كتب الله سبحانه وتعالي الصيام على المسلمين ومن قبلهم عدد من الأمم، كما ورد في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، بهدف دفع الناس للالتزام بالطاعات وتطهير النفس البشرية من كل الذنوب، ما يدعنا للتساؤل عن أول من صام من الأنبياء؟ وكيف تدرج الأمر حتى فرض الله صيام شهر رمضان المبارك؟.

من هو أول الصائمين من الأنبياء؟ 

سيدنا آدم عليه السلام هو أول من صام من الأنبياء إذ صام الأيام البيض، التي يظهر القمر في لياليها من أول اللَيل إِلى آخره، وتقع في الـ13 والـ14 والـ15 من كل شهر هجري، كما ذكرابن عساكر عن ابن مسعود ، رضي الله عنه، حتى جاء أمر الله لسيدنا محمد خاتم الأنبياء بتشريع فريضة الصيام في شهر رمضان، فقد جاء عن السيدة عائشة، رضي الله عنها: (كانَ عاشُوراءُ يُصامُ قَبْلَ رَمَضانَ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضانُ قالَ: مَن شاءَ صامَ، ومَن شاءَ أفْطَرَ)، بحسب ما ذكره كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي للمؤلف محمد بن الحسن الجعفري.

وفي السنة الثانية للهجرة نزل التشريع بوجوب صيام عاشوراء، وقد صام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين هذا اليوم، حتى جاء أمر الله في السنة التالية بصيام شهر رمضان المبارك؛ وهو الشهر الذي كان يتعبد فيه النبي عليه الصلاة السلام في غار حراء، ونزل القرآن عليه فيه، إذ قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).

فضائل الصيام 

وفرض الله عز وجل الصيام على عباده المؤمنين، بهدف تحقيق العديد من الفضائل، نستعرضها فيما يلي:

- استشعار مراقبة الله للمسلم، لأن الصيام سر بين العبد وخالقه.

- تحقيق الوحدة  بين أبناء المسلمين؛ لأن الصيام يجعلهم  يسيرون على نظام واحد.

- انتشار المحبة المودة والرحمة بين المسلمين، من خلال اخراج الصدقات إلى الفقراء والمحتاجين.

 - تعويد النفس الصبر وتحمل الصعوبات وضبط الانفعالات. 

 - تقوية إرادة النفس البشرية، من خلال ترك الشهوات والرغبات لإرضاء الله والتقرب منه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصيام سيدنا آدم سيدنا محمد صيام رمضان

إقرأ أيضاً:

قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته

الصحابة رضي الله عنهم هم من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام، فقد كانوا الأعمدة التي قامت عليها دعائم الدين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واختارهم الله ليكونوا مع النبي في أوقات السلم والحرب، وكانوا الرفقاء الذين حملوا الرسالة بعد وفاته، وشهدوا الغزوات الكبرى، مثل بدر وأحد والخندق، وأظهروا شجاعةً وإيمانًا لا يتزعزع، ولم يكونوا فقط جنودًا في المعارك، بل كانوا قدوة في العلم والدعوة، ويزخر التاريخ الإسلامي بمئات المواقف التي توضح مكانة الصحابة، لكن واحدًا منهم فقط هو من اهتز عرش الرحمن لموته؛ فمن هو؟

صحابي اهتز عرش الرحمن  فرحا به وبقدوم روحه

الصحابي الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، فجاء في صحيح البخاري حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ»؛  وكان ذلك بعد أن استشهد سعد في غزوة الخندق بسبب إصابته في معركة الأحزاب، وفقًا لما نشرته دار الإفتاء المصرية.

وعندما توفي سعد بن معاذ، اهتز عرش الرحمن تعبيرًا عن عظمة مكانته عند الله، وجاء ذلك في الحديث الشريف ليُبين مكانة هذا الصحابي الجليل في الإسلام، إذ كان سعد بن معاذ كان من أبرز القادة في معركة الخندق وواحدًا من أنصار النبي الأوفياء، وهو الذي أسلم في وقت مبكر وشهد العديد من الغزوات المهمة.

أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه في السنة 5 من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أي بعد الهجرة بثلاث سنوات تقريبًا، وكان إسلامه في السنة التي شهد فيها بيعة العقبة الثانية، إذ أسلم مع مجموعة من قومه من الأوس وكانوا من الأنصار الذين دعموا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أسلم سعد بعد أن استمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن، وكان إسلامه من أبرز الأحداث في تاريخ الدعوة، إذ كان أحد القادة البارزين في غزوة بدر وغزوة الخندق.

شهد غزوات بدر وأحد والخندق، وعندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة يوم بدر، قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: «قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا واحد، وما نكره أن نلقى عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله»، فسار بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ 

رمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم يوم الخندق، عاش بعدها شهرا ثم انتفض جرحه فتوفي بذلك، ودفنه النبي صلى الله عليه وسلم وبكى عليه حتى جعلت دموعه تحادر على لحيته، فرضي الله عنه.

مقالات مشابهة

  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • بيان منزلة النفس الإنسانية في الإسلام.. الإفتاء تجيب
  • روشتة نبوية لعلاج الغضب في 3 خطوات
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • محمود فتح الله يوجه رسالة لـ حسام حسن: عليه تقليل التصريحات بعد المباريات
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • الأسبوع الثالث للدعوة يختتم فعالياته في سوهاج بمحاضرة حول “دور الشباب بين عمران النفس وعمران الكون”
  • "الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين