حلمي بكر.. سيرة «موسيقار مشاكس» لاحقته الشائعات وخذله الأحباب
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
عشق اللحن والفن، وأمتع الجمهور بأكثر من 1800 لحن، خلال مسيرته الفنية التي امتدت لسنوات طويلة، ليرحل عن عالمنا تاركًا إرثًا موسيقيًا كبيرًا سيظل حاضرًا في ذاكرة وقلوب مئات الآلاف من المتابعين، هو الموسيقار الكبير حلمي بكر، الذي يعتبر أحد كبار الملحنين في الوطن العربي، الذي توفي بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ86 عامًا.
حلمي بكر، الملحن المصري الكبير، الذي ولد في 6 ديسمبر 1937 بحي حدائق القبة بالعاصمة المصرية القاهرة، أحب الموسيقى منذ الصغر والتحق في المعهد العالي للموسيقى، ليصبح واحدًا من أشهر الملحنين في الوطن العربي، وأثرى الحياة الموسيقية المصريّة بألحان كثيرة، فضلا عن الموسيقى التصويرية لعشرات الأفلام السينمائية والمسرحيات.
لقب حلمي بكر بالكثير من الألقاب بينها «الموسيقار المشاكس»، و«شهريار الفن»، لاحقته الشائعات مؤخرًا وهو على فراش المرض، وخذله الأحباب خلال محنته، وفق تصريحاته وزوجته سماح القرشي في العديد من الفضائيات.
محطات في حياة حلمي بكر«بكر» عاصر الكثير من نجوم الطرب وشاركهم النجاح، بعد لقاءه صدفة مع الفنانة وردة خلال إحدى الحفلات، والتي كانت سببًا في شهرته بعدما وافق محمد الشجاعي، رئيس الإذاعة المصريّة حينها، على قيام حلمي بكر بتلحين أغنية «كل عام وأنتم بخير»، لتكون بوابته الأولى نحو الشهرة.
يهوى النقد والمشاكسة لذا لُقب بـ«الموسيقار المشاكس»، إذ كان دائم النقد للأجيال الجديدة من المطربين وبخاصة الشعبيين، وفق تصريحات سابقة له مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي في برنامج العاشرة مساءً: «اللي بيحصل ده إسفاف وفساد للذوق العام مش غناء».
شائعات طالت حلمي بكرحلمي بكر، الذي تمكن المرض من جسده وأجبره على البقاء لأيام طويلة في غرفة الرعاية المركزة، فضلا عن ملازمة الفراش لوقت طويل، لم ترحمه الشائعات حتى وهو على فراش المرض، إذ اتهم نجله هشام، زوجته سماح القرشي بالاستيلاء على شقته في المهندسين وقيامها بنقله إلى إحدى الشقق في الشرقية، وهو ما ردت عليه خلال مداخلة عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON قائلة: «الموسيقار حلمي بكر كان يرفض الرد على الاتهامات لكني قررت الظهور والرد».
خذله الأحباب وتخلوا عنه، بينهم أولاده وفق ما قاله في تصريحات صحفية: «الشخصيات اللي كانوا مفروض يقفوا جمبي أنا في غنى عنهم، واللي متوقعتشهمش هما اللي وقفوا جمبي وأخدوا بأيدي وأنا في غيبوبة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حلمي بكر الموسيقار حلمي بكر رحيل حلمي بكر حلمی بکر
إقرأ أيضاً:
سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
أنا واحد مَمن يُفضلون قراءة التاريخ من مسارات مُغايرة للمسار السياسى التقليدي، لذا فإن كُتب السير الذاتية للمُثقفين تُعد فى رأيى رافدا مُهما وحياديا للاطلال على تاريخنا المُعاصر. ومما كان لافتا ومشوقا فى الأيام الأخيرة، تلك السيرة العجيبة للناقد السينمائى الكبير أمير العمري، والتى صدرت مؤخرا عن دار نظر للمعارف بالقاهرة وحملت عنوان « الحياة كما عشتها».
وأمير العمرى واحد من أفضل النقاد السينمائيين العرب، إذ قضى نحو خمسة عقود مُتنقلا بين مهرجانات السينما العالمية، مُحللا، ومفككا، ومُطلعا، ومتابعا لحركات الفن العالمية، مُتخذا من العاصمة البريطانية لندن مستقرا.
وقد عرفناه صحفيا عتيدا فى كبرى وسائل الإعلام بدءا من هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سي» مرورا بالحياة اللندنية، والقدس العربي، وصحيفة العرب، وغيرها، فضلا عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.
والمثير أن سيرته تتجاوز سيرة ناقد سينمائى لترصد تحولات كبرى فى عالم الصحافة والاعلام العربي، وتقدم حكايات مشوقة وحصرية عن شخصيات سياسية، وفنية، وإعلامية معروفة، تتسم بنبرة الصراحة التامة.
إن أول ما يلفت نظرنا فى حكاية الناقد المولود فى 1950 بمدينة المنصورة، هو ذلك التنوع العجيب الذى شكل شخصيته، بدءا من والده مهندس المساحة الوفدي، الذى تنقل من مدينة إلى مدينة ليتعرف على محيطات مجتمعية مختلفة، ودراسته العميقة للطب وتفوقه فيه ثم تعيينه طبيبا فى أقاصى الصعيد، وانتقاله لاحقا من قرية إلى قرية، وصولا إلى صداقاته وعلاقاته الوطيدة بالمثقفين والمبدعين ومجانين الكتابة فى مصر الستينات والسبعينات.
كانت المنصورة وقتها مميزة بوجود جالية أجنبية كبيرة يغلب عليها الطليان، الذين أسسوا دور سينما عديدة واهتموا بعرض أحدث الأفلام. وهُنا أحب الفتى الصغير، السينما وارتبط بها، وسعى للالتحاق بمعهد السينما بعد إتمامه الثانوية، لكن رضخ لرغبة والده وإلحاحه بدراسة الطب. كان يشعر بأنه يُسدد دينا لوالديه، وظل طوال سنوات الدراسة متعلقا بالسينما ومديرا لنادى ثقافى أسسه مع بعض الشباب لمتابعتها. وبعد أن جرب حظه فى العمل طبيبا فى أسيوط والقاهرة، ثم عمل طبيبا فى الجزائر بمدينة بسكرة، وجد أن مهنة الطب لا تُرضى طموحه، فغادرها تماما بعد وفاة والديه حيث رحلت أمه فى 1971، ووالده فى مطلع الثمانينات، وأنهى عمله بالجزائر وسافر إلى لندن ليبدأ حياة جديدة.
فى لندن كان هناك عالم جديد للصحافة والاعلام يتشكل مع تحولات السياسة العربية فى ذلك الوقت. كان ألمع عقول العالم العربى الفكرية يعملون فى صحف ممولة من العراق وليبيا والسعودية وغيرها، وتعرف أمير بكثير من النجوم اللامعين كان منهم عماد أديب، هالة سرحان، عمرو عبد السميع، أمجد ناصر، صبرى حافظ، عثمان عمير، منى غباشي، أحمد الهوني، مجدى نصيف، وجميل مروة، وغيرهم.
وهو يقدم لنا حكايات عجيبة جدا عن هؤلاء وغيرهم ممن شهد بداياتهم وهم مفلسون، حالمون، أنقياء، ثُم تحولوا فى زحام لندن وسحرها إلى ملوك وسماسرة ومليارديرات. يتذكر أمير جيدا وجه الشاب الطموح الذى طُرد من إحدى مجلات «الحياة اللندنية» لاتهامه بمخالفات مالية، ثُم رآه بعد سنوات معروفا بالملياردير إيهاب طلعت.
كما يتذكر كيف كان هناك صحفى فلسطينى متواضع الحال، ومتخصص فى الصحافة الرياضية واسمه عبد البارى عطوان، تعرض للبطالة فجأة بعد استغناء الشرق الأوسط عنه، وظل شهورا بلا عمل حتى عرف باعتزام منظمة التحرير الفلسطينية اصدار صحيفة فى لندن، فساق كل علاقاته توسطا ليتولى إدارتها. ثم يذكر كيف قرر الناشر الفلسطينى إقالة عبد البارى عطوان بسبب موقف الصحيفة المناصر لصدام حسين خلال احتلاله الكويت، لكن «عطوان» تمكن بفضل تهديد عدد من أنصاره بالانسحاب من العودة مرة أخرى، وظل فى موقعه حنى 2013.
وللحكايات بقية..
والله أعلم
[email protected]