أكد المفكر الكبير د.سمير مرقص أن الرأسمالية أثرت على إدارة شئون الكوكب، منوها أن وهم الليبرالية الجديدة فشلت في ما وعدت به البشرية، حول سقوط الشركات الكبرى من إدارة العالم وإنهاء الأنظمة الاستبدادية.

وتابع المفكر الكبير سمير مرقص خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نظرة» على قناة صدى البلد أن هناك تهديدات مناخية وبيئية وانتهاك للثروات والموارد من القوى الصناعية الدولية، مستشهدا بالصين التي تشارك في الاستعمارية الامبريالية.

وأضاف سمير مرقص أن جائحة كورونا هي حدث أيا كانت مصنوعة أم طبيعية، لكنها خلقت قلقا على الوجود البشري، مضيفا: في فترة العزلة كنت خائفا وأتجنب التجمعات بحرص شديد جدا لمدة 8 شهور تقريبا، مواصلا: ثورة 2011 ما تزال محل خلاف، وأرى أنها حراكا سياسيا وليست ثورة، معلقا: اكتشفنا أنها هناك شريحة متشكلة في مصر تريد الاشتراك في الثروة والسياسة، و30 يونيو مكلمة لـ25 يناير من الناحية الثقافية.

واستكمل قائلا: مصر يجب أن تعود للتعددية الطائفية دون الاعتماد على فصيل واحد، ودور القوات المسلحة منذ 2011 حتى اليوم بمثابة العماد والأساس في تشكيل الدولة الحديثة، وعندما هددت جماعة الإخوان مؤسسات الدولة المصرية كان يجب استدعاء وتدخل القوات المسلحة حتى لا نصل لمرحلة «الميليشيات».

واختتم قائلا: العلمانية ليست مشكلة في الدولة، وهناك تعددية في المنهج العلماني بكل دولة، والمجال العام يجب أن يكون مفتوحا أمام كل الفئات، ومصر أقرب للمنهج الألماني في إشراك الدين في الحياة العامة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدولة سمير مرقص سمیر مرقص

إقرأ أيضاً:

الحفاظ على قيم ثورة ديسمبر هو الضمان لإفشال مخطط تفتيت بلادنا

تمر ذكرى ثورة ديسمبر العظيمة وبلادنا أصبحت مسرحا لحرب عبثية تقضي على الأخضر واليابس، تقتل المواطن وتشرده من بيته وتحرمه من رزقه وتعليم اطفاله. انها كارثة رهيبة تهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي.
وفي خضم التحشيد للحرب ضاعت الأصوات العاقلة التي تنادي بوقف حرب الخاسر الوحيد فيها مواطن فقد كل شيء، ومن لم يمت بالدانات والقصف العشوائي من طرفي القتال، مات بالجوع والاوبئة التي انتشرت في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وتدمير القطاع الصحي وفشل المواسم الزراعية.
انها حرب على هذه البلاد ووحدتها، على شعبنا وثورته، فالحرب لم تكن سوى الخطة البديلة لفشل الانقلاب على الحكومة المدنية. فالمؤتمر الوطني (أو الحركة الإسلامية) ظل يدير المشهد من خلف ستار اللجنة الأمنية. لم ينجح الحزب الاجرامي طوال فترة استئثاره بالسلطة في شيء مثلما نجح في غرس بذور الفتن التي أثمرت الحرب الحالية. الحزب الاسلاموي لا يساوي بقاء الوطن موحدا في أدبياته الكثير، وتجلى ذلك مبكرا في فكرة مثلث حمدي التي نادت بقصر التنمية على مثلث بعينه لم يكن سوى تمهيد لدفع أجزاء من البلاد للانفصال، ودُفع أهلنا في الجنوب دفعا لتبني خيار الانفصال، ثم ظهرت (فكرة) دولة البحر والنهر، وهي ليست سوى فكرة واهمة ساذجة تعتمد على عناصر اثنية ليست سوى جزء اصيل من المكون الاثني للبلاد كلها، والغريب ان دعاتها يزعمون انتمائهم لمكون مهاجر، ويعطون أنفسهم الحق في الوقت نفسه لتقرير مصير بلاد هم باعترافهم (رغم خطل ذلك الاعتراف) ليسوا سكانها الأصليين!
أهل السودان شمالا وجنوبا غربا وشرقا تربط بينهم أواصر الدم والعادات والقيم المشتركة، وبسبب إخفاقات الحكومات الوطنية في فترة ما بعد الاستقلال وانعدام الرؤى الاستراتيجية لديها، لم تولي الاهتمام اللازم لقضية التنمية العادلة في كل الأقاليم ولم تهتم حتى بالمناهج الدراسية، التي جعلتنا نعرف عن بعض دول الجوار أكثر مما نعرف عن أهلنا في بقاع السودان المختلفة.
حتى بلاد العالم التي تشكلت مجتمعاتها من شعوب مختلفة في سحناتها وثقافاتها لم يكن صعبا بالوعي والقوانين التي توحد بين الناس، خلق مجتمعات متماسكة تدين بالولاء للوطن لا لقبيلة او جهة، فقوة الشعوب في وحدتها وفي وعي أبنائها، والمدهش ان التنظيم الذي يثير الفتن والعنصرية ويسعى لتقسيم البلاد على تلك الأسس، يزعم لنفسه تبني مشروع إسلامي، بينما الدين نفسه يؤكد على عدم التفرقة بين الناس الا على أساس التقوى.
واضح ان هذه الحرب لا منتصر فيها سوى الموت والدمار ولا خاسر فيها سوى الوطن ومواطنيه. وأنّ الجهة التي تصر على استمرارها تهدف لمسح ذاكرة الناس من جرائمها، واغراقها في الانتهاكات الرهيبة التي صاحبت هذه الحرب من كل أطرافها لذلك تحرص على ان يتطاول أمد الحرب وتغرق ذاكرة شعبنا في مزيد من جرائم الحرب والانتهاكات أملا في أن ينسى الناس جرائم أكثر من ثلاثة عقود. لكن كل تلك المحاولات لن تخفي حقيقة أن الحرب نفسها هي امتداد ونتيجة حتمية لجرائم عقود حكم الكيزان الثلاثة.
تهدف الحرب لتبديد ذكرى ثورة ديسمبر واغراقها في محيط جرائم حرب عبثية يتصارع فيها شركاء الأمس فوق رؤوس الأبرياء، لذلك تركز تلك الجهات هجومها على المدنيين بينما تعلن استعدادها للتفاوض مع قوات الدعم السريع ان جنحت للسلم!
ان الوفاء لقيم ثورة ديسمبر العظيمة يحتم علينا ان نسعى لوقف الحرب التي توسع في كل يوم الشقة بين أبناء الوطن وتهدد بزواله، الوفاء لقيم تلك الثورة العظيمة يحتم علينا ان نتكاتف جميعا لوقف فتنة الحرب، وليخضع كل من سعى لإشعالها وكل من ارتكب جريمة من أطرافها في حق المواطنين الأبرياء للمحاسبة. وتستبعد كل الأطراف التي شاركت في هذه الحرب من اية تسوية قادمة، يكون المشهد فيها فقط لهذا الشعب الذي فجّر ثورة ديسمبر العظيمة.
ينتظرنا الكثير بعد ان تتوقف الحرب العبثية، ينتظرنا ان نستعيد قيم هذه الثورة العظيمة التي وحدت رؤى ووجدان بني شعبنا وأزالت كل الفوارق الوهمية التي حاول النظام القديم زرعها في تربة هذه البلاد الطيبة، ينتظرنا ان نبعد كل العسكر من المشهد، ونقتلع جذور الفساد الذي صار منهج حكم دولة الكيزان، حيث أصبح الفساد هو القاعدة والنزاهة هي الاستثناء، فساد شمل كل مناحي الحياة، فتراجع كل شيء، وضاعت أجيال كاملة واندثرت قيم الشفافية والعدالة. وتراجعت جودة الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة المختطفة الى الحضيض بسبب تعيين اهل الولاء محل اهل الكفاءة والتأهيل والإخلاص، وأصبحت الدولة أشبه بمنظومة جريمة منظمة تعمل فقط لصالح منسوبيها وتحتكر لهم كل شيء.
ينتظرنا أن نعيد بناء بلادنا بحيث تتوزع مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والتعليمية والصحية في كل جهاتها دون استثناء، ويصبح لدينا عاصمة خالية من اية مظاهر عسكرية، تكون فقط للعمل الحكومي ولإدارة الدولة. ان التنمية المتوازنة التي تغطي البلاد كلها هي السبيل الأمثل لإبقاء وحدة هذه البلاد ونزع فتيل الفتن والمؤامرات التي تحدق بها. ان التعليم حق لكل مواطن، يجب ان توفره الدولة للجميع، لا يضمن ذلك فقط تحقيق العدالة بل ويجعل البلاد تستفيد من عقول أبنائها التي تضيع هدرا بسبب تحول التعليم الى سلعة للقادرين على دفع تكاليفها.
عاشت ذكرى ديسمبر العظيمة، مشاعل تطرد الاستبداد والظلام وتنير للأجيال طريق الحرية والكرامة.
والمجد والخلود لشهداء الثورة
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تهديدات تطال سائقين لبنانيين.. ووزير يناشد المخابرات
  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • سمير فرج يكشف مخططا خبيثا لحروب الجيل الرابع والخامس
  • ماهر فرغلي: الإخوان تكاتفوا مع الجماعات المتطرفة لاستنزاف الدولة
  • مصر تخطو بثقة نحو المستقبل.. قرارات جمهورية ورسائل قوية من الرئيس السيسي
  • ماهر فرغلي: الإخوان تحالفوا مع الجماعات المتطرفة لاستنزاف الدولة المصرية
  • أيها العرب ، لماذا القلق من ثورة سوريا ؟
  • جعجع بحث في المستجدات مع سمير عساف
  • الغربية تحتفي بذكرى الشهيد محمد سمير إدريس
  • الحفاظ على قيم ثورة ديسمبر هو الضمان لإفشال مخطط تفتيت بلادنا