لبنان ٢٤:
2025-01-27@19:32:42 GMT
جبهة الجنوب تحتدم واسرائيل تسعى لفصل الساحات
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
بقيت المواجهات في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله، في واجهة الاهتمام، بصرف النظر عن المسار التفاوضي في ما خص "هدنة غزة"سواء تقدم هذا المسار أو تراجع أو تعثّر.
ولم يتبدل المنحى التصعيدي اذ تواصلت الغارات الإسرائيلية مقترنة بقصف مدفعي كثيف على العديد من المناطق الحدودية.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» ان «اسرائيل» لا تريد لفكرة وحدة الساحات التي اطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن تنجح، لذلك هي تقول لكل سائليها إنّ الهدنة في غزة إنْ حصلت لن تنعكس على لبنان، فلكل جبهة معركتها وخصوصيتها.
لذلك تبلغ لبنان من موفدين دوليين زاروه خلال الأسبوعين الماضيين أن إسرائيل تريد فصل لبنان عن غزة، وهذا ما يُقلق الأميركيين وجعلهم يتحدثون مؤخراً عن نيات إسرائيلية بالهجوم على لبنان مع نهاية فصل الربيع أو مع بداية فصل الصيف.
وكتبت" البناء": سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بموازاة استمرار حملة تهويل تقودها جهات سياسية وإعلامية أميركية – أوروبية – عربية ومحلية، تسوّق لحرب إسرائيلية واسعة مقبلة على لبنان ستفرض تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود وتهجير أهل الجنوب بالقوة العسكرية، ويجري وضع زمن لهذه الحرب بين مطلع الربيع وبداية الصيف المقبل.
ووضعت جهات سياسيّة في فريق المقاومة هذه الحملة في إطار الحرب النفسيّة والضغط على حزب الله وبيئته الشعبية الحاضنة لدفعه للرضوخ للتفاوض على ترتيبات على الحدود تضمن أمن «إسرائيل» وفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة، لا سيما أن أزمة المهجرين من المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل حكومة الحرب الإسرائيلية وعلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولم يدفع العدوان الهمجي على الجنوب في دفع الحزب للتراجع ووقف جبهة الإسناد، كما لا يستطيع الذهاب الى حرب واسعة وشاملة لا جوية ولا برية على لبنان بسبب قوة الردع التي تفرضها المقاومة وغرق جيش الاحتلال في مستنقع غزة والخطر الداهم في الضفة الغربية، فلذلك لم يبق أمام العدو سوى تفعيل وتزخيم الضغوط الدبلوماسية الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية مرفقة بالتهديدات اليوميّة بحرب مدمرة على لبنان.
وتوالت الرسائل الغربية للحكومة اللبنانية ونقل دبلوماسيون أوروبيون إلى الحكومة اللبنانية خلال اليومين الماضيين وفق معلومات «البناء» تحذيرات من تصعيد إسرائيلي كبير فور التوصل الى هدنة في غزة. ووجّهوا نصائح بأن يسارع لبنان للتحصن بالشرعية الدولية من خلال تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701 ووقف العمليات العسكرية لسحب الذرائع من إسرائيل من شنّ عدوان على لبنان عندما تسنح لها الظروف. إلا أن الموقف الرسمي وفق المعلومات لم يتغيّر عن الردود السابقة على كل الرسائل الخارجية، بالتمسّك بحق لبنان باستعادة أراضيه المحتلة وانسحاب إسرائيل منها من دون قيد أو شرط، وفق القرارات الدولية، وعدم التفريط بحق لبنان ومقاومته بالدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف سيواجه حزب الله بقاء إسرائيل في الجنوب؟
لم نعد في حاجة إلى متابعة الأنباء المرصودة من الجهات الأربع لنعرف أن جيش العدو الإسرائيلي لن ينسحب كليًا من البلدات والقرى الحدودية المحتلة قبل أن يدّمر ما تبقّى فيها من شبه حياة، وقبل أن تتساوى منازلها بالأرض، حيث لا يزال يفجّرها، وذلك بحجّة أنها قد تعود إلى احتضان رجال "المقاومة الإسلامية" من جديد. مخطئ من كان يصدّق أن إسرائيل ستنفذ ما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار أو أنها ستنسحب مع انقضاء مهلة الستين يومًا، وهي المهلة التي اقترحتها تل ابيب على الأميركيين والتزم بها لبنان. وهذه الرفضية الإسرائيلية تقود حتمًا إلى استنتاج واحد، وهو أن الوضع الجنوبي سيعود إلى واجهة المواجهات، ولو بطرق مختلفة عن السابق. ويُعتقد أنه بهذه الطرق غير العسكرية يمكن التوصّل إلى اقناع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لكي تنسحب من البلدات والقرى، التي لا تزال تحتلها وتمعن في جعل الحياة فيها غير ممكنة.وقد يكون اللجوء إلى هذه الخطوة غير العسكرية وما ترمز إليه من تصميم على إجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب من كل شبر من أرض الجنوب تمامًا كما فعل عدد من طلاب الجامعات اللبنانية قبل 24 سنة، وبالتحديد يوم 26 شباط من العام 1999، حين توجهوا إلى بلدة أرنون، التي كانت خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، ولكن خارج قرى الشريط الحدودي، وعملوا على إزالة الاسلاك الشائكة بأيديهم العارية. وتمكنوا من ذلك بعد أربع ساعات. واستطاع هؤلاء الطلاب من الدخول إلى البلدة المحاصرة وفكّ أسرها. وكانت هذه الخطوة تأسيسية لانسحاب إسرائيل من الجنوب في العام 2000. وماا يحصل منذ الصباح في عدد من القرى الجنوبية خير دليل على ما سبق قوله.
ولكي تنجح هذه الخطوة لا بدّ من أن تسبقها اتصالات بقيادتي الجيش و"اليونيفل"، وذلك خوفًا من ردات الفعل إسرائيلية الاجرامية. ولكن دون تحقيق هذا الهدف صعوبات ميدانية، ويخشى أن تكون البلدات التي لا تزال محتلة مزروعة بالألغام. وينصح الخبراء بعدم المجازفة، وذلك حفاظًا على سلامة الأهالي المصممين على القيام بهذه الخطوة، إضافة إلى البيانات التحذيرية التي تصدرها قيادة الجيش وعدد غير قليل من البلديات.
وما يؤكد أن إسرائيل لم تكن في وارد الانسحاب في الموعد المحدّد وفق اتفاق وقف النار أنها أبلغت الجهات المعنية أن "مهمّتهم لم تنته" بعد، خاصة في القطاع الشرقي، من دون تقديم أي توضيح عن نوع هذه "المهمّة"، التي قالوا إنّهم في حاجة إلى أسبوع أو اثنين لإتمامها. ويُعتقد أن هذه "المهمة" هي محاولة جديدة من محاولات تل أبيب لإيجاد واقع جديد على طول الشريط الحدودي، والذي تقدّر مساحته بـ 120 كيلومتر تقريبًا، وفي عمق يتراوح بين خمسة وسبعة كيلومترات. وهذا الواقع المرفوض لبنانيًا ودوليًا يفرض تحركًا ديبلوماسيًا فاعلًا، يضاف إلى التحرّك السابق المتعلق باحتلال إسرائيل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وما تخطّط له إسرائيل بالنسبة إلى المنطقة المحتلة لجهة تفريغها من أي وجود لحياة ممكنة ستعطي حتمًا ذريعة شرعية لقيادة "حزب الله" بالعودة إلى المنطق العسكري، الذي كان سائدًا قبل اتفاق وقف النار. وهذا ما قصده الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم عندما حذّر من عدم اختبار صبر "المقاومة الإسلامية"، التي ستجد نفسها أمام واقع جديد لن يمكنها أن تتخطاه بإدارة الظهر أو الاختباء وراء اصبعها.
وأمام هذا القرار الإسرائيلي الذي كان متوقعًا فإن كرة احتمال عودة التراشق المدفعي، ولو بأساليب جديدة، قد أصبحت في ملعب لجنة مراقبة تنفيذ قرار وقف النار، خصوصًا أن كلًا من واشنطن وباريس سبق أن تعهدتا بضمان انسحاب إسرائيل من البلدات والقرى التي احتلتها، والتي يُقدّر عددها بـ 64 بعدما أصبحت الحياة فيها شبه معدومة.
المصدر: خاص لبنان24