رحلة في عوالم الأدب: كتب ملهمة تنقلك إلى عوالم غير متوقعة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
إن الكتب ليست مجرد صفحات مطبوعة، بل هي بوابات سحرية تفتح لنا أفقًا جديدًا من الأفكار والمشاعر. تأخذنا الكتب في رحلات لا نتوقعها، تنقلنا إلى عوالم غير مألوفة، وتمنحنا تجارب فريدة تثري حياتنا. في هذا المقال، سنستكشف بعض الكتب الملهمة التي تأخذنا في رحلات لا تُنسى وتحملنا إلى عوالم مدهشة.
"على ضفاف النهر بيدرا ساتا" لـ باولو كويلو: تأخذنا هذه الرواية إلى قلب الأمازون، حيث يلتقي البطل بحبه الأول وينغمس في رحلة روحية وفلسفية.
"حكاية الخادمة" لـ مارغريت أتوود: تنقلنا هذه الرواية إلى عالم مستقبلي مظلم، حيث تجتمع السياسة والدين لتسلب النساء من حقوقهن. يسلط الضوء على معاناة البطلة وصمودها في وجه الظلم، مما يجعلها قصة لا تُنسى حول الصمود والتحدي.
"عجائب العلم" لـ بيل بريسي: يقدم لنا هذا الكتاب رحلة مذهلة في عوالم العلوم والاكتشافات. يشرح بريسي بأسلوبه السلس والشيق الظواهر والمفاهيم العلمية بطريقة ملهمة. يعتبر هذا الكتاب رفيقًا مثاليًا للذين يتطلعون لفهم عجائب العلم بطريقة ممتعة.
وودستوك، أو الفارس: حكاية من سنة ألف وستمائة وواحد وخمسون هي رواية تاريخية نُشرت في عام 1826 وتعود لقلم الكاتب الشهير سير والتر سكوت. تتمحور الأحداث حول فترة ما بعد الحرب الأهلية الإنجليزية، وتأخذ القصة إلهامها من أسطورة شيطان وودستوك الطيب، الذي قيل إنه في عام 1649 قاد تمردًا ضد المفوضين البرلمانيين الذين احتلوا المقر الملكي في بلدة وودستوك في أوكسفوردشاير.
تركز الرواية على فترة هروب تشارلز الثاني في عام 1652، خلال حكم الكومنولث، وتصف دخوله المنتصر إلى لندن في 29 مايو 1660. يتناول الكاتب بمهارة تفاصيل الأحداث التاريخية، مما يسلط الضوء على الصعوبات والتحديات التي واجهها تشارلز الثاني خلال فترة تاريخية حرجة في تاريخ المملكة المتحدة.
تتميز الرواية بقدرة سكوت على إعادة إحياء الأحداث التاريخية بأسلوب سردي مشوق، حيث ينسج تفاصيل القصة مع الوقائع التاريخية بطريقة تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش تلك الفترة الزمنية الهامة. بالتأكيد، تعد "وودستوك، أو الفارس" إحدى الأعمال البارزة التي أضاءت على التاريخ الإنجليزي برؤية أدبية فريدة وممتعة.
في النهاية، تكمن جمالية الكتب الملهمة في قدرتها على نقلنا إلى عوالم جديدة وتوسيع آفاقنا الفكرية والعاطفية. تلك الرحلات الأدبية تجعلنا نرى العالم بعيون جديدة وتشعل شرارة الإلهام التي قد تغير مجرى حياتنا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
أبناء العلقمي الجدد… ما أشبه الليلة بالبارحة
حلقات التاريخ تتشابه أحيانا إلى حد مُذهل ومن يقرأ التاريخ بتمعن وروّية يندهش من تكرار الأحداث والقضايا.. وهذا التشابه حمل باحثا معاصرا في التاريخ مثل الدكتور راغب السرجاني ليقول في مقدمة أحد كتبه أنه من خلال مطالعته الواسعة للتاريخ يؤكد أنه لا جديد الآن فكل شيء قد حدث مثله في التاريخ.. أو كما قال.
ومستصحبا لمقولة الدكتور السرجاني كنت أراجع ما كتبه ابن كثير في كتاب (البداية والنهاية) عن أحداث أواخر الدولة العباسية.. وهالني ما قرأت إذ رأيت أن بعض الأحداث تتشابه مع ما نعايشه اليوم في السودان إلى حد عجيب.. غير أن الدولة السودانية لن تسقط إن شاء الله على يد التتار الجدد.
في أواخر الدولة العباسية كان وزير الخليفة (رئيس الوزراء) يسمى ابن العلقمي.. وهو وزير خائن كان ( يراسل) الأعداء ويخون أمته وشعبه وساهم بذلك في سقوط بغداد وتسليمها الأعداء.
ولنراجع بعض ما كتبه ابن كثير عن تلك الحقبة.. ثم نقارنه بما حدث عندنا في السودان.. قال ابن كثير في الجزء الثالث عشر من (البداية والنهاية) ما يأتي : ( وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف.).. أليست هذه هي نفسها قضية إعادة هيكلة الجيش والتضييق عليه في الميزانيات والسخرية منه كمؤسسة؟ وابن العلقمي المعاصر ليس بالضرورة أن يكون شخصا طبيعيا فحسب فقد يكون وزيرا أو رئيس وزراء أو تحالفا سياسيا أو قوى سياسية مرتبطة بالخارج.
ونمضي مع ابن كثير يحكي لنا طرفا مما فعله ابن العلقمي الأول.. ثم نرجع البصر في أفعال أبناء العلقمي الجدد.. يقول ابن كثير: ( ثم كاتب التتارَ ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ).. والتتار الجدد يمثلون القوى التي تريد أن تقوّض الدولة وتهدم مؤسساتها القائمة.. هل تذكرتم الذي راسل الأمم المتحدة من وراء ظهر مجلس السيادة لاستقدام بعثة الأمم المتحدة؟ والعجيب أن من فعل هذا حديثا يتولى نفس الموقع الذي كان يتولاه ابن العلقمي الأول.
وتتعدد الأحداث والقضايا المتشابهة… لكننا نختم خشية الإطالة بهذه الإفادة التي أوردها ابن كثير عن التتار القدامى لنقارنها بالتتار الجدد الذين مهّد لهم حديثا مجموعة من أبناء العلقمي الجدد.. يقول ابن كثير : ( وقُتل الخطباءُ والأئمةُ ، وحملةُ القرآنِ ، وتعطلت المساجدُ والجماعاتُ والجمعاتُ مدة شهورٍ ببغداد).. ما أشبه الليلة بالبارحة.. فبعد أن مهّد أبناء العلقمي الجدد للتتار الجدد تواترت الأخبار أن التتار الجدد في السودان خاصة في العاصمة ووسط السودان كانوا يمنعون الأذان وإقامة الصلوات والجُمع وتورطوا في قتل كثير من الأئمة وهذه الدماء يتحملها كل أبناء العلقمي الجدد من الذين عاونوا التتار الجدد.
صحيح أن كثير من الأحداث التي سردناها عن أواخر الدولة العباسية تتشابه الي حد كبير مع الأحداث التي تجري منذ فترة في السودان.. غير أن النهايات لن تتشابه بإذن الله.. فإن الدولة السودانية لم تسقط كما كان يخطط التتار الجدد وأعوانهم من أبناء العلقمي الجدد.. والجيش السوداني لم ينكسر بحمد الله.. والأمور تمضي في اتجاه تطهير أرض السودان من التتار الجدد… أما أبناء العلقمي الجدد ممن عاون التتار الجدد فإن حسابهم مع الشعب السوداني عسير… إلا إذا قرروا البقاء مع أولياء نعمتهم بالخارج.. وحتى إذا فعلوا ذلك فإن يد ( الإنتربول) ستطالهم بسبب مشاركتهم الجنائية في جرائم التتار الجدد.. أما لعنات الشعب السوداني فقد طالتهم منذ زمن بعيد.
حسن عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب