حذر رئيس الوزراء البريطاني ممن أسماهم "المتطرفين" الذين "يفرقون" المجتمع البريطاني، وذلك بعد ساعات من إعلان فوز السياسي البريطاني جورج غالاوي في انتخابات برلمانية فرعية في دائرة انتخابية.

ورغم إشارته في تصريح مفاجئ من أمام مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت؛ إلى الإسلاميين المتطرفين واليمين المتطرف، إلا أنه ركز هجومه على المظاهرات المؤيدة لفلسطين التي تتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كما اعتبر فوز غالاوي مؤشرا "أكثر من مقلق".



وقال إن فوز غالاوي في الانتخابات الفرعية التي أجريت الخميس في لدائرة روشديل "يتطلب ردا"، متحدثا عن "عودة مرشح يتجاهل الرعب الذي حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر (طوفان الأقصى)، ويمجد حزب الله، وهو حاز على دعم نيك جريفين"؛ الزعيم السابق للحزب القومي المحسوب على اليمين المتطرف، والذي وصفه سوناك بـ"العنصري".

ورد غالاوي على هجوم سوناك قائلا: "أنا أمقت التطرف"، مضيفا في تصريح للقناة الخامسة: "التغيير يمكن أن يأتي عبر العملية الديمقراطية".

وتابع: "أنا لست مسؤولا عن كل من يعلن دعمي"، مضيفا: "لم ألتق السيد جريفين مطلقا، وليست لدي النية لفعل ذلك".

وفاز غالاوي بالمقعد الذي كان يشغله نائب عمالي، مع قرابة 40 في المئة من الأصوات. وحصل غالاوي على 12335 صوتا، منحته فوزا ساحقا في الدائرة التي يشكل المسلمون نحو 30 في المئة من سكانها، وكان الفارق عن المتنافس خلفه بنحو 5697 صوتا.

ووقف النائب البريطاني الفائز على المنصة وقال: "كير ستارمر (زعيم حزب العمال)، هذا من أجل غزة، لقد دفعت وستدفع ثمنا باهظا، للدور الذي أديته في الموافقة والتغطية على النكبة المتواصلة والجارية في الأراضي المحتلة بقطاع غزة". وكان حزب العمال قد تخلى عن مرشحه أزهر علي بسبب انتقاد إسرائيل.

المظاهرات

وهاجم سوناك المظاهرات المتواصلة لمؤيدي فلسطين والمطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، ودعاهم لعدم السماح لـ"المتطرفين" بـ"اختطاف" المظاهرات. وقال: "يجب أن نعيش سوية مع هؤلاء الذين يتظاهرون، لا تسمحوا للمتطرفين باختطاف مسيراتكم"، مضيفا: "تظاهروا باحترام.. مع الشعور بالمواطنين الآخرين".

وذكر سوناك أن الحكومة بصدد الإعداد لإطار عمل جديد بشأن تعامل الشرطة مع المظاهرات، هذا الشهر. وقال إنه التقى مع قادة الشرطة هذا الأسبوع، وأنه كان واضحا بأن الناس يتوقعون منهم ليس فقط "إدارة" الوضع، بل ممارسة صلاحياتهم على المظاهرات، مضيفا: "قلت هذا للشرطة: سندعمكم عندما تتخذون إجراء".

وتحدث عن ضرورة "رسم خط" فاصل، وقال إن الناس لهم الحرية في التظاهر والدعوة لحقوق الإنسان، لكن "ليس الدعوة للجهاد العنيف"، بحسب قوله.

وأشار إلى أن "الناس لديهم الحرية لانتقاد الحكومة، أو أي حكومة، ولكن هذا لا يمكن أن يستخدم كذريعة للدعوة لتدمير الدولة"، متحدثا في هذا السياق عن شعار "من النهر إلى البحر" الذي يقول مؤيدو إسرائيل إنه دعوة لتدميرها.

وكان هذا الشعار قد أضيء على برج ساعة بيغ بن قرب مقر البرلمان في لندن، حيث احتشد متظاهرون للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة بينما كان يجتمع البرلمان للتصويت على مقترح بوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. ووصف سوناك هذا الشعار بأنه "شعار معاد للسامية"، وقال إن "الحكومة لن تقف دون فعل تجاه مثل هذا التصرف".

"المتطرفون" والعنصرية

وقال سوناك: "يجب أن نواجه المتطرفين" الذين يريدون "تفريقنا"، واعتبر أن مواجهة الكراهية سوف تعطي البريطانيين "شعورا متجددا بالفخر"، مضيفا: "هذا بلدنا.. يجب أن نمضي إلى الأمام سوية"، وتحدث عن "الثقة بقيمنا والثقة بمستقبلنا".


ودعا سوناك إلى "عدم الانجرار إلى المعسكرات التي تشهد استقطابا"، مشددا على "العيش متحدين سوية من خلال القيم المشتركة". وقال: "دعونا نثبت أن المتطرفين على خطأ، ونظهر أنه عندما نختلف فإننا لا ننفصل عن قيمنا المشتركة".

وأضاف: "إنها كذبة للقول إن بريطانيا بلد عنصري"، ودلل على ذلك بوصول رئيس وزراء غير أبيض، في إشارة إلى نفسه، متحدثا عن أنه ما زال يمارس ديانته الهندوسية.

وحذر سوناك من "السم" الذي ينتشر، وقال إن "الإسلاميين المتطرفين وجماعات اليمين المتطرف ينشرون السم"، واصفا الطرفين بأنها "وجهان لعملة واحدة".

واعتبر أن "المتطرفين يريدون تدمير الثقة والأمل"، وأن على البريطانيين أن "يرفضوا الفكرة بأننا على الجانب الخاطئ من التاريخ"، مضيفا: "جماعات الكراهية تفرقنا".

وقال: "منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، هناك محاولات للحصول على مكاسب على حساب الناس الحقيقيين وضد مشاعر الناس في أوقات الحرب"، متحدثا عن "اختطاف الشارع" من قبل مجموعة كراهية صغيرة.

وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة "تتغذى على بعضها البعض"، وشدد على ضرورة محاصرة التهديدات والعنف في بريطانيا، منبها إلى "زيادة صادمة في الجرائم المرتبطة بالتطرف".

وقال: "النساء المسلمات في المملكة المتحدة يشعرن بالتهديد، وكذلك الأطفال اليهود في زيهم"، مضيفا: "النواب لا يشعون بالأمان في بيوتهم"، وأن "الديمقراطية تحت التهديد".

وتشير أرقام المنظمات الإسلامية والمنظمات اليهودية إلى تصاعد كبير في الاعتداءات على المسلمين واليهود، كما يشكو نواب في البرلمان بأنهم لا يشعرون بالأمان بسبب مواقفهم السياسية المرتبطة بالحرب في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوناك التطرف غزة الكراهية بريطانيا بريطانيا غزة التطرف الكراهية سوناك المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقال إن

إقرأ أيضاً:

"محاربة الشائعات والإعلام الزائف" فى ندوة بتجارة أسيوط

 

 

 

نظمت كلية التجارة بجامعة أسيوط اليوم الثلاثاء ندوة توعية تحت عنوان محاربة الشائعات والإعلام الزائف

 

 وجاء ذلك بحضور الدكتور علاء عبدالحفيظ، عميد كلية التجارة، والدكتور محمد أحمد عدوي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة مروة بكر، منسق الأنشطة الطلابية بالكلية

 

 وحاضر في الندوة الدكتورة رحاب الداخلي، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بالجامعة والمستشار الإعلامي لرئيس جامعة أسيوط

 

 

 وكما شهدت الندوة حضور الدكتورة أمل الدالي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة نسمة حشمت، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، بالإضافة إلى نخبة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، ومسئولي رعاية الشباب بالكلية، ونشاط إعداد القادة، وعدد كبير من الطلاب

وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط على أن الجامعة لا تقتصر رسالتها على التعليم الأكاديمي فحسب، بل تمتد إلى تعزيز الوعي المجتمعي الحقيقي لدى طلابها من خلال الندوات والفعاليات التثقيفية التي تركز على القضايا المجتمعية المهمة، وفي مقدمتها خطر الشائعات. وأوضح أن الجامعة تسعى لفتح قنوات حوار مباشرة مع الشباب وتمكينهم من أدوات التفكير النقدي، بما يعزز قدرتهم على التفاعل الواعي والمسؤول مع المعلومات التي يتعرضون لها يوميًا عبر الوسائط الإعلامية المختلفة.

وأضاف المنشاوي أن محاربة الشائعات تبدأ من تعزيز الوعي لدى الأفراد، ونشر ثقافة التحقق من المصادر، وتحفيز الإعلام المهني على أداء دوره في نقل الحقيقة بمسؤولية وشفافية. وأكد في هذا السياق أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لمكافحة الأخبار الزائفة، وتدعم المنصات التي تقدم محتوى موثوقًا.

وأكد الدكتور علاء عبدالحفيظ، عميد كلية التجارة، على أهمية مكافحة الشائعات باعتبارها أحد أبرز تحديات الأمن القومي في العصر الحالي، مشيرًا إلى أن الشائعات لم تعد مجرد أخبار مغلوطة بل أصبحت وسيلة ممنهجة لهدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، داعيًا الطلاب إلى ضرورة تحري الدقة قبل تداول أي معلومات.

وأشار الدكتور محمد أحمد عدوي، وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب، إلى أن الشائعات تشكل تحديًا خطيرًا للسياسة العامة للدولة، لما لها من تأثير مباشر على ثقة المواطنين في مؤسساتهم، وقدرتها على زعزعة الاستقرار المجتمعي وإرباك خطط التنمية. موضحًا أن برنامج "PPIS" أحد البرامج المستحدثة بالكلية يسهم في تحصين السياسات العامة ضد التأثيرات السلبية للمعلومات المضللة وتعزيز الحوكمة الرشيدة المبنية على الشفافية والمشاركة المجتمعية الواعية.

وثمّنت الدكتورة مروة بكر، منسق الأنشطة الطلابية، الجهود التي تبذلها إدارة الجامعة في دعم الأنشطة الطلابية التوعوية، مشيرة إلى أهمية تعزيز الوعي الإعلامي لدى الطلاب، وتدريبهم على التحقق من المعلومات قبل تداولها. وأكدت على ضرورة الاستفادة من الأنشطة الطلابية كمساحة لنشر الوعي وتعزيز الانتماء الوطني.

وأشادت الدكتورة رحاب الداخلي، رئيس قسم الإعلام والمستشار الإعلامي لرئيس جامعة أسيوط، بدعم إدارة الجامعة للأنشطة الطلابية الهادفة التي تسهم في بناء وعي الشباب ومواجهة التحديات المجتمعية. وأكدت على أهمية الوعي الإعلامي في مواجهة الإعلام الزائف.

وتناولت المحاضرة التي قدمتها الدكتورة رحاب الداخلي تأثير الأخبار الزائفة والشائعات على الرأي العام، مستعرضة أمثلة حية على التضليل الإعلامي باستخدام الصور المفبركة، والعناوين المضللة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والحسابات الوهمية والإشاعات، مشيرة إلى خطورة هذه الأمثلة على المجتمع.

وأكدت الدكتورة رحاب الداخلي على أن مواجهة الإعلام الزائف تبدأ من وعي الفرد، داعية إلى التفكير النقدي والتحقق من مصادر المعلومات قبل تداولها، ودعم الإعلام المهني النظيف والمسؤول.

وكما أشارت المستشار الإعلامي لرئيس جامعة أسيوط إلى أن مصر تُعد هدفًا رئيسيًا لحروب الجيل الرابع التي تعتمد على زعزعة الاستقرار الداخلي بوسائل غير تقليدية مثل بث الشائعات، ونشر الفوضى، والتشكيك في مؤسسات الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن مصر تعد رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط ومحورًا أساسيًا في معادلة الاستقرار الإقليمي. وأضافت أن أي محاولة لإعادة تشكيل خريطة المنطقة لا يمكن أن تتم دون التأثير على مصر أو محاولة زعزعة استقرارها، نظرًا لثقلها الحضاري والتاريخي والجغرافي والسياسي.

 وأوضحت الداخلى أن حروب الجيل الرابع تستهدف التأثير على الداخل المصري بوسائل غير تقليدية، لا تعتمد على الغزو العسكري، بل تقوم على الحرب النفسية، ونشر الشائعات، وبث الفوضى، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والتشكيك في مؤسسات الدولة وزعزعة ثقة المواطن في قيادته

 وأكدت الداخلى على أن هذه الحروب تهدف إلى إضعاف الدولة من الداخل والتأثير السلبي على الوعي الجمعي وزرع حالة من الإحباط والبلبلة، بهدف السيطرة على القرار الوطني المصري وتحويله من قرار مستقل إلى تابع.

 وأشادت الداخلي بالحكمة والرؤية الثاقبة التي أظهرها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التصدي لهذه التحديات، مؤكدة أنه قدم نموذجًا رائدًا في القيادة الوطنية التي تواجه المخاطر المحيطة بالوطن بكل حزم وعزم وأوضحت أن الرئيس السيسي وضع مصلحة الوطن في المقام الأول، وسعى بكل جد لبناء مؤسسات قوية وتحقيق الاستقرار في وقت كانت فيه المنطقة تشهد سلسلة من الانهيارات والتحديات.

وفي ختام الندوة، تم تنظيم حوار مفتوح مع الطلاب حول مسؤوليتهم المجتمعية في مواجهة الشائعات والتصدي لها بالوعي والمعرفة وكما تم طرح مقترح لتنظيم سلسلة من الندوات التوعوية داخل الكلية تتناول موضوعات مثل حروب الجيل الرابع، وخطورة الشائعات، وتأثير الإعلام الزائف على وعي المجتمع واستقراره.

مقالات مشابهة

  • ماذا عن الجمع بين الصَّلوات في المظاهرات والاعتصامات؟
  • مظاهرات في غينيا لدعم الجنرال دومبويا
  • انطلاق البرنامج التدريبي "محاربة تمويل الإرهاب" في نيروبي
  • "محاربة الشائعات والإعلام الزائف" فى ندوة بتجارة أسيوط
  • إشكال انتخابي في الضنية.. والجيش يتدخل لضبط الأمن
  • التحالف الإسلامي يطلق أعمال ورشة عمل عن “إعادة تأهيل المتطرفين.. الواقع والتحديات” في نواكشوط
  • ترويج قبل الترشيح.. حماس انتخابي سابق لأوانه في العراق
  • التحالف الإسلامي يطلق ورشة “إعادة تأهيل المتطرفين.. الواقع والتحديات” في نواكشوط
  • صوت الشارع العالمي.. حين تتحول المظاهرات إلى مقاومة دبلوماسية
  • مصدران سياسيان: تشكيل تحالف انتخابي يضم السوداني وأحزاب المقاومة الإسلامية في العراق