ما زلت أحفظ حديثا للشهيد معز عبادي ، حين قال (نحن والله نتعلم من الجندى معنى الصبر ، فى الهجير ووسط الغابة وفى الوحل ومع كثرة الباعوض وقلة الزاد ، ولكنه لا يغادر موقعه ابدا ، ممسك ببندقيته دون كلل أو ملل) ، هذه هي الحرب..

تذكرت ذلك ونحن نشاهد مقطع أحد الأبطال وقد اصيب فى أمدرمان القديمة حول الاذاعة ، ونحمد الله أنه بخير ، وقد ظلت قيادة الجيش تعد لهذه المعركة 8 شهور ، واستغرقت لإلتقاء المتحركات ما يقارب 60 يوما أو أكثر ، ولكن النتيجة احدثت فرقا فى الميدان ، لم يكن ذلك فى ميدان واحد ، فأداء قوات بحرى وحطاب والكدرو ومعهد التدريب شديد البطش بالمتمردين وتطور أداء نسور الجو والمدفعية وتعززت النفرة فى بقية ولايات السودان.

.

وعلى ذلك النسق تتسارع ترتيبات تحرير ولاية الجزيرة (صرة السودان) و (درة الوطن) ، وتخليص أهلها من هذا الوباء ، والجند اشد حرصا وأكثر عزما ، لإنهم أبناء هذه الأرض ، ولأن تلك مهمتهم ، و لأن فقدان الجزيرة ترك فيهم حزنا عميقا و حسرة ، فلم يكن احدا يتصور ما جرى ، ولذلك يتدرتبون لرد صاعق وزحف ماحق ، وفق قواعد مرعية ، وإن كثر إشفاقنا..

والجزيرة ولاية الشهداء والنفير فى كل حين ، منها صعدت لله ارواح الشهداء وزراء وقادة وشباب وزراع ، كانوا ابطالا وعاشوا ابطالا ، لا أحد يغمط هذه الارض المعطاءة حقها ولا يزايد على أهلها إلا موتور..

ولا تقتصر الترتيبات عليها ، وإنما بقية الخرطوم ونيالا وزالنجى والجنينة والضعين ، لا مكان للجنجا فى بلادنا ووطننا..

هذه معركة واحدة ، واعداء كثر ، ورص الصف هو أكبر دافع والثقة فى نصر الله بركة والثقة فى جيشنا ضرورة ومزيد من العزم والتدافع..

د.ابراهيم الصديق على
1 مارس 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هيلين توماس.. وشهادة من أهلها

المرأة التى كشفت الوجه الحقيقى لأمريكا، وعلاقتها بالإرهاب فى الشرق الأوسط. فى يوليو الماضى احتفل نادى الصحافة الأمريكى القومى بالذكرى الثانية لرحيل عميدة مراسلى البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادى الصحافة الأمريكى، التى عاصرت أهم رؤساء أمريكا، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت مع نيكسون فى أول رحلة تاريخية للصين عام ١٩٧١، والتى رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، وأعلنت رفضها عبارته الشهيرة: «إنه يحارب فى العراق من أجل الله والصليب»، وقالت: «بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله»، هى «هيلين توماس»، التى ماتت فى الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها فى حفل تأبينها: «أجرأ صحفية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية».

هيلين توماس قبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالة خطيرة للنشر فى كبريات الصحف الأمريكية، وتم رفضها فى حادثة لها للمرة الأولى، ما جعلها تصرخ فى محاضرة بنادى الصحافة، قائلة: «اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الأبيض». وأضافت، أنا لن أغير ما حييت، ما أنا مؤمنة به؛ الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم، قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها. إننى أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت فى مطبخ تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والشواهد عديدة، أول خطوة ظهور تنظيمات إرهابية، بدعم أمريكى لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين، لأنهم دمية فى أيدى السى آى إيه. وأضافت، إننى أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطانى «مارك سايكس»، وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسى «فرانسوا بيكو»، وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتى روسيا لتحصل على ما تبقى من الثلاثة. صدقونى إنهم يكذبون عليكم ويقولون: «إنهم يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم، وهم صناع هذا الإرهاب، والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود إسرائيل». هذه كلمات هيلين توماس منذ عامين، وأعيد نشرها فى ذكراها يوليو الماضى، وبالطبع قوبلت بعاصفة هجوم عاتية من اللوبى الصهيونى، وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية، لكنها رحلت بعد أن قالت الصدق. وتلقف كلماتها المخرج العالمى «مايكل مور» فى فيلم تسجيلى، ومور هو من فضح بوش الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح من اليمين الأمريكى، مثل «ديك تشينى» و«كوندليزا رايس»، وحصل فيلمه الشهير فهرنهايت ١١/٩ على أكثر من جائزة. ما يهم وسط الأحداث الأخيرة، بداية من حادث سقوط الطائرة الروسية التى راح ضحيتها أكثر من مائتى مدنى، ثم حادث بيروت الذى خلف عشرات القتلى والجرحى، ثم حادث باريس، مروراً بحوادث فى العراق، وليبيا، وسوريا. أن التنظيمات الإرهابية لا يمكن لها أن تقوم بكل هذا العنف البشع بمفردها، وأن هناك أجهزة استخبارات تدعمها، لتشعل المنطقة العربية، وتدفعها لآتون جحيم لا ينطفئ، فتراهم على حافة الفناء. والفناء هنا يعنى تسليم المنطقة العربية للقوى التى خططت ودعمت وأشعلت، لإزالة القائم وزحزحة المستقر وإزالة المعترف به. وما يؤكد هذا، كلام «جيمس وولسى» رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، الذى قال بوضوح: «المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة». نفس المعنى تقريباً قاله «مارك رجيف»، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات فى الدول الكبرى للقضاء على الإرهاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الإرهاب، حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا». إذن تحققت نبوءة «هيلين توماس»، تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، التى خرجت من معامل تل أبيب وواشنطن لتشعل المنطقة العربية والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد، وإعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم.

ويجب أن نقتبس من مقالات «هيلين توماس»، مقولة «الغرب يعيش على غباء العالم الثالث». المنطقة العربية يجب أن تتوحد وتكون على قلب رجل واحد، إنه حلم، لكنه ليس مستحيلاً. وأخيراً، يجب أن نحى ذكرى هذه السيدة التى هاجمها الصهاينة، وحاربوها، لكنهم لم يكسروا قلمها، إنها «هيلين توماس».

 

محافظ المنوفية الأسبق 

مقالات مشابهة

  • البحر الأحمر تحيي ذكرى معركة شدوان بوضع إكليل زهور على النصب التذكاري
  • محافظ البحر الأحمر يحيي ذكرى معركة شدوان ويؤكد على أهمية التضحية
  • الإمدادات الطبية تعلن وصول أكثر من 120 طن من المحاليل الوريدية ومستهلكات غسيل الكلى من بورتسودان إلى فرع ولاية الجزيرة
  • الأمم المتحدة .. الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثياً
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان «كارثي»
  • برنامج الأغدية العالمي يرسل أول شحنة مساعدات إلى ولاية الجزيرة بالسودان
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثيا
  • هيلين توماس.. وشهادة من أهلها
  • شاهد بالفيديو.. من داخل ولاية الجزيرة.. ضابط سوداني يعرض مكافأة كبيرة عبارة عن سيارة “بوكسي” فخم لمن يأتي بــ(شارون) الدعم السريع
  • «إيقاد» تدين الانتهاكات بحق المدنيين في ولاية الجزيرة