لا يختلف اثنان على أن استخدام التجويع كسلاح هو جريمة ضد الإنسانية ولا يتخيل عقل كيف لإنسان أن يجوع نساء وأطفالا حتى الموت ولذلك نجد أن استخدام التجويع كأداة أو سلاح أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
ولكن للأسف عندما تنعدم الأخلاق وتنحدر الإنسانية لدى قادة الجيوش والحكومات فإن التجويع يصبح استراتيجية عسكرية لجيوش فشلت في تحقيق أهدافها بالطرق العسكرية المتعارف عليها عبر التاريخ فحتى الحروب لها أخلاق كما يقال.
لقد كان 80% من سكان غزة بحاجة للمساعدت قبل العدوان واليوم فإن كل السكان يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية وبالرغم من وجود مواقف مبدئية لدى العديد من دول العالم والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي فإنه لا يوجد أي ضغط حقيقي من الحكومات على دولة الاحتلال لإنهاء هذه المجاعة والإبادة. إن ما يجري غير مسبوق في تاريخ العالم الحديث حيث تسجل دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول المساندة لها على نفسها تاريخا أسود من الظلم والتجبر والعربدة. وتهدف دولة الاحتلال لتحقيق استسلام من المجوعين أو انفضاض عن الحقوق والتطلعات بالحرية من خلال التجويع ولكن لم ولن تحقق دولة الاحتلال استسلاما والتاريخ شاهد على ذلك فقد حاصرت ألمانيا النازية لنينغراد 900 يوما ومات مليون شخص من الجوع ولم تحقق ألمانيا أهدافها.
وتحاول اليوم دولة الاحتلال جعل المساعدات الإنسانية مادة في أي صفقة محتملة وتقايض الحقوق الإنسانية بأهداف سياسية وعسكرية وفي الحقيقة هذا هو عار على دولة الاحتلال كما أنه لا يعفي أي طرف في هذا العالم من التجاهل وعدم المساءلة وعدم السعي الحثيث بكل السبل لتوفير المساعدات والغذاء للمجوعين في غزة ومنع اسرائيل من استخدام التجويع كسلاح.
د. محمود سمير الرنتيسي – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
«الشارقة الخيرية» تبدأ توزيع 300 ألف وجبة إفطار في 43 دولة
بدأت جمعية الشارقة الخيرية في تنفيذ مشروع «إفطار صائم خارج الدولة» في 43 دولة حول العالم، بمخصصات تضم 300 ألف وجبة إفطار صائم طوال شهر رمضان المبارك، بتكلفة إجمالية تصل إلى 3 ملايين درهم.
ويستهدف المشروع توفير وجبات إفطار للصائمين في مختلف البلدان، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات الدولة وقنصلياتها في تلك الدول، بالإضافة إلى مكاتب الجمعية المنتشرة في العديد من الدول المشمولة بالمشروع.
ويتميز المشروع هذا العام بتوزيع وجبات إفطار تتناسب مع المأكولات المحلية من قوت أهل البلد، بما يضمن توفير وجبات شهية وصحية تلائم أذواق الشعوب المستفيدة، تهدف الجمعية من خلال هذا التنسيق إلى ضمان توفير أفضل المأكولات وتقديمها بالشكل الذي يتناسب مع العادات الغذائية المحلية في البلدان المعنية.
وتواصل جمعية الشارقة الخيرية جهودها في هذا المشروع العظيم لتأمين وصول هذه الوجبات إلى المستحقين، وإعطاء فرصة للصائمين في تلك الدول للتمتع بإفطار شهي وآمن خلال الشهر الفضيل.
وقال خالد حسن آل علي مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي «نحن فخورون بتوسيع دائرة عملنا هذا العام، إذ نوزع 300 ألف وجبة إفطار صائم في 43 دولة، إن هذا المشروع يعكس التزامنا بنشر قيم العطاء والتضامن في مختلف أنحاء العالم، ونشكر المحسنين الذين ساهموا في جعل هذا المشروع حقيقة».
ويستمر مشروع إفطار صائم خارج الدولة في تحقيق أهدافه النبيلة، إذ يظل واحداً من أبرز المشاريع الإنسانية التي تنفذها الجمعية خلال شهر رمضان، ليصل الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين في جميع أنحاء العالم.