موقع النيلين:
2024-07-05@11:21:06 GMT

التجويع سلاحاً

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT


لا يختلف اثنان على أن استخدام التجويع كسلاح هو جريمة ضد الإنسانية ولا يتخيل عقل كيف لإنسان أن يجوع نساء وأطفالا حتى الموت ولذلك نجد أن استخدام التجويع كأداة أو سلاح أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.

ولكن للأسف عندما تنعدم الأخلاق وتنحدر الإنسانية لدى قادة الجيوش والحكومات فإن التجويع يصبح استراتيجية عسكرية لجيوش فشلت في تحقيق أهدافها بالطرق العسكرية المتعارف عليها عبر التاريخ فحتى الحروب لها أخلاق كما يقال.

لقد استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطنان من المتفجرات ضد الآمنين بدون النظر إلى أطفال أو نساء لتقتل منهم عشرات الآلاف وتقوم الآن بموازاة ذلك باستخدام التجويع كسلاح انتقامي من الناس الذين رفضوا مغادرة بيوتهم. لقد تم تجاوز كل المعايير الأخلاقية بشكل غير مسبوق تحت نظر وسمع العالم.  وفقا للمقرر الخاص للأمم المتحدة فإن 1 من كل 4 في قطاع غزة يتضور جوعا، وتزداد هذه النسبة بدرجة أكبر في مناطق الشمال، وقد قام بعض الناس بأكل طعام الحيوانات والطيور من أجل سد جوعهم، وقام آخرون بالمشي مسافات طويلة للبحث عن طعام واضطر البعض لأكل بواقي الطعام حتى التي فسدت جزئيا مثل البطاطس وغيرها. واليوم يوجد 335 ألف طفل دون سن الخامسة يتعرض لسوء التغذية الحاد مع استمرار خطر المجاعة وقد مات العديد من الأطفال الرضع بسبب سوء التغذية. كنا قبل أيام في مشهد قضائي في محكمة العدل الدولية رأى أن تصرفات دولة الاحتلال قد ترقى لمستوى الإبادة الجماعية ولكن منذ ذلك اليوم لم يحدث أي تغيير حيث استمر القتل وبمعدلات تصل إلى أكثر من 100 شهيد في اليوم الواحد وقد أدخلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع وترافق ذلك مع تعليق 19 دولة مانحة دعمها لوكالة غوث في تواطؤ مفضوح مع دولة الاحتلال. والعالم لا زال يتابع ودول الجوار وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي ودول الجامعة العربية ولا زالت الكارثة مستمرة دون ضغط لإيقافها. يواجه سكان غزة المجاعة والتي لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا وحتى في الحرب العالمية الثانية لم يتم تجويع منطقة وعدد سكان بهذه الكثافة بهذا الشكل. لقد تعمد الاحتلال قطع الغذاء والماء والدواء وجرف آلاف الدونمات الزراعية ومنع صيد الأسماك.

لقد كان 80% من سكان غزة بحاجة للمساعدت قبل العدوان واليوم فإن كل السكان يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية وبالرغم من وجود مواقف مبدئية لدى العديد من دول العالم والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي فإنه لا يوجد أي ضغط حقيقي من الحكومات على دولة الاحتلال لإنهاء هذه المجاعة والإبادة. إن ما يجري غير مسبوق في تاريخ العالم الحديث حيث تسجل دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول المساندة لها على نفسها تاريخا أسود من الظلم والتجبر والعربدة. وتهدف دولة الاحتلال لتحقيق استسلام من المجوعين أو انفضاض عن الحقوق والتطلعات بالحرية من خلال التجويع ولكن لم ولن تحقق دولة الاحتلال استسلاما والتاريخ شاهد على ذلك فقد حاصرت ألمانيا النازية لنينغراد 900 يوما ومات مليون شخص من الجوع ولم تحقق ألمانيا أهدافها.

وتحاول اليوم دولة الاحتلال جعل المساعدات الإنسانية مادة في أي صفقة محتملة وتقايض الحقوق الإنسانية بأهداف سياسية وعسكرية وفي الحقيقة هذا هو عار على دولة الاحتلال كما أنه لا يعفي أي طرف في هذا العالم من التجاهل وعدم المساءلة وعدم السعي الحثيث بكل السبل لتوفير المساعدات والغذاء للمجوعين في غزة ومنع اسرائيل من استخدام التجويع كسلاح.

د. محمود سمير الرنتيسي – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

جواز سفر عربي بين ⁧‫أقوى جوازات السفر‬⁩ في العالم لعام 2024

#سواليف

أطلقت مؤسسة “هنلي – henley” مؤشرا جديدا لأقوى 10 جوازات سفر في العالم وفقا لعدد الدول التي يسمح بدخولها بدون تأشيرة، وجاءت جوازات دول لاتفيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في المركز العاشر حيث يمكن لحامل جواز سفر هذه الدول دخول 186 دولة.

وفي المركز التاسع حلت جوازات سفر دول إستونيا وليتوانيا والإمارات، وتتيح هذه الجوازات دخول 187 دولة، أما الولايات المتحدة الأميركية فجاء جواز سفرها في المركز الثامن حيث يمكن لمواطنيها دخول 188 دولة.

وفي المركز السابع جاءت جوازات سفر دول المجر وبولندا والتشيك وكندا، ويسمح لمواطني هذه الدول بدخول 189 دولة.

مقالات ذات صلة ماذا تفعل للنجاة إذا تهت في الصحراء؟ 2024/07/02

وفي المرتبة السادسة بين جوازات السفر الأقوى على مستوى العالم جاءت جوازات سفر دول اليونان ومالطا ونيوزيلندا و أستراليا حيث يمكن لحامليها دخول 190 دولة.

وجاءت جوازات دول النرويج والبرتغال وسويسرا في المركز الخامس بين أقوى جوازات السفر في العالم ويمكن لمواطني الدول الثلاث دخول 191 دولة.

أما في المركز الرابع فجاءت جوازات سفر بريطانيا والدنمارك وبلجيكا حيث يدخل مواطنوها 192 دولة.

وجاءت دول السويد وكوريا الجنوبية وهولندا ولوكسمبورغ و أيرلندا وفنلندا والنمسا في المركز الثالث بين أقوى جوازات السفر في العالم ويستطيع مواطنوها دخول 193 دولة.

أما أصحاب ثاني أقوى جوازات سفر في العالم فكانت دول إسبانيا واليابان وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وتتيح دخول 194 دولة.

وجاء جواز سفر دولة سنغافورة في المركز الأول كأقوى جواز سفر في العالم، ويمكن لمواطني هذه الدولة الآسيوية دخول 195دولة.

مقالات مشابهة

  • الدفعة الـ19.. الإمارات تستقبل أطفال غزة الجرحى ومرضى السرطان
  • ألمانيا تستعيد سلاحا قويا قبل موقعة إسبانيا
  • إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية
  • نيويورك تايمز: هكذا وقف بايدن حجر عثرة أمام مكافحة المجاعة في غزة
  • الظل الوارف
  • الجزائر: الاحتلال الإسرائيلي يواصل استخدام التجويع كأسلوب حرب في قطاع غزة
  • لتفادي المجاعة.. الجزائر تدعو إلى استعجال وصول المساعدات لقطاع غزة
  • نعوم تشومسكي (2)
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • جواز سفر عربي بين ⁧‫أقوى جوازات السفر‬⁩ في العالم لعام 2024