عقب نشر مصر لوثائق نادرة عن حرب أكتوبر.. الأرشيف الإسرائيلي يكشف عن وثائق جديدة حول الحرب
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
كجزء من مجموعته الصادرة بمناسبة مرور خمسين عاما على حرب أكتوبر، أصدر ما يسمى "الأرشيف الوطني الإسرائيلي" "وثائق" جديدة تتعلق بتلك الحرب.
إقرأ المزيد "رسالة تهديد من مصر لإسرائيل" .. الإعلام العبري يعلق على وثائق الجيش المصري السريةوأوضحت الوثائق بالتفصيل، دور وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر في تقديم قائمة بأسرى الحرب الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم سوريا.
وأوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه "بالرغم من التوقيع على وقف إطلاق النار في 24 أكتوبر 1973، بقيت قوات جيش الإسرائيلي في الأراضي المصرية والسورية بفضل المكاسب التي تحققت بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته الدول العربية يوم السبت 6 أكتوبر 1973، في ما يسمى "يوم الغفران"، أقدس يوم في التقويم اليهودي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن التعبئة المستمرة وإعادة تسليح القوات الإسرائيلية ساهمت في حدوث "وجعة راس" (صداع) لرئيسة الوزراء غولدا مائير بينما كانت حكومتها تتعارك مع قضايا السياسة الداخلية والخارجية.
وبينت أنه في أكتوبر من عام 1973، بدأت إسرائيل ومصر المناقشات حول تبادل أسرى الحرب، وتم تنفيذ انسحاب القوات الإسرائيلية وعمليات التبادل في نوفمبر قبل التوقيع على اتفاقية فض الاشتباك في يناير 1974.
ودخل على الخط وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر الذي كان مصمما على لعب دور بارز في الجولة القادمة من المفاوضات بين إسرائيل وأعدائها، وذلك جزئيا في محاولة للسيطرة على علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربية.
وتمت الإشارة إلى أنه "ثبت أن التعامل مع السوريين هو مهمة أكثر صعوبة، حيث كانت سوريا، تحت قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، عازمة على فرض انسحاب إسرائيل إلى ما بعد الخط الأرجواني، وهو خط وقف إطلاق النار بين البلدين بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، ولكنها رفضت، رغم ذلك، أن تقدم لإسرائيل قائمة بأسماء السجناء الذين أسرتهم أو السماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارتهم"، في حين "أبلغت إسرائيل كيسنجر أنه لا يمكن إجراء أي مناقشات حول الانسحاب إلا إذا تم تسليمها قائمة السجناء، مصحوبة بزيارات للصليب الأحمر".
إقرأ المزيد "الجيش المصري يضع إسرائيل في مأزق".. مستشار عسكري يكشف تفاصيل نشر الوثائق السريةوبعد إبرام الصفقة مع مصر، كان لا يزال هناك 131 إسرائيليا في عداد المفقودين على الجبهة السورية، ويعتبرون أسرى حرب.
وتُظهر عمليات تبادل الأسرى السابقة التي قامت بها إسرائيل مع الدول المجاورة أن التاريخ يعيد نفسه، كما تسببت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في وسائل الإعلام العربية برد فعل كئيب وغاضب وسط الجمهور الإسرائيلي، وفي النهاية قدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة بشأن معاملة السجناء.
وأبلغت حكومة غولدا مائير السوريين، من خلال الولايات المتحدة والصليب الأحمر، بأنها مستعدة للسماح لـ15.000 من سكان مرتفعات الجولان السورية ونقل المواقع السورية التي استولت عليها خلال الحرب إلى الأمم المتحدة، كل ذلك مقابل عودة الأسرى.
وحسب "جيروزاليم بوست"، فإن "وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي كانت مسؤولة عن الحفاظ على الاتصالات في ذلك الوقت مع الصليب الأحمر، فهمت كيف تم استخدام السجناء كورقة مساومة من قبل السوريين، وكتب مسؤول في وزارة الخارجية، مردخاي كدرون، أن السوريين يعرفون قيمة التمسك بالإسرائيليين".
وفي 20 يناير، توجه كيسنجر إلى دمشق للقاء الأسد، الذي أكد أن ظروف السجناء الإسرائيليين كانت جيدة وأنه إذا أرادت إسرائيل التوصل إلى اتفاق، فيجب أن يكون هناك انسحاب كبير للقوات الإسرائيلية من مرتفعات الجولان.
وكان كيسنجر يعلم أن الإسرائيليين سيرفضون مثل هذه الصفقة، لكنه قرر تقديمها كمناورة افتتاحية في المفاوضات.
وتظهر الوثائق الأرشيفية التي تم نشرها أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعث برسالة إلى مائير بشأن أهمية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا. واشتبهت إسرائيل في أن هذا كان جزءا من الضغوط الأمريكية للمساعدة في رفع الحظر النفطي الذي تفرضه الدول العربية على الولايات المتحدة، والذي كان يسبب اضطرابا داخليا.
وردت مائير على السادات بأن محنة السجناء لا تزال محور التركيز الرئيسي وحجر عثرة رئيسيا يمنع إسرائيل حتى من النظر في مطالب السوريين.
وعلى الرغم من "لعبة البينغ بونغ" الدبلوماسية التي تلت ذلك، بحلول 3 فبراير، أبلغت مائير الحكومة الإسرائيلية أن كيسنجر اقترح أن تطرح إسرائيل خط ترسيم جديدا بين إسرائيل وسوريا بمجرد حصول كيسنجر على قائمة السجناء وإبقائها في حوزته. وتقرر إبلاغ كيسنجر بأنه لن يُسمح للحكومة بتقديم حل إقليمي إلا بعد استلامه القائمة وضمان زيارات الصليب الأحمر.
وفي ديسمبر 1973، نظم كيسنجر مؤتمر جنيف للسلام، وكانت إسرائيل مترددة في حضوره حتى تم حل قضية الأسرى مع سوريا.
وفي 16 ديسمبر، صرحت مائير بأن إسرائيل لن تشارك إلا إذا تم تقديم القائمة من قبل السوريين.
وأدى رفض السوريين الحضور إلى انتشار شائعات عن مقتل جميع السجناء، مما أدى إلى مزيد من الاحتجاجات في إسرائيل.
وبحلول يناير من عام 1974، بينما كانت حكومة مائير تحاول إبرام اتفاقها مع مصر، كان كيسنجر يتنقل بين إسرائيل والقاهرة كجزء من دوره في المفاوضات.
وتظهر الأرشيفات المنشورة أنه في 13 يناير، نقل نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ييغال ألون أن كيسنجر كان مسافرا أيضا إلى دمشق، حيث تم التلميح إلى أن السوريين قد يكونون على استعداد للتفاوض.
وقال ألون إن إسرائيل يجب أن تضغط على كيسنجر ليخبر السوريين أن إسرائيل مستعدة لمناقشة الانسحاب بشرط تسليم قائمة السجناء وضمان زيارات الصليب الأحمر.
وكانت إسرائيل تأمل أيضا في تثبيت وقف إطلاق النار الهش، الساري منذ أكتوبر، إذ تعرضت المواقع العسكرية في مرتفعات الجولان الإسرائيلية للقصف المستمر، وكذلك المستوطنات.
في 5 فبراير، اقترح كيسنجر على الأسد أن تقوم سوريا، في البداية، بتقديم عدد السجناء قبل نقل قائمة بالأسماء إلى السفارة السورية في العاصمة الأمريكية واشنطن. وبعد زيارة الصليب الأحمر، ستقترح إسرائيل حلا للانسحاب.
وكان كيسنجر يحاول أيضا تخفيف الحظر النفطي بعد أن أبلغه السعوديون أن سوريا تبقي على الحظر للضغط على الإسرائيليين.
ووافقت سوريا لاحقا على تسليم قائمة أسماء السجناء، وفي 7 فبراير 1974، تلقى كيسنجر رسالة من السوريين مفادها أنهم يحتجزون حوالي 65 أسير حرب، وتم نقل الرسالة إلى مائير.
وبعد أسابيع قليلة من القلق الداخلي داخل إسرائيل بشأن النتيجة، اجتمع القادة العرب، بما في ذلك السادات والأسد، في قمة، وفي 19 فبراير 1974، وصل وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية ومصر إلى واشنطن ومعهما قائمة السجناء وسلماها وأرسلاها في ظرف مختوم إلى كيسنجر.
ووعدا برفع الحظر النفطي في غضون أسبوعين، وبعد أسبوع واحد، التقى كيسنجر مرة أخرى بالأسد، الذي ضمن زيارات الصليب الأحمر ووافق على تسليم كيسنجر القائمة إلى الإسرائيليين.
ووصلت "الإغاثة" في نهاية المطاف للإسرائيليين في 27 فبراير، عندما سلم كيسنجر قائمة أسماء السجناء.
وأخيراً، في الأول من مارس 1974، أي قبل 50 عاما بالضبط، في يوم الجمعة، سُمح للصليب الأحمر بزيارة أسرى الحرب الإسرائيليين.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غير مهم إلى حد ما في المخطط الكبير للحرب، إلا أن تبادل قائمة الأسرى كان عاملا رئيسيا في المضي قدما بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا. ومع ذلك، بعد مرور خمسين عاما، لا تزال الدولتان رسميا في حالة حرب.
جدير بالذكر أنه في شهر فبراير، نشرت وزارة الدفاع المصرية في موقعها الإلكتروني عدة وثائق نادرة حول حرب أكتوبر 1973، تحدثت في بعض منها عن الإعلام العسكري.
المصدر: "جيروزاليم بوست" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: حرب أكتوبر 1973 أخبار مصر أخبار مصر اليوم الجيش الإسرائيلي الجيش السوري انور السادات حافظ الأسد الصلیب الأحمر قائمة السجناء بین إسرائیل إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الكشف عن فئة جديدة نادرة من الانفجارات الكونية حيرت العلماء
منذ إطلاقه في عام 2024، كان مسبار أينشتاين، وهو تلسكوب فضائي يعمل بالأشعة السينية طورته الأكاديمية الصينية للعلوم بالشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض، يمسح السماء بحثًا عن انفجارات كونية نشطة، وفي أبريل/نيسان الماضي لاحظ التلسكوب حدثًا غير عادي سمي "إي بي 240408 إيه".
يسمى هذا النوع من الأحداث الكونية بانفجارات أشعة جاما، وهي انفجارات قوية للغاية وقصيرة الأمد تحدث في المجرات البعيدة.
انفجارات أشعة جاما تصدر من المجرات البعيدة (ناسا) انفجارات غير عاديةوتلمع هذه الانفجارات نحو مليون تريليون مرة ضعف سطوع الشمس، مما يعني أن مصدرها الكوني غاية في القوة لدرجة أنه يمكن لوهج هذا النوع من الانفجارات أن يرصد في كل الكون المرئي.
ويعتقد العلماء أن هذه الانفجارات العالية الطاقة تنشأ إما من اندماج نجمين نيوترونيين وإما من انهيار نجم ضخم، وفي هذين السيناريوهين يتشكل ثقب أسود حديث الولادة، تنبعث منه نفاثة تسافر بسرعة الضوء تقريبًا.
وعندما تتجه هذه النفاثة نحو الأرض، يمكننا مراقبتها من مسافات شاسعة -أحيانًا مليارات السنين الضوئية- بسبب تأثير نسبي يُعرف باسم تعزيز دوبلر.
العلماء يعتقدون أن هذه الانفجارات العالية الطاقة تنشأ إما من اندماج نجمين نيوترونيين وإما من انهيار نجم ضخم (غيتي) نوع جديدوعلى مدى العقد الماضي، تم اكتشاف الآلاف من انفجارات أشعة جاما، لكن تبيّن للعلماء -بحسب دراسة جديدة نشرت في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز"- أن خصائص الانفجار الجديد "إي بي 240408 إيه" لا تتطابق مع خصائص انفجارات أشعة جاما النموذجية.
إعلانوكان هذا الانفجار ساطعًا لدرجة أنه أشبع العديد من أجهزة الكشف عن أشعة غاما، كما أطلق الانفجار فوتونات بطاقة تتجاوز 18 تيرا إلكترون فولت، متجاوزًا بذلك الأرقام القياسية السابقة وموفرًا بيانات قيّمة عن العمليات الفيزيائية الفلكية العالية الطاقة.
وعلى الرغم من أن الانفجار يبعد عن الأرض حوالي 2.4 مليار سنة ضوئية، فإنه كان قويا بما يكفي للتسبب في اضطرابات قابلة للقياس في الغلاف الأيوني للأرض، وهو التأثير المرتبط عادةً بالتوهجات الشمسية.
ولذلك يقترح الباحثون أنه قد يمثل فئة جديدة نادرة من الانفجارات الكونية القوية، تظل غير مفهومة تماما، وتحتاج لمزيد من الأرصاد عبر مسبار أينشتاين، إلى جانب العديد من المراصد الأرضية كذلك.