شهد اليوم العاشر من أيام معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الثامنة والعشرين توافدا كبيرا من الزوار، على عكس اليوم الذي سبقه حيث تأثرت حركة الزوار بالحالة الجوية، وعلى غير عادة أيام الأسبوع التي تمتلئ فيها ممرات المعرض بجموع الطلبة، كان اليوم مليئا بالزوار والعوائل الذين شلَّوا بتوافدهم الغفير حركة الطريق نحو المواقف مع اقتراب إسدال الستار على المعرض.

وبدت الحركة كثيفة بشكل ملحوظ على أغلب دور النشر، ترى الزوار حاملين قوائم المختارات سائلين عنها بين دار وأخرى، فإما يجدون بغيتهم أو يكون الحظ قد خالفهم بنفاد الكمية نتيجة الإقبال في الأيام الأولى.

ومن بين الزوار أحمد بن إسحاق البوسعيدي من ولاية المضيبي، رأيناه حاملا حقيبة كبيرة بدت ثقيلة نوعا ما، فقد رتب فيها مختاراته التي لم تكتمل، قاطعنا رحلته البحثية لنسأله عن الزيارة في هذا اليوم فقال: «فكرة توافد الزوار المعرض في آخر الأيام هي فكرة يحملها الكثير من الناس ظنا أنهم قد يحصلون على مختاراتهم بأسعار أقل مقارنة بالأيام الأولى في المعرض، الفكرة قد تكون صحيحة عند بعض دور النشر، ولكن ضريبتها قد تكون نفاد الكمية، وهذا ما يحدث، ومن بين أسباب الزحام قصد الفعاليات المصاحبة ومنها حضور أحد مشاهير التواصل الاجتماعي، وخاصة المشاهير الذين لديهم إصدار فيخبرون جمهورهم أنهم سيوقعون على كتبهم، وهو ما يُحدث توافدا على دور (المراهقين) إن صح التعبير».

وتابع: «أنا شخصيا لم أقصد زيارة المعرض في هذا اليوم تحديدا، بل زياراتي تكررت، لأن لدي طريقة في اقتناء الكتب، مثلا اتجهت هذه السنة لكتب الفلسفة والمنطق، فأذهب إلى المكتبات المتخصصة فأقتني ما وضعته في القائمة، فإن لم أجد كتابا انتقل إلى الذي بعده، ثم أؤجل الباقي إلى يوم آخر، وهكذا، بل أتأسف في بعض الأحيان إذ تنفد الإصدارات التي أبحث عنها، وخلاصة الكلام أن زيارة المعرض في أول الأيام قد يكون أهم من الأيام الأخيرة».

وفي الجانب المقابل يقف أصحاب دور النشر مستقبلين الجموع المتوافدة إليهم، تلك الدور التي شهدت إقبالا أكثر بشكل ملحوظ من الأيام الأولى، وجدنا اصطفافا كبيرا على دار مجرة من دولة الكويت، فسألنا صاحب الدار عبد الملك هشام العثمان عن سبب هذا التوافد الكبير في هذا اليوم- بل في أيام المعرض السابقة كذلك ولكن بشكل أقل- فقال: «نحن في دار مجرة، وفي شتى المعارض التي نشارك فيها، نتوقع بشكل مسبق توافد الزوار والزبائن بشكل أكبر في أواخر الأيام، والأسباب كثيرة، وربما من أبرزها اعتقاد الكثير من الزوار أن الأسعار تُخفَّض، ومن الأسباب الأخرى أن هناك بعض القراء الصبورين الذي يأتون مع قائمة من المختارات، ومنهم من يأتي أول الأيام ليأخذ فكرة حول العناوين، ثم يدرس ما يمكن شراؤه ليأتي لاحقا بهدف الشراء، هؤلاء القراء يدرسون مختاراتهم بعناية لذلك يتأخرون في القدوم، ومن الأسباب أن بعض الكتاب يأتون في هذه الأيام للتوقيع على كتبهم، ومع تعدد الأسباب يبقى السبب الأبرز كما ذكرت اعتقاد الزوار بأن الأسعار سوف تنخفض، وهذا الكلام صحيح عند بعض دور النشر من بعض الدول، التي يكلفها الإنتاج مبالغ بسيطة ويكلفها الشحن مبالغ كبيرة، هنا يفضل الناشر أن يبيع بهامش ربح قليل حتى لا يعود بتلك الكتب إلى بلاده، ولكن ذلك قد لا ينطبق على دور النشر المحلية في سلطنة عمان أو حتى في دول الخليج، فنحن نبيع بنفس الأسعار، ومن يريد التعاون معه في السعر فـ (فاله طيب)».

وبين أصحاب الدار والزوار مداولات كثيرة وسجالات عديدة تغذي روح المعرفة والعلم والتبادل الفكري، في مشهد سنفقده مع إسدال ستار المعرض اليوم السبت، ليعود بعد عام حاملا معه تلك الروح والمعرفة والشوق نحو عالم العناوين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دور النشر

إقرأ أيضاً:

جنازة حسن نصرالله.. أدرعي يعلق بفيديو مع توافد حشود للمشاركة بتشييعه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو يعقب فيه على المراسم التي أقيمت في لبنان لتشييع الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصرالله، وكذلك نائبه الراحل هشام صفي الدين والذين قتلا بغارة إسرائيلية.

مقطع الفيديو نشره أدرعي على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا) بتعليق: "اليوم جنازة حسن نصر الله، وبيئته في حداد... لكن دعونا نتوقف لحظة ونسأل: على ماذا الحداد؟ على الرجل الذي حوّل لبنان إلى دولة فاشلة؟ على من باع مستقبلكم لمصالح إيران؟ على من دمّر الاقتصاد وشرذم الشعب، وورّط البلاد في حروب عبثية؟ منذ أن تسلّم نصر الله قيادة حزب الله، لم يشهد لبنان إلا الانهيار. أخذ لبنان رهينة لمشروع ’الثورة الإسلامية‘… لا يهم إن جاع الناس، أو غرق البلد في الظلام، أو ضاع المستقبل، طالما أن أجندته مستمرة.. لكل من ينعاه اليوم… هل أنتم فعلًا تحزنون عليه؟ أم ترفضون مواجهة الحقيقة؟".

Credit: almanartv

من جهتها نشرت قناة المنار التابعة لحزب الله صورا ومقاطع فيديو من المدينة الرياضة والتي أطهرت توافد الحشود للمشاركة في المراسم ذاكرة في تقرير: "مدينة كميل شمعون الرياضية امتلأت بعشرات الآلاف من محبي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذين جاءوا للمشاركة في تشييع رمزين من رموز المقاومة، الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، اللذين استشهدا بغارات إسرائيلية غادرة خلال العدوان على لبنان، وفي قلب هذه اللحظات الحزينة، التي طغى عليها الألم والمشاعر الجياشة، حمل المشاركون رايات حزب الله والأعلام اللبنانية، مرفوعة بفخر، مع صور الشهيدين اللذين طبعوا تاريخ المقاومة".

وتابعت: "هذا التشييع، الذي يعد الأكبر والأضخم في تاريخ لبنان، سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة كعلامة فارقة في مسيرة العز والوفاء. كل خطوة على الطريق، وكل لحظة من المراسم، تجسد عهدًا جديدًا لا ينتهي بالاستشهاد، بل يبقى دائمًا حيًّا في القلوب والعقول"، لافتة إلى أنه "من المتوقع أن تبلغ ذروة هذا الحدث التاريخي في الساعة الواحدة بعد الظهر، حيث تبدأ مراسم التشييع بكلمة للأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم".

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية يوجه بسرعة رفع الإشغالات التي تعوق حركة المرور
  • جنازة حسن نصرالله.. أدرعي يعلق بفيديو مع توافد حشود للمشاركة بتشييعه
  • إشكال وإطلاق نار كثيف... إليكم ما جرى في طريق الجديدة
  • غرفة القاهرة ترصد إقبالاً كثيفًا من المواطنين على المعرض الرئيسي
  • اختتام «آيدكس ونافدكس» بحضور لافت من الزوار
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
  • تخفيضات تصل لـ30% ...توافد المواطنين على معرض" أهلا رمضان " بحي الدقي
  • إقبال كثيف من المواطنين على المعرض الرئيسي «أهلًا رمضان» بالعمرانية
  • في يومه الثاني.. إقبال كثيف على معرض أهلًا رمضان بالعمرانية