عودة قوية لإعادة شراء الأسهم العالمية مع بلوغها مستوى قياسيا
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تدفع الأرباح الأقوى من المتوقع الشركات على جانبي المحيط الأطلسي إلى الإعلان عن عمليات إعادة شراء الأسهم بوتيرة سريعة مع بداية عام 2024، وهي ركيزة محتملة حاسمة لدعم أسواق الأسهم العالمية التي يتم تداولها بالفعل عند أعلى مستوياتها على الإطلاق.
في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض لأعلى مستوى منذ عقود، لم تندفع الشركات نحو عمليات إعادة شراء الأسهم خلال عام 2023، لكن هذا الوضع يتغير مع توقع زيادة عمليات إعادة الشراء هذا العام.
يتحسن نمو الأرباح ويتوقع المستثمرون أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة خلال 2024. من المفترض أن يمنح انخفاض تكاليف الاقتراض، الشركات المزيد من الأموال ومساحة لتحمل الديون لتعزيز أسعار أسهمها.
ووفقا لـ "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ" فقد أعلنت شركات أمريكية عن خطط لإعادة شراء أسهم بقيمة 105 مليارات دولار في الأيام السبعة الأولى من شهر فبراير، وهو ما يتجاوز حصيلة الشهر بأكمله في يناير. إنها أقوى بداية في فبراير على الإطلاق لعمليات إعادة الشراء المعلنة وثاني أفضل بداية لعام بعد 2023، حسبما تظهر بيانات شركة الأبحاث "بيريني أسوشيتس" (Birinyi Associates). ربما ليس من المستغرب أن يسجل مؤشر "إس آند بي 500" تسعة أرقام قياسية حتى الآن منذ بداية 2024.
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق لدى "ميلر تاباك + كو" (Miller Tabak + Co): "هذا (الوضع) يخبرك أن الإدارة أصبحت أكثر ثقة بشأن اتجاه الاقتصاد". "يجب أن يُنظر إليه على أنه مؤشر بناء إلى حد ما. الأسهم ليست رخيصة مثل العام الماضي، لكن الشركات التي تعلن عن عمليات إعادة الشراء تعتقد أن الارتفاع لديه مجال أكبر للاستمرار".
أسهم الشركات الأمريكيةمن المتوقع أن تقوم شركات مدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" بإعادة شراء أسهم بقيمة 885 مليار دولار هذا العام، بزيادة 10% عن عام 2023 ولكن بانخفاض 4% عن الوتيرة القياسية في عام 2022، وفقًا للبيانات الأولية من "إس آند بي داو جونز إندسيز" (S&P Dow Jones Indices).
أعلنت شركة "ميتا بلاتفورمز "(Meta Platforms Inc) الأسبوع الماضي عن خطط لإعادة شراء أسهم إضافية بقيمة 50 مليار دولار، من بين أكبر التراخيص في تاريخ الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات "بيريني". أعقب ذلك إعلان "كارلايل غروب" (Carlyle Group)، يوم الأربعاء أنها تخطط لإعادة شراء ما قيمته 1.4 مليار دولار من الأسهم، وقالت مجموعة "علي بابا" القابضة إنها تعزز برنامج إعادة الشراء الخاص بها بمقدار 25 مليار دولار.
قال جيف روبين، مدير الأبحاث لدى "بيريني": "في حين أن السوق عند مستويات قياسية، فإن أسعار أسهم العديد من الشركات استمرت في الانخفاض، ونتيجة لذلك فإن إعادة شراء الأسهم يعد إشارة من تلك الشركات، أنها ترى أن أسهمها ذات قيمة جيدة".
قال هوارد سيلفربلات، كبير محللي المؤشرات لدى "إس آند بي داو جونز إندسيز"، إنه في حين أن عمليات إعادة الشراء قد تساعد في أداء الأسهم، إلا أن التأثير يمكن أن يتضاءل إلى حد ما لأن التقييمات المرتفعة تعني أنه من المرجح أن تقتنص الشركات عددًا أقل من الأسهم. بالإضافة إلى ذلك، قال إن تكلفة إعادة شراء الأسهم ليست بالضرورة كبيرة عند قياسها بأرباح الشركات وقيمتها السوقية.
إعادة شراء الأسهم الأوروبية
تزايدت إعلانات إعادة شراء الأسهم في أوروبا أيضًا، وخاصة في القطاعين المالي والطاقة، اللذين حققا أفضل عوائد للمساهمين في العام الماضي. مع استمرار البنوك في جني فوائد ارتفاع تكاليف الاقتراض، فإن برامج إعادة شراء الأسهم في "يوني كريدت" (Unicredit SpA) و"إنتيسا سان باولو" (Intesa Sanpaolo SpA) و"دويتشه بنك" و"بانكو بيلباو فيزكايا ارجنتاريا" (Banco Bilbao Vizcaya Argentaria) تدفع الأسهم إلى الارتفاع.
ارتفع أداء سلة غولدمان ساكس للعوائد المرتفعة من عملية إعادة شراء أسهم الشركات في أوروبا، بمقدار الضعف خلال الأشهر الـ 12 الماضية، في حين حقق مؤشر "ستوكس الأوروبي 600" عائدًا بنسبة 5.9%، في حين ارتفع مؤشر يتتبع أداء الشركات الأوروبية التي أعلنت عن عمليات إعادة شراء الأسهم أيضًا بنسبة 10% خلال نفس الفترة.
نمو الاقتصاد الأمريكي يفوق التوقعات في الربع الرابع
قال مارشال فرونت، كبير مسؤولي الاستثمار في "فرونت بارنيت أسوشيتس" (Front Barnett Associates)، إن كل ذلك يعد علامة جيدة للاقتصاد العالمي والأسواق، حيث يظهر الاتجاه القوي لعمليات إعادة الشراء المخطط لها الثقة بين المديرين التنفيذيين للشركات.
أوضح فرونت عبر الهاتف، في إشارة إلى الولايات المتحدة: "يستمر الاقتصاد في التحسن، وتواصل الضغوط التضخمية التراجع، وستستمر أسعار الفائدة في الانخفاض-وكل ما سبق يمنح المديرين التنفيذيين للشركات الثقة التي يحتاجون إليها للإعلان عن عمليات إعادة شراء الأسهم". "وهذا يعني أن الشركات لا تتوقع حدوث تباطؤ اقتصادي كبير".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حمل عام عودة روبى منح عالمي الاقتصاد ضعف الاستثمار برنامج عملیات إعادة الشراء ملیار دولار إس آند بی فی حین
إقرأ أيضاً:
التلدين بالهيدروجين تسجل رقما قياسيا جديدا.. ماذا تعني هذه التقنية؟
تشر موقع "تيك إكسبلور" تقريرا للصحفية إنغريد فاديلي، قالت فيه إن الخلايا الكهروضوئية (PVs)، وهي الأجهزة التي يمكنها تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية، أصبحت منتشرة على نحو متزايد ويعتمد عليها المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم الآن لتوليد الكهرباء. يعمل مهندسو الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم على تحديد المواد والعمليات التي يمكن أن تساعد في تقليل تكاليف تقنيات الطاقة الشمسية بشكل أكبر، مع زيادة كفاءة تحويل الطاقة.
المادة الواعدة لتطوير الخلايا الكهروضوئية هي الكستريت (CZTS)، وهو من أشباه الموصلات تظهر فجوة طاقة كبيرة وبالتالي يمكنها امتصاص الضوء بكفاءة أكبر. وعلى النقيض من السيليكون، الذي يعد حاليا المادة الأساسية المستخدمة في تصنيع تقنية الخلايا الكهروضوئية، فإن الكستريت غير سام ومصنوع من عناصر وفيرة على الأرض. وبالتالي، يمكن استخدامه لإنشاء خلايا شمسية أكثر استدامة وبأسعار معقولة.
وعلى الرغم من مزاياها، أظهرت الخلايا الشمسية CZTS حتى الآن كفاءة أقل بكثير من نظيراتها من السيليكون، حيث وصلت إلى حد أقصى قدره 11%. ويرجع أداؤها المحدود إلى حد كبير إلى عملية تُعرف باسم إعادة تركيب الناقل، والتي تنطوي على إعادة تركيب الإلكترونات والثقوب الناتجة عن الضوء قبل أن يتم التقاطها لتوليد الكهرباء.
استكشف باحثون في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني إمكانية التخفيف من آثار إعادة تركيب الناقل في الخلايا الشمسية ذات الفجوة النطاقية العريضة من الكستريت باستخدام تقنية تُعرف باسم التلدين الهيدروجيني.
وتُظهر ورقتهم البحثية، المنشورة في مجلة Nature Energy، أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في تحسين جمع الناقل لهذه التقنيات الشمسية، من خلال إعادة توزيع الأكسجين والصوديوم في طبقات CZTS.
قال كيوين صن، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، لموقع تيك إكيبلور: "لقد استوحينا عملنا من الحاجة إلى تحديد مادة مستدامة ومنخفضة التكلفة وصديقة للبيئة لتقنيات الطاقة الشمسية من الجيل التالي".
"يعتبر CZTS مرشحا واعدا بشكل خاص باعتباره الخلية الأولى في هياكل الخلايا الشمسية الترادفية نظرا لفجوة النطاق القابلة للضبط والاستقرار واستخدام العناصر غير السامة المتوفرة في الأرض. ومع ذلك، كان التحدي الرئيسي هو تحسين كفاءة جمع الناقل لهذه المادة".
كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة الأخيرة هو إظهار أن التلدين بالهيدروجين، وهي تقنية تنطوي على تسخين الأجهزة في جو يحتوي على الهيدروجين، يمكن أن تساعد في تعزيز كفاءة CZTS. لتحقيق هذه الغاية، ابتكر الباحثون طريقة بسيطة وقابلة للتطوير لتلدين CZTS في بيئة تحتوي على الهيدروجين.
أوضح صن: "يلعب الهيدروجين دورا حاسما في طريقتنا، من خلال إعادة توزيع الصوديوم داخل المادة وإخفاء العيوب، وخاصة بالقرب من سطح الممتص".
"تعمل هذه العملية على تعزيز نقل الناقل وتجميعه بشكل كبير، وهما عاملان رئيسيان لتحقيق الأجهزة عالية الأداء. ومن خلال تحسين هذه الخصائص، يعزز نهجنا من مكانة CZTS كمادة عملية وفعالة من حيث التكلفة في الخلايا الشمسية الترادفية، وقادرة على الاقتران بكفاءة مع السيليكون للاستفادة من طيف شمسي أوسع".
وكجزء من دراستهم، طبق صن وزملاؤه طريقة التلدين الهيدروجيني المقترحة على خلية شمسية CZTS خالية من الكادميوم. والجدير بالذكر أنهم وجدوا أن هذا النهج عزز أداء الخلية الشمسية، مما أسفر عن كفاءة قياسية بلغت 11.4%.
وقال صن: "إن تقنيتنا المقترحة ليست خاصة بـ CZTS فحسب، بل أظهرت أيضا نتائج واعدة في مواد الخلايا الشمسية الأخرى ذات الأغشية الرقيقة، مثل CIGS. من الناحية العملية، توضح كيف يمكن لـ CZTS ذات الفجوة النطاقية الواسعة، مع انخفاض تكلفتها واستقرارها وصديقتها للبيئة، أن تكون مرشحا ممتازا للخلية العليا في البنيات الترادفية، مما يمهد الطريق لحلول طاقة شمسية أكثر كفاءة واستدامة".
تقدم الورقة البحثية الأخيرة التي أجراها صن وزملاؤه تقنية بسيطة وفعالة لتنظيم توزيع الصوديوم في CZTS، والتي يمكنها بدورها تعزيز كفاءة جمع الناقلات للخلايا الشمسية القائمة على CZTS. في المستقبل، يمكن تطبيق نهجهم المقترح على الخلايا الكهروضوئية الأخرى ذات الفجوة النطاقية الواسعة المصنوعة من الكستريت، مما قد يساهم في نشرها في المستقبل في بيئات العالم الحقيقي.
وأضاف صن: "تهدف أبحاثنا المستقبلية إلى دفع كفاءة الخلايا الشمسية CZTS ذات الفجوة النطاقية الواسعة إلى ما هو أبعد من معيار 15% مع الحفاظ على مزاياها البيئية والاقتصادية. ويشمل هذا تحسين عملية التلدين الهيدروجيني واستكشاف تقنيات أخرى لتحسين خصائص المواد الكهروضوئية بشكل أكبر".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)