اقتربت ساعة وقف الحرب الإسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
أعتقد أنه خلال ساعات قليلة سيتم وقف إطلاق النار فى غزة، بعد الجهود الشاقة والمضنية التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب الإسرائيلية. فقد خاضت مصر خلال الشهور الماضية مباحثات وجهوداً مضنية جداً من أجل وقف هذه الحرب البشعة، ولذلك فإن اتصال الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الخميس الماضى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يأتِ من فراغ.
الحرب الإسرائيلية البشعة التى تخوضها تل أبيب من أجل تصفية القضية الفلسطينية باءت كلها بالفشل، وتم تعرية إسرائيل والمجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بشكل لافت للأنظار، حيث تبين أنهم جميعاً يرفعون شعارات زائفة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعدالة، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وكل تصرفاتهم تدل على التمييز والعنصرية البشعة، والحقيقة التى لا جدال فيها أن القاهرة أثبتت للدنيا كلها أنها تتحمل الأعباء الشاقة منذ فجر التاريخ فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية وعلى رأسها دولة فلسطين.
ولم تتخل مصر أبداً عن دورها الريادى والعروبى فى هذا الشأن رغم الكثير من التحديات الصعبة التى تواجهها فى هذا الشأن وبما يعود بالآثار السلبية على الشعب المصرى الذى سيظل البطل على مر التاريخ فى كل الأزمات والقضايا التى تتعرض لها الأمة العربية.
نعم لقد نجحت مصر فى وقف مخطط تصفية القضية الفلسطينية وأحبطت كل المخططات الإجرامية التى كانت تعتزم إسرائيل القيام بها، خاصة مخطط التهجير القسرى حتى ولو كان مؤقتاً، لأن «المؤقت» عند إسرائيل هو «أبدى»، وكشفت مصر أن هذا المخطط يقضى تماماً على فكرة وقرار إنشاء الدولة الفلسطينية.. ورغم كل هذه الظروف الصعبة، جداً، كانت مصر ولا تزال حريصة كل الحرص على الشعب الفلسطينى من خلال العمل بكل قوة على إدخال المساعدات الإنسانية التى تقيم الحياة إلى الأشقاء فى فلسطين وخاضت فى سبيل ذلك المتاعب والمصاعب ولا تزال، فى ظل تعنت دولى واضح، وفى ظل قرارات أمريكية بشعة تعمل ضد كل ما يساعد على إنفاذ هذه المساعدات، علاوة على الجرائم البشعة التى ترتكبها إسرائيل لمنع وصول المساعدات الإنسانية، بل إنها ارتكبت مجازر بشعة فى حق الشعب عندما كان يسعى إلى الحصول على ما يقيم به صلبه، وفى التجمعات من أجل الحصول على الماء والخبز ارتكبت تل أبيب المذابح لهؤلاء.
رغم كل ذلك لم تيأس مصر أبداً أو تلين لها قناة حتى تضمن وصول المساعدات الإنسانية، ورغم كثرة الشائعات التى أطلقها الاحتلال الصهيونى ضد مصر، بزعم كاذب أن مصر أغلقت معبر رفح فى حين أن هذا المعبر لم يغلق أبداً منذ اندلاع الحرب وقبلها. وكل هذه الأكاذيب والشائعات لم تؤثر قيد أنملة لدى القيادة السياسية المصرية والدولة والشعب، وما زالت مصر تواصل جهودها الشاقة حتى تمنع تصفية القضية الفلسطينية، ووقف الحرب الإسرائيلية، والدخول فى مفاوضات مباشرة لتنفيذ حل الدولتين القائم على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وستظل الجهود المصرية قائمة حتى يتحقق هذا الهدف طبقاً للشرعية الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين وقف الحرب الإسرائيلية الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الأمريكى حماس الشعب المصرى الأمة العربية الحرب الإسرائیلیة من أجل
إقرأ أيضاً:
ضجيج بلا طحين
قديما قالوا "سمعنا ضجيجا ولم نر طحينًا، كثيرًا من الصخب قليلًا من الأثر"، هذا هو حال المجتمع المصري فى هذه السنوات العجاف، فهل يأتى قريبًا عام الفرج الذى يُغاث فيه القوم ويُرزَقون؟
سنوات تمر والفجوة تتسع رويدًا رويدًا بين الشعب المصرى والنخب وسط حالة مثيرة للتساؤلات عن أسباب الاختفاء الواضح للرموز والمبدعين فى ظاهرة تستحق الدراسة، فمصر التى عرفناها دائمًا (ولادة) ورائدة فى كل مجالات الثقافة والسياسة والرياضة والفن يبدو أنها قد بلغت سن اليأس فجأة وتوقفت عن الإنجاب بلا أى مبرر منطقى.
أين ذهبت الرموز الوطنية الذين طالما التفت حولهم الجماهير لتتعلم وتقتدى بهم وتسير فى نور إبداعهم نحو الأفضل؟ ما الذى منع ظهور أجيال جديدة من المبدعين بعد رحيل أو اختفاء آخر أجيال العملاقة فى شتى المجالات، كان لدينا قبل فترة قريبة أسماء خلدها التاريخ استطاعت أن تجر قاطرة الوطن نحو الريادة والتميز، وأن تشكل وجدان المصريين بكل ما هو محترم وراقٍ، فلماذا لم يتسلم الجيل الجديد هذه الراية منهم.
أين تلامذة هؤلاء؟ وهل ماتوا دون أن ينجبوا للوطن أجيالا جديدة على نفس مستوى الإبداع والتميز؟ هل وصل الحال إلى أن يصبح المتصدرون للمشهد بهذا السوء والفقر والخواء الثقافي والعلمي في مصر الرائدة التى علّمت الجميع معنى الإبداع والفن والحضارة عبر آلاف السنين؟ فكيف تصل إلى هذه الحالة من الضحالة الفكرية والفنية؟ وكيف يتصدر مشهدها الثقافى والفنى والإعلامى بعض معدومى الموهبة وفقراء الإبداع؟!
حالة مؤسفة من اختفاء الرموز المضيئة ربما لم تشهدها مصر عبر تاريخها، وظاهرة تستدعى أن ينهض مثقفو هذه الأمة ومبدعوها من كبوتهم وسباتهم العميق سريعًا فعجلة الزمان لا تتوقف، ومن يسقط لا ينهض مجددًا، ليست مشكلة دولة فحسب ولكنها مشكلة شعب بأسره ارتضى مرغمًا أو تحت وطأة السنوات العجاف بهذه الحالة المزرية من الانحطاط الأخلاقي والثقافى والفنى دون أدنى محاولة لتغيير الواقع والعودة إلى الجذور والثوابت التى تربت عليها أجيال سابقة، فهل فات الأوان، أم أن أبناء هذه الأمة مازالوا يستطيعون قلب المعادلة وإحياء تاريخ الأجداد وإعادة مصر لمكانتها وريادتها فى شتى مجالات الفكر والعلم والفن والثقافة؟!!