يعد الزلزال المعتدل الأكثر تدميرا في القرن العشرين.. تفاصيل قد يجهلها الكثيرون عن زلزال أكادير المأساوي
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
يعد الزلزال الذي ضرب أكادير في السنة الكبيسة 1960 وتحديدا يوم 29 فبراير، أحد أكبر الزلازل تدميرا في المغرب، وقد أودى بحياة أكثر من 15000 شخص ودمر المدينة بنسبة 90 بالمئة.
من المفارقات أن هذا الزلزال كان معتدلا ولم تتجاوز قوته 5.9 درجة بمقياس ريختر، ولم يستمر أكثر من 15 ثانية، إلا أنه خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا في هذه المدينة الساحلية التي تعتبر منتجعا سياحيا ومقصدا شهيرا للسياح.
زلزال أكادير عام 1960 يعد الزلزال "المعتدل" الأكثر تدميرا في القرن العشرين، السبب وراء ذلك أن بؤرة الزلزال كانت تحت الأرض على عمق قليل.
من المفارقات اللافتة أيضا أن هذا الزلزال تسبب في مضاعفات مختلفة تطلب بعضها تدخل قوات عسكرية وإطلاق الجنود النار لمنع انتشار الأوبئة.
ليلة 29 فبراير عام 1960، وهي في ذلك الوقت الثالثة في شهر رمضان المبارك، كانت دافئة بشكل واضح وكانت النجوم الساطعة تتلألأ في سماء المنطقة، وتعج الفنادق بالسياح.
ذلك المساء تميز عن غيره باهتزازات أرضية خفيفة شعر بها السكان قبل أيام، فيما أحس سكان أغادير قبل ظهر يوم الزلزال بصدمة قوية ما أثار بعض القلق بين الأهالي.
قبل منتصف الليل بقليل، ضرب الزلزال المدينة وتحولت المباني في ثواني إلى ركام، وقتلت ما يقدر بثلث سكان مدينة أغادير في ذلك الوقت، إضافة إلى إصابة 12000 شخص، وبقاء ما لا يقل عن 35000 شخص من دون مأوى.
انتشر دمار هائل، وانفجر خط أنابيب لنقل المياه في المدينة، ولم يتوفر ماء لإطفاء الحرائق التي اشتعلت إثر الزلزال، كما لم يوجد من يساعد على إطفائها، فقد دمر مركز الإطفاء وقتل رجال الإطفاء.
إثر ذلك، خرجت الفئران والجرذان من المجاري ونشرت الأوبئة بين الناجين. دفع بقوات من الجيش المغربي لتقديم المساعدة في البحث والإنقاذ وضبط الأمن، كما تمت الاستعانة بجنود من الجيش الفرنسي وبمشاة تابعين للأسطول السادس الأمريكي.
هؤلاء الجنود شاركوا في مقاومة الجرذان وتسميمها، كما أطلقوا النار على الحيوانات الكبيرة مثل الكلاب الضالة والقطط لمنعها من التهام الجثث، وبعد يومين قامت السلطات بإخلاء المدينة بشكل كامل لتجنب انتشار الأمراض والأوبئة.
عمليات الإنقاذ الرئيسة في أكادير انتهت في 4 مارس، واتخذت تدابير صارمة لإزالة التلوث والوقاية من انتشار الامراض والأوبئةد ومع ذلك تم انتشال عدد قليل من الأحياء من تحت الأنقاض، قضى بعضهم هناك مدة تصل إلى عشرة أيام.
أكادير، التي أطلق عليها أحد التقارير اسم "مدينة الموت"، أعيد بناؤها في وقت لاحق على بعد 3 كيلو مترات جنوب الموقع الأصلي، وشيدت المباني والمناطق الجديدة على الطراز الحديث، ثم ظهرت الفنادق الأولى، ولم تتبق أي مبان تاريخية للمدينة بعد الزلزال، واختفت المدينة لقديمة من وجه الأرض.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الطاقة في مصر.. هل يؤثر الطقس الصيفي المعتدل على طلب الغاز الطبيعي المسال؟
تؤدي بداية الطقس المعتدل في الصيف داخل مصر إلى تأخير الحاجة لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال، وترك المزيد من الوقود متاحا لأوروبا قبل موسم التخزين الحاسم.
وفقًا لبيانات من Atmospheric G2، من المرجح أن تنخفض درجات الحرارة المتوسطة في مصر بمقدار 4 درجات مئوية عن المعدل الطبيعي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وتقلص عدد أيام درجات التبريد بنحو الثلث في الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل مقارنة بعام 2024.
سيُخفّض الطقس البارد غير المعتاد الطلب على الطاقة في مصر ويُقلّل من شهيتها للغاز الطبيعي المُسال، بعدما تحوّلت البلاد إلى مستورد رئيسي العام الماضي بعد أن كانت مُصدّرًا صافيًا سابقاً، إذ أدّى انخفاض إنتاج الغاز المحلي وارتفاع الطلب إلى نقص الطاقة وانقطاعها، وفقاً لوكالة بلومبيرج الأمريكية.
وأشارت بلومبيرج في تقرير لها إلى أن هذا التحول سيُفاقم من انكماش سوق الغاز الطبيعي المُسال العالمي، المُنهك أصلًا بسبب تراجع الاستهلاك في آسيا، مما يُتيح لأوروبا حرية شراء شحنات لملء مواقع التخزين المُستنزفة.
يُقدّر المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى تسجيل 72 يومًا من أيام انخفاض درجات الحرارة في مصر هذا العام حتى يوم 22 أبريل، وهو أقل من متوسط عشر سنوات، كما تُشير البيانات إلى تسجيل حوالي 102 يوما من هذا القبيل في الفترة نفسها من العام الماضي.
تُستخدم أيام انخفاض درجات الحرارة للتنبؤ بالطلب على الطاقة من خلال قياس مدى تجاوز متوسط درجة الحرارة اليومية 18 درجة مئوية.
وقال عالم الأرصاد الجوية مات دوبسون من ميت ديسك، «إن التحول في الطقس في أبريل 2025 قد يكون ناجمًا عن تيار نفاث جنوبي ونظام ضغط مرتفع وظروف جوية أخرى بدأت في الشهر الماضي والتي حملت النرد لصالح هذا التدفق الشمالي البارد القوي" من الهواء القطبي الشمالي.»
هذا ويرجح أن يكون لاعتدال الطقس وضعف الطلب دور في استئناف تدفقات الغاز لفترة وجيزة إلى محطتي تصدير الغاز الطبيعي المُسال في مصر مؤخرًا.
مع ذلك، يرجَّح أن يكون ذلك لأجل قصير، إذ ستظل البلاد بحاجة إلى مشتريات الغاز الطبيعي المُسال طوال فصل الصيف، ذلك وسط قيام مصر بتعزيز بنيتها التحتية وخططها لاستئجار محطات استيراد عائمة إضافية.
وفي ذات الحين اشترت مصر أيضًا الغاز الطبيعي المسال خلال فصل الشتاء الماضي مع استمرار تراجع الإنتاج المحلي، حيث يرتفع الطلب بشكل عام خلال الصيف.
طرحت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) في 2024 مناقصات فورية ضخمة لشراء الغاز الطبيعي المسال، مما ساهم في رفع الأسعار. ومع ذلك، أبرمت الدولة هذا العام صفقات توريد ثنائية، مما قلل في الوقت الحالي من الحاجة إلى الشراء من السوق الفورية.
اقرأ أيضاًوزير البترول يتفقد مشروع استقبال الغاز الطبيعي وتوسعة شبكة الأنابيب بميناء العين السخنة
«الدفاع الروسية»: القوات الأوكرانية تستهدف محطة توزيع غاز في منطقة بيلجورود جنوب غربي البلاد