كثير من الأحيان لا يبدا العميل بخيار واعي للعمالة. عادة يبدأ العميل كإنسان يعتقد أنه وجد الحقيقة وان جميع المختلفين معه علي باطل. وبسبب براغمتيته غير المبدئية – الغاية تبرر الوسيلة – ورغبته العمياء في الفوز والصعود إلى السلطة، فإن العميل في البداية لا يدرك مخاطر الطريق الذي اختاره.

في البداية يعتقد العميل أنه يمكنه الاستعانة بلاعبين كبار – عادة أجانب، ولكن في بعض الأحيان لاعبين محليين – لخدمة قضيته التي يعتقد أنها أخلاقية وديمقراطية ومدنية وإنسانية.

ثم يشرع في استخدام قوة الآخرين لهزيمة أعدائه، الذين يعتقد أنهم أشرار، ويتعاون مع شركاء جدد تأثيرهم عظيم بلا نية واعية ليكون عميلاً، إذ أنه فقط به رغبة عميقة ولكن غير مبدئية في الأنتصار لأنه يستبطن أن مشروعه نبيل وأن خصومه أشرار غاية هزيمتهم تبرر الوسيلة وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة لينقذ الوطن. ويحسب أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة شطارة سياسية أو واقعية أو عملية أو براغماتية.

ولكن بعد الكثير من السفريات الاجتماعات المغلقة مع “الشركاء” الجدد، وقبول أموالهم، وإخبارهم بمعلومات حساسة، فإن السياسي المتذاكي يفقد استقلاليته إذ أن المتعاملين معه لديهم سجلات وتسجيلات للأموال التي تلقاها منهم والخدمات التي قام بها من أجلهم.
في هذه المرحلة، يدرك العميل أنه فقد القدرة علي الإختيار، وصار دمية عليها أن تفعل كل ما يطلبه أسيادها لأنه إذا تمردت فسوف ينشر السادة أدلة الأموال التي تلقاها والخدمات التي قدمها وكل ما حدث في الفنادق الفخيمة والحسابات البنكية.

هكذا يفقد االسياسي المتشاطر قدرته على التفاوض ويفقد أي ذرة من التأثير على شروط عمله مع سادته الخبثاء. وعندما يصل إلى هذه الدرجة من الخنوع مقابل ثمن رخيص، يبدو مكسورًا لأن سادته يملكون كل الأوراق ويمكنهم تخفيض شروط خدمته كما شاء لهم الهوي، وإذا قدموا له دعمًا سخيا، فذلك فقط في حالة أن مصالحهم تحتاج لظهوره مهندما ويعيش بشكل مريح، ولكن يمكنهم إيقاف النقاطة – وهي عطية مزين – في أي وقت يريدون ولن يجرؤ العميل أبدًا على التمرد أو التقاعس أو فضحهم أو انتقادهم.

العمالة منحدر زلق خطير ومدلهم لأن من يبدا رحلة أللا-عودة يحرق إمكانيات الرجوع لحضن الشعب.
يقول أهل السودان: تحسبو لعب!!

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وحدة الأوزون: لا نعارض التطوير بكل المجالات ولكن بما يتناسب مع المناخ والبيئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

صرح الدكتور عزت لويس، رئيس وحدة الأوزون بوزارة البيئة، بإنه لابد وأن تراعي الانشطة البشرية المناخ وتغيراته وتعمل على حمايته، وتسعى الى اتباع الطرق السليمة في العمل والصناعة، مشيرا الى انه لا يعارض التطوير في كل المجالات والتطور، ولكن بما يتناسب مع البيئة وحمايتها ولا يتأثر مع المناخ سلبا لأن هذا هو العدل الذي يحقق سلامة البيئة وصحة الإنسان والأجيال القادمة جيل وراء جيل بكوكب الارض

ونوه في تصريح خاص" البوابة نيوز" بإن وحدة الأوزون قد قامت بتدشين مباردة تدعى" شارك في الحل" من قبل من أجل تعزيز العمل المناخي والحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، وذلك من خلال الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الغازات المستنفذة لطبقة الاوزون

وأوضح رئيس وحدة الاوزون بالبيئة، اهمية المشاركة في الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون والغازات المستنفذة للاوزون، والمتسببه في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري"
 

ولفت إلي أن تحسن جودة الهواء ونقاء  المياه، ونظافة التربة من المخلفات الضارة لن يتحقق الا بمشاركتنا جميعا كى ينعم الجميع بيئة صحية نظيفة.

مقالات مشابهة

  • بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟
  • هل الربيع العربي حقًا عربي أم عبري؟
  • وحدة الأوزون: لا نعارض التطوير بكل المجالات ولكن بما يتناسب مع المناخ والبيئة
  • وزير الماء يقول إن المغرب "لم يخرج بعد من أزمة الجفاف" رغم الأمطار الأخيرة
  • كيف يقول الفرد بثقة: ها أنا ذا؟
  • إسحق أحمد فضل الله: نحن …
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • خبير عسكري: ترامب خلق معضلة في اليمن لأنه بدأ هجوما قويا دون هدف محدد
  • ترامب يقول إنه سيتحدث مع بوتين يوم الثلاثاء
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)