نتساءل احيانا؛ لماذا تكرر ذكر الشام في سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبيان عودة الامة من هذه المواقع، ونتساءل عن القدس، والأقصى، وفلسطين، حتى جاء اليوم الذي نشاهد ونعايش رجالا وأطفالا ونساء يدفعون غالي الثمن من اجل قول الحق، والثبات عليه ونصرته.مخطئ من يرى كفاح غزة، ويعتقد انه من اجل وطن او دولة، نعم لا يمنع ذلك، لكن صمودهم، وصلابتهم يفوقان هدف الدولة، فهو صمود لكيان امة، ودليله ما بينه لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “بيت المقدس واكناف بيت المقدس”.
نعم، ان كان هناك في التاريخ افراد ثبتوا على الحق، وحفظوا حقوق الامة ودينها، امثال الامام ابن تيمية الذي سجن نحو 15 سنة او يزيد ظلما، حتى مات في سجنه، والف الكثير من مؤلفاته وهو في سجنه، رحمه الله تعالى.كذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى، سجن نحو 16 سنة، فصبر متوكلا على الله تعالى، وأحسن الظن فيه سبحانه تعالى، وصبر على التعذيب، فكانت كلمة الحق تعلو وتظهر رغم الغبش، تظهر لكل صاحب عقل متزن.وبالفعل تم إعلاء الحق، وتخلدت أسماؤهم وهم افراد علماء الكتل وجماعات، وكذلك امام المدينة؛ الامام مالك (رحمه الله تعالى) جلد اكثر من 300 جلدة، وشلت يده وهو عالم المدينة، إلا انه صبر من اجل تأصيل الحق، وتجذيره في الامة. اما الامام احمد فحدث ولا حرج في صبره وثباته، وصبره على اجرام المجرمين، وصبره على نفاق المنافقين، وطغيان علماء السلاطين الذين افتوا باعدامه.كبل الامام احمد بالحديد والسلاسل نحو ثلاث سنوات، وتم جلده اكثر من ثلاث مرات، وكان صابرا صائما في سجنه حتى توفاه الله تعالى.نعم، بقي هؤلاء الكبار وخلّدوا في سطور الزمن وقلوب الاجيال والتاريخ قدوات للامة، وذهب السفهاء من اعدائهم إلى مزبلة التاريخ. نعم غزة، و”حماس” واهل فلسطين، من يخونكم ويخذلكم بتآمره وصمته هو في مزبلة التاريخ مسبقا، وانتم الخالدون العائدون، والمعيدون للامة كيانها، شاء من شاء وابى من ابى، ولا نامت اعين السفهاء الخونة الجبناء.
سامي العنزي – السياسة الكويتية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الله تعالى
إقرأ أيضاً:
هل تكرار الذنب يحرم الإنسان من استجابة الدعاء؟.. اعرف رأي الشرع
هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء؟ سؤال يتردد على أذهان كثيرين حيث قد يقع بعضنا في ذنب متكرر، ورغم توبته من ذلك الذنب فإنه يقع في الذنب ذاته مرة أخرى ثم يعود ليعلن توبته مجددًا، الأمر الذي بسببه يطرح سؤالًا ملحًا هل بعد كل ذلك ورغم تكرار الذنب نفسه سيتقبل الله الدعاء؟.
ويمكن اقتباس إجابة ذلك السؤال، من ما ذكره الإمام النووي - رحمه الله - في كتابه "الأذكار" عن الإمام سفيان بن عُيينة -رحمهُ الله- أنه قال: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 14 و15].
في السياق ذاته، بيّن الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامية، أسباب عدم استجابة الدعاء، مؤكدًا أن التعجل في استجابة الدعاء، السبب فى عدم القبول من الله، لافتًا إلى أن الصبر شرط من القبول.
واستشهد «عبد المعز»، بما روي عَنْ أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي»، متفقٌ عَلَيْهِ.
وتابع: “وفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ»”.
وواصل: «تلاقى الناس تدعو لأولادها، ويقولك أنا دعوت وصليت ومفيش استجابة، وتلاقيه يقولك مفيش فايدة»، مستشهدا بالحديث النبوى الشريف: "يستجاب للمرء ما لا يعجل».
وأكد أن الدعاء هو العبادة، وقد أمرنا الله تعالى بدعائه ووعدنا بالإجابة عليه، فقال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة:186).
واستطرد: “ولتعلم أن دعاءك لن يضيع، فإما أن يعجل لك به ما تريدين، وإما أن يدخر لك من الثواب ما أنت في أمس الحاجة إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وإما أن يصرف عنك به شر، أو بلاء في هذه الدنيا، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ”.