دراسة: مؤشر كتلة الجسم وحده ليس مقياسا دقيقا للصحة
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
أظهرت دراسة حديثة أدلة جديدة على أن مؤشر كتلة الجسم "بي إم آي" (BMI) وحده، ليس مقياسا دقيقا للصحة؛ وذلك بعد تحليل بيانات تم جمعها على مدار 9 سنوات من 1999 إلى 2018، شملت أكثر من 500 ألف أميركي، تزيد أعمارهم على 20 عاما، ويُشكلون تنوعا عرقيا وإثنيا.
وأشارت الدراسة التي نشرت مطلع الشهر الحالي إلى أن "مؤشر كتلة الجسم (ناتج قسمة وزن الشخص على مربع طوله)، مقياس ضعيف وغير موثوق، ولا يكفي وحده للحكم على الحالة الصحية، كما لا يرتبط بالضرورة بخطر الوفاة المبكرة بالنسبة للعديد من الأشخاص من ذوي الوزن الزائد"؛ واعتبرت أن محيط الخصر هو المقياس الأقوى.
وتدعم ذلك نتائج دراسة أجريت عام 2016، ووجدت أن "29% من ذوي الأوزان الزائدة يتمتعون بصحة جيدة، في حين أن أكثر من 30% من ذوي الأوزان التي تعد طبيعية كانوا غير أصحاء"، كما يتفق مع أحدث توصيات الجمعية الطبية الأميركية للأطباء، بعدم الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم فقط لتقييم الصحة والسمنة، واستخدام "مقاييس إضافية لتقييم الحالة الصحية، تشمل قياس محيط الخصر، والعوامل الوراثية، وتوزيع الدهون في الجسم".
الرسالة الحقيقية للدراسةوأظهرت نتائج الدراسة الجديدة "عدم وجود زيادة كبيرة في خطر الوفاة لمن هم في سن 65 وما فوق، مع مؤشر كتلة الجسم من 22.5 إلى 34.9″، وهو نفس ما ينطبق على البالغين الأصغر سنا، "الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 22.5 و27.4″، أما من كان مؤشر كتلة الجسم لديهم من 27.5 إلى 29.9، فقد زاد خطر وفاتهم بحوالي 20%.
وقال الدكتور أيوش فيزاريا المشرف الأول على الدراسة إن "الرسالة الحقيقية لهذا البحث، تتلخص في أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس ضعيف لتحديد المخاطر الصحية ويجب استكماله بمقاييس أخرى للدهون تعبر عن تطور مسار الوزن، مثل قياس محيط الخصر؛ فقد قارنت الدراسة بين الأشخاص الذين لديهم نفس مؤشر كتلة الجسم مع محيط خصر مختلف، ووجدت أن محيط الخصر هو الأكثر ارتباطا بارتفاع خطر الوفاة بشكل عام".
على مدى عقود، تم استخدام مؤشر كتلة الجسم "لتقييم ما إذا كان وزن الشخص صحيا، أو يمكن أن يُعرضه للإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب". وربطت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، "سي دي سي" (CDC)، بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وما لا يقل عن 13 نوعا من السرطان. واعتبرت أن الوزن الزائد يبدأ عند مؤشر كتلة الجسم 25 أو أعلى، أما السمنة فتبدأ عند مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى.
لكن العديد من الخبراء يقولون إن مؤشر كتلة الجسم، ليس أكثر من "مقياس بدائي" تم اختراعه للباحثين "لمعرفة كيف يؤثر الوزن على تطور الحالة الصحية". ويضيفون أن "مؤشر كتلة الجسم لا يأخذ في الحسبان عوامل مثل نسبة الدهون في الجسم، والاختلافات في مخاطر الإصابة بالأمراض بين الأجناس المختلفة".
ليس هذا فحسب، بل هناك مشكلة أيضا في استخدام مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين، باعتراف مراكز مكافحة الأمراض التي ذكرت أن "تطبيق مؤشر كتلة الجسم يعتمد على الطول والوزن فقط، لكن هذه الفئة العمرية تحتاج إلى حسابات الوزن والطول والعمر والجنس"، ونبهت الآباء إلى "عدم استخدام مؤشر كتلة الجسم لتحديد وزن أطفالهم".
مشكلة قياس الدهونقال الدكتور فيزاريا إن "المشكلة بالضبط، هي أن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس نسبة الدهون"، فالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (طبيعي) قد يظلون يعانون من السمنة، في الوقت الذي قد نجد فيه أشخاصا بمؤشر كتلة جسم أعلى (كالرياضيين) ويتمتعون بصحة جيدة.
وأوضح الدكتور خايمي ألماندوز، مدير أحد المراكز الطبية في دالاس، أن "وزن الشخص لا يعتمد فقط على كمية الدهون في الجسم، فهناك وزن العضلات والعظام والماء والأعضاء، وكلها لا يقيسها مؤشر الكتلة". وقالت الدكتورة فيجايا سورامبودي، من برنامج إدارة الوزن بجامعة كاليفورنيا، "إن الأشخاص الذين لديهم نفس مؤشر كتلة الجسم، ونفس حجم الملابس؛ لديهم كميات مختلفة من الدهون والعضلات". وهو ما أكده توماس وادين، أستاذ علم النفس بجامعة بنسلفانيا، قائلا "إن قياس مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يكون خاطئا تماما في بعض الحالات" حيث يمكنه "المبالغة" في تقدير دهون الجسم لدى الرياضيين والأشخاص ذوي البنية العضلية، و"التقليل" في الوقت نفسه من دهون الجسم لدى كبار السن ومن يفقدون العضلات"، وفق موقع "هارفارد تي إتش" (Harvard T.H).
يقول الدكتور فيزاريا إن الدراسة فضلت استخدام محيط الخصر كمقياس رئيسي بعد أن لاحظ الباحثون أن "الأشخاص الذين يعانون من محيط خصر كبير، مع مؤشر كتلة جسم طبيعي؛ لديهم مخاطر وفاة أعلى بنسبة 17-27%، مقارنة بمن لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع، ومحيط خصر طبيعي".
وهو ما سبقت إليه دراسة أجريت على مدى 16 عاما، وكشفت أنه حتى النساء ذوات "الوزن الطبيعي" بمؤشر كتلة جسم أقل من 25، "كن في خطر أكبر، إذا كن يحملن المزيد من هذا الوزن حول خصرهن". وتُعرّف "سمنة البطن" بأنها زيادة محيط الخصر عن 40 بوصة (102 سنتمتر) أو أكثر للرجال، وعن 35 بوصة (88 سنتمترا) أو أكثر للنساء.
لكن الدكتور فيزاريا عاد وأوضح أن "مؤشر كتلة الجسم قد لا يختفي كمقياس للمخاطر الصحية المحتملة، لكن لا ينبغي أن يكون هو المقياس الوحيد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأشخاص الذین
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مخاطر الإفراط في تناول الزبدة على الصحة.. موت مبكر
الزبدة (مواقع)
كشفت دراسة جديدة عن المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في تناول الزبدة، مشيرة إلى أنها قد تزيد من فرص الوفاة المبكرة، خاصة بسبب زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.
وبينت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الزبدة هم أكثر عرضة للموت المبكر بنسبة 15% مقارنة بمن يستهلكونها بكميات أقل.
اقرأ أيضاً أمريكا تهدد باتخاذ هذا الإجراء ضد الحوثيين في حال استئناف الهجمات البحرية 7 مارس، 2025 تطور جديد: العليمي يعيد تفعيل اتفاق مهم مع صنعاء 6 مارس، 2025ووفقًا للباحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن استبدال الزبدة بالزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا وزيت الكانولا يمكن أن يقلل من مخاطر الوفاة بنسبة تصل إلى 20%.
وأوضح الباحثون أن الزبدة تحتوي على مستويات مرتفعة من الدهون المشبعة وبعض الأحماض الدهنية المتحولة، بينما تحتوي الزيوت النباتية على دهون غير مشبعة مفيدة لصحة القلب.
من جهة أخرى، رغم فوائد الزيوت النباتية بشكل عام، أظهرت بعض الدراسات أن زيوت البذور، مثل زيت عباد الشمس وزيت الذرة، قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض، بما في ذلك السكري وأمراض القلب والاكتئاب.
ويعزى ذلك إلى احتواء هذه الزيوت على مستويات مرتفعة من أحماض أوميغا 6 الدهنية التي قد تسبب التهابات في الجسم، ما يعزز من نمو الأورام ويضعف قدرة الجسم على مقاومة السرطان.
وفي سياق مشابه، أظهرت دراسة أخرى في مجلة علم الأورام السريري أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين استبدلوا زيوت البذور بمصادر غنية بأحماض أوميغا 3، مثل السلمون، شهدوا تباطؤًا في تقدم المرض، مما يبرز أهمية تعديل النظام الغذائي في محاربة الأمراض المزمنة.