بوابة الوفد:
2024-12-22@08:06:31 GMT

من سلة غذاء العالم إلى أزمة طاحنة!

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

كانت مصر تعد قديماً سلة غذاء العالم، حيث وصفها النص القرآنى بخزائن الأرض فى عهد سيدنا يوسف عليه السلام.. حيث كانت سلة غذاء المنطقة كلها وسبب إنقاذ سكانها من المجاعة طوال 7 سنين عجاف.
كما توثق جدران المقابر والمعابد الفرعونية عملية زراعة القمح بتفاصيلها كافة، منذ نثر البذور حتى الاحتفال بالحصاد.
كما كانت مصر تطعم الإمبراطورية الرومانية بالقمح خلال فترة الاحتلال التى طالت ما يزيد على 600 عام، وقبلها كانت سفن الغلال تسير من ميناء الإسكندرية إلى مدن اليونان القديم.


وفى عام الرمادة فى عصر الخليفة عمر بن الخطاب عندما حدث جفاف فى الجزيرة العربية، أرسل عمرو بن العاص، حاكم مصر، قافلة غذائية أطعمت الجزيرة العربية وكفتها مؤنة المجاعة، واستمر هذا الوضع حتى منتصف القرن العشرين.
وبدأ التحول للاستيراد فى عام 1951، عندما استوردت مصر القمح لتغطية احتياجات القوات البريطانية على أرضها ثم فى عام 1952، وبعد الإطاحة بالملك فاروق، بدأت عملية استيراد القمح للاستهلاك المحلى عندما اتجهت الحكومة لتعميم استخدامه بدلاً من الذرة فى صناعة الخبز.
وظلت كميات القمح المستوردة فى مصر تتزايد عبر السنين مع زيادة عدد السكان، وانتزعت المركز الأول من اليابان فى استيراد القمح حيث تستورد قرابة 12 مليون طن قمح سنويا بنسبة 10٫6% من إجمالى صادرات القمح العالمية.
وأدت تداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق القمح العالمية، سواء من حيث الإمدادات وما تبع ذلك من ارتفاع فى الأسعار، نتيجة تناقص المعروض، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وهو ما كان له أثر كبير على الدول المستوردة منها مصر التى تستورد حوالى 80٪ من احتياجاتها من القمح، وانعكست هذه الأزمة على المواطن المصرى متمثلة فى ارتفاع أسعار الخبز.
ما يشغل الحكومة المصرية فى المقام الأول، هو الحفاظ على رغيف الخبز المدعم، وسارت وزارة التموين فى طريقين متوازيين للحد من تداعيات الأزمة، الأول رفع المستهدف من توريد القمح المحلى، والثانى تعديل مواصفات رغيف الخبز لتقليل نسبة القمح.
هناك نص توراتى عن توفير القمح: «فالآن لينظر فرعون رجلاً بصيراً وحكيماً ويجعله على أرض مصر. يفعل فرعون فيوكل نظاراً على الأرض، ويأخذ خمس غلة مصر فى سبع سنين الشبع، فيجمعون جميع الطعام هذه السنين الجيدة القادمة، ويخزنون قمحاً تحت يد فرعون طعاماً فى المدن ويحفظونه. فيكون الطعام ذخيرة الأرض لسبع سنين الجوع التى تكون فى أرض مصر، فال تنقرض الأرض بالجوع»، يعد هذا النص على نص مثيل من القرآن الكريم نصاً مؤسساً للمقولة التى استقرت، وهى أن مصر كانت يوماً سلة غذاء العالم.
ظلت مصر تحتل هذا الموقع آلاف السنين، يطعم قمحها العالم القديم ويسقى شعيرها المختمر نبلاءه. حتى إن صادفها الجوع أحياناً كانت تعود إلى موقعها خلال سنوات معدودات، فكيف حدث التراجع فى محصول القمح وصولاً إلى الوضع الحالى؟
ووفقاً للحكاية التوراتية والقرآنية الشهيرة، رأى حاكم مصر حلماً فيه سبع بقرات سمان تأكلهن سبع بقرات عجاف، فتذكر ساقى «الفرعون» الشاب العبرانى مفسر الأحلام الذى كان معه فى «العنبر» فجاء به الحاكم ليفسر له يوسف بن يعقوب وينصح بأخذ خمس ما تنتجه البلاد من قمح فى سنوات الوفرة واختزانها ليأكل منها الناس فى سنوات الجوع. وبنى الحاكم تحت إشراف الشاب العبرانى صوامع ضخمة لاختزان الغلال، وصارت مصدر غذاء لمصر والبلاد المحيطة.
وتشير المراجع إلى أن مصر على مدار تاريخها مرت بالعديد من الأزمات التى تسببت فى اختفاء القمح أو زيادة أسعاره بصورة كبيرة، سببت مجاعات كثيرة. وكانت أشد فترات المعاناة هى فترة حكم العثمانيين للمصريين منذ منتصف القرن الرابع عشر، حيث زاد الأسعار بشكل كبير، ما أدى إلى غضب الرعية وتظاهرهم ضد الدول فى أحيان كثيرة.
وعلى الرغم من استمرار الغلاء لفترات متقطعة، فإن الرخاء عاد فى عام 1730، ليصير متوسط سعر القمح فى الفترة بين عامى 1730 - 1740 مستقراً عن 56 يارة، إلا أن أزمة غلاء كبيرة وقعت فى عام 1741 - 1742 وتراوح سعر الأردب الواحد بين 220 - 240 يارة، واليارة جزء من القرش. «القرش 40 يارة». اللهم اجعل مصر مصر سخاء رخاء.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب أزمة الحرب الروسية الأوكرانية المواطن المصرى الحكومة المصرية سلة غذاء فى عام

إقرأ أيضاً:

السمك.. غذاء مثالي لصحة القلب والوقاية من الأمراض القلبية

السمك من الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3، التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة القلب، كما أن تناول السمك بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية ويحسن من صحة الأوعية الدموية، وفيما يلي نستعرض فوائد السمك لصحة القلب.


 

فوائد تناول السمك

1. تقليل الكولسترول الضار: 

الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في السمك تساهم في خفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

 

2. تحسين الدورة الدموية: 

يساعد السمك في تعزيز مرونة الأوعية الدموية، مما يحسن من تدفق الدم ويحسن من ضغط الدم.

 

3. مكافحة الالتهابات: 

تحتوي الأحماض الدهنية أوميغا-3 على خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في الوقاية من الأمراض القلبية المرتبطة بالالتهابات.

 

4. تعزيز صحة الدماغ:

الفوائد الصحية لأوميغا-3 لا تقتصر على القلب فحسب، بل تساعد أيضًا في تحسين وظائف الدماغ والذاكرة.

 

يعد تناول السمك بانتظام خيارًا غذائيًا ممتازًا لتحسين صحة القلب والوقاية من الأمراض القلبية. يمكن دمجه في النظام الغذائي للحصول على فوائد صحية متعددة.

 

تامر حبيب يكشف أصعب شخصية كتبها حيرت الجمهور وأفلام تمنى أن يكون مؤلفها(خاص) شقيق محمد رحيم لـ"الوفد": "رحيله كسرني.. وكان يستحق أن يُكرّم وهو حي" خالد النبوي يكشف لـ "الوفد": "السوشيال ميديا يواجه الاحتكار وسلاح ذو حدين" خاص| خالد النبوي يكشف السر وراء غيابه عن المسرح وفيلمه المفضل الذي غير مسيرته الفنية أحمد عبد العليم: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل الإعلام (خاص) "روح الروح".. وداع "أبو ضياء" أيقونة الحزن والصبر في غزة تارت التفاح بالقرفة.. حلوى لذيذ وسهل لتحلية مميزة تأثير الموسيقى على تحسين الذاكرة والتركيز "مرار بطعم الشوكولاتة" يتأهب للمنافسة في مهرجان طنجة.. مصطفى وفيق يكشف أسرار النجاح (خاص) نبيل الحلفاوي.. قبطان الفن المصري وزواج قصير أثمر مخرجًا كبيرًا (تفاصيل)

مقالات مشابهة

  • عمرو جمال: الأهلي معندوش أزمة مهاجمين وصفقة موديست كانت مجازفة ومنجحتش
  • قصي عبيدو لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات
  • نداء إلى ضمير العالم.. فيليب لازاريني: «الأونروا» في أزمة وجودية.. والفلسطينيون في وضع محفوف بالمخاطر
  • الخبز بالثوم.. فوائد مذهلة تزداد مع كل إضافة جديدة
  • خبير اقتصاديات الطاقة: أزمة الشرق الأوسط تضرب اقتصاد العالم كله
  • هلال العوفي: خليجي 26 النسخة الأصعب.. ومنتخبنا الوطني مطالب بتجاوز أزمة الثقة
  • السمك.. غذاء مثالي لصحة القلب والوقاية من الأمراض القلبية
  • اللوز.. غذاء صحي يعزز القلب ويسهم في خسارة الوزن
  • خبراء: الظواهر المتطرفة كبدت العالم خسائر بالملايين.. التغيرات دمرت المحاصيل الزراعية وخفضت إنتاجيتها.. «علام»: مصر تكافح التغيرات بزراعة 4 ملايين فدان لتحقيق الأمن الغذائي
  • الغزيون يواجهون «كابوس الشتاء» بلا غذاء ولا مأوى