انتهت قمة الويب التي انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة، مخلفة وراءها العديد من النجاحات سواء للشركات أو الجهات الحكومية أو حتى القطاع الخاص والأفراد. فالجميع كان رابحا في هذه القمة إلا الذكاء الاصطناعي.

كنت قبل القمة متفائلا كثيرا بأن التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي قادرة في الوقت الحالي على مساعدتي كمحرر شؤون تقنية في موقع مثل الجزيرة في تغطية القمة بشكل جيد، وأنه يمكنني اختصار الوقت والجهد وحتى الموارد باستخدام هذه التكنولوجيا في إعداد وتنظيم وحتى المساعدة في إنتاج المحتوى.

وقد تجهزت بشكل كامل قبل القمة، ولا أعني بالتجهيز أنني قمت بالاشتراك في شات جي بي تي المدفوع، بل أعني أنني وضعت خطة كاملة للاعتماد بشكل كبير على مساعدة الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام التي تتطلب جهدا ووقتا للقيام بها؛ خطة شملت أدوات ذكاء اصطناعي وربطٍ بين أدوات مختلفة ومنهجية خاصة في التحرير والبحث.

ومن تفاؤلي بدأت بوضع حتى اسم تقريري لليوم التالي بعد قمة الويب، والذي كان مختلفا تماما عن عنوان هذا التقرير. ولكن للأسف عند الامتحان الحقيقي سقطت كل الأوهام، وظهرت الحقيقة المرة التي رأيت أنه يجب توثيقها في تقرير حتى لا يقع أحد في وهم أن هذه الأدوات يمكنها أن تساعد المحرر في العمل في بيئة ضغط كالمؤتمرات والتغطية الميدانية.

التحضير لخطة التغطية

لم يكن التخطيط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تغطية مؤتمر الويب عشوائيا، فقد كنت حريصا على التخطيط بشكل مفصل لهذه التجربة التي كنت أعلم أنها مجرد تجربة قد تنجح أو تفشل، ولكن النتائج كانت سيئة بدرجة كبيرة.

فقد وضعت ثلاثة أهداف رئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدتي لتغطية هذه القمة وهي:

تغطية أكبر عدد من الجلسات في القمة. المساعدة في التحضير للمقابلات المجدولة مع الضيوف في القمة. المساعدة في فلترة المواد وتصنيفها بحسب المنصات التي سوف تنشر عليها (الموقع ومنصات التواصل).

لم يكن أبدا من ضمن الأهداف الطلب من الذكاء الاصطناعي عمل مواد كاملة عن الجلسات، وأنصح الجميع بعدم إنتاج محتوى كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ومع أنه مهم جدا فإن الرادع لعدم القيام بذلك ليس الجانب الأخلاقي فحسب، بل الجانب التقني والنتائج المترتبة عليه. فبحسب الإحصاءات وُجد أن أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية لا تستطيع كتابة مقال جيد يشجع الجمهور على التفاعل.

يقول خبير التسويق الرقمي نيل باتيل إن أكثر من 70% من المقالات التي تُنتجها هذه الأنظمة حصلت على أقل نسبة تفاعل مقابل أكبر عدد من المشاهدات.

لذلك لم أضيع الوقت بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى كامل.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لم تكن قادرة  على المساعدة في تغطية القمة بشكل جيد (الجزيرة) منهجية تغطية جلسات القمة بالذكاء الاصطناعي

في الخطة التي وضعتها كان عدد الجلسات التي قررت تغطيتها بمساعدة الذكاء الاصطناعي في اليوم هو خمس جلسات، ليكون مجموعها 15 جلسة في الأيام الثلاثة التي للمؤتمر.

ومع أن المعدل الطبيعي للمراسل هو من جلستين إلى ثلاث، فقد كان الرقم الذي وضعته تحديا كبيرا، فلا يمكن للمراسل العادي أن يدخل هذه الجلسات ويخرج ليكتب عن خمس مواضيع مختلفة وينشرها في اليوم نفسه.

وللقيام بذلك اعتمدت على منهجية معينة وأدوات سبق أن استخدمتها في عمليات مشابهة، وتمثلت المنهجية بالخطوات التالية:

قمت بداية بربط برنامج شات جي بي تي بملف إكسل مقسم إلى ثلاث بوابات هي: المادة الكاملة، جدول تصنيف داخل المادة، مواد لمنصات التواصل الاجتماعي. "المادة الكاملة" كانت مادة الجلسة المسموعة محولة لنص عن طريق تطبيق تسجيل الصوت على الهاتف الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل المادة المسموعة لنص مكتوب. وضعت أمرا في شات جي بي تي أن المواد التي تفرغ كنصوص تُترجم بشكل فوري للعربية إذا كان النص باللغة الإنجليزية، وبهذه الطريقة أضمن أن كل نصوص المواد باللغة العربية. بعد ذلك يقوم أمر آخر بتمرير هذه المواد للمرحلة الثانية من العمل وهو تصنيف محتوى المادة، فقد وضعت أمرا في شات جي بي تي لينشئ جدولا يعمل على قراءة المادة المفرغة وفلترتها لعدة أقسام هي:
الحقائق: حيث يضع الجمل التي تعتبر حقائق في المادة أو أرقاما في عمود خاص.
المعلومات: ويضع الجمل التي تحتوى على معلومات في عامود آخر في الجدول.
الأسلوب: ويضع الجمل التي فيها أسلوب للمتحدث أو تشبيه أو تعليم في عامود ثالث في الجدول.
متفرقات: بقية الجمل التي ليس لها علاقة بالموضوع كأن يكون كلاما غير مفهوم أو تعليقا أو أسئلة لمتحدثين.

أما المرحلة الثالثة فقد كتبت أمرا يقوم بأخذ عمودَي المعلومات والحقائق في المرحلة الثانية ويحولهما إلى مواد تصلح للنشر على منصات التواصل.

صورة شاشة توضح عملية تحويل التسجيل الصوتي لنص وترجمته على شات جي بي تي (الجزيرة) آلية العمل

كان الهدف من هذه المنهجية أن تساعدني في تسجيل الجلسة وتفريغ محتواها لعدة أقسام وبعد ذلك إنشاء قوالب معينة يمكن تصنيف المحتوى على أساسها.

وكانت آلية العمل على النحو التالي:

تسجل الجلسة الأولى من تطبيق التسجيل الصوتي وتحويله إلى نص، وتفريغ النص في الجدول بواسطة أوامر شات جي بي تي، وبعد ذلك ملء الأعمدة بالمحتوى الملائم بحسب التصنيف بواسطة الذكاء الاصطناعي، ومن ثم أخد ما يصلح من عامودي الحقائق والمعلومات وإنتاج منشورات متناسبة مع منصات التواصل لإرسالها لفريق منصات التواصل. في الجلسة الثانية وبينما يقوم تطبيق التسجيل الصوتي بتسجيل الجلسة الثانية، أعمل على كتابة تقرير بمادة الجلسة الأولى ورفعه على النظام، وذلك بعد قراءة المحتوى المفرغ والمصنف، وهكذا في كل جلسة.

طبعا كنت أعرف أن هناك مشاكل في تقدير الوقت المناسب والقدرة على العمل في وقت الجلسة، أو حتى القدرة على الدخول للجلسة المقررة في الوقت المناسب. كل هذه الأمور اللوجستية وضعتها بعين الاعتبار ولم أكن أحاول تحطيم رقم قياسي بقدر ما كنت أريد إثبات أن النظام يعمل بشكل جيد حتى ولو كانت النتيجة هي عمل ثلاث مواد فقط أو أقل.

يوم المؤتمر تُكرم التكنولوجيا أو تهان

نعم وضعت كل شيء في الاعتبار، وجربت النظام قبل المؤتمر في مادة قصيرة، وقد نجح لحد كبير في عمل 80% من المطلوب. قمت بتعديلات على المادة ولكن المفاجأة كانت عند بداية المؤتمر.

في البداية قام التطبيق الذي استخدمته مرات عدة لتحويل الصوت إلى نص؛ بتسجيل الجلسة كاملة وكانت أقل من 45 دقيقة، ولكن عند محاولة تحويل الجلسة إلى نص لم يحول التطبيق سوى أول 20 دقيقة، مع أن التسجيل الصوتي كان كاملا.

هذا أدى إلى أن اقوم بتجربة عدة تطبيقات تقوم بتحويل الصوت إلى نص (سأذكرها لاحقا)، وفي النهاية استطاع موقع ككاتو تفريغ المحتوى الصوتي وتحويله إلى نص.

والآن جاءت الخطوة الثانية وهي تفريغ المحتوى النصي في الجدول، وهنا ظهرت بعض المشاكل الخاصة بالتصنيف، فالمادة طويلة، وكان التصنيف دقيقا، لهذا كان هناك عدد من المعلومات لم تصنف من المادة الأصلية واضطررتُ لقراءة المادة الأصلية لمعرفة ما هي، وفي بعض الأحيان كان هناك معلومة ناقصة لم تُرحّل لعامود المعلومات.

الخطوة التي تمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذها بشكل جيد هو تحويل المعلومات والحقائق التي استطاع ترحيلها من النص الأصلي إلى مواد يمكن نشرها على منصات التواصل.

كما استطاع الذكاء الاصطناعي مساعدتي في الإعداد للقاءات بشكل جيد جدا، فقد كنت أطلب ملخصا عن الشخص وخبراته، وأطلب تحضير أسئلة من عدة محاور. وتمكن شات جي بي تي من إنجاز هذه المهمة بشكل جيد جدا وبسهولة، ولا أعتقد أن المعدين للقاءات يحتاجون لأكثر من هذا التطبيق.

الأدوات والتطبيقات التي استخدمتها تسجيل الصوت وتحويله لنص (قمت بتجربة عدة تطبيقات ومواقع منها)
تطبيق ريكوردر برو
تطبيق فييد. آي أو
موقع ككاتو شات جي بي تي ربط ملفات إكسل بتطبيق شات جي بي تي

 

تجربة ممتعة رغم النتائج

بعد انتهاء المؤتمر ومعرفتي بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لحد الآن قاصرة عن التعامل مع الضغط والمساعدة عندما يكون لديك مواد طويلة، وأن تحليلها وتصنيفها بشكل دقيق ليس أمرا سهلا، إلا أن التجربة كانت مفيدة في معرفة حدود الذكاء الاصطناعي.

ربما في هذه النسخة من قمة الويب 2024 لم يحالف الحظ الذكاء الاصطناعي كي يهزم الإنسان في تغطية فعاليات القمة بشكل جيد، ولكن المأمول أن نسخة 2028 التي ستكون في الدوحة أيضا؛ سيساهم الذكاء الاصطناعي بدور كبير ومهم في تغطية الفعاليات بشكل متميز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی التسجیل الصوتی منصات التواصل شات جی بی تی المساعدة فی الجمل التی فی الجدول بشکل جید فی تغطیة إلى نص التی ت

إقرأ أيضاً:

الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية

يمانيون – متابعات
الصواريخ الدقيقة أو الصواريخ الموجهة بدقة تمثل قمة التكنولوجيا في مجال الأسلحة نظراً إلى قدرتها العالية على إصابة الأهداف بدقة متناهية. هذه الدقة لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة استخدام نظم ملاحة متطورة تسمح بتعديل مسار الصاروخ بشكل ديناميكي خلال الطيران. إليكم نظرة مفصلة إلى أبرز هذه النظم:

1- نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)
يعد نظام GPS من أكثر الأنظمة استخداماً في الصواريخ الدقيقة نظراً إلى قدرته على تحديد المواقع بدقة في أي مكان على سطح الأرض.

الصواريخ المزودة بنظام GPS تستقبل إشارات من الأقمار الصناعية التي تساعد في تحديد موقعها بدقة وتعديل مسارها بناءً على المعلومات المستمرة عن موقع الهدف والمعطيات الجغرافية.

2- الأنظمة القائمة على الليزر
تستخدم الصواريخ الموجهة بالليزر جهاز استشعار يتبع الإشارة المنعكسة من الهدف المضاء بشعاع ليزر. هذا النوع من الأنظمة يتميز بقدرته على تحقيق دقة عالية جداً في الإصابة، ويمكن للمشغل أن يوجه الليزر نحو الهدف بدقة. ويحافظ الصاروخ على مساره نحو الهدف بتتبع هذا الشعاع.

3- الأنظمة القائمة على الأشعة تحت الحمراء
تعمل هذه الأنظمة عن طريق الكشف عن الحرارة المنبعثة من الهدف. الصواريخ المزودة بأنظمة الأشعة تحت الحمراء تتبع الهدف بناءً على توقيعه الحراري، ما يسمح لها بإصابة الأهداف التي تنبعث منها حرارة مرتفعة، مثل المركبات المحركة أو الأجهزة التي تعمل بنشاط في وقت الإطلاق.

تمكّن هذه الأنظمة المتقدمة الصواريخ من تعديل مسارها بكفاءة خلال الطيران، ما يزيد إمكاناتها في التعامل مع الأهداف المتحركة أو المحمية بشكل جيد، ويوفر ميزة تكتيكية هائلة في ساحة المعركة.

دور الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي (AI) يحول دوره من مجرد أداة تقنية إلى عامل رئيسي في تعزيز كفاءة الأسلحة الدقيقة مثل الصواريخ الموجهة. يساهم الذكاء الاصطناعي في هذه العمليات بعدة طرق مهمة:

1- تحليل بيانات متقدم
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعات لا يمكن للبشر مجاراتها. يشمل ذلك البيانات المتعلقة بالأرصاد الجوية، والطوبوغرافيا، والتحركات الميدانية، ما يساعد في التنبؤ بأفضل مسار للصاروخ وتحديد الوقت المثالي لإطلاقه.

2- التعرف إلى التغيرات البيئية والتكتيكية
أحد أهم الجوانب التي يعززها الذكاء الاصطناعي هو قدرته على تفسير التغيرات الفورية في البيئة المحيطة أو الأهداف المتحركة. يمكن للنظم الذكية التعرف إلى الأهداف المتحركة وحساب تحركاتها المستقبلية، ما يمكّن الصاروخ من تعديل مساره في الوقت الحقيقي لضمان الإصابة.

3- تحسين التوجيه الذاتي
تستخدم الصواريخ المتطورة الذكاء الاصطناعي لتحسين قدراتها على التوجيه الذاتي. يسمح ذلك بتقليل الاعتماد على الإشارات الخارجية مثل الـ GPS الذي قد يتعرض للتشويش. بدلاً من ذلك، يمكن للصاروخ استخدام البيانات المجمعة من مستشعراته الخاصة لتعديل مساره بناءً على التحديات الفعلية التي يواجهها خلال الطيران.

4- التعامل مع التدابير المضادة
يزيد الذكاء الاصطناعي قدرة الصواريخ على التعامل مع التدابير المضادة المختلفة، مثل الإعاقات الإلكترونية أو الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ. يمكن للنظم الذكية تحليل الإشارات الواردة واتخاذ قرارات فورية لتجنب التشويش أو التحايل على أنظمة الدفاع.

في النهاية، يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحقيق مستويات عالية من الدقة والفعالية في صواريخ العصر الحديث، ما يجعله عنصراً لا غنى عنه في التكتيكات العسكرية المعاصرة.

معدل الخطأ
على الرغم من التقدم التكنولوجي الهائل في تطوير الصواريخ الدقيقة، لا تزال هناك عدة تحديات تؤثر في دقة إصابة هذه الأسلحة، ما يؤدي إلى وجود معدل خطأ معين. هذه العوامل تشمل:

1- الظروف الجوية
الأحوال الجوية مثل الرياح الشديدة والأمطار والضباب أو العواصف الرملية يمكن أن تؤثر بشكل كبير في مسار الصواريخ ودقتها. حتى مع الأنظمة المتقدمة مثل توجيه GPS أو الأشعة تحت الحمراء، قد تتأثر قدرة الصاروخ على تحديد الموقع الدقيق للهدف أو الحفاظ على مساره بسبب العوامل الجوية السلبية.

2- الإجراءات الإلكترونية المضادة
الجيوش الحديثة تستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات للتشويش على الإشارات الإلكترونية التي تعتمد عليها الصواريخ الدقيقة. هذه تشمل الحرب الإلكترونية مثل إرسال إشارات مضللة أو قوية لتعطيل أنظمة التوجيه بالصاروخ، ما يزيد احتمال الخطأ في الإصابة.

3- جودة التكنولوجيا المستخدمة
الفروق في جودة التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الدقيقة تؤدي دوراً حاسماً في تحديد معدل الخطأ. الصواريخ التي تستخدم أنظمة توجيه وملاحة من الجيل الأحدث والأكثر تطوراً تميل إلى أن تكون أكثر دقة. في المقابل، الأنظمة الأقدم أو تلك الأقل تطوراً قد تكون أكثر عرضة للخطأ.

4- التدريب والخبرة البشرية
العنصر البشري يظل عاملاً مهماً في تشغيل الصواريخ الدقيقة. الخطأ في الحسابات أو في تحديد الهدف يمكن أن يؤدي إلى إخفاقات، حتى مع وجود التكنولوجيا المتقدمة.

5- العوامل البيئية الأخرى
العوائق الجغرافية، مثل الجبال أو الأبنية العالية، يمكن أن تعوق الإشارات أو تتداخل مع أنظمة التوجيه بالليزر أو الأشعة تحت الحمراء.

في النهاية، معدل الخطأ في الصواريخ الدقيقة يعتمد على تفاعل معقد بين العديد من العوامل التكنولوجية والبيئية. الجهود المستمرة في تحسين التكنولوجيا وتدريب المشغلين أساسية لتقليل هذا المعدل وزيادة فعالية هذه الأسلحة.

التحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية في استخدام الصواريخ الدقيقة
في سياق الصراعات المعاصرة، تؤدي الصواريخ الدقيقة دوراً محورياً في استراتيجيات المقاومة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمقاومة اللبنانية ضد “إسرائيل”. توفر هذه التقنيات قدرات هجومية معززة، لكنها تأتي أيضاً مع تحديات فريدة من نوعها.

التحديات اللوجستية
التخزين والصيانة: الصواريخ الدقيقة تتطلب ظروف تخزين معينة لضمان فاعليتها وجاهزيتها عند الاستخدام. الحفاظ على هذه الظروف في بيئة مقاومة قد يكون تحدياً بسبب محدودية الموارد والحاجة إلى السرية.

النقل والانتشار: نقل هذه الصواريخ إلى مواقع الإطلاق يمكن أن يكون صعباً، وخصوصاً في مناطق الصراع، حيث يمكن أن تكون الطرق مراقبة أو معرضة للهجمات.

التحديات التكنولوجية
مواجهة التشويش والإجراءات الإلكترونية المضادة: “إسرائيل” تمتلك أنظمة دفاع متطورة قادرة على التشويش على إشارات التوجيه للصواريخ. هذا يتطلب من المقاومة تطوير تقنيات للتغلب على هذه التدابير.

تطوير وصيانة القدرات التقنية: تحديث الصواريخ وصيانتها يتطلب خبرات تقنية وتكنولوجيا متقدمة.

اعتماد المقاومة على الصواريخ الدقيقة: تفاصيل وأمثلة عملية
تستند استراتيجية المقاومة الإسلامية في لبنان بشكل كبير إلى استخدام الصواريخ الدقيقة التي تمتاز بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة متناهية، ما يعزز فعالية الهجمات ويقلل الأخطاء. تعتمد هذه الصواريخ على تقنيات متطورة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وأنظمة التوجيه بالليزر، وأنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء.

أمثلة عملية من الحرب الدائرة حالياً
في الحرب الدائرة حالياً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، استخدم حزب الله صواريخ دقيقة وموجهة تمكنت من تجاوز أنظمة الصواريخ الاعتراضية “الإسرائيلية” مثل القبة الحديدية. في ما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

الهجمات على مواقع استراتيجية: نفذت المقاومة هجمات دقيقة على مواقع استراتيجية “إسرائيلية”، إذ تم استخدام صواريخ متقدمة قادرة على التسلل عبر الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” وإصابة الأهداف بدقة. هذه الهجمات أظهرت قدرة الحزب على تجاوز أنظمة الاعتراض والتشويش الإلكتروني.

التكنولوجيا المتطورة: استخدمت المقاومة تكنولوجيا متقدمة لتحسين دقة الصواريخ، بما في ذلك نظم التوجيه الذاتي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيئة المحيطة وتعديل مسار الصاروخ في الوقت الحقيقي، ما يقلل فعالية الدفاعات “الإسرائيلية”.

أمثلة سابقة على قدرة الحزب على تجاوز العقبات
الحرب “الإسرائيلية” على لبنان 2006: خلال هذه الحرب، تمكن حزب الله من استخدام صواريخ متقدمة لتوجيه ضربات مؤثرة إلى الأهداف “الإسرائيلية”. استطاع الحزب تجاوز العقبات التقنية والإلكترونية، ما أظهر قدرته على التعامل مع التحديات الميدانية وتعزيز قدراته الهجومية.

التطور المستمر في مجال الطائرات المسيّرة: استطاع حزب الله تطوير طائرات مسيرة قادرة على تنفيذ مهام استطلاعية وهجومية بدقة عالية. هذه الطائرات المسيّرة تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه الصواريخ بدقة، ما يدل على قدرة الحزب على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتجاوز العقبات التقنية.

بالتفصيل، يظهر اعتماد المقاومة على الصواريخ الدقيقة والموجهة قدرتها على تجاوز العقبات التكنولوجية والإلكترونية، ما يعزز فعالية الهجمات ويقلل نسبة الخطأ.

استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي يساهم بشكل كبير في تحسين دقة هذه الصواريخ وكفاءتها، ما يجعلها أداة فعالة في استراتيجية المقاومة. الأمثلة العملية من الحرب الحالية ومن حرب 2006 تُظهر بوضوح قدرات حزب الله في استخدام هذه التكنولوجيا لتجاوز العقبات وتحقيق أهدافه.

باختصار، قدرة حزب الله على تجاوز العقبات التكنولوجية واللوجستية باستخدام الصواريخ الدقيقة تظهر بشكل واضح من خلال تصريحات المسؤولين “الإسرائيليين” والتقارير العسكرية. هذا يعزز موقف الحزب ويظهر قوته في التعامل مع التحديات المعاصرة.

نهايةً، بعد الاستعراض المفصل للتكنولوجيا المتقدمة والتحديات العديدة المرتبطة بالصواريخ الدقيقة، تظل الثقة بقدرات المقاومة اللبنانية ثابتة وقوية، إذ تمثل هذه الصواريخ جزءاً مهماً من أدوات الردع التي تمتلكها، والتي تُعزز مكانتها، ليست فقط كقوة عسكرية فعالة، بل كقوة علمية وتكنولوجية قادمة بقوة، وهذا الأمر يعترف به “الإسرائيلي” يومياً وتحذر منه مراكز صنع القرار والبحوث “الإسرائيلية” والغربية.

مقالات مشابهة

  • بسبب الذكاء الاصطناعي.. ارتفاع انبعاثات غوغل الكربونية 48%
  • شات «جي بي تي» ليس الوحيد.. 5 بدائل متاحة لمحادثات الذكاء الاصطناعي
  • أدمغتنا تميز بين أصوات البشر والروبوتات
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • Rootz تحدث ثورة في خدمات التسويق والاتصالات بدمج تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة
  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • الذكاء الاصطناعي يتوقع الفائز في مباراة الأهلي وطلائع الجيش.. ماذا قال؟
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت