الجزيرة:
2024-11-24@09:31:58 GMT

ما مصير انتفاضة السويداء بعد شهيدها الأول؟

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

ما مصير انتفاضة السويداء بعد شهيدها الأول؟

السويداء- لم يزد الاحتقان والترقب في السويداء جنوب العاصمة السورية دمشق عن ليلة واحدة أعقبت سقوط أول شهيد في انتفاضتها الحالية هو جواد الباروكي (52 عاما)، الأربعاء الماضي، بعد مظاهرة تطالب بتسوية أوضاع الملاحقين أمنيا وعسكريا.

وطالب المحتجون في المظاهرة التي نظمت أمام قاعة "السابع من نيسان" التي تتخذها "لجنة التسويات" مقرّا لها منذ عام 2022، بوقف عمل اللجنة مرددين شعارات تدعو إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد ورحيل النظام.

وحملت الأيام الأخيرة من فبراير/شباط الماضي نبرة تصعيدية عالية من حراك السويداء، حيث دعا المشرفون عليه، الثلاثاء الماضي، إلى إضراب عام استجابت له فعاليات سياسية وشعبية واسعة، ترافق مع اقتحام مقرّ "الشعبة الشرقية لحزب البعث" وتفريغه من محتوياته الورقية، وتمزيق صور رئيس النظام السوري ووالده حافظ الأسد.

وتكرر الأمر ذاته صباح اليوم الجمعة التالي مع مقرّ "شعبة المدينة لحزب البعث" غير البعيد عن "مركز التسويات" لكن عناصر حماية المركز واجهوا المتظاهرين بالرصاص، مما أدى إلى وقوع قتيل واحد وجريح.

تشييع شعبي

وحظيت جنازة "الشهيد" جواد الباروكي بتشييع شعبي وسياسي وديني واسع بحضور شيخي العقل حمود الحناوي الداعم لحراك السويداء، ويوسف جربوع المقرّب من نظام دمشق.

وكان شيخ عقل الموحدين الدروز حكمت الهجري قد وصف في وقت سابق أول شهداء انتفاضة السويداء بـ"شهيد الواجب"، دون أن يحضر مراسم التشييع والجنازة.

ورغم مظاهر الحذر والترقّب في الشارع الدرزي المنتفض ضد نظام بشار الأسد، فإن المحتجين وصلوا بأعداد كبيرة إلى ساحة الكرامة وسط السويداء، عقب انتهاء مراسم الدفن، ورددوا شعارات تدين رأس النظام السوري، وتصفه بالقاتل بعد انقضاء ليلة طويلة رافقها استهداف مسلحين مجهولين لبعض المقرات الأمنية والعسكرية بالقذائف دون وقوع إصابات.

من جهته، قال عضو الهيئة السياسية للعمل الوطني جمال درويش، للجزيرة نت، إنّ النظام السوري، وخلال الأشهر السبعة الماضية، حاول اختراق حراك السويداء مستخدما "القوة الناعمة" نظرا لعدم تمكّنه -ولأسباب معروفة- من قمع الحراك عسكريا.

وأضاف أن النظام اكتفى ببث الخلافات بين مكونات الحراك السياسية من جهة، ودفع أشخاص إلى طرح مشاريع انفصالية من جهة أخرى، دون أن تثمر تلك المحاولات شيئا بعدما تصدّت لها إدارة الحراك الناجحة.

بدوره، يقول مهند شهاب الدين، الناشط السياسي والمعتقل السابق ورئيس تجمّع "هدف"، إن النظام، ومن خلال بثّ الفتنة، حاول شق صف حراك السويداء مستعينا بأشخاص مندسين وعملاء تصرفوا بما يخدم مصلحة النظام، على حد تعبيره.

وأوضح شهاب الدين، للجزيرة نت، أن النظام سعى إلى "ترويج التخوين كسلعة أضرّت بحراك السويداء، وما اتصل بها من خلافات وتجاذبات جانبية حملت كثيرا من "الشخصنة"، ونجح بها إلى حدّ ما، دون أن ينتصر".

وسائل مفضوحة

أما الفنان التشكيلي فادي الحلبي، وهو عضو الحركة الشبابية السياسية، فيرى أن النظام السوري لم يفقد بطشه كما يتراءى للبعض، وإنما الظروف الدولية والإقليمية لا تساعده اليوم على التعامل مع انتفاضة السويداء بالصورة القمعية التي تعامل بها مع باقي المحافظات السورية التي ثارت عليه عام 2011.

ويقول للجزيرة نت إن النظام يهدف إلى تفتيت حراك السويداء من داخله بغرض استنزافه، وهذا ما صرّحت به مصادر غير رسمية تتبع النظام أكثر من مرّة.

أما رئيس تجمّع "بنا الوطن" خالد جمول، فيعتقد أن إعادة طرح مطالب الشارع السوري، وتنفيذها بشكل متسلسل يكون أقرب إلى الواقعية السياسية وهو الأكثر جدوى، وحينها قد لا يجد النظام ذرائع كافية لمجابهة حراك السويداء.

ويضيف للجزيرة نت "لن ينجح النظام باستدراج انتفاضة السويداء إلى ممارسة العنف المضاد بعد وقوع شهيد وإصابة متظاهر آخر أمام مركز التسويات الأمنية المشبوه، إذ إن وسائله تلك باتت مفضوحة أمام الدول صاحبة القرار في الملف السوري".

ويبدو أن استبعاد فرضية انتقال حراك السويداء إلى ممارسة حالة عنف ضد النظام السوري، بعد سقوط أول شهيد له، يلاقي مزيدا من الإجماع حوله، فبحسب فادي الحلبي عضو الحركة الشبابية السياسية، لا إمكانية لاستدراج حراك السويداء إلى ممارسة العنف، "لكن التشكيك بأساليب النظام المريبة أمر وارد".

ويوضح أن النظام السوري يمتلك دائما من الأدوات والأساليب ما يجبر الناس على الانجرار إلى العنف كرد فعل، خاصة بما يمتلكه من مجموعات غير رسمية تحمل مسميات مختلفة بعضها عسكري، وبعضها الآخر اجتماعي وديني.

مهند شهاب الدين ناشط ومعتقل سابق أثناء مشاركته في وقفة احتجاجية بالسويداء (الجزيرة) تماسك وصمود

وهذا ما يراه أيضا درويش، ويقول للجزيرة نت إن النظام يسعى دائما إلى استفزاز المتظاهرين لجرّهم إلى ملعبه كما حدث في الأمس القريب عندما سقط الشهيد الباروكي أمام مركز التسويات الأمنية، غير أن حراك السويداء بات اليوم يمتلك هوية حققت له كلّ هذا التماسك والصمود والاستمرارية.

ويضيف مهند شهاب الدين، الناشط السياسي والمعتقل السابق، تسمية بعض مواطن القوّة لحراك السويداء التي سببت ديمومته الطويلة، ويقول للجزيرة نت "استطاع الحراك إرساء ثقافة الرفض التي كانت غائبة عن الفضاء السياسي، وخلق ثقافة العمل الجماعي، وإن كانت خجولة، لكنها باتت موجودة".

ويتابع "دون أن ننسى ظهور التجمع المهني الذي ضم فعاليات سابقة له مثل فعالية المهندسين الزراعيين والمدنيين وفعالية الأطباء والمحامين، وهو إطار مدني جاء كحالة غير مسبوقة في تجميع تلك المكونات المدنية ووضعها في إطار عمل سياسي متجانس".

ويوم الأحد الثالث من مارس/آذار الحالي سيكون حراك السويداء قد أتمّ يومه الـ200، دون أن يفقد زخمه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: انتفاضة السویداء حراک السویداء النظام السوری للجزیرة نت شهاب الدین أن النظام دون أن

إقرأ أيضاً:

سفير تونس بالقاهرة: العلاقات السياسية مع مصر في أبهى صورها

قال سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف، إن التاريخ حافل بالعلاقات المتميزة بين تونس ومصر، وحتى في بعض الفترات التي شهدت حدوث بعض الاختلافات في التوجهات السياسية لم تنقطع العلاقات أبدًا.

وأضاف السفير خلال استضافته في حوار مفتوح للجنة العلاقات الخارجية برئاسة حسين الزناتي بعنوان "مصر وتونس.. تحديات وطموحات مشتركة" ان العلاقات الحالية بين البلدين في أبهى صورها، والتي تجلت في زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر في أبريل ٢٠٢١ التي كانت زيارة تاريخية في فترة ما لم تكن العلاقات في المستوى الذي تشهده اليوم، وحدثت نقلة نوعية على مستوى العلاقات ونشأت كيمياء كبيرة بين القيادتين في البلدين، وكان انعكاسها إيجابيا على العلاقات الثقافية والفنية، وتلاها في 2022 عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في تونس. 

كما أشار إلى أنه عقدت في سبتمبر الماضي لجنة تشاور سياسي، وأنه يجري الإعداد حاليا لزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى تونس. 

وذكر أن هناك تشابهًت كبيرًا بين مصر وتونس على مستوى الثقافة والانفتاح والاهتمام بالتعليم، وعشق الفن والتراث؛ فكانت ولاية المهدية التونسية مهدًا لأول دولة شيعية في تاريخ الإسلام، وهي مسقط رأس المعز لدين الله الفاطمي اول الخلفاء الفاطميين في مصر، وانشئ جامع الزيتونة على غرار الجامع الأزهر العريق وشارع الحبيب بورقيبة هو المعادل لميدان التحرير.

وأضاف: "كنا اول دولة اندلعت منها شرارة الربيع العربي ورحل الرئيس بن علي عن تونس 
يوم 14 يناير 2011، ويوم 15 كان لدينا رئيس مؤقت استنادا إلى الدستور. وبفضل وعي ونضج الشعب التونسي وارتفاع نسبة التعليم لم تحدث لدينا خسائر كبيرة أو أعمال عنف وتوترات".

وتابع/ "لا يمر شهر أو شهرين إلا ويشهد علاقات على مستوى القمة أو اتصالات هاتفية، وخلال اللقاءات على المستوى العربي والدولي وتحدث دائما لقاءات بين رئيسي البلدين، وفي السادس من أكتوبر شهدنا انتخابات رئاسية في تونس وتلقينا التهاني وكانت تهنئة مصر خاصة ولم تكن مجرد رسالة تهنئة لكن اتصال من الرئيس السيسي بالرئيس قيس سعيد". 

وعن مسيرة تونس الديمقراطية بعد عام 2011؛ 
قال "عشنا أوضاعا متشابهة مع ما مرت به مصر بعد 2011، فقد كانت هناك محاولة لأخذ البلدين نحو اوضاع لا يعرفها النسيج الاجتماعي فيهما في مجتمعين منفتحين وغير منغلقين ويؤمنان بالدولة وعشنا عشر سنوات اضطرابات عديدة بسبب طبقة سياسية لم تنجح في أخذ البلاد نحو التقدم وتجسيد طموحات المجتمع الذي قام بثورة وينتظر ان تتغير الأمور.  

وتابع “ما حدث ان الأوضاع ساءت ونشأ حنين لما قبل عام 2010 والتي ثار عليها الناس، فالرئيس قيس سعيد انتخب عام 2019، لكن بعد الرئيس بن علي كنا قد انتقلنا من نظام رئاسي طبق منذ عام 59 إلى نظام برلماني مختلط ويقترب اكثر من الديمقراطية، لكنه لم يكن هينا مع التعود من قبل على النظام الرئاسي والذي كنا نعيشه في 2010، وأصبحنا وفقًا للدستور الجديد ننقسم بين ثلاث سلطات مجلس نواب يشكل الحكومة ورئيس جمهورية لديه بعض الصلاحيات، ورئيس للحكومة يعينه رئيس الجمهورية ولديه كل السلطة التنفيذية وتقسمت السلطة لوضع غريب وكانت هناك اصوات عديدة بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر”.

واستطرد بقوله “في 25 يوليو 2021 جمد الرئيس قيس سعيد مجلس النواب، حيث كانت هناك أوضاعًا مزرية وصلت للعراك ولم تكن مقبولة للمجتمع التونسي وسار في مسار ديمقراطية تونسية تكرس الحقوق والحريات للجميع وتستجيب لطموحات الشعب التونسي، وتقوم مسيرة الإصلاح هذه على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، فكانت العشرية التي مضت تشهد عدم تطبيق القانون على الجميع سواسية، وتعزز المسار الإصلاحي بتنظيم انتخابات تشريعية أسفرت عن انتخاب مجلس نواب جديد وانتخابات للمجالس المحلية وتنفيذ المجلس الوطني للجهات والأقاليم، والذين ناقشا الميزانية."  

وأسفرت الانتخابات في اكتوبر الماضي عن انتخاب الرئيس قيس سعيد لفترة جديدة مدتها خمس سنوات باغلبية 69% بمشاركة 2.8 مليون تونسي، والشعار الذي رفعه الرئيس لفترته الجديدة محاربة الفساد.

مقالات مشابهة

  • عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره السوري .. هذا مضمونها 
  • وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره السوري
  • هاكان فيدان يكشف كواليس الموقف السوري تجاه القصف الإسرائيلي
  • حراك في نيويورك من أجل المشاركة باليوم العالمي للتضامن مع فلسطين (شاهد)
  • مطالب بالتحقيق حول مصير الأغنام التي وزعها وزير الفلاحة السابق على متضرري الزلزال
  • حراك المعلمين المتعاقدين لوزير التربية: لدفع بدل الانتاجية كاملا عن شهر تشرين الثاني
  • سفير تونس بالقاهرة: العلاقات السياسية مع مصر في أبهى صورها
  • جلسة حوارية في السويداء لمناقشة التعديلات المقترحة للقوانين المرتبطة بعمل التجارة ‏الداخلية وحماية المستهلك
  • هل يستطيع الشمال السوري استيعاب النمو السكاني المتسارع؟
  • المخرج السوري جود سعيد: مهرجان القاهرة السينمائي بيتي.. وسعيد بردود الفعل على «سلمى»