أظهرت دراسة حديثة أدلة جديدة على أن مؤشر كتلة الجسم "بي إم آي" (BMI) وحده، ليس مقياسا دقيقا للصحة؛ وذلك بعد تحليل بيانات تم جمعها على مدار 9 سنوات من 1999 إلى 2018، شملت أكثر من 500 ألف أميركي، تزيد أعمارهم على 20 عاما، ويُشكلون تنوعا عرقيا وإثنيا.

وأشارت الدراسة التي نشرت مطلع الشهر الحالي إلى أن "مؤشر كتلة الجسم (ناتج قسمة وزن الشخص على مربع طوله)، مقياس ضعيف وغير موثوق، ولا يكفي وحده للحكم على الحالة الصحية، كما لا يرتبط بالضرورة بخطر الوفاة المبكرة بالنسبة للعديد من الأشخاص من ذوي الوزن الزائد"؛ واعتبرت أن محيط الخصر هو المقياس الأقوى.

وتدعم ذلك نتائج دراسة أجريت عام 2016، ووجدت أن "29% من ذوي الأوزان الزائدة يتمتعون بصحة جيدة، في حين أن أكثر من 30% من ذوي الأوزان التي تعد طبيعية كانوا غير أصحاء"، كما يتفق مع أحدث توصيات الجمعية الطبية الأميركية للأطباء، بعدم الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم فقط لتقييم الصحة والسمنة، واستخدام "مقاييس إضافية لتقييم الحالة الصحية، تشمل قياس محيط الخصر، والعوامل الوراثية، وتوزيع الدهون في الجسم".

الرسالة الحقيقية للدراسة

وأظهرت نتائج الدراسة الجديدة "عدم وجود زيادة كبيرة في خطر الوفاة لمن هم في سن 65 وما فوق، مع مؤشر كتلة الجسم من 22.5 إلى 34.9″، وهو نفس ما ينطبق على البالغين الأصغر سنا، "الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 22.5 و27.4″، أما من كان مؤشر كتلة الجسم لديهم من 27.5 إلى 29.9، فقد زاد خطر وفاتهم بحوالي 20%.

وقال الدكتور أيوش فيزاريا المشرف الأول على الدراسة إن "الرسالة الحقيقية لهذا البحث، تتلخص في أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس ضعيف لتحديد المخاطر الصحية ويجب استكماله بمقاييس أخرى للدهون تعبر عن تطور مسار الوزن، مثل قياس محيط الخصر؛ فقد قارنت الدراسة بين الأشخاص الذين لديهم نفس مؤشر كتلة الجسم مع محيط خصر مختلف، ووجدت أن محيط الخصر هو الأكثر ارتباطا بارتفاع خطر الوفاة بشكل عام".

مؤشر كتلة الجسم قد لا يختفي كمقياس للمخاطر الصحية المحتملة، لكن لا ينبغي أن يكون هو المقياس الوحيد (بيكسلز) مؤشر كتلة الجسم مقياس بدائي

على مدى عقود، تم استخدام مؤشر كتلة الجسم "لتقييم ما إذا كان وزن الشخص صحيا، أو يمكن أن يُعرضه للإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب". وربطت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، "سي دي سي" (CDC)، بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وما لا يقل عن 13 نوعا من السرطان. واعتبرت أن الوزن الزائد يبدأ عند مؤشر كتلة الجسم 25 أو أعلى، أما السمنة فتبدأ عند مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى.

لكن العديد من الخبراء يقولون إن مؤشر كتلة الجسم، ليس أكثر من "مقياس بدائي" تم اختراعه للباحثين "لمعرفة كيف يؤثر الوزن على تطور الحالة الصحية". ويضيفون أن "مؤشر كتلة الجسم لا يأخذ في الحسبان عوامل مثل نسبة الدهون في الجسم، والاختلافات في مخاطر الإصابة بالأمراض بين الأجناس المختلفة".

ليس هذا فحسب، بل هناك مشكلة أيضا في استخدام مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين، باعتراف مراكز مكافحة الأمراض التي ذكرت أن "تطبيق مؤشر كتلة الجسم يعتمد على الطول والوزن فقط، لكن هذه الفئة العمرية تحتاج إلى حسابات الوزن والطول والعمر والجنس"، ونبهت الآباء إلى "عدم استخدام مؤشر كتلة الجسم لتحديد وزن أطفالهم".

مشكلة قياس الدهون

قال الدكتور فيزاريا إن "المشكلة بالضبط، هي أن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس نسبة الدهون"، فالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (طبيعي) قد يظلون يعانون من السمنة، في الوقت الذي قد نجد فيه أشخاصا بمؤشر كتلة جسم أعلى (كالرياضيين) ويتمتعون بصحة جيدة.

وأوضح الدكتور خايمي ألماندوز، مدير أحد المراكز الطبية في دالاس، أن "وزن الشخص لا يعتمد فقط على كمية الدهون في الجسم، فهناك وزن العضلات والعظام والماء والأعضاء، وكلها لا يقيسها مؤشر الكتلة". وقالت الدكتورة فيجايا سورامبودي، من برنامج إدارة الوزن بجامعة كاليفورنيا، "إن الأشخاص الذين لديهم نفس مؤشر كتلة الجسم، ونفس حجم الملابس؛ لديهم كميات مختلفة من الدهون والعضلات". وهو ما أكده توماس وادين، أستاذ علم النفس بجامعة بنسلفانيا، قائلا "إن قياس مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يكون خاطئا تماما في بعض الحالات" حيث يمكنه "المبالغة" في تقدير دهون الجسم لدى الرياضيين والأشخاص ذوي البنية العضلية، و"التقليل" في الوقت نفسه من دهون الجسم لدى كبار السن ومن يفقدون العضلات"، وفق موقع "هارفارد تي إتش" (Harvard T.H).

الأشخاص الذين يعانون من محيط خصر كبير، مع مؤشر كتلة جسم طبيعي؛ لديهم مخاطر وفاة أعلى (الجزيرة) محيط الخصر مقياس رئيسي

يقول الدكتور فيزاريا إن الدراسة فضلت استخدام محيط الخصر كمقياس رئيسي بعد أن لاحظ الباحثون أن "الأشخاص الذين يعانون من محيط خصر كبير، مع مؤشر كتلة جسم طبيعي؛ لديهم مخاطر وفاة أعلى بنسبة 17-27%، مقارنة بمن لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع، ومحيط خصر طبيعي".

وهو ما سبقت إليه دراسة أجريت على مدى 16 عاما، وكشفت أنه حتى النساء ذوات "الوزن الطبيعي" بمؤشر كتلة جسم أقل من 25، "كن في خطر أكبر، إذا كن يحملن المزيد من هذا الوزن حول خصرهن". وتُعرّف "سمنة البطن" بأنها زيادة محيط الخصر عن 40 بوصة (102 سنتمتر) أو أكثر للرجال، وعن 35 بوصة (88 سنتمترا) أو أكثر للنساء.

لكن الدكتور فيزاريا عاد وأوضح أن "مؤشر كتلة الجسم قد لا يختفي كمقياس للمخاطر الصحية المحتملة، لكن لا ينبغي أن يكون هو المقياس الوحيد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأشخاص الذین

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن نظام غذائي مثالي لخفض ضغط الدم وفقدان الوزن

أظهرت نتائج عدد من  الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساهم بشكل كبير في خفض ضغط الدم المرتفع، خاصة إذا تضمن اللحوم الخالية من الدهون.

توفر التعديلات في نمط الحياة، إلى جانب الأدوية، وسيلة فعالة للتحكم في ضغط الدم، ومن بين هذه التعديلات يأتي نظام "DASH" الغذائي كأحد الحلول المثبتة علميا في هذا المجال.

ويتضمن هذا النظام الغذائي، الذي تم تطويره في التسعينيات، تناول الخضراوات والفواكه واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى تقليل كمية الملح في النظام الغذائي.

وبهذا الصدد، توصلت دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، إلى أن النظام الغذائي "DASH" يمكن أن يساهم في تقليل ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 إلى 11 ملم زئبقي، وهو ما أظهر فعاليته ليس فقط لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولكن أيضا لأولئك الذين يتمتعون بمستويات طبيعية من الضغط.

ويركز نظام "DASH" على تناول مجموعة واسعة من الأطعمة الصحية التي تساهم في خفض ضغط الدم. وتشمل الإرشادات الغذائية الموصى بها ما يلي:

- الخضراوات: حوالي 5 حصص يوميا.

- الفواكه: حوالي 5 حصص يوميا.

- الكربوهيدرات: حوالي 7 حصص يوميا.

- منتجات الألبان قليلة الدسم: حصتين يوميا.

- اللحوم الخالية من الدهون: حصتين أو أقل يوميا.

- المكسرات والبذور: يمكن تناولها من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا.

 

ولا يقتصر تأثير نظام "DASH" على خفض ضغط الدم فقط، بل أظهرت الدراسات أيضا أنه يقلل من مستويات الغلوكوز في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول الضار ويعزز مقاومة الأنسولين كما أظهرت بعض الأبحاث أنه يساعد في تقليل مخاطر السمنة والأمراض القلبية.

وأكد الباحثون أن "نظام DASH يعد خيارا مثاليا للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على وزن صحي وتخفيض ضغط الدم والوقاية من الأمراض المزمنة". كما أضافوا أن النظام الغذائي يقدم مكملا أساسيا للعلاج الدوائي في علاج المتلازمات الأيضية.

ويشدد الخبراء على أن النجاح في اتباع نظام "DASH" يتطلب تغييرات شاملة في نمط الحياة، بما في ذلك الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول وزيادة النشاط البدني.

مقالات مشابهة

  • الكيتو والصيام المتقطع .. ما الحد الأقصى للإلتزام بالرجيم ؟
  • عقاقير إنقاص الوزن.. سلاح ذو حدين!
  • دراسة: الدهون في جسم الإنسان تؤثر على عمل الدماغ
  • دراسة: الجسم يمتص الفيتامينات من الهواء
  • الأطعمة المقلية والمصنعة.. مأكولات غير صحية ابتعدي عنها لو بتعملى دايت
  • دراسة تكشف عن نظام غذائي مثالي لخفض ضغط الدم وفقدان الوزن
  • الكيمتشي.. طعام كوري لصحة البشرة والوزن والهضم
  • عقار جديد لإنقاص الوزن يحرق الطاقة ويخفض الشهية
  • دراسة: الدهون الماكرة متهمة رئيسية بإفشال الحميات الغذائية
  • 10 طرق فعّالة لرفع معدل حرق الدهون في جسمك