في إطار هويتها خدمة إعلامية عمومية موضوعاتية تعمل على تثمين الإبداع الثقافي الفني والمعرفي بما يساهم في تمكين المشاهدين بمختلف فئاتهم العمرية، من الولوج إلى عالم الاكتشاف واكتساب المعرفة وإغنائها، تبث القناة الرابعة "الثقافية"، خلال شهر رمضان الأبرك 1445 ه/2024 م، عرضا متنوعا وغنيا من أكثر من 100 حلقة من البرامج في المجالات التاريخية والإبداعية والروحية والحضارية، مع إيلاء العناية اللازمة لبرامج وثائقية ذات مواضيع تتسم بالراهنية الثقافية.

كما نوعت القناة من عرضها الرمضاني، ليشمل برمجة ثمان (8) مسرحيات ذات صبغة درامية وكوميدية، ومتنوعة التعابير اللغوية؛ علاوة على مقابلات حوارية مع نخبة من المثقفين عبر العالم، وبرامج تهتم بالأنماط الموسيقية الصوفية، وأعمال تلفزية من جنس البورتريه، التي تبحث في السيرة الأدبية لمجموعة من المفكرين والمبدعين، وبرامج ثقافية متنوعة تقود المشاهدين إلى عمق التراث الثقافي المادي واللامادي للمغرب.

حكاية الزليج المغربي وسبر لأغوار تطوان الأندلسية ومراكش الحمراء

توجد في طليعة الشبكة الرمضانية لقناة "الثقافية" برامج خاصة متناغمة مع طبيعة هذا الشهر الفضيل، ومنها "وثائقيات رمضان"، في أربع حلقات، تبث كل واحدة منها يوم الخميس في العاشرة مساء، وتسافر الحلقة الأولى بالمشاهدين إلى مدينة الصويرة موكادور، لتسليط الضوء على معاني نقيشة بركة محمد، حارسة عمائر الصويرة.

وبينما، سيتم في الحلقة الثانية، إماطة اللثام عن التجليات الجمالية والتراثية لفن الخط العربي، من خلال رحلة جمالية أكاديمية فنية، تعرف بالمكانة المتفردة للخط العربي باعتباره رافدا من روافد الحضارة العربية الإسلامية، لتليها الحلقتين الثالثة والرابعة، المخصصتين لمواضيع ببعد حضاري، سيما سبر أغوار المدن الأندلسية، وستركز الحلقتين على "تطوان الحاضرة الأندلسية ...إشراقات التاريخ والتراث" وكذلك "تطوان الحاضرة الأندلسية...تجليات جمالية وإبداعية".

وخلال أيام الاثنين، ابتداء من الساعة العشرة مساء، يلتقي المشاهدون مع برنامج "أطلس المغرب"، نصف الشهري، الذي سيغوص بالمشاهدين في أسرار الزليج المغربي، باعتباره حكاية إبداعية وحضارية من عمق التاريخ والتراث المعماري، مع تسليط الضوء على شخص الصانع التقليدي باعتباره مبدعا معماريا تقليديا وفنانا، ساهم في رسم المعالم العمرانية للمساجد والمدارس والقصور والرياضات، وغيرها من المنشآت المعمارية، التي ارتبط نشوء هذا الفن بها، وتطور بحركية التبادل الثقافي بين الأندلس والمغرب الأقصى. 

كما سيقود البرنامج ذاته المشاهدين إلى العمق التاريخي والتراثي والتنوع الثقافي لمراكش الحمراء، من خلال مواكبة التحولات التاريخية بالمدينة بدء من التاريخ الوسيط إلى العصر الحديث، وذلك بمناسبة الاحتفاء بالمدينة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم.

حوارات يومية في الثقافة وبحث في ذخائر المخطوطات

 وعززت قناة "الثقافية" شبكتها لرمضان بالموعد الجديد "حوار في الثقافة"، الذي يستضيف نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء من مختلف الدول (مصر، لبنان، تونس، ليبيا، فرنسا، المغرب)، لتقريب المشاهدين من مساراتهم الأكاديمية ومجالات تخصصهم وانشغالاتهم، ورؤيتهم للقضايا المطروحة بحدة، بما فيها القضايا الثقافية والفكرية، وذلك من الإثنين إلى الجمعة على الساعة الحادية عشرة ليلا.

ويستمر برنامج "الباحث"، نصف الشهري (مساء كل اثنين)، في شهر رمضان، من خلال حلقة تتمحور حول المخطوط الديني بين إشكالية التحقيق ورمزية التوثيق، وتسلط الضوء على المخطوطات، كحامل ورقي لكنوز من المعرفة والعلوم الدينية والشرعية، ونفائس كثيرة من المخطوطات والرسائل والوثائق الدينية التي يزخر بها المغرب، على أن يتم في الحلقة الثانية استعادة تفاصيل بروز الثقافة الإسلامية في حاضرة مراكش، باعتبار المدينة راكمت تاريخا حضاريا حافلا، امتزج فيه التراث المادي باللامادي، وتقاليد راسخة في الفنون وأدب العيش.

أما برنامج "كتاب في الذاكرة"، الذي سيبث من الإثنين إلى الجمعة على الساعة العاشرة ونصف ليلا، سيستضيف في حلقاته الرمضانية العديد من الكتاب والمفكرين والمبدعين والمثقفين، لاكتشاف الكتب التي تحولت إلى جزء من مسارات حيواتهم، واستحضار أبرز أفكار ومضامين الكتاب البوصلة، الذي تحولت شخوصه وأبرز محطاته، إلى فاعل في مسلك التأثير الإيجابي على ضيف البرنامج، الذي لازال يحتفظ برسائل الكتاب في زمن النشر الرقمي والثورات التكنولوجية المتسارعة. 

المسرح يتحرك ومواكبة للإبداع الإبداع الثقافي الفني والمعرفي

من جانب آخر، وفي في إطار الاتفاقية التي أبرمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، مع العديد من الفرق المسرحية، ستتولى القناة الثقافية بث مجموعة من المسرحيات في تجربة فريدة لإعادة تنشيط الحياة المسرحية بمنصة التلفزة. 

وسيتم في هذه البرمجة تسليط الضوء على الروح الابتكارية لهاته التجربة، من خلال انغماس المشاهد، أيام السبت ابتداء من العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة، في قصص آسرة لمواضيع تراعي التنوع اللغوي وتقارب المواضيع بتيمات درامية وكوميدية، من خلال مسرحيات "شطارة"، و"جوج من الحاجة"، و"إسمع يا عبد السميع"، و"لا سماحة ليك يا الأيام"، و"راس المحاين"، و"هواجس"، و"حمو أونامير".

كما تستمر "الثقافية" في بث برامج أخرى، ومواءمة حلقاتها مع شهر رمضان الأبرك، وهي "في حضرة المديح"، و"سيرة ومسار"، و"متاحف المغرب"، و"أسماء في الذاكرة"، و"رؤية"، و"مع طروب"، و"إيكولوجيكا"، و"للنقاش"، و"زمن الثقافة" و"مروا من هنا"، وغيرها من البرامج الرئيسية والخاصة، التي تجسد مهمة "الثقافية" الرامية إلى تمكين المشاهدين من الولوج إلى عالم الاكتشاف واكتساب المعرفة وإغنائها، ودعم المدارك المعرفية والتفتح الفكر، وإشاعة رؤية مواطنة للتربية وللثقافة والترفيه.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الضوء على من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"


قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي، في ظل حملة ممنهجة لمحو التراث العربي، وأكدت أن اللجنة الوطنية المصرية نجحت في تسجيل عدد من العناصر وتعمل على تسجيل عدد آخر في أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لورش العمل الدولية، التي نظمتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة في الدول العربية… تقاليد الطعام نموذجًا"، وأدارتها الدكتورة نهلة إمام- مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي.

وجهت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الشكر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على دعمها الدائم لكافة الملفات المصرية على قوائم التسجيل، كما وجهت الشكر للدكتورة نهلة إمام على ما تبذله من جهد ومساهمة جادة في هذا الملف مع كل الدول العربية.

 

وقال الدكتور حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو"لم ينل مجال صون التراث الثقافي غير المادي من خلال تقاليد الطعام، ما يكفي من العناية بالمقارنة مع الأصناف الأخرى من التراث الحيّ، رغم ما ينطوي عنه من قيمة تراثية عميقة وأبعاد اقتصادية في سياق التنمية المستدامة على غرار ما تكشف عنه التجارب المقارنة في عالم اليوم.".

وأوضح أن الطعام يُظهر للعالم بوصفه إحدى التعبيرات الخاصة جدًّا عن الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، فهو يعكس الخصوصيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وخلف هذا التنوع والاختلاف تكمن مظاهر عديدة من التشابه إلى حدّ التماثل أحيانًا، بما يجعل تقاليد الطعام هي بحقّ ملتقى للتواصل والتفاعل يكرّس بعفوية ضربا من الوحدة الثقافية.

وأضاف،تكتسب تقاليد الطعام اليوم أهمية بالغة لقيمتها الوظيفية من حيث هي مصدر ديناميكية تنموية، وتتميّز هذه الورشة، من خلال برنامجها، باعتمادها مقاربة شاملة تحاول أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب الموضوع، وهو ما سيساهم دون شكّ في تعزيز قدرات الخبراء المشاركين، بحيث سيكتسبون مهارات وتقنيات جديدة تساعدهم على التعامل الجيد مع مجال التراث الغذائي، بما يعود بالمنفعة على الممارسين له وحملته من الأفراد والجماعات والمجموعات المعنية.


من جانبه قال الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، " أن لكل أمة إرثها الثقافي، فالتراث هو السبيل الأمثل لمعرفة المكون الثقافي لحضارات تلك الأمم، ويمثل الرابط الأهم للتسلسل التاريخي الذي يشكل حلقة متصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك يعد التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وتجسيداً مادياً ومعنوياً لهذه الهوية، فهو يجمع بين الأماكن والمعالم، وبين القيم والتقاليد وأنماط التعبير البشري سواء كانت فردية أو جماعية، فتتشكل أمامنا لوحة تراثية نتعرف من خلالها على ماضينا وهويتنا الثقافية المتجذرة عبر العصور في التاريخ الإنساني.

وأضاف، يمثل التراث غير المادي جانباً هاماً من التراث الحضاري للأمم، فيعبر عن الهوية الثقافية لكل مجتمع ويعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسات التي مرت بها المجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة لكونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة كالتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والمعارف الاجتماعية والمناسبات، والاحتفالات، والممارسات، فالتراث معين لا ينضب من المعرفة، ومصدرا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار أن مصر تزخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يعد في مجمله كنزا حضاريا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت على أرض الكنانة، وأصبحت الآن جزءاً مهماً من التراث الإنساني المسجل بعضه على قائمة التراث العالمي، وشهدت السنوات الأخيرة اهتمام الجهات المعنية بتراثنا الوطني، فتسابقت العديد من الجهات والمؤسسات والمراكز والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حفظ وتوثيق التراث، وعملت الدولة على تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى التراثي، فقامت بتنظيم العديد من الدورات التدريبية في المجالات التراثية المختلفة، كما عملت الجهات المختصة على بناء البرامج التراثية التعليمية حيث يجري الآن العمل على إنتاج برامج يتم تدريسها في المدارس للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي ومن ثم رفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، بل وتنميته ليساهم في خطة التنمية المستدامة.

وأوضح أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي على قائمة التراث العالمي، وأصبح الآن ملف "الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية" من الملفات الملحة التي يجب العمل عليها بشكل عاجل ومكثف والتقاليد والعادات المتعلقة بها، حيث نادي الكثير من خبراء التراث والغذاء بأهمية البدء في تحقيق ذلك لافتين النظر إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً باعتبار أن المطبخ المصري بل والعربي من أعرق مطابخ العالم وأن عدم توثيقه بشكل دولي، أو رسمي حتى الآن قد يؤدي إلى إدعاء بعض البلدان الأخرى نسب عدد من الأكلات المعروفة لنفسها.

يذكر أن الورشة التي تعقد على مدار يومين بالمجلس الأعلى للثقافة، تناقش مفهوم التراث الثقافي غير المادي وتطبيقاته في تقاليد الطعام، بالإضافة إلى دور تقاليد الطعام في التنمية المستدامة.

وتُشارك بها كل من: "المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، السودان، المملكة العربية السعودية، ليبيا، الكويت، الجمهورية التونسية"، تجاربها في توثيق الأطعمة التقليدية وصونها.

وتهدف لنشر الوعي حول أهمية التراث الثقافي غير المادي، خاصة تقاليد الطعام، ودوره في التنمية المستدامة، ومناقشة سبل حماية وصون تقاليد الطعام العربية، واستكشاف آليات توثيقه.

مقالات مشابهة

  • يا وزير الثقافة.. «نحتاج أداءً عكاشيًا»
  • لطيفة بنت محمد تبحث مع قنصل عام اليابان تطوير الشراكة بمجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • لطيفة بنت محمد تبحث سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • عروض فنية وسينما ولقاءات أدبية.. الثقافة الفلسطينية تواصل مهامها رغم الحرب
  • لطيفة بنت محمد تبحث مع قنصل عام اليابان سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • قصائد وجدانية ووطنية في المحطة الثقافية بجرمانا
  • «الشارقة للكتاب» تعزز التعاون مع ناشرين دوليين
  • وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"