أحمد شعبان (تونس، القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات.. ريادة عالمية في الحفاظ على الموارد المائية تونس.. اكتمال بناء المؤسسة التشريعية أبريل المقبل

حذر أكاديميون وباحثون من خطورة التغيرات المناخية على الوضع المعيشي والاقتصادي في تونس، في ظل تعرض البلاد للجفاف وشح المياه وتداعياتها على الأمن الغذائي وانخفاض مساحات الأراضي الزراعية وإنتاج المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية.


وتسببت أزمة الجفاف وشح المياه في تونس في تراجع الإنتاج الزراعي بنسبة 50%، ما أثر بشكل مباشر على توفر الغذاء والمياه ويهدد الأمن الغذائي.
ووفق بيانات وزارة الزراعة، أثر تراجع الأمطار وعدم انتظامها خلال الفترة الماضية على المحاصيل الزراعية، وانخفضت محاصيل الحبوب 60%.
وقال الأكاديمي والباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، الدكتور خالد عبيد، إن الجفاف وشح المياه في تونس تمثل أزمة كبيرة، وتلقي بظلالها على الوضع المعيشي والاقتصادي، وقد كانت هناك رؤية بخصوص تحقيق الأمن الغذائي، وتم التركيز على بناء السدود التي مكنت من توفير كميات من المياه الصالحة للشراب والزراعة.
وأوضح عبيد في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه خلال السنوات الماضية لم يكن هناك اهتمام بالتغيرات المناخية، خاصة وأن طقس تونس متوسطي يتغير كل 10 سنوات، ويتنوع بين الجفاف والأمطار الغزيرة، وبالتالي تتأثر المحاصيل الزراعية بين عالية ومتوسطة ومنخفضة، وعندما تتعرض للجفاف، تحدث أزمة كبيرة تهدد الأمن الغذائي، ولذلك لجأت إلى التقشف المائي، لافتاً إلى أن بعض المحاصيل المهمة مثل الزيتون، والذي يمثل أهم الصادرات، تراجع إنتاجه بشكل كبير وبالتالي زيادة عجز الميزان التجاري في ظل وضع اقتصادي حرج.
وشدد على أنه يمكن تجاوز هذه الأزمة من خلال التركيز على سياسة واستراتيجية واضحة على المستويين المتوسط والبعيد، من خلال تعبئة أكثر للموارد المائية، والتركيز على السدود الكبيرة أو الجبلية الصغيرة والبحيرات، للاحتفاظ بمياه الأمطار، والتي يذهب الكثير منها هدراً إلى البحر، وضرورة ادخار هذه الموارد لفترات الجفاف.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي منذر ثابت، إن تحدي شح المياه يشمل مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يدفع تونس إلى مراجعات مهمة بالنسبة لضياع جزء كبير من المياه الموجهة للاستعمال المنزلي تقريباً 25%، جراء اهتراء شبكات التوزيع، وبعض الزراعات المستهلكة للمياه والتي يجب التخلي عنها.
وكشف ثابت لـ «الاتحاد»، عن أن تونس تواجه صعوبات حقيقية في الغذاء والزراعة بسبب نقص المياه، لذلك تلجأ إلى سياسة التقشف في الغذاء، وهي صعوبات لا تواجه تونس فقط ولكن أزمة تلقي بظلالها على معظم الدول، وتحتاج تونس إلى دعم خارجي من أجل مواجهة هذا التحدي.
وبحسب خبراء مناخ، فإنه رغم التزام تونس دولياً في قضية تغير المناخ بما يتسق مع اتفاق باريس وبروتوكول كيوتو، لكن لم يتم الاهتمام بهذه القضية بالشكل المطلوب، ولم يتم إدراجها في السياسات الحكومية، أو عبر وضع استراتيجية واضحة الأهداف للحد من تأثيرات الظاهرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمن الغذائي تغير المناخ الاقتصاد التونسي التغير المناخي تونس أزمة المناخ الأمن الغذائی فی تونس

إقرأ أيضاً:

قطرة بألف معاناة : أزمة نقل المياه وندرتها في قطاع غزة

بين الدمار والحصار ، تبرز معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على المياه كإحدى أقسى صور الأزمة الإنسانية ، فالحصول على دلو ماء بات رحلة يومية شاقة ، تكشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل شح الموارد وتدمير البنية التحتية.

إلى جانبِ ذلك ، تعاني غالبية المناطق في غزة من انقطاع شبه تام في إمدادات المياه ، بعد أن تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي لأضرار جسيمة نتيجة العدوان المتكرر ، وفي ظل هذا الواقع ، يلجأ الأهالي إلى تعبئة المياه من صهاريج متنقلة أو مراكز توزيع محدودة ، وغالبًا ما تكون المياه غير صالحة تمامًا للشرب .

وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن 97% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري ، نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي وارتفاع نسب الملوحة .

تقول أم رامي، وهي أم لسبعة أطفال : " نحمل قِربات المياه من مسافة بعيدة كل يوم … أحيانًا لا نجد ما يكفي للشرب ، فنتقاسم القليل بيننا ، ونؤجل الاستحمام وغسل الملابس لأيام ."

إلى جانبِ ذلك ، تتحول عملية نقل المياه إلى عبء يومي ثقيل ، لا سيما على النساء والأطفال الذين يتحملون الجزء الأكبر من هذه المهمة ، الأطفال ، الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس ، يقضون ساعات طويلة في انتظار دورهم لملء عبوات المياه ، ما يؤثر على تعليمهم وصحتهم .

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن كمية المياه النظيفة المتاحة للفرد في غزة لا تتجاوز 10 لترات يوميًا ، في حين أن الحد الأدنى الموصى به دوليًا هو 50 لتراً للفرد .

وأكد مختصون على أن غالبية المياه المتوفرة غير آمنة للاستخدام البشري ، ما يعرّض السكان لأمراض معوية وجلدية ، وقد رُصدت زيادة في حالات الإسهال ، والتهابات الكلى ، والأمراض المرتبطة بسوء النظافة ، خصوصًا في المخيمات المكتظة .

من جهةٍ أخرى دعت منظمات دولية إلى ضرورة تأمين مياه نظيفة وآمنة لسكان غزة بشكل عاجل ، و فتح المجال لإدخال المعدات اللازمة لإصلاح شبكات المياه ومحطات التحلية ، لكن حتى الآن ، تبقى هذه المطالبات دون استجابة فعلية .

صرخة من قلب العطش

"نحن لا نطلب رفاهية… نريد فقط ماءً نظيفًا نحيا به"، بهذه الكلمات تختصر سيدة نازحة معاناتها ، ففي غزة ، لا تُقاس الكرامة بالكهرباء أو الإنترنت، بل بقدرة الإنسان على شرب ماء نظيف .

المصدر : غزة – هيا اللدعة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية طفولة بلا حضن : أطفال غزة بين اليُتم والحرمان 39 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية صحة غزة: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت   الأكثر قراءة حماس: أي مقترح لا يأخذ في الاعتبار مصالح شعبنا لن يكون قابلا للتنفيذ عـن لـعـنـة الـعـنـاد جمعية العودة تناشد العالم: أوقفوا الإبادة في غزة.. لم يعد للحياة معنى غزة: القطاع دخل مرحلة الانهيار الإنساني عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة
  • فيبي فوزي: أهمية الأمن الغذائي تزداد في ظل التوترات الجيوسياسية
  • قطرة بألف معاناة : أزمة نقل المياه وندرتها في قطاع غزة
  • تقرير جديد يكشف عن جهود مكافحة تغير المناخ في اليمن
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • محافظ مطروح يكشف كيفية حل أزمة المياه بمطروح
  • استيراد الأضاحي.. خطوة لتعزيز الكرامة وتثبيت الأمن الغذائي
  • كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟
  • بركة: لم نخرج بعد من الجفاف... وتحلية المياه ستقلّص الضغط على أم الربيع وتؤمن سقي 100 ألف هكتار
  • تونس: الأزمات الاجتماعية والتأزيم السياسي