الجوائز الكاملة للدورة ال72للمهرجان الكاثوليكى
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أُقيم مساء يوم الجمعة، بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان بوسط البلد حفل ختام مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دورته الثانية والسبعين.
بدأ الحفل الذي نقلته على الهواء مباشرة قناة سات 7 الفضائية، وقناة نايل سينما بفيلم تسجيلي تضمن جانب من فعاليات وندوات الدورة الثانية والسبعين، ثم صعدت للمسرح الإعلامية لميس سلامة لتقديم فقرات الحفل، حيث بدأت بالترحيب بجموع الفنانين والمكرمين والحاضرين، ثم قامت بتقديم الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان ومدير المركز لإلقاء كلمته، بعدها كانت كلمة الأب مراد مجلع الرئيس الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر.
و بعد عرض فيلماً مُجمعاً عن لجنة تحكيم هذه الدورة، كانت كلمة لجنة تحكيم الدورة الثانية والسبعين والتي ألقتها الفنانة القديرة/ حنان مطاوع، نظراً لإعتذار المخرجة القديرة ساندرا نشأت رئيس لجنة التحكيم عن الحضور لظروف وفاة والدتها منذ أقل من أسبوعين، وبعد تسليم درع المركز وشهادة تقدير خاصة للفنانة حنان مطاوع، كان هناك تكريماً خاصاً لأعضاء لجنة التحكيم وهم: الكاتب والمؤلف القدير/ عبد الرحيم كمال، الفنانة القديرة/ داليا مصطفى، الفنان القدير/ أحمد شاكر، مدير التصوير القدير/ إيهاب محمد علي، المونتير القدير/ كمال الملاخ، الناقد الفني القدير/ علي الفاتح، الموسيقار القدير/ مصطفى الحلواني.
بعد ذلك تم عرض فيلماً تسجيلياً قصيراً من إعداد (قناة سات 7) عن الأفلام الستة المشاركة بالمهرجان، وتسليم شهادات المشاركة بالمسابقة الرسمية لهم، وكانت هذه الأفلام: فيلم " أنا لحبيبي" إنتاج: السبكي للإنتاج السينمائي (أحمد السبكي)، إخراج: هادي الباجوري وتسلم الشهادة حامد صبحي المُشرف على الإنتاج بشركة السبكي للإنتاج السينمائي، فيلم "19 ب" إنتاج: فيلم كلينك (محمد حفظي)، تأليف وإخراج: أحمد عبدالله السيد، وتسلم الشهادة الأستاذ/ أحمد عبدالله السيد مُخرج الفيلم، فيلم"بيت الروبي" إنتاج: سينرچي للإنتاج الفني (تامر مرسي)، إخراج: بيتر ميمي وتسلمت الشهادة الأستاذة/ منّه الله محمد مديرة العلاقات العامة بشركة سينرچي للإنتاج الفني، فيلم "وش في وش" إنتاج: سي سينما برودكشنز (هاني نجيب - أحمد فهمي)، تأليف وإخراج: وليد الحلفاوي، وتسلم الشهادة الأستاذ/ أحمد فهمي مُنتج الفيلم، فيلم"ڤوي! ڤوي! ڤوي!" إنتاج: فيلم كلينك (محمد حفظي)، تأليف وإخراج: عمر هلال، وتسلم الشهادة الأستاذ/عمر هلال مخرج الفيلم، فيلم"أنف وثلاث عيون" إنتاج: لاجوني للإنتاج السينمائي (شاهيناز العقاد)، إخراج: أمير رمسيس وتسلمت الشهادة ماريا عادل
ثم كانت الفقرة الفنية بحفل ختام مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والتي أهدت خلالها أميرة الإيقاع وعازفة الماريمبا الأولى بمصر والوطن العربي الفنانة المتألقة نسمة عبد العزيز، وذلك للعام الثاني على التوالي، باقة متنوعة من الألحان عزفتها على آلة الماريمبا، وقام بعد ذلك الأب بطرس دانيال بتكريمها وإهداءها درع المركز.
بعد ذلك جاءت اللحظات الحاسمة، والتي تم خلالها الإعلان عن الجوائز التي أقرّتها لجنة التحكيم، حيث تمّ أولاً توزيع شهادات التقدير الخاصة والإبداع الفني للدورة الثانية والسبعين لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، وكانت على النحو التالي:
• شهادة للفنان القدير/ لطفي لبيب عن دوره في فيلم "وش في وش".
• شهادة للفنان القدير/ خالد الصاوي عن دوره في فيلم "وش في وش".
• شهادة للفنان القدير/ بيومي فؤاد عن دوره في فيلم "وش في وش".
• شهادة للفنانة القديرة/ منحة البطراوي عن دورها في فيلم "19 ب".
• شهادة للفنانة المتميّزة/ ناهد السباعي عن دورها في فيلم "19 ب".
• شهادة للفنان المتميّز/ خالد كمال عن دوره في فيلم "وش في وش".
• شهادة للفنانة المتميّزة/ دنيا سامي عن دورها في فيلم "وش في وش".
• شهادة لمهندسة الديكور المتميّزة/ نادية عادل عن الإشراف الفني والديكور في فيلم "أنا لحبيبي".
• شهادة للمونتيرة المتميّزة/ سارة عبد الله عن مونتاچ فيلم "19 ب".
أما عن جوائز الدورة الثانية والسبعين لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما والتي أقرّتها لجنة التحكيم فكانت كالتالي:
• جائزة أحسن ممثل الفنان القدير/ سيد رجب عن دوره في فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن ممثلة الفنانة المتميّزة/ ياسمين رئيس عن دورها في فيلم "أنا لحبيبي".
• جائزة أحسن ممثل دور ثان الفنان المتميز/ أحمد خالد صالح عن دوره في فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن ممثلة دور ثان (مناصفة) الفنانة القديرة/ أنوشكا عن دورها في فيلم "وش في وش".
• جائزة أحسن ممثلة دور ثان (مناصفة) الفنانة المتميّزة/ فدوى عابد عن دورها في فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن سيناريو (مناصفة) المخرج والسيناريست المتميّز/ أحمد عبد الله السيد عن فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن سيناريو (مناصفة) المخرج والسيناريست المتميّز/ وليد الحلفاوي عن فيلم "وش في وش".
• جائزة أحسن تصوير مدير التصوير المتميّز/ مصطفى الكاشف عن فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن مونتاچ المونتير المتميّز/ أحمد حافظ عن فيلم "ڤوي! ڤوي! ڤوي!".
• جائزة أحسن موسيقى تصويرية الموسيقار المتميّز/ ساري هاني عن فيلم "ڤوي! ڤوي! ڤوي!".
• جائزة أحسن ديكور مهندسة الديكور المتميّزة/ ياسمين عاطف عن فيلم "وش في وش".
• جائزة أحسن إخراج (مناصفة) المخرج القدير/ أحمد عبد الله السيد عن فيلم "19 ب".
• جائزة أحسن إخراج (مناصفة) المخرج القدير/ وليد الحلفاوي عن فيلم "وش في وش".
• جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "وش في وش" إنتاج شركة Sea Cinema Productions (هاني نجيب - أحمد فهمي) تأليف وإخراج: وليد الحلفاوي.
• جائزة أحسن فيلم سينمائي لفيلم "19 ب" فيلم كلينك (محمد حفظي) تأليف وإخراج: أحمد عبد الله السيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فعاليات وندوات بالمهرجان سلامة الشهاده يوم الجمعة محمد حفظي حنان مطاوع فيلم تسجيلي مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما المرکز الکاثولیکی المصری للسینما الثانیة والسبعین عن دورها فی فیلم عن دوره فی فیلم ولید الحلفاوی تألیف وإخراج لجنة التحکیم جائزة أحسن الله السید المتمی ز أحمد عبد عبد الله وش فی وش عن فیلم
إقرأ أيضاً:
سرديات الخراب: كيف تعيد الحرب إنتاج نفسها في السودان؟
إنه الارتطام الأخير في سلسلة الارتطامات التي لم تكن سوى استكمالٍ لسردية الطغاة الذين يقتاتون على هشاشة البنية التاريخية لهذا المكان.
منذ اللحظة التي استُبيحت فيها الخرطوم ومدن الجزيرة والنيل الأزرق وغرب السودان تحت وطأة البنادق التي جيفت خطاها في شوارع صنعها المقهورون بعرقهم ودمائهم، بدا واضحًا أن المأساة ليست سوى إعادة إنتاج لحتميةٍ لم يتبقَّ منها إلا أنيابها المنغرزة في لحم المدن.
ما الذي يجعل الجلادين ينهشون بعضهم بعضًا بعد أن فرغوا من معاركهم ضد الأبرياء؟ لعل التاريخ، كما قال بنيامين، لا يسير نحو التقدم، بل هو كومة من الركام يزداد ارتفاعها مع كل طاغية جديد.
فمنذ سقوط الخرطوم الأول في 1885، كان المشهد معدًّا لولادة دائمة للحروب التي لا تجد نهايتها، بل تتشكل في كل مرة وفق سرديات الهيمنة السائدة: الدين، العرق، القومية، ثم أخيرًا تلك الفانتازيا القاتلة التي تُسمى الدولة.
غير أن الخرطوم لم تسقط وحدها، بل سقطت معها آخر أوهام الاستقلال، فالدولة الوطنية التي بُنيت على أنقاض الاستعمار لم تكن سوى استبدال مباشر للسيد الأبيض بسيد محلي لا يقل عنه تعطشًا للهيمنة.
كانت السلطة منذ البدء مشروعًا قمعيًا، تُعاد صياغته وفق مقتضيات اللحظة، لكن جوهره ظل ثابتًا: السيطرة عبر القوة، وتبرير تلك السيطرة عبر سرديات تبدو منطقية في ظاهرها، لكنها لا تصمد أمام التفكيك النقدي العميق.
حين وقعت ثورة ديسمبر 2018، كان ثمّة رهان على أن التاريخ قد انحرف أخيرًا عن مداره المعتاد، وأن القوى المدنية، ولأول مرة منذ 1956، قد أصبحت قادرة على كسر احتكار العسكر لمصير البلاد. لكن سرعان ما تبدّد هذا الوهم، ليس لأن الثورة لم تكن أصيلة، بل لأنها كانت تحاول زرع بذور المستقبل في أرض صلبة من اختزال الصراعات داخل ثنائية الخير والشر، متناسيةً أن من يدير آلة القمع ليس مجرد جنرال، بل بنية متشعبة تمتد من السوق إلى الجامع، ومن المنهج الدراسي إلى التلفزيون الرسمي، ومن دور الفقه إلى غرف العمليات في السفارات الأجنبية.
لم يكن العسكر وحدهم من انقضّ على الثورة، بل كان معهم تحالف كامل من الطامحين لوراثة الخراب، كلٌّ وفق رؤيته الخاصة لمستقبل الهيمنة. رجال الأعمال الذين كوّنتهم سنوات التمكين، سماسرة الحرب، زعماء الطوائف الذين لا يعيشون إلا في ظل الفوضى، والنخب التي لم تتردد لحظة في بيع الوهم للشعب مقابل موطئ قدم في مائدة السلطان.
وهكذا، كان الانقلاب على الثورة تحصيل حاصل، فلم يكن ممكنًا لنظام عسكري-رأسمالي-أيديولوجي أن يسمح بظهور نموذج جديد للحكم يهدد مصالحه.
في مساء الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، حين انقلب البرهان وحميدتي على الشراكة الهشة، لم يكن ذلك انقلابًا ضد الوثيقة الدستورية فحسب، بل كان إعلانًا صريحًا بأن المؤسسة العسكرية، التي تشكلت عبر عقود من التحالف بين الدولة العميقة والجبهة الإسلامية، لن تسمح بتحول السودان إلى فضاءٍ مدني. كان ذلك تأكيدًا على أن الهيمنة لا تعترف إلا بالقوة، وأن السردية الوحيدة المقبولة هي تلك التي تخرج من فوهة البندقية.
لكن، مثل كل الطغاة الذين ينسجون نهايتهم بأيديهم، لم يدرك الرجلان أن استيلاءهما المشترك على السلطة ليس سوى بداية لمعركة شرسة بينهما. فالقوة، كما يعلم كل من قرأ غرامشي، لا يمكن أن تظل مقسّمة بين مركزين متصارعين دون أن يحاول أحدهما ابتلاع الآخر. وهكذا، بين ليلة وضحاها، تحولت الشراكة إلى تنازع، ثم إلى قطيعة، ثم إلى الحرب.
ولأن لكل حرب سردياتها، بدأ كل طرف في إعادة تشكيل ماضيه ليناسب طموحاته. البرهان، وريث المؤسسة العسكرية التقليدية، استعاد خطاب “الدولة” و”المؤسسة”، مستندًا إلى علاقاته القديمة مع القاهرة ورياض الانقلابات، محاولًا إقناع العالم بأنه الامتداد الطبيعي لعسكر ناصر والسادات والبشير. أما حميدتي، ابن الهامش الذي صعد من بؤس دارفور إلى قلب الخرطوم، فقد حاول أن يعيد اختراع نفسه كمنقذٍ من الطغيان، متقمصًا دور الثائر ضد البيروقراطية العسكرية التي همشته رغم خدماته الطويلة لها، مستعينًا بحلفائه في العواصم البعيدة التي رأت فيه وكيلًا مثاليًا لمصالحها.
لكن كلا السرديتين لم تكونا سوى محاولتين لإخفاء الحقيقة: أن الحرب ليست صراعًا على المبادئ، بل هي معركة بين شبكتين من المصالح، تتداخل فيهما حسابات الذهب مع خطوط الإمداد الإقليمي، وتتحرك فيهما المواقف وفق الرياح القادمة من أبوظبي والخرطوم وباريس. فمنذ متى كان البرهان ديمقراطيًا؟ ومنذ متى كان حميدتي نصيرًا للثورة؟
إن استدعاء ماركس هنا ليس ترفًا، فالسودان اليوم هو النموذج الحي لما وصفه في الثامن عشر من برومير، حيث يعيد التاريخ نفسه أولًا كمأساة، ثم كمهزلة. فالجيش، الذي كان يفترض أن يكون أداةً لحماية البلاد، أصبح هو نفسه العدو الأول لها. والدعم السريع، الذي بدأ كأداة لقمع الهامش، صار وحشًا يلتهم المركز. وفي كل هذا، يبقى المدنيون، الذين ملأوا الشوارع بأحلامهم، مجرد مشاهدين لمسرحية تُكتب فصولها بالدماء، وقودًا لسرديات تُصاغ في أروقة مراكز النفوذ العالمية، بين تقارير الاستخبارات وحسابات شركات السلاح.
ما العمل إذن؟ هل نقول مع برناردو في افتتاحية هاملت: “ثمة شيء عفن في مملكة الدنمارك”؟ أم نستدعي فرانز فانون لنفهم كيف أن النخب الفاشلة تظل تعيد إنتاج الاستعمار بأدوات وطنية؟ أم نعود إلى ألتوسير لنتأمل كيف أن مؤسسات الدولة الأيديولوجية تخلق مواطنين مستعدين لتكرار المأساة إلى ما لا نهاية؟
ربما لا نحتاج إلى أيٍّ منهم، فالحقيقة أبسط من ذلك: ما لم يتم تفكيك الدولة العميقة التي جعلت من الجيش والميليشيا صنوان، وما لم يتم إعادة تعريف العلاقة بين السلطة والمجتمع خارج منطق القوة، وما لم تدرك الأجيال الجديدة أن الثورة لا تُختزل في مظاهرة، ولا في بيان، ولا حتى في حكومة مدنية، بل هي عملية طويلة من تفكيك البنى المهترئة وإعادة بناء مفهوم الدولة من الأساس، فإن هذه الحرب لن تكون الأخيرة، بل مجرد فصل جديد في الحكاية التي لا تنتهي
zoolsaay@yahoo.com