بروفيسور يمني مقيم في ألمانيا: محزن أن نشاهد شباباً وشابات وصغار سن لديهم روماتيزم متقدم في اليمن
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
الاسرة / عُلا محمد
وصف استشاري أمراض القلب والباطنة بجامعة بوخوم الألمانية الدكتور نبيل الجوفي انتشار مرض روماتيزم القلب في اليمن بأنه منتشر بشكل مخيف، وقال “من المحزن أن نشاهد شباباً وشابات وصغار سن لديهم روماتيزم متقدم.
وأوضح الدكتور الجوفي أن الإهمال في علاج روماتيزم القلب هو أهم أسباب انتشار هذا المرض في اليمن بشكل كبير.
الأكثر عرضة للإصابة
يعد الأطفال واليافعون من سن 5 سنوات وحتى 15 سنة هي الفئة الأكثر إصابةً بروماتيزم القلب وفقا لـ الجوفي.. ويعود السبب لتعرضهم المتكرر لالتهابات الحلق واللوزتين دون أن يحصلوا على العناية المناسبة.
وأضاف: هناك بكتيريا تسمى بالبكتيريا العُقدية، لأن شكلها كالعُقد؛ تسبب التهابات في الحلق واللوزتين وقد تسبب مرضاً يسمى الحمى الروماتيزمية وبالتالي قد تحدث ضرراً لصمامات القلب إذا لم تعالج بالشكل الصحيح.. موضحا أن الصمامات مع مرور الوقت وتكرار الإصابة بالبكتيريا تُتلف وقد يؤدي إلى اعتلال عضلة القلب وبالتالي ضرورة تغيير الصمام.
وتعتبر اليمن إحدى الدول التي تفتقر للكثير من الرعاية الصحية والتوعوية بأهمية نظافة وصحة البيئة المحيطة.. حيث يزيد انتشار العديد من الأمراض التي تسببها البكتيريا والجراثيم وتحديداً البكتيريا العقدية التي تسبب أمراض روماتيزم القلب.
العلاج المبكر
ينبه الدكتور الجوفي إلى مخاطر إهمال معالجة روماتيزم القلب بوقت مبكر.. لأن ذلك يؤدي إلى تدمير صمامات القلب وبالذات” الصمام المترالي” والذي يُسمى كذلك بـ”الصمام الثنائي.
وأوضح أن اعتلال الصمام يكون على شكل تضيق أو تسرب ومع مرور الوقت يصبح تغيير الصمام أمراً حتمياً لأنه يؤثر على وظيفة القلب.. مبينا بأنه توجد عادات خاطئة وعوامل بيئية تزيد من انتشار المرض.
ويذكر أنه خلال فترة ممارسته في ألمانيا لم يلتقِ في عملهِ كطبيب إلا بأشخاص قليلين جداً لديهم روماتيزم في القلب.. والسبب يعود إلى مستوى الوعي الصحي والنظافة وسرعة معالجة المشاكل الصحية التي قد تحدث بسبب الحمى الروماتيزمية.
بينما يكثر انتشار هذا المرض في المجتمعات والدول النامية وبالذات في المناطق الفقيرة والتي يكون فيها مناعة الجسم ضعيفة بسبب نقص التغذية والازدحام السكاني.. وانعدام الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المُعدية وعدم نظافة الشارع والمسكن والجسم والفقر وإهمال متابعة الطبيب.
كما أن المخلفات والأوساخ تزيد فرصة انتشار البكتيريا العقدية والتي تذهب عبر الدم إلى صمامات القلب.
هناك عوامل أخرى قد تتسبب في إصابة صمامات القلب، بالنسبة للبكتيريا العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية؛ فالجسم يحاول أن يقاوم هذه البكتيريا عن طريق إنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة.. وهي عبارة عن مواد تحارب الجراثيم؛ بحسب الدكتور الجوفي، موضحا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأجسام المضادة لا تحارب فقط البكتيريا.. ولكن قد تهاجم كذلك غشاء الكلية أو صمامات القلب وهذا هو سبب روماتيزم القلب.
كما أن إهمال معالجة روماتيزم القلب وهو ما يزال في حالته البسيطة يتحول إلى الحالة الصعبة والخطيرة.
فكل ذلك يُعتبر من العوامل التي تعمل على نشر روماتيزم القلب في مجتمع ما وتتواجد في كل مكان تقريباً حيث تعتبر مُعديةً وتنتقل عبر “الرذاذ واللمس والمصافحة”.. وهي عدة أنواع وليست نوعاً واحداً كما ذكرنا سابقاً والتي قد يصاب بها الجسم وقسم العلماء هذه البكتيريا حسب صفاتها وأمراضها إلى أسماء عديدة.
مخاطر أخرى
يفيد الدكتور الجوفي بأن هناك مخاطر أخرى لروماتيزم القلب فمثلاً مرضى السكري باعتبار مناعتهم ضعيفة وبالتالي تصبح إصابتهم بالعدوى سريعة.. كما أن هناك مرضاً تسببه العقدية اسمه (الحمرة) وهو مرض جلدي يتسبب باحمرار بقعة من الجلد والإصابة بالحمى وقد يؤدي إلى عفونة الدم؛ هي نفسها العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية والذي يصيب غالباً كبار السن والمصابين بأمراض قد تضعف الجسم مثل السكري؛ ولذلك يجب الحرص على المعالجة ومتابعتهم.
مضاعفات العلاج
يُشير الجوفي إلى أنه لا يوجد علاج فعَّال إلا وله مضاعفات، “دائماً أقول بأن أي علاج يخلو من المضاعفات هو في الأصل ليس بعلاج وعموماً التأثير السلبي لعلاجات الروماتيزم على المريض قليلة جداً، وفوائده أكثر من أضراره”.
وأفاد بأن المضاعفات غالباً ما تكون على شكل حساسية أو التهاب مكان الحقنة أو تجمع دموي مكان ضرب الحقنة، موضحا أن علاج الروماتيزم هو في الأصل مضاد حيوي طويل المدى ووقائي؛ لأنه يمنع تكرر إصابة الصمام بالالتهابات الناتجة عن عدوى البكتيريا العقدية.
ويؤكد أن الإهمال أو النقص في أخذ الحُقن قد يؤدي إلى تعرض الصمام لالتهابات متكررة بسبب البكتيريا العقدية والمنتشرة من حولنا وبالتالي تتطور حالة الصمام سلبياً.
كما ان زيادة الحُقن بدون داعٍ يعرض المريض إلى زيادة جرعة علاج لا يحتاج لها؛ وهذا قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات ناتجة عن العلاج، مبينا بأنه لا توجد عوامل نفسية مباشرة تؤدي إلى ظهور روماتيزم القلب ولكن توجد عوامل غير مباشرة، فالاكتئاب والحزن وإهمال النظافة والتغذية، مثلا، كل ذلك يؤدي إلى ضعف المناعة وهذا ما تحتاجه البكتيرية العقدية لتهاجم الجسم.
وبحسب الدكتور الجوفي تختلف فترة ضرب الحقنة من مكان لآخر ففي ألمانيا هذا المرض نادر تُعطى الحقنة كل 4 أسابيع؛ وبعض الأحيان نعطي المضاد الحيوي على شكل حبوب فقط وقت الحاجة؛ مثل وقت خلع الضرس أو قبل العمليات الجراحية.
أما في اليمن غالباً تكون كل ثلاثة أسابيع وفي بعض الحالات قد نعطي الإبر كل أسبوعين إذا وجدنا أن الروماتيزم لأحد المرضى يتطور بشكل سلبي وبسرعة أو لو وجدنا بأن أرقام الروماتيزم مرتفعة بشكل مخيف، حد وصفه.
دعوة للاهتمام
دعا الاستشاري الدكتور نبيل الجوفي الجهات الرسمية وبالذات وزارة الصحة إلى توفير حُقن روماتيزم القلب مجاناً؛ منوها بأن هذه الحُقن يمكن تصنيعها محلياً وبسعر مناسب لكل الناس.
كما طالب من القائمين على الإعلام بضرورة تكثيف الرسائل التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام حول خطورة هذا المرض وسهولة علاجه والوقاية منه.
وختم حديثه بقوله “أدعو الأهل إلى عدم إهمال أولادهم أو التأخر في متابعتهم من قبل أطباء القلب، خاصة في حال ثبتت إصابتهم بروماتيزم القلب”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“البكتيريا المرآة”.. تهديد محتمل لجميع أشكال الحياة على الأرض
الولايات المتحدة – حذر فريق من العلماء الدوليين من أن “البكتيريا المرآة” التي يمكن تصنيعها في المختبر قد تشكل تهديدا خطيرا لجميع أشكال الحياة على كوكب الأرض.
أوضح العلماء أن جميع جزيئات الحياة الأساسية مثل الحمض النووي (DNA) والبروتينات والكربوهيدرات تتمتع بخصائص هيكلية فريدة، تُعرف بالتباين البنيوي أو “التماثل”، والتي تجعل لها نسخا معكوسة تشبه اليد اليمنى واليسرى عند البشر. ويتكون الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA) من جزيئات “يمينية”، بينما تتكون البروتينات من أحماض أمينية “يسارية”. ويحدد هذا التماثل تفاعلات الجزيئات الكيميائية وكيفية تفاعل الكائنات الحية مع المواد الأخرى.
أما “البكتيريا المرآة”، وهي كائنات حية تركيبية افتراضية، فيمكن صناعتها باستخدام نسخ معكوسة من الجزيئات الحية، ما يجعلها تختلف بشكل جذري عن جميع الكائنات الحية المعروفة.
وحذر العلماء من أن هذه الكائنات قد تشكل تهديدا كبيرا للأنظمة البيئية وصحة الإنسان إذا لم تتم مراقبتها وإدارتها بحذر، نظرا لقدرتها على الهروب من الحيوانات المفترسة مثل الفيروسات والكائنات الدقيقة التي تحافظ عادة على توازن الكائنات الحية الأخرى.
وأشار فاون كوبر، عالم الأحياء الدقيقة من جامعة بيتسبرغ الأمريكية، إلى أن “البكتيريا المرآة قد تكون غير مرئية ليس فقط للحيوانات والنباتات، ولكن أيضا للكائنات الدقيقة الأخرى، بما في ذلك الفيروسات التي قد تهاجمها وتقتلها”.
وأضاف أن هذا قد يسمح للأشكال الحية الافتراضية بالانتشار بسهولة بين النظم البيئية، ما يعرض جميع الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، لخطر العدوى المستمر.
ورغم أن التهديد الحالي لا يزال افتراضيا، إلا أن العلماء أكدوا على أهمية النظر بعناية في هذه الاحتمالات لضمان أن يتماشى التقدم العلمي مع سلامة المجتمع.
وقال باتريك كاي، من جامعة مانشستر: “قد تتمكن هذه البكتيريا من التهرب من الدفاعات المناعية ومقاومة الحيوانات المفترسة، ما يعطل النظم البيئية”.
وأكد العلماء أن تصنيع مثل هذه “البكتيريا المرآة” يتطلب “اختراقات كبيرة في أبحاث الخلايا الاصطناعية”، وعلى الرغم من أن القدرة على هندسة مثل هذه الكائنات قد تستغرق عقودا، إلا أنهم دعوا إلى بدء مناقشات واسعة تشمل العلماء وصناع السياسات والصناعة والمجتمع المدني لضمان مسار آمن في المستقبل.
المصدر: إندبندنت