أجمع محللون وأكاديميون على أن ردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين يكون عبر فرض عقوبات دولية عليها وإيقاف تزويدها بالأسلحة، وشددوا على أهمية أن تقوم الدول العربية وخاصة منها المؤثرة بالضغط على حلفاء إسرائيل.

وارتكب جيش الاحتلال جريمة أخرى ليلة الخميس، بقتله أكثر من 100 فلسطيني وإصابة نحو 800، أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب دوار النابلسي بشارع الرشيد شمال قطاع غزة.

وتفاوتت ردود الفعل الدولية على هذه الجريمة بين الغضب والإدانة والإحساس بالرعب والصدمة، وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما سماه الحادث المميت، وقال إن ما وقع يتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.

وفي تعليقه على ردود الفعل الدولية، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، الدكتور زياد ماجد، إن هناك تغييرا في النظرة الدولية لإسرائيل بسبب جرائمها في غزة، لكن هذا التغيير لن يؤدي إلى لجم آلة القتل الإسرائيلية من دون عقوبات تفرض على الاحتلال ووقف تصدير الأسلحة له، ومن دون دفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، للقيام بواجبه المتعلق بالتحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بما فيها الجريمة الأخيرة شمال القطاع المحاصر.

وأشار الدكتور ماجد إلى أن إسرائيل تستمر في جرائمها إذا لم يحدث أيضا تدخل إنساني دولي، كما جرى خلال حصار سراييفو حين قام الأوروبيون والأميركيون بإنزال مساعدات إنسانية مباشرة.

وشدد على أهمية الضغط على حكام الدول الغربية، وأن يكون هناك ضغط عربي بهذا الاتجاه، مبرزا أن التحركات الدولية لها قيمة كبرى، وكانت قد لعبت دورا في عزل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وبرأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، كثيرا ما تتجاهل الإدارة الأميركية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية، فسيستمر الاحتلال في سفك دماء الفلسطينيين، وقال "بما أن إسرائيل لا تدفع ثمنا فستواصل عدوانها وترتكب المزيد من المجازر ضد الفلسطينيين".

وذهب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، في نفس الاتجاه، بقوله إن الضغوط الدولية التي تمارس الآن على إسرائيل تقتصر على ضغوط سياسية ودبلوماسية وأحيانا رجاء أن توقف عدوانها على غزة، وطالما أنه ليس هناك ضغوطات جدية، فإن نتنياهو سيواصل جرائمه بحق الفلسطينيين، خاصة وأنه يسوّق نفسه داخليا على أنه قائد صلب وقوي ويقف في وجه العالم.

وبشأن تأثير المجزرة الأخيرة شمال قطاع غزة على مسار الحرب وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، قال الدكتور مصطفى إن إسرائيل تعول على سلاح التجويع في الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومحاولة فرض شروطها على اتفاق التهدئة الذي يجري التفاوض بشأنه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية: الاتفاق خطوة متأخرة لا تكفي لإصلاح حياة الفلسطينيين

قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لن يكون كافيا لإصلاح حياة الفلسطينيين التي مزقتها الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.

جاء ذلك -في بيان على منصة إكس أمس الأربعاء- بعد إعلان الاتفاق بين إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى.

وأفاد كالامار بأن أنباء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنها أن توفر بعض الراحة لضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لكن هذه الخطوة جاءت "متأخرة".

وأوضحت أن "الكابوس لن ينتهي مع توقف القصف بالنسبة للفلسطينيين الذين تعرضوا لأكثر من 15 شهرا من القصف المدمر والمتواصل، والذين نزحوا مرارا من منازلهم، ويكافحون من أجل البقاء في خيام مؤقتة دون طعام أو ماء".

وأكدت أن "وقف إطلاق النار المتأخر لن يكون كافيا لإصلاح حياة الفلسطينيين الممزقة بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة".

وأضافت أن "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين من شأنه أن يوفر الراحة للأهالي في إسرائيل وفي مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنه لن يمحو المعاناة التي تحملوها في الأسر".

إعلان

وشددت على أن استمرار إسرائيل في عرقلة عملية السلام أمر"لا يمكن السكوت عنه"، مضيفة أن هذه المعاناة ستستمر ما لم ترفع إسرائيل الحصار غير القانوني الذي تفرضه على غزة بسرعة.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاما، وأجبرت حرب الإبادة في القطاع نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، على النزوح في أوضاع كارثية.

وأكدت أنه ينبغي السماح لمراقبي حقوق الإنسان المستقلين بدخول غزة واتخاذ خطوات للكشف عن حجم الانتهاكات.

وأفادت بأن "نظام الفصل العنصري الوحشي الذي تستخدمه إسرائيل لقمع الفلسطينيين والسيطرة عليهم يجب إزالته"، مؤكدة أنه على إسرائيل أن تنهي احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة فورا.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن في مؤتمر صحفي، مساء أمس الأربعاء، نجاح الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.

وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت، بدعم أميركي، أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • محللون: نتنياهو في حالة ضعف وسيلتزم بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • إسرائيل تصادق الجمعة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف النار في غزة
  • الجيش السوداني: العقوبات التي فرضت على البرهان ظالمة
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • البرهان من مدني: (سامع أنه هناك عقوبات ستفرض على قادة الجيش.. نحن مستعدون لأي عقوبات عشان خدمة البلد دي وبنرحب بها)
  • العفو الدولية: الاتفاق خطوة متأخرة لا تكفي لإصلاح حياة الفلسطينيين
  • العفو الدولية: وقف إطلاق النار في غزة لا يكفي لإصلاح حياة الفلسطينيين
  • «الأرصاد»: ظاهرة جوية تستمر أسبوعا.. وأمطار على حلايب وشلاتين خلال ساعات
  • ما السبب الحقيقي وراء ارتفاع قتلى جيش الاحتلال شمالي غزة؟ محللون يجيبون