لم تكن الفنانة ريهام حجاج غريبة يوماً ما على المشاركة فى ماراثون مسلسلات رمضان منذ انطلاقها فى عالم التمثيل، حيث جاءت أولى مشاركاتها الدرامية عام 2010 من خلال مسلسل «أزمة سكر» مع أحمد عيد، وتتصاعد خطواتها لتشارك فى أكثر من عمل بأدوار متنوعة ومنحها مساحات أكبر من قِبل المخرجين، أبرزها شخصية «نسرين» التى جسَّدتها فى مسلسل «شربات لوز» أمام يسرا وسمير غانم عام 2012.
وتتضح موهبتها أكثر مع «تغيير جلدها» عام 2014 مع شخصية «نوارة» فى مسلسل «سجن النسا» مع نيللى كريم وإخراج كاملة أبوذكرى، وتنطلق من عمل لآخر ما بين «السيدة الأولى، يونس ولد فضة، بنات خارقات سوبرمان، نصيبى وقسمتك»، حتى تأتى فرصتها الذهبية عام 2019 من خلال أولى بطولاتها المطلقة فى عالم الدراما من خلال مسلسل «كارمن»، تنجح فى اقتناصها تماماً، وتدرك أنها وضعت كلتا قدميها على درج النجومية ولا مجال أمامها للحيد عن هذا الحلم الذى سعت من أجله.
فى موسم مسلسلات رمضان عام 2020 فاجأت ريهام حجاج، الجميع بمسلسل «لمّا كنا صغيرين» تأليف أيمن سلامة وإخراج محمد على، من خلال قصة تحمل تشويقاً وغموضاً، والوقوف فى المنتصف بين نجمين بحجم محمود حميدة وخالد النبوى، وحولهما مجموعة من الممثلين كل منهم له ثِقله الخاص مثل نسرين أمين وكريم قاسم ونبيل عيسى، لتعطى إشارة للوسط الفنى والجمهور أنها تعى جيداً تفاصيل هذه الصناعة التى تحتاج بجوار الموهبة إلى حُسن الإدارة والذكاء، وأن تحيط نفسك دائماً بالناجحين.
فى دراما رمضان 2021 سعت ريهام حجاج إلى أن تثبت أنها من نوعية الممثلين الذين لا يخشون المغامرة، وقدمت مسلسل «وكل ما نفترق» فى تجربة لم يكتب لها النجاح كما حدث فى العام الذى سبقه، وظهرت خلافات بينها وبعض المشاركين فى العمل، ورغم الأزمات التى لاحقت هذه التجربة وقتها، فإنها لم تقف أمامها كثيراً وركزت فى خطوتها التالية، وجاءت بمسلسل «يوتيرن» الذى تعاونت فيه للمرة الثانية مع المؤلف أيمن سلامة، وللمرة الأولى مع المخرج سامح عبدالعزيز.
مع «يوتيرن» وقفت جنباً إلى جنب بجوار الفنان القدير توفيق عبدالحميد، الذى نجحت فى إعادته للوقوف أمام الكاميرات من جديد بعد غياب نحو 12 عاماً، حيث جسّدت دور ابنته المقربة إلى قلبه، تنظر له نظرة عرفان ومحبة لأستاذ يُزين مشوارها بالتعاون معه، وذلك استمراراً لتجربتها فى الامتنان، تقديراً لكل من سبقوها.
وفى رمضان 2023 تنطلق إلى خطوة أخرى مع مسلسل «جميلة»، تغلف العمل بعدة رسائل تحمل فى طياتها محبة للعائلة والاحتماء بها، وأن الإخلاص فى كل أمور حياتك ينجيك من أى شرور محيطة بك، وذلك فى ظل أحداث مشتعلة تتصاعد حلقة تلو الأخرى، تجعلك دائماً تترقب ماذا يحدث لـ«جميلة» وأسرتها.. وتنجح ريهام حجاج مرة أخرى، الأمر الذى يجعلها تفر إلى البحث عن التغيير مجدداً، وتأتى هذه المرة من خلال «صدفة»، التى تطل بها على الجمهور بشكل مختلف فى رمضان 2024، لتلوح بأنها قادرة على التغيير والتنوع فى أدائها، ولن تبقى فى دائرة الأمان بأى شخصيات نمطية لمجرد ضمان النجاح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما الموسم الرمضانى صدفة ريهام حجاج ریهام حجاج من خلال
إقرأ أيضاً:
«بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
«دنيا بنت سمير ودلال».. عنوان الكتاب الصادر عن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى الدورة 38 منذ نحو عامين، والتى جرى خلالها تكريم دنيا سمير غانم، وعلى صفحات هذا الكتاب أجرت «دنيا» حواراً مع الناقد طارق الشناوى، الذى لم يكتفِ بالإجابات التى حصل عليها من النجمة التى مكثت أمامه ساعات طويلة للحديث عن مشوارها الفنى، ولكن باعتباره ناقداً كتب رأيه بصراحة فى التجربة الفنية التى بدأتها «دنيا» وما زالت تعيش أصداءها.
الشناوى: استشعرت «الواسطة» مع إطلالتها الأولى فى «للعدالة وجوه كثيرة» لكنها أثبتت نظرية ابن الوز عوامبدأ الناقد طارق الشناوى كلماته عن «دنيا»، متحدّثاً عن الانطباع الذى تشكل لديه حين رأى الفنانة الصاعدة حينها لأول مرة على الشاشات، قائلاً: «عندما قرأت اسمها لأول مرة فى عمل فنى -مطلع الألفية الثالثة- على بوستر مسلسل (للعدالة وجوه كثيرة) للمخرج الكبير محمد فاضل، وبطولة نجمى المفضل يحيى الفخرانى، مع الموهوبة دلال عبدالعزيز، استشعرت على الفور رائحة (الواسطة) تفوح بقوة فى نسيج هذا المسلسل، خاصة أن ترتيب اسمها كان يسبق عمالقة بحجم أمينة رزق ورجاء الجداوى وجمال إسماعيل، أخذت لاشعورياً موقفاً سلبياً تجاه هذه الفتاة التى لم تتجاوز 16 عاماً، وقُلت ربما نكتشف أنها لا تملك فقط سوى جمال الوجه، والانتماء لأب وأم كلنا نقدرهما، استمعت إلى صوتى الداخلى يردّد هذه واحدة من مظاهر (الكوسة)».
واستطرد قائلاً: «واصلت مع نفسى أنها سوف تُصبح مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة، النظرية المعتمدة فى مثل هذه الأمور ودائماً ما تثبت صحتها، وهى أن المفروض مرفوض، فهناك دائماً حاجز نفسى لا يمكن اختراقه، مثل القميص الواقى من الرصاص، فهو يضمن لك ألا تنفُذ رصاصة إلى جسدك، هذه المرة يصبح القميص واقياً من الإعجاب، ولن يستطيع أحد اختراق مشاعرك عنوة». وتطرق «الشناوى» إلى التحول فى قناعته عن أداء وموهبة «دنيا»، بعد أن أثبتت جدارتها فى أولى تجاربها: «إلا أننى بمجرد أن شاهدتها فى الحلقات الأولى على الشاشة، قلت تستحق هذه المرة أن نُطبّق عليها المثل الشهير الذى يقف على الشاطئ الآخر (ابن الوز عوام)، فما بالك عندما تكون متأصلة من الجانبين ابنة (وز ووزة)، سنجد أنفسنا بلا جدال أمام سبّاحة ماهرة، لديها كل هذا الحضور وكل تلك الفطرية، تؤدى -دون أى تكلف- دور ابنة يحيى ودلال، أدركت فوراً أن لدينا موهبة قادمة بقوة من الممكن أن نطلق عليها الحب من أول طلة، واكتشفت أيضاً أن لديها وميض ووهج النجومية، التى ليس من الممكن لأحد أن يكشف سرها، ولكنك تستشعرها بقلبك، فهى لا تمنح سرها إلا لحظة تفاعلها مع الجمهور، وكتبت بعد ذلك أن الأيام القادمة ستؤكد جدارتها بمكانة متميزة بعد جيل كل من منى زكى وحنان ترك، وكانت منى وحنان فى تلك السنوات هما عنوان جيل الألفية الثالثة». وعن أبرز سمات شخصية «دنيا» الفنية واتجاهاتها فى تقمّص الشخصيات، أوضح: «تظل دائماً (دنيا) بالنسبة لى مزيجاً من القلب والعقل، فهى لا تستسلم فقط للموجة الفنية السائدة، حتى لو حقّقت من خلالها نجاحاً جماهيرياً، وهكذا مثلاً ستجد سؤالاً يطرح نفسه بقوة فى مشوار دنيا، كنا نرى كمتابعين قدراً من الهارمونية والتفاعل الكيميائى الإيجابى مع أحمد مكى فى مسلسل «الكبير». وعن استمرارها فى تقديم شخصية «هدية» استمعت «دنيا» إلى صوت عقلها مرة أخرى، بأن الاستمرار فى أداء نفس الشخصية ليس لصالحها، وعليها أن تتوقف، وتبحث عن أنغام درامية أخرى، وهكذا لم تواصل تقديم دورها بعد الجزء الرابع رغم النجاح الاستثنائى».