الصداقة الإيطالية العربية تعقد مؤتمرا كبيرا تحت شعار “ اوقفوا الحرب في غزة”
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
نظمت جمعية الصداقة الإيطالية العربية “الصداقة”، في العاصمة روما مساء أمس الخميس الموافق 29/02/2024، مؤتمر رفيع المستوى، تحت عنوان “أوقفوا الحرب في غزة”.
وكانت مداخلات كل من سفيرة فلسطين عبير عودة ورئيسة بعثةالجامعة العربية فى إيطاليا السفيرة إيناس مكاوي بالإضافة إلى الضيوف البارزين مثل ألبرتو نيجري كبير مراسلي الإذاعة الإيطالية فى المناطق الساخنة حول العالم خاصة فى الشرق الأوسط والسفير برونو سكابيني بمثابة فرصة ذهبية الحصول على معلومات أخرى غير تلك التي يتم الحصول عليها عادةً من وسائل الإعلام الأوربية والعالمية والإيطالية بوجه أخص.
ومن خلال المؤتمر تم تجديد النداء من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل في فلسطين.
وفي كلمتها، أعلنت السفيرة الفلسطينية عبير عودة – التي كانت على اتصال يومين مع منظمة الأغذية والزراعة منذ بدء الأعمال العدائية لتنظيم المساعدات الغذائية لكى تصل إلى رجال ونساء وأطفال شعبها – ووصفت مايحدث ( أن هذه ليست حرباً بالنسبة لها بل هجوم وحشي شرس على شعبها) .
وأكدت على ان هذا العدوان يتم بمساعدة عدة دول أوروبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
وتابعت عودة إن “الهدف الإسرائيلي هو تصفية القضية الفلسطينية من خلال تدمير قطاع غزة بشكل كامل بحجة ما حدث في 7 أكتوبر”.
وأكدت على أن: “غزة تحت الحصار منذ أكثر من 17 عاما” على الرغم من أن الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية، أكدت شفهيا على ضرورة حل الدولتين لضمان العدالة والسلام الدائم في المنطقة دون ان تقوم اى دولة منهم بالإعتراف بدولة فلسطين وهو أصل المعضلة موجهة سؤالا صعبا إلى هذه الدول هل هذا الخداع المنظم سيستمر دون نهاية ؟ ومتى ستعترفون بدولة فلسطين؟.
دعم أوكرانيا ضد روسيا وقتل الفلسطينيين بدم بارد
واشار فى كلمته أنه تم فرض عقوبات على الفور ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا (حيث قتل 10.000 مدني في عامين)، ولم يستطع أحد أن يتجرا لتبنى قرار واحد مماثل ضد إسرائيل (حيث قُتل أكثر من 20.000 مدني في 4 أشهر من الفلسطينيين، أكثر من نصفهم من الأطفال) وقد تم تقديم الدعم إلى اوكرانيا من جميع دول أوروبا بالأموال والسلاح والعتاد والخبراء العسكريين ,على العكس مما يمارس ضد الشعب الفلسطينى الأعزل بل إن الأسلحة ما زالت مستمرة في وصولها إلى إسرائيل ، وتم منع وقف العدوان الإسرائيلي على الأطفال الفلسطينين، كما فعلت الولايات المتحدة مؤخراً في الأمم المتحدة بإستخدامها حق الفيتو .
إيطاليا ليست وسيط سلام بل شريكا فى العدوان
ثم ركز ألبرتو نيغري على دور إيطاليا في هذه المأساة: قائلا “نحن لسنا شهودا كإيطاليين على على المجازر ضد الفلسطينيين ، نحن شركاء لأننا لسنا تابعين للولايات المتحدة فحسب، بل نحن خداما للدولة اليهودية أيضا".
مرشح الحزب الديمقراطى السيادى الشعبي نحن أمام مهزلة تاريخية
وفي كلمته، أكد السفير برونو سكابيني على نقطة تاريخية أساسية، وهي أن القضية الفلسطينية هي قضية مرتبطة مباشرة بالاستعمار الغربي: “لقد أعاد الهجوم في 7 أكتوبر إلى العالم قضية أخرى، وهي قضية الاستعمار التي لم يتم حلها”.
والحقيقة، كما حدد، أن القضية الفلسطينية تعود إلى عام 1917، وهو العام الذي كتب وهو العام الذي كتب فيه وزير الخارجية البريطاني آنذاك بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد، المتحدث باسم الحركة الصهيونية، ذكر فيها أنه ينظر بشكل إيجابي إلى إنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين.
مكاوى كلماتكم عن حقوق الإنسان جوفاء يابلاد العنصرية
أخيرًا، أجرت سفيرة الجامعة العربية، إيناس مكاوي، تحليلًا يتفق معه ملايين المواطنين الإيطاليين، إذا لاحظنا محادثاتهم الاجتماعية، والتي لا يزال بإمكانهم في الوقت الحالي التعبير عن أنفسهم بحرية.
بالنسبة لمكاوي: “إسرائيل تمتلك أدوات لا يملكها أحد، تمتلك المعلومات، تمتلك المال، تمتلك القوة للضغط على العالم الغربي، وعلى زعماء الدول الأوروبية، وقادة الدول الأخرى”.
التصفيق المدوي من جمهور الحاضرين الذي كان غالبيته من الإيطاليين كان بمثابة تأكيد لرأي العديد من الإيطاليين بشأن هذه القضية.
وأكدت مكاوي اننا بحاجة ملحة إلى حل يحترم حق الشعب الفلسطيني في دولته، وهو الحق الذي يتفق عليه المجتمع الدولي بالكلمات فقط، ويسمح فى نفس الوقت لإسرائيل بالقضاء على هذا الاحتمال، مما يخلق واقعًا مختلفًا تمامًا.
وفي هذا الصدد، عرضت سفيرة الجامعة العربية خريطة، أظهرت من خلالها بوضوح حجم الأراضي التي تم انتزاعها من الفلسطينيين على مر السنين، مما جعلهم حاليا متجمعين معا في قطعة أرض صغيرة، حيث يصبحون أهدافا سهلة. بالنسبة للأشخاص عديمي الضمير، كما حدث مؤخرًا، والذين يتم قتلهم، جائعين وعطشى، أثناء إنتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية لإحضارها إلى عائلاتهم من أجل إطعام أطفالهم وإخوتهم وآبائهم، على الأقل في ذلك اليوم الذى شهدنا فيه قتل أكثر من مائتى فلسطينى بدم بارد.
وأكدت مكاوي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في خطاب ألقاه قبل بضعة أشهر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر خريطة اخفى منها كل من غزة والضفة الغربية وبعض مساحات من دول مجاورة ، لإفساح المجال أمام إعلان “إسرائيل الكبرى”.
واختتمت: “في مواجهة هذا، الذي كان يمكن تعريفه ذات يوم على أنه رؤية وهمية، يظل من الصعب إيجاد حل يجلب السلام إلى تلك المنطقة، لأنه على الرغم من المحاولات المبذولة للمضي قدماً في حوار بناء، فإن الشعب الفلسطيني، وأيضًا الشعب الإسرائيلي ، يعانيان من قرارات أشخاص غير مسؤلين مثل بنيامين نتنياهو الذين لا يعتبرون السلام خيارًا ممكنًا، ولهذا السبب، على الرغم من مرور أكثر من 2000 عام على وفاة المسيح، وعلى الرغم من أن العديد من الشباب حول العالم يخرجون إلى الشوارع لإظهار تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من أن العديد من المؤرخين الدوليين، بمافيهم المؤرخون الإسرائيليون أنفسهم، يتحدثون عن الإبادة الجماعية، وان السلام ليس صعبا فحسب ، بل حتى وقف إطلاق النار يبدو هدفًا يستحيل تحقيقه”.
received_3622761414708671 received_839187321299340
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل بشكل عام يتسابقان للوصول إلى البيت الأبيض، تلعب حربا غزة ولبنان دورا مهما في تقرير الرئيس الأميركي المقبل، كما تحدد تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.
الناخبون الأمريكيون بالأراضى المحتلة يطالبون الفائز بإنهاء حرب غزة مدير برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزةفي مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأميركية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائما توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى.
وعلى هذا الأساس يأمل نتنياهو عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وذلك وفقا لتحليل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ومع ذلك، ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأميركي السابق شخصية لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يسبب لنتنياهو المتاعب أكثر من منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكتب ترامب على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأميركي. هذا يشمل أعدادا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. إنهم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل الملايين من المسلمين، وستبدأ الحرب العالمية الثالثة. صوتوا لترامب، وأعيدوا السلام!".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه "إذا تم انتخاب ترامب فستكون هذه ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، مما يعني أنه لن يحتاج إلى التفكير في الآخرين وسيعمل فقط لصالحه"، في تلميح إلى أنه قد يسلك مسارا مغايرا لما يريده نتنياهو.
فقد يحاول ترامب إحياء "صفقة القرن" التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.
وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنبا إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.
وسبق أن قال كل من ترامب وهاريس بالفعل إنهما سيدفعان لإنهاء الحرب وتأمين عودة الرهائن.
ضغوط وعقوبات
أما إذا انتخبت هاريس، فسوف تتعرض لضغوط متعاكسة في ولايتها الأولى، بين مطالبات بوقف حربي غزة ولبنان من جهة، وأخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى.
وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على المرشحة الديمقراطية من أجل الاستمرار في دعم إسرائيل، لكن من المتوقع أن تكون هاريس أقل دعما من بايدن.
ومن المرجح أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية تسمح بدرجة معينة من الانفصال، وهو ما سيثير غضب نتنياهو.
وبشكل عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، والعمل على تنشيط السلطة وتوليها إدارة غزة بعد الحرب.
وكما تخشى الحكومة الإسرائيلية تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، كما تتوقع أن تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل قد تفكر في فرض عقوبات على الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.