أوراق عمل تستعرض الأبعاد العلمية والمعنوية والفلسفية للارتباط الوجداني بالإبل
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
أقيمت في قاعة أحمد بن ماجد النسخة الثانية من ندوة «تاريخ الإبل العمانية»، التي ينظمها شؤون البلاط السلطاني ممثلا في الهجانة السلطانية، وذلك ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.
أدار الندوة الشاعر محمد بن خلفان المشرفي، وتحدث فيها الدكتور محمد بن علي العبري أستاذ مشارك في قسم العلوم الحيوانية والبيطرية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور سليم بن محمد الهنائي أستاذ مساعد في كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، والأستاذ الدكتور مسلم بن سالم الوِهِيبي أستاذ عقيدة وفلسفة بكلية العلوم التطبيقية، والدكتور ناصر بن محمد الناعبي مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية.
المحور العلمي
تناول الدكتور محمد العبري الجانب العلمي من خلال ورقته المعنونة بـ«دور المختبرات والبحوث الحيوانية في صحة الإبل»، وأشار فيها إلى بحث تناول التوصيف الجيني للإبل العمانية، مشيرا إلى أن طرق البحث كانت من خلال تجميع بصيلات شعر من 51 من إبل الجمال و23 من إبل الإنتاج و40 من إبل السباق و50 من الإبل الظفارية و13 من الإبل السعودية و6 من إبل الإمارات العربية المتحدة، وتم بعد ذلك استخلاص الحمض النووي من الشعر لكل حيوان وفك الشفرة الوراثية له، ثم تم تحليل الإبل العمانية على حدة لمعرفة العلاقات بينها وبين الإبل الأخرى، وقد أظهرت النتائج بأن إبل السباق العمانية وإبل الجمال العمانية قريبة جينيا من بعضها البعض ولا يوجد اختلاف جيني واضح بينها، كما أظهرت النتائج تميزا جينيا لإبل الإنتاج العمانية عن كل من إبل السباق وإبل الإنتاج العمانية، وأظهرت النتائج كذلك تميز إبل محافظة ظفار مع اختلاط محدود مع إبل الشمال وإبل الإنتاج.
وأشار العبري إلى أن هذه الدراسة تعد المحاولة الأولى من نوعها في سلطنة عُمان لكشف الهوية الجينية للإبل العمانية المعروفة بعراقة سلالاتها وتميزها خاصة في سباقات السرعة.
المحور التاريخي
أما الدكتور سليم الهنائي فقد تناول المحور التاريخي بورقته التي عنونت بـ«أهمية الإبل عند أهل عمان»، وقال في بدايتها: «الورقة تسعى إلى إلقاء الضوء على دور الإبل في الكثير من الأحداث، كما أنها تستعرض مكانة الإبل في المجتمع العماني بشكل خاص والعربي بشكل عام، وقد سلكنا المنهج التحليلي الوصفي، معتمدين على عدد من المصادر والمراجع، وكذلك على المشاهدة والمقابلات الشفوية».
وانقسمت الورقة إلى مبحث «الإبل في التاريخ»، ومبحث «الدور الاقتصادي والاجتماعي للإبل في سلطنة عُمان»، أما المبحث الأول فجاء فيه: «كان للإبل قدر وشأن عند العربي، ارتباط الإبل بالإنسان قديم، ولا يمكن تحديد الفترة التأريخية لذلك، لكن من خلال النقوش هنا في سلطنة عُمان أو في أنحاء الجزيرة العربية يمكن الاستدلال على عمق تلك العلاقة الموغلة في القدم، التي تؤكد على أن استئناس الإنسان للإبل كانت قديمة وسيعمل البحث على استعراض بعض أدوار الإبل وتوطينها منذ القدم».
وجاء في المبحث الثاني: «استخدم أهل سلطنة عُمان الإبل في نواح متعددة، وقد كان منذ القدم وسيلة نقل وحاملة للهودج فهي للترحال وللكسب، كما كان يدفع بها الدية وفي الوقت نفسه هي العرض والشرف وغيرها الكثير من الهبات والمنح التي تقدمها الإبل التي سوف يعمل المبحث على عرضها».
المحور الاجتماعي
بدوره تناول الأستاذ الدكتور مسلم الوهيبي البعد الاجتماعي في ورقته التي جاءت بعنوان «الأبعاد الفلسفية للعمل التطوعي في ميدان سباقات الهجن بسلطنة عمان»، وهي دراسة أشار الدكتور إلى أنها تهدف لاستنتاج الأبعاد الفلسفية للتطوع في ميادين سباقات الهجن بسلطنة عمان، وبيان أثره في الحفاظ على سلالات الهجن العمانية، وتم اختيار ميدان الأبيض الأهلي لسباقات الهجن بولاية سناو نموذجا، محددا أنشطة ٢٠١٩ م كعينة زمانية لكونه آخر موسم متكامل ما قبل تداعيات كورونا.
وقسمت الدراسة إلى 4 مباحث، مفهوم العمل التطوعي وأهميته ومجالاته، والتعريف بميدان الأبيض بوصفه أنموذجا للأعمال التطوعية، واستنتاج الأبعاد الفلسفية للميدان، وإبراز الملامح التي تميز ميدان الأبيض.
وخلصت الدراسة إلى أن ميدان الأبيض حقق الأهداف المرجوة من إقامته، إذ أسهم في إحداث تنمية شاملة للمجتمع، من خلال تعدد أبعاده الفلسفية الوطنية النافعة، فشكل قدوة لصناعة الأعمال التطوعية في المجتمع العماني، وفتح فرصا وظيفية للشباب العماني خاصة لمن هم دون الثانوية، وارتفعت نسبة العوائد الاقتصادية حول منطقة الميدان، كما شكل قوة جذب للعملات الأجنبية، وحقق المزج بين أصالة الماضي وجودة الحاضر، ونوع من أشكال الترابط الاجتماعي الناجح بين ولايات سلطنة عمان والدول المجاورة، ووفر الفرص العملية للمحافظة على الموروثات التقليدية العمانية المطعمة بنكهة معاصرة، وعمل على إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها سلطنة عمان.
المحور الثقافي
وأخيرا تناول الدكتور ناصر الناعبي المحور الثقافي من خلال ورقته «الحياة الثقافية البدوية العمانية.. الموسيقى المرتبطة بالإبل»، متطرقا إلى أبرز الفنون الموسيقية المرتبطة بالإبل، منها «هَمْبَل البوش» وهو غناء بدوي تقليدي يؤدى على ظهور الجمال أثناء المسيرة والسفر، وجاء تعريفه أو توصيفه في معجم موسيقى عمان التقليدية (باب الهاء) أنه مسيرة الجمال غادية أو آتية، وهو الغناء على ظهور البوش وهي تسير الهوينى، ومن المناسبات التي يؤدى فيها هذا النمط الموسيقي، استقبال العائدين على ظهور الجمال وتهنئتهم بسلامة الوصول، وفي هذه الحالة يكون الركاب سائرين بجوار الجمال راجلين يقودونها بواسطة الحبال.
وفن «تغرود البوش» وهو من الأنماط الموسيقية البدوية التي تؤدى على ظهور الجمال وهي تهرول، وهذا النوع من الفن يساعد الراكب على التحكم في حركة الجمال، وذلك من خلال سرعة أداء الفن وبطئه، وكذلك رفع مستوى الصوت وخفضه».
وفن «الونة» وهو فن يعبر عن ألم الاشتياق والحنين لحبيب أو لوطن، والعودة لماضي الذكريات، وهذا النوع من النمط الموسيقي البدوي، يؤدى بشكل فردي بحيث يكون المؤدي على ظهر ناقته أو جالسا متكئا على عصاه، وإحدى راحتيه على خده مغمض العينين، وقد يتلقف كلامه أحد الجالسين.
وفن «الطارق» قال الناعبي حوله: «حسب رأيي الشخصي جاء الطارق من تطريق الشيء، وبما أنه يؤدى على ظهور الإبل أثناء السير، وكأنه أي المؤدي للفن، يُطرقها أو يُنظم سيرها، وفن الطارق من الأنماط التي تؤدى ليلا أو أثناء السير، وبطبيعة الحال تسير الجمال وهي في حالة الهوينى لطبيعة الوقت أو الظرف الزمني وخاصة عندما يكسو الليل الظلام الدامس حيث يتوجب على المسافر أو المسافرين الحيطة والحذر، ويؤدى أيضا أثناء الاستراحة والسمر».
وقد شهدت الندوة حضورا متنوعا من سلطنة عمان ومن دول مجلس التعاون وأثريت بالمداخلات والنقاشات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان على ظهور الإبل فی من خلال من إبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية بعنوان عُمان كما تراها نساء ألمانيات بمعرض مسقط الدولي للكتاب
العُمانية/ نظمت السفارة الألمانية جلسة حوارية بعنوان "عُمان كما تراها نساء ألمانيات" ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29، سلّطت الضوء على تجربة ثلاث نساء ألمانيات قادتهن رحلاتهن وعملهن إلى سلطنة عمان.
كما استضافت الجلسة الحوارية ناتاشا بلانكرمان، محررة وصحفية التي في مجال التعاون العلمي والاقتصادي بين سلطنة عُمان وألمانيا، وخاصةً في مجال الهيدروجين الأخضر، ومؤلفة مشاركة في تأليف كتاب "ألف صداقة وصداقة"، وهو كتاب يحتفي بالتواصل الإنساني والدبلوماسية بين البلدين، بالإضافة إلى سابينا راينينج، وكيلة سفر ومدونة ومصورة نشرت كتاب مصور "عُمان من الأعلى" وكتاب طاولة القهوة "عُمان".
وقدمت المخرجة والصحفية الألمانية نادجه فرينز تجربتها في إعداد وتنفيذ أفلام وثائقية عن سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الترويج الثقافي والسياحي لسلطنة عمان على المستوى العالمي.
وناقشت الجلسة الحوارية تفاصيل السلسلة الوثائقية المكونة من جزأين بعنوان "مغامرة في عمان"، والتي عرضت على قناة ARTE الألمانية الفرنسية، حيث تبرز لمحات فريدة عن طبيعة سلطنة عمان وتقاليدها وشعبها.
وتسلط حلقات السلسة الوثائقية الضوء على قصص إنسانية تبرز التنوع الثقافي والاجتماعي لسلطنة عمان، مما يعكس قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها المجتمع العماني.
وتأتي الحلقة الأولى بعنوان "رياح الصحراء وعبق اللبان" والتي أبرزت شخصيات مثل حميد المغيري، الذي يدير مخيما صحراويا يعكس الحياة البدوية الأصيلة بمزيج من الحداثة والتراث، ومن كثبان صحراء الشرقية إلى جبال ظفار الخضراء، نجد أمثال مسلم العامري الذي يحصد اللبان، فيتجلى الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة، ومن مسقط، تتعايش التقاليد مع الحداثة حيث تجمع مصممة الأزياء أمل الرئيسي بين التراث الثقافي الغني للبلاد والأناقة المعاصرة، ويعكس عملها ورعايتها للمصممين الشباب التحولات المجتمعية في سلطنة عمان.
كما يتطرق الفيلم إلى المطبخ العماني من خلال الشيف دينا مكي، التي تقدم رؤية فريدة عن تنوع النكهات التي استلهمت من تأثيرات عربية وهندية وشرق أفريقية، بالإضافة إلى أسواق السمك النابضة بالحياة وأشجار النخيل، والتوابل العطرية التي تحكي كل مكوّنات الطعام قصة تاريخ سلطنة عمان التجاري وكرم ضيافتها.
أما الحلقة الثانية بعنوان "تفتّح الورود ونسمات البحر" والتي تبرز التنوع الطبيعي والثقافي لسلطنة عمان من خلال قصص ملهمة مثل العنود السالمي، مدربة التسلق التي تستعرض جمال وسحر الطبيعة العمانية، وعلي العامري، مزارع يواصل حرفة إنتاج ماء الورد باستخدام الطرق التقليدية التي توارثتها الأجيال، إضافة إلى قصصا عن إهداء البروانية، مدربة غوص تعكس التغيرات الإيجابية في أدوار المرأة العمانية، مع التأكيد على أهمية تمكين المرأة في المجتمع.
ويُجسّد فرسان الخيالة السلطانية، ومدرب التزلج الشراعي أيمن الغافري، الروح الديناميكية للشباب العماني. وبين مناظر طبيعية خلابة وقصص إنسانية مؤثرة، تعكس السلسلة مزيجا متناغما بين الأصالة والحداثة، مما يعكس رؤية سلطنة عمان المستقبلية نحو التنمية المستدامة.
وتعد هذه الجلسة الحوارية فرصة للتعرف على تفاصيل إنتاج السلسلة الوثائقية وما وراء الكواليس، بالإضافة إلى استكشاف الجوانب الثقافية والبيئية لسلطنة عمان.