حالة من الحزن والأسى، اجتاحت قلوب الملايين بعد الإعلان عن رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر اليوم الجمعة عن عمر يناهز 86 عاماً.

وفاة حلمي بكر

ورحل منذ قليل عن عالمنا، الموسيقار الكبير حلمي بكر، بعد صراع دام طويلًا مع المرض في أيامه الأخيرة، قبل نقله إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات، وذلك بعد توقف عضلة القلب أثناء تواجده بالعناية المركزة بمستشفى بالشرقية، وكان خبر وفاته مفجعا لكثير من محبيه.

وكانت قد أعلنت الفنانة نادية مصطفى، وفاة الموسيقار حلمي بكر.

ونعت نقابة المهن الموسيقية في بيان لها الملحن الكبير حلمي بكر، الذي رحل عن عالمنا منذ قليل.

وجاء في بيان النقابة: "البقاء لله وحده وإنا لله وإنا إليه راجعون، بمزيد من الحزن والأسى ينعي الفنان مصطفي كامل نقيب المهن الموسيقية وأعضاء مجلس الإدارة الموسيقار الكبير الملحن حلمي بكر".

وتابع البيان: "ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته ولكل محبيه خالص العزاء وللأسرة الصبر والسلوان".

وكان تعرض الموسيقار الكبير حلمى بكر خلال الفترة الماضية للعديد من الأزمات، بدأها في يناير من العام الماضى، عندنا أعلن تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، ودخل على إثرها إلى العناية المركزة، إذ كان يعانى وقتها من مشكلة احتباس للمياه فى الجسم ومشاكل فى الكلى وارتفاع لمستوى السكر في الجسم، بالإضافة إلى مشاكل في القلب.

وظل حلمى بكر داخل العناية المركز لأيام، قبل خروجه من العناية إلى غرفة عادية، ثم عودته مجددا إلى العناية بعد انخفاض نسبة الأكسجين، وبعد أن تحسنت حالته الصحية خرج من المستشفى 12 فبراير 2023، بعد فترة علاج دامت 24 يوما.

وفى أكتوبر الماضى تعرض الموسيقار الكبير لأزمة أخرى بعد أن قام باتهام مدير أعماله بسرقته والاستيلاء على مبلغ مالي يقدر بـ2 مليون و280 ألف جنيه، مستغلا مرضه، وذلك بعد إيهامه بإيداع المبلغ المالى في أحد البنوك، واكتشف عقب ذلك قيام المشكو فى حقه بتحويل المبلغ لحسابه الخاص، وبعد تلك الواقعة بدأت تسوء حالة الموسيقار الصحية من جديد بشكل كبير، بعد معاناته من مشاكل في القلب، أثرت على حركة قدمه بشكل كبير.

نبذة عن حلمي بكر

وقد ولد حلمي بكر في حدائق القبة في القاهرة 16 ديسمبر 1937 و ظهر حبه للموسيقى منذ صغر مما دفعه لدراسته في المعهد العالي للموسيقى، شارك في عدد المسابقات الغنائية والتي كانت تحظى بشهرة عالية في ذلك الوقت، كما قام بتأليف عدة أغان لعدد من الفنانين المعروفين، مثل: عمرو دياب، شيرين عبدالوهاب، نانسي عجرم وغيرهم.

وقدم حلمى بكر خلال مسيرته ما لا يقل عن 1500 أغنية، فقد لحن لكبار المطربين المصريين والعرب من أمثال ليلى مراد، وردة الجزائرية، سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، علي الحجار، أصالة، مدحت صالح، محمد الحلو، محمد رشدى، عليا التونسية، وأيضا عزيزة جلال، كما قدم ألحان موسيقة إلى ما يقرب من 120 فيلما سينمائيا، و48 مسرحية، بالإضافة إلى أوبريت الحلم العربى الغنائي الذى جمع العديد من الفنانين فى الوطن العربي وصدر عام 1998 وكان يجسد حلم الشعب العربي فى إقامة الوحدة العربية.

وتعاون حلمى بكر مع الفنان الكبير فؤاد المهندس في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية حيث وضع ألحان الأغنيات التي تضمنتها تلك الأفلام والمسرحيات، وكانت البداية في فيلم "المليونير المزيف" والذي تم عرضه عام 1968 ثم تعاونهم من خلال مسرحية "سيدتي الجميلة" بالإضافة إلى أفلام: "انت اللي قتلت بابايا، ربع دستة أشرار، فيفا زلاطا".

وتزوج حلمي بكر في بداية مشواره الفني من الفنانة سهير رمزي وهي أول سيدة في حياة الملحن المصري وأشهر زوجاته، ثم انفصلا بعد ثلاثة أعوام من زواجهم.

ثم تزوج بعدها من الفنانة الراحلة عليا التونسية وبعدها من فتاة شابة تعمل كصحفية تصغره بـ 30عاما، وكانت زيجته الأخيرة من سماح القرشي التي أنجبت ابنته ريهام وهي ثاني أبناء الموسيقار حلمي بكر.

وصل عدد زوجات الملحن حلمي بكر إلى 13 زوجة بعضهم من الوسط الفني، وقد صرح سابقاً أنه لا يعود إلى أي زوجة تركها، إنما يحافظ فقط على علاقة الصداقة بينهما.

هذا آخر ما قاله عن أم كلثوم

ويعتبر الملحن والفنان حلمي بكر من أشهر الملحنين العرب وله تاريخ فني حافل بالإنجازات والأعمال بسبب تلحينه لعدد من كبار الفنانين، مثل: أم كلثوم، عبد الحليم، مما أكسبه شهرة واسعة ونجومية عالية في الوسط الفني.

وكان هناك في وقت سابق تصريح خاص للموسيقار الكبير حلمي بكر لــ"صدى البلد" حول تعاونه مع كوكب الشرق أم كلثوم ؛

وقال الموسيقار الكبير حلمي بكر، أحد أعظم الموسيقيين المصريين، الذين عاصروا أم كلثوم، إنه بالرغم من تعاقب الأجيال لا يزال صوت أم كلثوم من المعجزات العالمية، وسيظل اسم أم كلثوم خالداً على مدار التاريخ.

وأضاف خلال تصريحه لــ"صدى البلد" إذا كنا نتحدث عن عجائب الدنيا السبعة فستكون السيدة أم كلثوم "الثامنة"، لافتاً إلى خامة صوتها الخارقة، واصفا إياها بالخامة التي لا مثيل لها في العالم سوى صوت واحد في أمريكا اللاتينية وهو صوت المطربة "ياما سوماك" والتي اُصيبت بسرطان فيما بعد.

ولفت إلى أن السيدة أم كلثوم قامت بغناء الأطلال وهي تبلغ من العمر 72 عاماً، وهذا أمر يجب النظر إليه بعناية، حيث أنه يمثل الهبة الربانية فالصوت هو ابداع إلهي.

وبسؤاله عن تفاصيل التعاون مع أم كلثوم وماذا عن علاقتهما الإنسانية وليس الفنية فحسب، فقد كشف بكر تفاصيل تعاونه مع كوكب الشرق، قائلا: "أذكر عندما كان هناك مشروع تعاون بيني وبين سيدة الغناء للعربي أم كلثوم عندما تم ترشيحي من قبل صحفي في جريدة الأهرام، وكمال الطويل، ورياض السنباطي، وتحمسهم لي لتقديم لحن للسيدة أم كلثوم وتحدثت اليها بالفعل، وبعد شهر تحدثنا مرة أخرى".

وتابع: قالت لي: "أنت مشتغلتش ليه؟، رديت عليها حينها، قائلاً: خايف، وقالت لي: يا واد أنت مش لحنت لوردة وفايزة ونجاة اعتبرني واحدة زيهم"، واصفا: “لكم أن تتخيلوا هذه القيمة والقامة تقول مثل هذه الجملة فهو قمة التواض، كما أنها كانت تتمتع بخفة الظل”.

مضيفاً : "أما عن الأغنية التي كانت ستُغنيها من لحني للأسف لم تغنيها، حيث إنها كان من المفترض أن تغنيها بعد عودتها من رحلة العلاج في الخارج ولكنها توفيت بعد ذلك، واصفاً "ضاعت أهم فرصة في حياتي".

اتهام بالخطف والهروب

وكان هشام ابن حلمي بكر، اتهم زوجة حلمي بكر بإختطفافه وهروبها به إلى أحد قرى الريف المصري، ومنع أسرته وزملاؤه الموسيقيين من التواصل معه، كما أنها رفضت طلب عائلة حلمي بكر أن يعود حلمي معهم إلى شقته بالمهندسين خلال آخر زيارة لهم منذ أيام.

ونفت سماح زوجة حلمي، ما قاله هشام ابن حلمي بكر خلال مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة"، مؤكده أن حلمي بكر هو من رفض الذهاب للمستشفى لمدة وصلت إلى شهر وهو في القاهرة، فقررا الذهاب للشرقية واعتبارها فترة نقاهة، كما قالت أن هشام حلمي بكر كان في القاهرة في وقت وجود حلمي بكر هناك وهو من رفض آن يزور والده.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حلمي بكر وفاة الموسيقار حلمي بكر نقابة المهن الموسيقية الفنان حلمي بكر الموسیقار الکبیر الکبیر حلمی بکر حلمى بکر أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

أرقام صادمة.. 30 ألف يتيم على الأقل في غزة فأي مصير ينتظر هؤلاء؟

تم تسجيل قرابة 30 ألف يتيم حتى الآن، غالبيتهم فقدوا آباءهم أو أمهاتهم خلال الحرب الأخيرة على القطاع. وتشمل هذه الأرقام الأطفال من عمر يوم واحد حتى 14 سنة، لكنها قد تتجاوز 40 ألف يتيم إذا وسّعنا الفئة العمرية حتى سنّ 18 عاماً.

الحرب تُنتج جيلاً بلا مأوى.. أيتام غزة بين عجز الأسر وانهيار المؤسساتاعلان

أعادت الحرب الأخيرة على غزة رسم ملامح مأساوية لواقع الطفولة في القطاع. إذ خلّفت وراءها أعداداً هائلة من الصغار الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم، أو كليهما، وفق تقديرات أولية تشير إلى وجود نحو 26 ألف يتيم، مع احتمال ارتفاع الرقم إلى أكثر من 35 ألفا.

هذه الأرقام الصادمة لا تعكس فقط حجم الخسائر البشرية التي سبّبتها الحرب، بل تكشف أيضاً عن تداعيات إنسانية عميقة تهدد مستقبل جيل كامل، وسط بيئة تشهد تدهوراً في الخدمات الأساسية وانهياراً شبه كامل للبنى التحتية. 

في ظل ظروف معيشية بالغة القسوة، يواجه هؤلاء الأيتام تحديات وجودية تبدأ من فقدان الدعم المعنوي والمادي، وصولاً إلى صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليمية. ورغم اختلاف التقديرات بين المصادر المحلية والدولية - نتيجة العقبات التي تواجه عملية التوثيق وجمع البيانات أثناء النزاعات - فإن الثابت هو أن أطفال غزة يدفعون ثمنًا باهظًا لصراعٍ لم يختاروا أن يكونوا طرفاً فيه. 

نشاط ترفيهي للأيتام نظمه معهد الأمل لليتمي في قطاع غزةيورونيوزأرقام صادمة.. 30 ألف يتيم في غزة بعد الحرب والرقم مرشح للارتفاع

كشف د. إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، عن تسجيل قرابة 30ألف يتيم حتى الآن، غالبيتهم فقدوا آباءهم أو أمهاتهم خلال الحرب الأخيرة على القطاع، مع توقعات بارتفاع العدد خاصة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال غزة. وأوضح الثوابتة أن هذه الأرقام تشمل الأطفال من عمر يوم واحد حتى 14 سنة، لكنها قد تتجاوز 40 ألف يتيم إذا وسّعنا الفئة العمرية حتى 18 عاماً، وهو ما يعكس حجم المأساة الإنسانية

إسماعيل الثوابتة مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزةيورونيوز

وبحسب التوزيع الجغرافي الأولي، تتصدر محافظة الشمال النسبة الأعلى بعدد 6,700 يتيم، تليها محافظة غزة بـ5,700، ثم محافظة الوسطى بـ4,800، ومحافظة خانيونس بـ4,400، فيما تسجل محافظة رفح أقل عدد بـ2,400 يتيم. 

رغم تحفظات بعض الجهات على دقة الإحصاءات في ظل تعطل المؤسسات وانهيار البنى التحتية، تُظهر البيانات المُعلنة آثار الكارثة التي خلفتها الحرب على النسيج الاجتماعي في غزة، حيث يُواجه آلاف الأطفال مستقبلاً غامضاً يجدون فيه أنفسهم دون معيل أو سند أسري، في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة. 

انهيار منظومة الرعاية

قبل الحرب، اعتمد قطاع غزة على خمس مؤسسات رئيسة لرعاية الأيتام، تقدم خدمات الإيواء والتعليم والغذاء، إضافة إلى منح أسر الأيتام رواتب شهرية عبر مؤسسات إغاثية. لكن الحصار والحرب الأخيرة عطّلا هذه الآليات، لاسيما بعد تضرر مرافق تلك المؤسسات بشكل كبير، كما حدث خلال حرب 2021 التي دمّرت أجزاءً من قرى الأطفال (SOS) ذات الطاقة الاستيعابية المحدودة بـ2,800 يتيم لكل مؤسسة.

ورغم تحوّل بعض المراكز إلى ملاذات آمنة للنازحين خلال الحرب الأخيرة، إلا أن تكدس الأسر داخلها زاد الضغط على خدماتها، فيما تُرك آلاف الأيتام الجُدد -الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية تحت الأنقاض- دون رعاية نفسية أو اجتماعية كافية، وسط تحذيرات من تحوّلهم إلى "جيل ضائع" يعاني صدمات الفقد والتشرد. 

طفل فلسطيني يحاول إنقاذ ما يمكن من بيته المدمر في دير البلحيورونيوزمن الاحتياج إلى الفاعلية.. برامج دعم نفسي وتعليمي تحاول إنقاذ أيتام غزة

"تحاول المؤسسات تحويل الألم إلى أمل، رغم الإمكانيات الهزيلة"، بهذه الكلمات لخّصت أسماء الكرد، رئيسة قسم الأيتام في جمعية دار اليتيم الفلسطيني، التحديات التي تواجهها الجهات الحكومية والأهلية في قطاع غزة لدعم آلاف الأيتام الذين خسروا آباءهم أو أمهاتهم جراء الحرب. 

وأوضحت الكرد أن المؤسسات تعمل على تنفيذ حزمة برامج نوعية تشمل جلسات دعم نفسي واجتماعي، ورعاية تعليمية، وإعانات معيشية، بهدف مساعدة الأطفال على تجاوز صدمات الحرب، وتحويلهم من فئة "مُحتاجة" إلى شركاء فاعلين في بناء المجتمع. 

وتركز المبادرات - وفقاً للكرد - على تدريب فرق متخصصة لتقديم الدعم النفسي للأطفال، عبر أساليب تُخفف من الأعراض الانسحابية الناتجة عن العنف، مثل القلق والعزلة، مع توفير مساحات آمنة للتعبير عن المشاعر. 

فتيات فلسطينيات في نشاط ترفيهي بدير البلح بغزةيورونيوز

لكن هذه الجهود تواجه عقبات كبيرة، أبرزها: تزايد الأعداد بشكل يفوق القدرات المتاحة، وندرة الموارد المالية، وغياب الدعم الدولي الكافي. رغم ذلك، تؤكد الكرد أن "تعافي هؤلاء الأطفال ليس خياراً، بل مساراً إجبارياً لإنقاذ جيلٍ كامل من الضياع".

وتضيف الكرد تُشكّل العائلات الممتدة– من أجداد وأعمام وعمات – خط الدفاع الأول ضد تشرد آلاف الأيتام في غزة.  تُقدّم هذه الأسر بيئةً "شبه طبيعية" للأطفال، عبر توفير الدعم النفسي والاجتماعي، واستيعاب صدمة الفقدان ضمن إطار أسري مألوف، ما يحد من تداعيات الحرب على نموهم مشيرة إلى أن 85% من الأيتام يُحتضنون داخل عائلاتهم الممتدة، بفضل الثقافة المجتمعية التي تُقدّس التكافل. لكن هذا النموذج يواجه اختباراً مريراً مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث تعجز كثير من الأسر عن تحمّل أعباء معيشة إضافية دون دعم خارجي. 

Relatedقتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أطفال غزةللعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء"أرقام صادمة".. عدد أطفال غزة الذين قتلوا خلال أشهر يفوق عددهم خلال 4 أعوام من النزاعات بالعالمأطفال غزة.. إما قصفٌ ودماء أو عيشٌ وسط الركام والنفايات

 

انهيار المنظومة التقليدية.. أيتام غزة بين غياب الأقارب وانهيار المراكز

"مصيرٌ مجهول ينتظر آلاف أيتام غزة، لم يتبقَ لهم أحد"، بهذه العبارة الصادمة يصف علاء الربعي، الناطق باسم معهد الأمل للأيتام، تداعيات الحرب الأخيرة التي حوّلت دور الرعاية إلى مراكز إيواء مكتظة، بينما فقد مئات الأطفال كل أقاربهم. 

اعلان

ويُضيف الربعي أن طلبات كفالة الأيتام – بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ – فاقت الطاقة الاستيعابية للمراكز بعشرات المرات، وسط بنية تحتية مُدمَّرة وبرامج متوقفة. "المنظومة التقليدية التي كانت تعتمد على الأقارب انهارت، ولم نعد نستوعب موجة الفقد هذه"، يقول الربعي. 

تُظهر الأرقام الجديدة اختراقاً غير مسبوق للنسيج الاجتماعي في غزة، حيث تحوّل التكافل الأسري – الذي كان "شبكة أمان" – إلى أداة عاجزة أمام حجم الكارثة، فيما تُحذّر منظمات إغاثية من تحوّل أطفال الحرب إلى جيل مشرّد، في ظل غياب حلول عاجلة محلياً ودولياً. 

مؤسسة خيرية فلسطينية تطلق حملة للتبرع بهدف رعاية أيتام القطاعيورونيوز

السؤال الذي يطفو على السطح الآن: هل ستصمد القيم المجتمعية في غزة أمام تسونامي الأيتام الجُدد، أم أن الحرب ستدفن مع ضحاياها آخر ما تبقى من نسيج اجتماعي؟

بين العائلة والدار... أيتام غزة ضحايا "انهيار الشبكة الأسرية"

فقد الطفل محمود (8 سنوات) عائلته بالكامل خلال الأشهر الأولى للحرب، ليجد نفسه لاحقاً في كنف أقارب والدته، الذين عانوا هم أيضاً من النزوح المتكرر. وبعد استقرارهم النسبي في دير البلح، قررت العائلة تسليمه إلى دار اليتيم الفلسطيني، بعد عجزها عن توفير الرعاية الكاملة. ويؤكد القائمون على الدار أن "محمود ليس حالة فردية"، مشيرين إلى تدفق عشرات الحالات المماثلة، إذ تدفع الظروف المعيشية القاسية وانعكاسات الحرب العائلات إلى التخلي عن الأيتام وإرسالهم إلى مراكز رعاية هاذه الفئة رغم تدهور الإمكانات وشُحّ التمويل. 

اعلاننشاط ترفيهي للأيتام في وسط قطاع غزةيورونيوز

في المقابل، ترفض عائلة من دير البلح التخلي عن الطفل أنيس (10 أعوام)، الذي نجا من قصف أودى بأسرته الصغيرة، وقضى شهوراً في مستشفى شهداء الأقصى. تقول العائلة: "حتى لو لم نكن أقاربَ من الدرجة الأولى، فبيتنا ملاذُه الوحيد". 

تُظهر الحالتان تناقضاً صارخاً في التعاطي مع الأزمة: بين عائلات تتمسك بالتكافل رغم الفقر، وأخرى تدفعها الظروف إلى الاعتماد على مراكز منهكة، في مشهد يلخص انهيار النموذج الاجتماعي التقليدي في القطاع تحت وطأة الحرب.

 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام كيف تحمي نفسك من الأخبار الزائفة: 3 خطوات أساسية للتحقق من المعلومات سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الكبرى طوفان الأقصىإسرائيلحماية الأطفالنزاع مسلحأطفالاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تركيا تصرّ: حل حزب العمال وتسليم سلاحه فورًا! يعرض الآنNext ناسا وسبيس إكس تطلقان مهمة جديدة لاستبدال رائديْ فضاء عالقيْن في المحطة الدولية يعرض الآنNext بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام يعرض الآنNext ساعة لربك وساعة لبطنك في رمضان.. كيف تعكس موائد الإفطار تنوع وثراء المطبخ العربي؟ يعرض الآنNext المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة جنود أوكرانيون يؤدون حركة هاكا تكريماً للجندي النيوزيلندي الراحل دومينيك أبيلين جدل واسع حول الإعلان الدستوري الجديد في سوريا: ترحيب حذر وانتقادات لاذعة العراق يعلن مقتل "أبو خديجة" القيادي البارز في داعش ومن أخطر الإرهابيين في العالم كمبوديا: العثور على جذع تمثال بوذا في أنغكور بعد قرن من اكتشاف رأسه ستة تصاميم أيقونية من دوناتيلا فيرساتشي أبهرت عالم الأزياء اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلسورياروسياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةالاتحاد الأوروبيدونالد ترامبالحرب في أوكرانيا إيطالياالأكرادبنيامين نتنياهوالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أرملة حلمي بكر تتحدث عن الجنازة الصادمة: حاولوا اختطاف جثمانه
  • أرقام صادمة.. 30 ألف يتيم على الأقل في غزة فأي مصير ينتظر هؤلاء؟
  • دراسة تكشف تهديد تقلبات الوزن الشديدة على حياة مرضى السمنة والقلب
  • أرملة حلمي بكر تفجر مفاجأة: “حاولوا اختطاف جثمانه”!
  • أرملة الموسيقار حلمي بكر: أرادوا التمثيل بجثته
  • أرملة حلمي بكر : لسه بسمع صوته في الأوضة .. فيديو
  • رسالة وداع مؤثرة من سماح القرشي إلى حلمي بكر
  • إبنة الموسيقار الراحل حلمي بكر: مبسوطة وفخورة اني بنته
  • خسارة .. تصريح مثير لـ حلمي بكر عن شيرين قبل وفاته
  • أرملة الموسيقار الراحل حلمى بكر تعلق علي صورة تامر حسني | فيديو