ملأوا العالم ضجيجاً بأنهم دولة ديمقراطية.. كذبوا الكذبة وصدقوها بأنهم جيش لا يُقهر، وبالفعل هم جيش لا يُقهر فى الوحشية ومعاداة الإنسانية.. صدّعوا الجميع بأنهم يملكون أقوى جهاز مخابرات وجاءت عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر لتفضحهم على رؤوس الأشهاد.

«حماس»، بالمئات فقط من نخبة رجال المقاومة، جرّدت إسرائيل من كل هالات الزيف التى طوّقت نفسها بها أمام العالم وأظهرتها على أنها نمر من ورق وأسد تم نزع أنيابه خلال ساعات معدودة حينما اخترق رجال المقاومة الجدار العازل وكل نقاط التفتيش والمراقبة بكل ما عليها من كاميرات متطورة واختطفوا الرهائن من العسكريين والمدنيين وعادوا بهم إلى غزة فى مفاجأة أذهلت العدو قبل الصديق وصدمت إسرائيل بكل جنرالات الحرب المتطرفين لديها.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، ولكن ما قام به رجال المقاومة من اقتحام مقر الوحدة 8200 المسئولة عن التجسس فى الشرق الأوسط ومقر الشين بيت التابع للموساد قرب معبر إيريز أحدث زلزالاً عنيفاً بقوة 10 ريختر لأن رجال المقاومة حصلوا على وثائق وهاردات أجهزة الكمبيوتر وسيرفرات تضم أسماء عملاء مهمين جداً للكيان الصهيونى وللولايات المتحدة وللدول الأوروبية فى الشرق الأوسط وحول العالم، وهذا هو سر التحول الغريب فى موقف أمريكا وأوروبا من الحرب فى غزة من أجل منع نشر ما حصلت عليه «حماس» وفضح الجميع وبعثرة أوراقهم أمام العالم، وهناك مفاوضات سرية تُجريها دول كبيرة مع «حماس» عبر وسطاء لاستعادة هذه الوثائق أو على أضعف الإيمان بقائها فى حوزة حماس دون خروجها للعلن، وهو ما يكشف عن سر حالة الرعب والهلع والوحشية التى تعاملت بها إسرائيل مع الفلسطينيين على أمل إجبار حماس على رد ما حصلت عليه كورقة تفاوض لإنهاء الحرب، ولكن حينما خاب مسعاها وفشلت فيما خططت له وعادت بخُفى حنين بدأت فى الرضوخ لمطالب حماس خلال مباحثات باريس حول الهدنة واستعادة الرهائن المحتجزين فى غزة وأرسلت وفوداً وشخصيات رفيعة المستوى فى مهام سرية إلى عدة عواصم لمعرفة شروط حماس، وستوافق عليها صاغرة.

وبالفعل تلقت حركة حماس من الوسطاء المخطط العام الذى تم الاتفاق عليه فى اجتماعات باريس، وتتضمّن الخطوط العريضة للصفقة إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن 35-40 أسيراً إسرائيلياً، بحيث يكون هناك 10 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلى ورفض مقترح نتنياهو بإطلاق ثلاثة أسرى فقط مقابل كل رهينة أى ثلاثة أضعاف الصفقة السابقة، والعبرة هنا ليست فى العدد ولكن فى نوعية الأسرى الفلسطينيين وسيتم إطلاق سراح أسرى متهمين بقتل إسرائيليين.

الشىء الثانى المهم فى الصفقة ولم يكن فى الحسبان هو موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلى على بدء عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الصفقة، ولأنه من المستحيل التوصل إلى صفقة كبيرة حالياً تتعامل حماس مع الموقف كرقعة شطرنج وسيتم تنفيذ الصفقة على مراحل والانتقال إلى المرحلة الثانية بعد إتمام المرحلة الأولى لتحقيق أكبر المكاسب.

ووفقاً لتسريبات محادثات باريس سيتوقف القتال ليوم واحد مقابل كل محتجز إسرائيلى يتم الإفراج عنه، ومن المتوقع الإفراج عن 40 محتجزاً بينهم نساء مدنيات ومجندات ورجال تزيد أعمارهم على 50 عاماً، وإسرائيليون فى حالة صحية خطيرة، ما يعنى توقف القتال لمدة 6 أسابيع، وسيتم تحديد عدد تفاضلى للرهائن مقابل السجناء الأمنيين الفلسطينيين فى إسرائيل بواقع 10 سجناء لكل رهينة مع التفاوض على إعادة إعمار غزة، ومن المرجَّح التوصل إلى اتفاق قبل حلول رمضان.

ويتضمن الإطار التفاوضى النص على عدد الأسيرات الفلسطينيات المفرج عنهن مقابل كل مجندة إسرائيلية وزيادة كبيرة فى حجم المساعدات الإنسانية التى ستدخل إلى قطاع غزة مع تأجيل القضايا محل الخلاف إلى مراحل لاحقة.

وترجع مرونة حماس فى التفاوض إلى الدفع لتوقيع الاتفاق قبل رمضان وتجنب اقتحام رفح وسحب الذرائع التى يسوقها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنه لا يستطيع فى هذه المرحلة الموافقة على وقف شامل لإطلاق النار خوفاً من المتطرفين فى حكومته، ورغم ذلك أبدت إسرائيل مرونة فى موضوع إدخال المساعدات وعدد أيام الهدنة، لكنها تماطل فى إنهاء الحرب وتوارب الباب أمام شرط عودة مواطنى غزة من الجنوب إلى الشمال وتركته مفتوحاً من أجل حفظ ماء وجهها أمام العالم والوزراء المتطرفين فى حكومة نتنياهو، لكنها حالياً «مزنوقة فى خانة اليك» وتحاول البحث عن مخرج خوفاً من إفشاء كنز الأسرار الذى يُعتبر غنيمة باهظة الثمن فى يد حماس.

وختاماً يمكن القول إن هناك 4 أوراق أو كروت أو ملفات هى التى ستكتب موعد نهاية حرب الابادة الجماعية فى غزة، 3 منها تملكها «حماس»، وهى الرهائن وكنز المعلومات وجثامين بعض العسكريين الذين قُتلوا فى غزة والضفة وما زالت بحوزة الحركة، أما الرابع فهو بيد أمريكا والدول الغربية التى تقع تحت ضغط رهيب من شعوبها بسبب موقفها الداعم لوحشية إسرائيل، ما قد يهدد حكومات هذه الدول بالمحاسبة من شعوبها أو تحول الضغط إلى مواجهة يصعب السيطرة عليها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل 7 أكتوبر رجال المقاومة مقابل کل فى غزة

إقرأ أيضاً:

بعد الإفراج عن 3 رهائن..إسرائيل تستعد لإطلاق سراح دفعة جديدة من الفلسطينيين

قالت مصلحة السجون الإسرائيلية صباح اليوم السبت إنها مستعدة عملياّ ولوجستياً لإطلاق السجناء الفلسطينيين الأمنيين، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن مع حماس.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية، حسب "جيروزاليم بوست": "حصلنا على قائمة السجناء الأمنيين المتوقع إطلاقهم من السجون المختلفة حتى نتمكن من إعادة الرهائن إلى منازلهم".

Israeli hostages expected to be released at 2 locations Saturday, in northern & southern Gaza; Israel threatens to halt reopening of Rafah Crossing if mob scenes during handover are repeated, N12 News reports. https://t.co/wCXJZA0Xmm

— Israel Radar (@IsraelRadar_com) January 31, 2025

وأضافت "بعد موافقة السلطات السياسية، سينقل المفرج عنهم من سجن عوفر بواسطة الصليب الأحمر إلى نقاط الإفراج في الضفة الغربية، ثم إلى معبر كيرم شالوم".

ومن جهتها قالت حركة حماس قال في وقت سابق إن الاحتلال الإسرائيلي سيفرج اليوم عن 9 أسرى من المحكومين بالمؤبد، و81 من المحكومين بعقوبات طويلة الأجل، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل.
وأضافت أن الاتفاق يشمل تحرير  111 أسيرًا من أبناء غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • إجراء جديد من نتنياهو يُهدّد بعرقلة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة.. مفاوضات معقدة ومصير مجهول
  • حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وتطالب بتحقيق دولي
  • «أغلال الاحتلال مقابل هدايا حماس».. غضب دولي من طريقة تحرير الأسرى الفلسطينيين
  • بعد الإفراج عن 3 رهائن..إسرائيل تستعد لإطلاق سراح دفعة جديدة من الفلسطينيين
  • وصول المحتجزين المفرج عنهما من قطاع غزة إلى إسرائيل
  • إسرائيل تسلم قائمة الأسري الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم إلى حماس
  • حماس تفرج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين السبت مقابل إطلاق سراح 90 فلسطينيا
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!