الجزيرة:
2025-04-27@01:10:46 GMT

غارديان: المذابح بغزة تقلب بريطانيا رأسا على عقب

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

غارديان: المذابح بغزة تقلب بريطانيا رأسا على عقب

ثمة توجه جديد برز في أروقة السياسة البريطانية وهو أن المحتجين السلميين ضد مجازر غزة متطرفون خطيرون وحاقدون، في حين أن المدافعين عن تلك المذابح الجماعية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين معتدلون جديرون بالاحترام من التيار السائد في المجتمع.

بهذه المقدمة، استهل كاتب العمود أوين جونز مقاله في صحيفة غارديان البريطانية، منتقدا فيه تضارب مواقف النخب السياسية تجاه الحرب التي تدور رحاها في القطاع المحاصر.

وأشار جونز إلى تصريح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي ورد فيه أن هناك "إجماعا متزايدا" على أن "حكم الغوغاء يحل محل النظام الديمقراطي"، وهو إعلان يرى جونز في مقاله أنه جعل العالم ينقلب رأسا على عقب، ويحق للمرء أن يسأل عن السبب.

أما كيف تجلى ذلك للعيان، فهو أمر له دلالته، بحسب كاتب المقال. ففي الوقت الذي طالب فيه الحزب القومي الأسكتلندي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، كان حزب العمال البريطاني في وضع حرج إذ ظل يرزح تحت وطأة ضغوط مارسها ناخبون معارضون للحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني، ولاحت بوادر تمرد هائل داخل البرلمان وأبدى وزراء في حكومة الظل استعدادهم للاستقالة.

عقاب جماعي

لكن زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر لن يقبل اقتراح الحزب القومي الأسكتلندي. وتساءل جونز عن السبب، وتولى بنفسه الإجابة، إذ قال إن المقترح أشار إلى "العقاب الجماعي" الذي تمارسه إسرائيل على سكان غزة ردا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد جونز أن عبارة "العقاب الجماعي" تنطوي على إقرار بارتكاب جريمة حرب، مما يستوجب منطقيا من الدولة البريطانية اتخاذ إجراء من قبيل حظر الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل.

وأعرب عن اعتقاده أن ضغوطا من هذا النوع هي الوسيلة الواقعية الوحيدة التي يملكها حلفاء إسرائيل لتغيير تصرفاتهم في هذه المرحلة، لكن أضحى جليا أن حزب العمال ليس على استعداد للمضي قدما في هذا الاتجاه، وسيكتفي بإطلاق إدانات "مؤقتة" يدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها لا تعدو أن تكون للاستهلاك المحلي، ويمكن تجاهلها بشكل آمن.

وذكر كاتب المقال أن تباين المواقف السياسية في بريطانيا يتجلى في موقف حزب العمال والحزب القومي الأسكتلندي، فبينما دعا الأول إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، طالب الثاني "بوقف فوري لجميع العمليات القتالية" إلا أن مطالبته لم تتضمن إشارة إلى العقاب الجماعي.

وتطرق مقال غارديان إلى النقاشات التي دارت في مجلس العموم (الغرفة الصغرى للبرلمان البريطاني) بشأن التعامل مع حرب غزة، وما تخللها من محاولات للتأثير على مواقف النواب الأمر الذي قد يراه البعض "تسييسا بغيضا من الناحية الأخلاقية، لأنه يتلخص في رفض حزب العمال إلصاق جريمة العقاب الجماعي الواضحة للعيان بإسرائيل".

دمار شامل

ويقول الكاتب إن غزة تعرضت، في نهاية المطاف، لدمار شامل إلى الحد الذي أدى إلى تغير سمتها وهيئتها حتى إنه يمكن رؤية ذلك من الفضاء، مضيفا أن التقارير تفيد بأن الكلاب الجائعة تأكل الجثث المتحللة.

وعود على بدء، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك –برأي أوين جونز- هو: من هم المحتجون الذين يشكلون تهديدا؟ وأردف أنه في مجتمع تعصف به الإسلاموفوبيا، أصبح قطاع عريض من المتظاهرين المسلمين عرضة للاستهداف.

فإذا كان هؤلاء يشكلون خطرا إلى هذه الدرجة، فلماذا لا تطالهم حملة اعتقالات جماعية؟ سؤال استنكاري يوجهه جونز للسلطات البريطانية، مشيرا إلى أن وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان كانت قد أوعزت بأن الإسلاميين هم الذين يديرون شؤون البلاد بالفعل.

بيد أن لي أندرسون نائب رئيس حزب المحافظين السابق ضيق نطاق المؤامرة لتقتصر على لندن حين ألمح ضمنا إلى أن عمدة المدينة يُعد من "الخلايا الإسلامية النائمة".

وشدد الكاتب على ضرورة أن يعترف المحافظون بتفشي النزعة العنصرية في أوساطهم، لكنه يرى أن ذلك نابع من محاولة متعمدة لدمغ معارضي قصف عشرات الآلاف من المدنيين وإطلاق النار عليهم وتجويعهم، بأنهم هم "المتطرفون الخطيرون الحقيقيون".

وخلص مقال غارديان إلى أن المؤسسات السياسية والإعلامية في بريطانيا تدرك أن أي محاسبة حقيقية سيجردها من شرعيتها الأخلاقية، إذ لا يمكنها أن تتظاهر بالجهل، ذلك أن القادة والمسؤولين الإسرائيليين أعلنوا على الملأ بما سيفعلونه بالضبط ألا وهو تجويع "الحيوانات البشرية" -كما وصفوا الفلسطينيين- وتحرير جنودهم من "كل القيود"، وتحميل المدنيين المسؤولية الجماعية واعتبارهم "نازيين"، ومحو "قطاع غزة عن وجه الأرض".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العقاب الجماعی حزب العمال

إقرأ أيضاً:

غارديان: إدارة ترامب تعيد احتجاز عائلات المهاجرين وتفاقم معاناتهم الإنسانية

قالت صحيفة غارديان إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعادت منذ مارس/آذار 2025 العمل بسياسة "احتجاز العائلات"، إذ تم احتجاز ما لا يقل عن 100 أسرة من المهاجرين في مركز ينب بكارنز وديلي في ولاية تكساس، ومن بين المحتجزين أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنة.

وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد أوقفت سياسة احتجاز العائلات عام 2021، بعد تزايد التقارير عن التحرش الجنسي والعنف والإهمال الطبي وسوء التغذية داخل مراكز الاحتجاز، حسب التقرير. ولكن إدارة ترامب أعادت العمل بهذه السياسة وتسعى إلى توسعتها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4خبير قانوني أميركي: حملة ترامب ضد المهاجرين جزء من خطة أوسعlist 2 of 4جيروزاليم بوست: رئيس السلفادور مؤيد لإسرائيل وشريك لترامب بترحيل المهاجرينlist 3 of 4واشنطن بوست : ترامب يترقب "قانون التمرد" لاستخدامه ضد المهاجرينlist 4 of 4إنترسبت: نفوذ ترامب يتغذى على مخاوف البيض الديموغرافيةend of list

وظهرت السياسة -وفق التقرير- بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وزاد عدد المرافق بعد وصول مزيد من العائلات المهاجرة في 2014، حيث استمرت انتهاكات حقوق الإنسان رغم محاولات إغلاق بعض المراكز، قبل أن يتم إعادة فتحها مجددا في عهد إدارة ترامب الحالي.

وأشار التقرير إلى أن مركز كارنز -الذي أعيد تأهيله لاستقبال العائلات- كان الأول في تطبيق سياسة احتجاز العائلات مجددا، حيث تم اعتقال عائلات تضم أطفالا، بينهم طفلة تبلغ 13 عاما تدعى جيد كانت أول طفلة تصل إلى المركز. وقد أخبرت الصحيفة أنها كانت "خائفة ومرتبكة"، ولم يخبرها أحد ما كان سيحدث لها.

إعلان عائلة الطفلة جيد

وأوضح التقرير أن عائلة جيد، التي تضم الوالدين جيسون وغابرييلا، كانت قد فرت من موجة عنف في كولومبيا عام 2022، واستقرت في ولاية ميسيسيبي، ولكنها قررت مغادرة البلاد بعد تصاعد الحملات ضد المهاجرين في ظل إدارة ترامب، وصعوبة إيجاد فرص العمل.

وذكر التقرير أن العائلة حاولت عبور الحدود إلى كندا طلبا للجوء، ولكن السلطات الكندية رفضت استقبالهم وسلّمتهم إلى سلطات الهجرة الأميركية، حيث تم تصفيد الوالدين ونقلهم إلى مركز الاحتجاز في تكساس.

وأفاد التقرير بأن كل ممتلكات العائلة صودرت وأعطيت لهم ملابس وأدوات مستعملة، وكان الاتصال بالعالم الخارجي محدودا ومكلفا، واستمر ذلك حتى تواصل معهم محامون من منظمة رايسس الحقوقية، وتمكنت العائلة من مغادرة الحجز بعد 3 أسابيع دون ضمانات لما سيحصل بعد ذلك.

مركز احتجاز ديلي في تكساس (غيتي إيميجز) سجن القاصرين

وأكد التقرير أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية زعمت أن المراكز "توفر السلامة والرعاية الطبية المناسبة"، ولكن منظمات حقوقية وطبية أميركية، مثل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، شككت بذلك وأكدت أن "الاحتجاز في حد ذاته يُشكل خطرا على صحة الأطفال النفسية والجسدية".

وبيّن التقرير أن عائلات أخرى محتجزة شملت لاجئين من فنزويلا، بينهم طفلان في السادسة والثامنة من العمر، بالإضافة إلى مهاجرين من البرازيل ورومانيا وإيران وأنغولا وروسيا وأرمينيا وتركيا، وتم نقلهم لاحقا من مركز احتجاز كارنز إلى ديلي.

وأشار التقرير إلى أن شركة جيو غروب الخاصة تدير مركز كارنز، وتم تزيينه برسومات للأطفال ويضم بعض الملاعب، أما مركز ديلي-الذي يقع في منطقة نائية-  فتديره شركة كورسيفيك ويُعتبر "أشبه بمعسكر اعتقال"، حسب وصف مدير الشؤون القانونية في منظمة رايسس.

وحذر التقرير من أن مركز ديلي غير مرخص لرعاية الأطفال، مما يشكل انتهاكا لاتفاقية فلوريس التي تقيّد مدة وأماكن احتجاز القاصرين.

مركز احتجاز كارنز في تكساس (غيتي إيميجز) عقبات قانونية ممنهجة

وأوضح التقرير أن منظمة رايسس الحقوقية انتقدت تصريحات وزارة الأمن الداخلي بأن المحتجزين تنطبق عليهم أوامر ترحيل نهائية، معتبرة أن ذلك "غير دقيق"، إذ إن قضاة الهجرة ليسوا قضاة فدراليين، ولا تنطبق عليهم الأوامر بالطريقة نفسها.

إعلان

وأضاف التقرير أن إدارة ترامب ألغت العديد من برامج الدعم القانوني داخل المراكز، ما قلّل من فرص تواصل المحتجزين مع المحامين.

وأكد أن العديد من العائلات المحتجزة لم تُمنح الفرصة للمثول أمام قضاة هجرة، بسبب الحظر المفروض على طلبات اللجوء على حدود البلاد الجنوبية، ما وصفته منظمة رايسس بأنه "غير قانوني" و"غير إنساني".

وخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن تستمر سياسة احتجاز العائلات تحت حكم ترامب، وفي هذا الصدد علقت مديرة مركز حقوق المهاجرين بجامعة كولومبيا المحامية إلورا موكيرجي بأنه "من القسوة أن نعيد ارتكاب الأخطاء ذاتها بعد 20 سنة، هذا الاحتجاز يهدد الأطفال نفسيا ويضر بنموهم على الأمد الطويل".

مقالات مشابهة

  • مركز حقوقي بغزة: “إسرائيل” تتعمد قتل الصحفيين لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • الجزائر تقلب الطاولة.. الإنجليزية بدل الفرنسية في كليات الطب
  • غارديان: إدارة ترامب تعيد احتجاز عائلات المهاجرين وتفاقم معاناتهم الإنسانية
  • بين قلق وإحباط.. صدمة الأمريكيين من تقلب قرارات ترامب الاقتصادية
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • المغرب.. توريد أسلحة إلى إسرائيل يفجّر استقالات بشركة كبيرة
  • غارديان: غزة حرّكت الصوت السياسي للمسلمين في أستراليا
  • المغرب.. استقالات جماعية في شركة “ميرسك” بسبب إسرائيل
  • المغرب: استقالات جماعية في شركة (ميرسك) بسبب إسرائيل