث المحلية والدولية ومؤسسات التعليم العالي والمبادرات البحثية.
كما سيطلق البرنامج في شهر يناير المقبل دورته السادسة أمام الباحثين من مختلف دول العالم، حيث تركز على 5 مجالات بحثية ذات الأولوية لأبحاث الاستمطار في الفترة المقبلة والتي تشمل؛ مواد التلقيح المحسنة، وأنظمة تعزيز الاستمطار، والأنظمة الجوية المستقلة، والتدخل المناخي المحدود، إضافة إلى النماذج والبرمجيات والبيانات المتقدمة.
وتعكس الدورة الجديدة الأهمية الكبيرة التي يوليها البرنامج لدفع جهود الابتكار في مجال أبحاث الاستمطار، وذلك من خلال التركيز على مجالات بحثية ناشئة كالتقنيات المستقلة وأنظمة البيانات المتقدمة وصولاً إلى تطوير حلول ذات التأثير الحقيقي على المجتمعات.
ومن جانبها، قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «سيكون العام 2025 عاماً محورياً في مسيرة البرنامج، ففي الوقت الذي يشرف فيه البرنامج على إكمال 10 أعوام في خدمة الجهود الحثيثة لتطوير علوم الاستمطار، سنكون على موعد مع إطلاق الدورة السادسة لمنحة البرنامج الذي حرصنا خلاله على مدار الأعوام الماضية على تطوير نهج فريد للبرنامج يميزه عن باقي المبادرات ذات العلاقة، إذ لا يقتصر عمل البرنامج على توفير التمويل اللازم لتطوير المشاريع البحثية فقط، بل يوفر الدعم التقني اللازم لاستكمالها والانتقال بها إلى تقنيات قابلة للاستخدام، من خلال العمل على مشاركة البيانات والخبرات والمرافق التي من شأنها تعزيز قدرة الفرق البحثية على تنفيذ مشاريعهم وفقاً لطبيعة وبيئة دولة الإمارات ومناخها».
وشهد العام 2024 نشاطاً دولياً مميزاً لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، إذ باشر العام بحفل الإعلان عن الحاصلين على منحة الدورة الخامسة، وتبع ذلك المشاركة في أسبوع باكو للمياه في أذربيجان خلال شهر مارس، كما نفذ جولة تعريفية في الولايات المتحدة مستهدفاً المؤسسات البحثية الرائدة مثل جامعة ميشيغان التكنولوجية ومركز أبحاث البحيرات الكبرى التابع لها، بالإضافة إلى الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (وكالة ناسا)، ومركز أبحاث توماس جون واتسون التابع لشركة آي بي إم، وجامعة كولومبيا، ومختبر بروكهافن الوطني، وكلية مدينة نيويورك.
وإلى جانب مشاركته في ندوة الآسيان الإقليمية حول تحسين الطقس في تايلاند، سيركز البرنامج على التواصل مع أبرز صناع القرار والشركاء والباحثين والعلماء خلال الفعاليات التي سيشارك بها خلال الفترة القادمة والتي تشمل: اجتماع الاتحاد الأميركي للجيوفيزيائيين في ديسمبر المقبل، ومؤتمر الدول الأطراف كوب 16 الخاص بمكافحة التصحر في الرياض - المملكة العربية السعودية، وكذلك استعراض إنجازاته في جناح دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف «COP29» في باكو – أذربيجان.
وأكد عمر اليزيدي نائب المدير العام للمركز الوطني للأرصاد خلال الإحاطة الإعلامية والجولة الإعلامية في المركز الوطني للأرصاد أن أمن المياه يعد أحد التحديات التاريخية والأكثر إلحاحًا بسبب مناخنا الجاف والهطول المحدود للأمطار، ولذا أطلقت دولة الإمارات برنامج الإمارات للاستمطار في عام 2015 تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة.
وتم إنشاء هذا البرنامج لتعزيز البحث والابتكار في مجال الاستمطار، وتطوير حلول عملية، وتأمين موارد المياه المستدامة لمنطقتنا وخارجها بما يتماشى مع جهود المركز الوطني للأرصاد للتخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي.
وأشار إلى حرص المركز الوطني للأرصاد على أن يكون داعماً أساسياً لهذه الرحلة، مما مكّن الحاصلين على منحة برنامج الإمارات للاستمطار والفرق البحثية من تطوير تطبيقات عملية واقعية تتوافق بشكل مباشر مع أولويات أمن المياه في دولة الإمارات.
وأوضح أن «مصنع الإمارات لتحسين الطقس» التابع للمركز الوطني للأرصاد هو أول مصنع في المنطقة لإنتاج مواد تلقيح السحب عالية الجودة لعمليات الاستمطار.. وقد أثبتت مواد التلقيح المعالجة بتقنية النانو، التي تم تطويرها من خلال المشروع المبتكر للدكتورة ليندا زو الحائزة على منحة الدورة الأولى من برنامج الإمارات للاستمطار، كفاءة ملحوظة في تعزيز هطول الأمطار. وفي ظل الظروف الرطبة، تعمل هذه المواد على زيادة عدد قطرات الماء الكبيرة بنسبة تصل إلى 300%، مقارنة بمواد التلقيح التقليدية.
كما نجح المركز الوطني للأرصاد بشكل كبير في تعزيز مهمة برنامج الإمارات للاستمطار من خلال دعم وتسهيل العديد من الحملات الميدانية: ثماني حملات داخل دولة الإمارات، وحملات إضافية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد وفرت هذه الحملات بيانات بالغة الأهمية من شأنها تعميق فهمنا لخصائص السحب وأنماط هطول الأمطار في المنطقة والتي تعد ضرورية لعلم الاستمطار.