بايدن يوافق على أرسال المساعدات لغزة من خلال عمليات إنزال جوية عسكرية
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
مارس 1, 2024آخر تحديث: مارس 1, 2024
المستقلة/- قال الرئيس جو بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ستبدأ بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً على غزة، بعد يوم من مقتل أكثر من 100 فلسطيني بعد قيام القوات الإسرائيلية بأطلاق النار عليهم.
أعلن الرئيس هذه الخطوة بعد مقتل ما لا يقل عن 115 فلسطينيًا و إصابة أكثر من 750 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، يوم الخميس، عندما قال شهود إن القوات الإسرائيلية فتحت النار بينما كانت حشود ضخمة تتسابق لسحب البضائع من قافلة مساعدات.
و قال بايدن إن عمليات الإسقاط الجوي ستبدأ قريبا و أن الولايات المتحدة تبحث عن طرق إضافية لتسهيل إدخال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى الأراضي التي مزقتها الحرب لتخفيف معاناة الفلسطينيين.
و قال بايدن: “في الأيام المقبلة، سننضم إلى أصدقائنا في الأردن و غيرهم ممن يقدمون عمليات إنزال جوي لأغذية و إمدادات إضافية و سنسعى إلى “فتح طرق أخرى، بما في ذلك ربما ممر بحري”.
و أشار الرئيس مرتين إلى عمليات الإنزال الجوي لمساعدة أوكرانيا، لكن مسؤولي البيت الأبيض أوضحوا أنه كان يشير إلى غزة.
و قالت إسرائيل إن العديد من القتلى تعرضوا للدهس في تدافع مرتبط بالفوضى، و إن قواتها أطلقت النار على بعض الحشود الذين اعتقدت أنهم تحركوا نحوهم بطريقة تهديدية.
و قال بايدن: “إن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية على الإطلاق. الآن، لا يوجد ما يكفي تقريبًا. حياة الأبرياء على المحك و حياة الأطفال على المحك. لن نقف مكتوفي الأيدي حتى نحصل على المزيد من المساعدات هناك. يجب أن نستقبل مئات الشاحنات، و ليس عدة فقط”.
و قال بايدن في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول أوائل الأسبوع المقبل. لكنه أقر بأن الاتفاق المرتقب ربما تعرض لانتكاسة بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية يوم الخميس النار على حشد كبير من الفلسطينيين الذين كانوا يتسابقون لسحب المواد الغذائية من قافلة المساعدات.
و تجاوز عدد القتلى في القطاع المحاصر منذ بداية العمليات الأسرائيلية أكثر من 30 ألف شخص.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: قال بایدن
إقرأ أيضاً:
لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
يتفاخر الرئيس الأمريكي ترامب بأنه هو الذي أسهم في التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار مع غزة، وأن صفقة وقف إطلاق النار تعد إنجازاً تاريخياً، وبهذا التصريح يكون الرئيس الأمريكي الحالي قد زاحم الرئيس الأمريكي السابق الذي حرص على نسب اتفاق وقف النار في غزة إليه شخصياً، وإلى المبعوثين الذين أرسلهم لإنجاز المهمة. ولكن الرئيس الأمريكي الحالي ضاعف من جرعة التدخل في الحرب على غزة حين أعلن أن وقف إطلاق النار في غزة إنجاز تاريخي، وهو بهذا التصريح يؤكد أن معركة طوفان الأقصى كانت معركة تاريخية، وأقرب إلى حرب عالمية، ولاسيما أن الكثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسهم أمريكا، كانوا شركاء بشكل مباشر، أو غير مباشر في العدوان على أهل غزة.
ومن هذا المنطلق، يطيب للإعلام الإسرائيلي أن يركز على دور ترامب في وقف إطلاق النار، وأن ضغط ترامب هو السبب في خضوع نتانياهو لصفقة وقف إطلاق النار، التي عارضها وزراء في الحكومة، أمثال بن غفير الذي قدم استقالته هو وأعضاء حزبه اعتراضاً على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. تركيز الإعلام الإسرائيلي على دور الرئيس الأمريكي ترامب في وقف إطلاق النار فيه تبرئة للجيش الإسرائيلي من الهزيمة، وفيه تبرئة لرئيس الوزراء نتانياهو من خطأ التقدير، وتوفر له مخرجاً مشرفاً من جلافة التعبير عن تحقيق النصر المطلق على حركة حماس، واجتثاثها من أرض غزة، وفرض حكم عسكري، أو حتى استيطاني جديد، بما في ذلك تهجير أهل غزة، وكسر إرادتهم في البقاء. وتجاهل الساسة الإسرائيليون حقيقة الميدان، وكمائن رجال المقاومة، والمواجهات التي أدمت ظهر الجيش الإسرائيلي، وهي في تقديري تمثل السبب الحقيقي الذي فرض على المستوى السياسي أن يخضع لتوصيات المستوى العسكري، الذي طالب بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وعدم ترك الجنود الإسرائيليين كالبط في ساحة الرماية، كما وصف ذلك وزير الحرب السابق أفيجدور ليبرمان. قد يكون للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة مصلحة استراتيجية في وقف إطلاق النار في غزة، ولكن المصلحة الاستراتيجية الأهم كانت للكيان الصهيوني نفسه، الذي تزعزعت ثقته بجيشه، والذي كان يعتبر الجيش هو البقرة المقدسة، القادرة على توفير الحليب للأجيال، والقادر على حمايتهم من العدوان، انهيار قدرات الجيش الإسرائيلي أمام صمود غزة، وعدم قدرته على الانتصار رغم مرور أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة، مثل رسالة أمنية حساسة للمستوى السياسي الذي لم يجد مفراً من الموافقة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، لم يرغب بها نتانياهو، وهو يناقش مع بقية وزرائه ـ الذين بكى بعضهم وهو يوقع على الصفقة ـ آلية استبدال كل المستوى القيادي الأعلى للجيش الإسرائيلي. بعد كل هذه الحقائق، هل يجرؤ قائد سياسي إسرائيلي على التهديد باستئناف الحرب على غزة كما يطالب بذلك المتطرف سموتريتش؟
كاتب فلسطيني