بوابة الوفد:
2025-02-23@20:32:32 GMT

تفلسفوا.. تنهضوا..

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

ينعقد اليوم السبت الموافق الثانى من شهر مارس الحالى ولمدة ثلاثة أيام المؤتمر الدولى الثالث والثلاثون للجمعية الفلسفية المصرية تحت عنوان «العرب ومستقبل التفاعل الحضارى» والذى يشارك فيه أكثر من سبعين أستاذاً وباحثاً من مختلف دول العالم وخاصة عالمنا العربى، ويناقش المؤتمر هذا العام موضوعاً غاية فى الأهمية هو موقف العرب من التفاعلات الحضارية العالمية الراهنة، محاولاً استشراف الآفاق المستقبلية لهذا التفاعل وإلى أين يسير بنا فى ظل اشتعال الحروب والصراعات الإقليمية والدولية؛ ففى منطقتنا العربية هذه الحرب الضروس التى تشنها إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الأوروبية على الشعب الفلسطينى الأعزل المحتلة أرضه والمنهوبة ثرواته منذ سبعين عاماً، وبالطبع – وكما كان متوقعاً- امتد الصراع العسكرى ليشمل عدة دول عربية مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق بما فيها من فصائل وميليشيات إيرانية الهوى والتسليح.

وفى أوروبا لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة وقد امتدت وتشعبت لتصبح أشبه بحرب عالمية جديدة لأن أمريكا والدول الغربية وحلفهما العسكرى المسمى بحلف الأطلنطى دخلت الحرب بشكل غير مباشر فهى التى تمد الجيش الأوكرانى بكل أنواع وأحدث الأسلحة والمعدات لتضمن فى النهاية انتصار أوكرانيا وهو ما لن تسمح به روسيا مهما كان الثمن! وفيما بين هذين الحربين تتوزع كل دول العالم بين مؤيد أو معارض لهذا الطرف أوذاك! وبالطبع تسببت هذه الحروب والصراعات الإقليمية والدولية فى الكثير من الأزمات فى العالم وعلى رأسها الأزمات الغذائية والتغيرات الديموجرافية والمناخية، وقد عانت وتعانى كل شعوب العالم من الآثارالاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكارثية من كل ذلك، فضلاً عن انهيار الاستقرار لما يسمى بالنظام العالمى والسقوط المدوى لمثله العليا ومنظماته الدولية المختلفة !
ولقد أصبح السؤال الكبير المطروح على فلاسفة العالم ومفكريه هو: إلى أين يتجه العالم؟ هل إلى حرب عالمية جديدة بالفعل؟! وما مدى التدمير والخراب الذى سيحل بالعالم من جراء هذه الحرب؟ وهل من الممكن أن تستخدم أسلحة الدمار الشامل بما فيها القنابل الذرية والحروب البيولوجية والكيماوية؟! 
ولاشك أن أسئلة كثيرة تتفرع عن ذلك تتعلق بالمستقبل؛ مثل ما مستقبل العلاقات الدولية فى ظل هذه الصراعات والحروب الدائرة الآن أو حال توقفها؟! وهل يمكن أن يبقى النظام العالمى على حاله وهو الذى يعانى الآن من السقوط الأخلاقى المدوى للولايات المتحدة التى لا تزال تدعى أنها صاحبة السيادة والهيمنة؟ وأنها تملك أوراق التأثير الأهم على مجريات هذه الأحداث؟ إن صورة الولايات المتحدة باعتبارها الزعيمة وراعية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات قد اهتزت بل انهارت حتى فى أعين مواطنيها أنفسهم، ان كل أوراق التوت التى كانت تدارى عوراتها قد سقطت، وانكشف المستور بحيث لم يعد ينطلى على أحد ما تتشبث به وسائل الدعاية الأمريكية الصهيونية حول مكانة أمريكا فى العالم وحول حقوق الإنسان وحول دور منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة..الخ..! 
ولعل تلك التساؤلات وغيرها الكثير هى ما يكشف مدى السيولة الفكرية التى صرنا نتمتع بها فى هذه المرحلة من تاريخ العالم، ومن ثم يفتح الطريق على مصراعيه أمام تدارس التطورات اللاحقة فى هذه الصراعات وما ستسفر عنه من أفكار جديدة يمكن طرحها للإجابة عن تلك التساؤلات وما يمكن أن يطرح من بدائل لعلاج تلك المشكلات القائمة والمستقبلية؟!
والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه علينا كمفكرين عرب هو: أين تحليلاتنا نحن لتلك الأحداث؟ وأين السيناريوهات التى يمكن أن تطرح أمام القادة والمسئولين العرب ليتمكنوا من التعاطى والتفاعل مع كل ما يحدث بشكل إيجابى يحقق لنا الاستقرار والخير فى المستقبل؟! إن تقديم الرؤى المستقبلية لما يترتب على ما يجرى من أحداث إقليمية ودولية يجب أن تكون هى المهمة الأولى للفلاسفة والمفكرين العرب فى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة والحرجة، فإما أن نكون، ويكون لنا دور فاعل فى الأحداث، واما أن نجلس منكمشين مهمومين بمشكلات حياتنا اليومية وننتظر مصيرنا المحتوم الذى يخطط له ويعمل له بكل قوة الصديق قبل العدو من القوى الخارجية ؛ فهم قد درجوا على أننا مجرد قطع شطرنج يحركوننا كيفما شاءوا وإلى أى اتجاه يريدون!! تفلسفوا أيها السادة وفكروا فى مستقبل أمتكم، وقدموا الطروحات والحلول، وارسموا سيناريوهاتكم المستقلة للمستقبل أثابكم الله، وإلا فستدهسنا عجلة التاريخ!! تفلسفوا وقدموا تصوراتكم ومقترحاتكم القابلة للتطبيق فى المستقبل.. تفلسفوا تنهضوا.. وتتقدم أمتكم!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الشعب الفلسطينى الحرب الروسية الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

أوركسترا نفسي.. «دينا وإيناس» تدعمان العرب في الغربة بـ«معلش»

تميل رأسها على أحد جدران منزلها، الذى خلا منه الحنين والدفء، تتذكر ماضيها وهى بين أحضان والديها، قبل أن تأخذها الوحدة منذ 10 سنوات، تعيش مع زوجها فى بلد غريب، لتقرر دينا محمد، بالاتفاق مع صديقتها إيناس أحمد، إنشاء مبادرة «معلش»؛ لدعم العرب المقيمين فى دول الخارج، ومساعدتهم على التأقلم مع الثقافات الغربية.

تعيش «دينا» فى المملكة المتحدة منذ ما يقرب من 10 أعوام، وتعرفت على «إيناس»، التى لم تكمل سوى عامها الرابع فى الغربة، ومن خلال وجودهما فى «جروبات العرب»، اكتشفتا وجود عدد كبير منهم يمرون بمرحلة اكتئاب شديدة باختلاف الأسباب، إذ يتعرضون للصدمة الثقافية، وهى اختلاف العادات والتقاليد بين البلدين، بل من كل شخص لآخر، حتى بين العرب وبعضهم، فلا يجمعهم سوى أنهم يتحدثون العربية، مثلما تحكى لـ«الوطن»: «كنت عايشة فى إسكندرية ولما اتجوزت سافرت بريطانيا مع زوجى، لأنه مولود هناك برغم إن أهله مصريين».

عرضت «دينا» على «إيناس» فكرتها بإنشاء مبادرة تحمل اسم «معلش»

عرضت «دينا» على «إيناس» فكرتها بإنشاء مبادرة تحمل اسم «معلش»؛ كنوع من «الطبطبة» على أى مغترب يعانى من ظروف صحية، أو طالب يسعى إلى تحقيق أحلامه فى بلد غريب، معتمداً على نفسه اعتماداً كلياً، لذا كانت الخطوة الأولى تأثير الموسيقى على تغيير المزاج إلى حال أفضل، لتتبلور فكرة اختيار أوركسترا عربية يتفاعل معها الجمهور، تساعد على خروج الطاقات السلبية الكامنة.

تهدف المبادرة إلى تعزيز الصحة النفسية

تهدف المبادرة إلى مواجهة المشكلات وتخطى الصعوبات التى قد تواجه البعض حول تأقلمهم مع الثقافات المختلفة، إذ يحتاجون إلى التدريب على الريادة والتنمية الاجتماعية، وتعزيز الصحة النفسية والعقلية، ومواجهة التحديات الصعبة التى تواجههم خلال فترة إقامتهم بالخارج: «انطلقت أولى فعاليات المبادرة فى 22 فبراير الجارى، فى إحدى ضواحى لندن، حيث تجتمع أوركسترا عرب لندن مع الجاليات العربية المختلفة؛ لعزف الألحان والأغانى العربية الإيجابية المتنوعة، مع وجود متخصص فى الصحة النفسية؛ للحديث عن أهمية هذه الأنشطة فى دعم الصحة النفسية والذهنية للعرب المقيمين خارج بلادهم، وذلك بحضور عدد من المسئولين بالسفارات العربية فى المملكة المتحدة».

مقالات مشابهة

  • أوركسترا نفسي.. «دينا وإيناس» تدعمان العرب في الغربة بـ«معلش»
  • كيف غير ترامب العالم في شهر واحد ؟
  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. حكاية مطلقة وأم لطفلين تنقلب حياتها بسبب ابنة شقيقتها
  • هل يمكن أن يقول العرب لا؟!
  • مطرقة ترامب على خريطة العالم
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة