بوابة الوفد:
2024-09-20@00:11:26 GMT

تفلسفوا.. تنهضوا..

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

ينعقد اليوم السبت الموافق الثانى من شهر مارس الحالى ولمدة ثلاثة أيام المؤتمر الدولى الثالث والثلاثون للجمعية الفلسفية المصرية تحت عنوان «العرب ومستقبل التفاعل الحضارى» والذى يشارك فيه أكثر من سبعين أستاذاً وباحثاً من مختلف دول العالم وخاصة عالمنا العربى، ويناقش المؤتمر هذا العام موضوعاً غاية فى الأهمية هو موقف العرب من التفاعلات الحضارية العالمية الراهنة، محاولاً استشراف الآفاق المستقبلية لهذا التفاعل وإلى أين يسير بنا فى ظل اشتعال الحروب والصراعات الإقليمية والدولية؛ ففى منطقتنا العربية هذه الحرب الضروس التى تشنها إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الأوروبية على الشعب الفلسطينى الأعزل المحتلة أرضه والمنهوبة ثرواته منذ سبعين عاماً، وبالطبع – وكما كان متوقعاً- امتد الصراع العسكرى ليشمل عدة دول عربية مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق بما فيها من فصائل وميليشيات إيرانية الهوى والتسليح.

وفى أوروبا لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة وقد امتدت وتشعبت لتصبح أشبه بحرب عالمية جديدة لأن أمريكا والدول الغربية وحلفهما العسكرى المسمى بحلف الأطلنطى دخلت الحرب بشكل غير مباشر فهى التى تمد الجيش الأوكرانى بكل أنواع وأحدث الأسلحة والمعدات لتضمن فى النهاية انتصار أوكرانيا وهو ما لن تسمح به روسيا مهما كان الثمن! وفيما بين هذين الحربين تتوزع كل دول العالم بين مؤيد أو معارض لهذا الطرف أوذاك! وبالطبع تسببت هذه الحروب والصراعات الإقليمية والدولية فى الكثير من الأزمات فى العالم وعلى رأسها الأزمات الغذائية والتغيرات الديموجرافية والمناخية، وقد عانت وتعانى كل شعوب العالم من الآثارالاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكارثية من كل ذلك، فضلاً عن انهيار الاستقرار لما يسمى بالنظام العالمى والسقوط المدوى لمثله العليا ومنظماته الدولية المختلفة !
ولقد أصبح السؤال الكبير المطروح على فلاسفة العالم ومفكريه هو: إلى أين يتجه العالم؟ هل إلى حرب عالمية جديدة بالفعل؟! وما مدى التدمير والخراب الذى سيحل بالعالم من جراء هذه الحرب؟ وهل من الممكن أن تستخدم أسلحة الدمار الشامل بما فيها القنابل الذرية والحروب البيولوجية والكيماوية؟! 
ولاشك أن أسئلة كثيرة تتفرع عن ذلك تتعلق بالمستقبل؛ مثل ما مستقبل العلاقات الدولية فى ظل هذه الصراعات والحروب الدائرة الآن أو حال توقفها؟! وهل يمكن أن يبقى النظام العالمى على حاله وهو الذى يعانى الآن من السقوط الأخلاقى المدوى للولايات المتحدة التى لا تزال تدعى أنها صاحبة السيادة والهيمنة؟ وأنها تملك أوراق التأثير الأهم على مجريات هذه الأحداث؟ إن صورة الولايات المتحدة باعتبارها الزعيمة وراعية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات قد اهتزت بل انهارت حتى فى أعين مواطنيها أنفسهم، ان كل أوراق التوت التى كانت تدارى عوراتها قد سقطت، وانكشف المستور بحيث لم يعد ينطلى على أحد ما تتشبث به وسائل الدعاية الأمريكية الصهيونية حول مكانة أمريكا فى العالم وحول حقوق الإنسان وحول دور منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة..الخ..! 
ولعل تلك التساؤلات وغيرها الكثير هى ما يكشف مدى السيولة الفكرية التى صرنا نتمتع بها فى هذه المرحلة من تاريخ العالم، ومن ثم يفتح الطريق على مصراعيه أمام تدارس التطورات اللاحقة فى هذه الصراعات وما ستسفر عنه من أفكار جديدة يمكن طرحها للإجابة عن تلك التساؤلات وما يمكن أن يطرح من بدائل لعلاج تلك المشكلات القائمة والمستقبلية؟!
والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه علينا كمفكرين عرب هو: أين تحليلاتنا نحن لتلك الأحداث؟ وأين السيناريوهات التى يمكن أن تطرح أمام القادة والمسئولين العرب ليتمكنوا من التعاطى والتفاعل مع كل ما يحدث بشكل إيجابى يحقق لنا الاستقرار والخير فى المستقبل؟! إن تقديم الرؤى المستقبلية لما يترتب على ما يجرى من أحداث إقليمية ودولية يجب أن تكون هى المهمة الأولى للفلاسفة والمفكرين العرب فى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة والحرجة، فإما أن نكون، ويكون لنا دور فاعل فى الأحداث، واما أن نجلس منكمشين مهمومين بمشكلات حياتنا اليومية وننتظر مصيرنا المحتوم الذى يخطط له ويعمل له بكل قوة الصديق قبل العدو من القوى الخارجية ؛ فهم قد درجوا على أننا مجرد قطع شطرنج يحركوننا كيفما شاءوا وإلى أى اتجاه يريدون!! تفلسفوا أيها السادة وفكروا فى مستقبل أمتكم، وقدموا الطروحات والحلول، وارسموا سيناريوهاتكم المستقلة للمستقبل أثابكم الله، وإلا فستدهسنا عجلة التاريخ!! تفلسفوا وقدموا تصوراتكم ومقترحاتكم القابلة للتطبيق فى المستقبل.. تفلسفوا تنهضوا.. وتتقدم أمتكم!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الشعب الفلسطينى الحرب الروسية الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

السفاح الذى تفنن فى قبحه

«أسوأ من ذلك لم ترعينى وأقذر منه لم تلد النساء» هذا الوصف ينطبق تماما على شخصية سفاح التجمع وما ارتكبه من جرائم ومسلكه بحق ضحاياه من اول تعارفه عليهن واصطحابهن مسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطى المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعى، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفه مرورا بطرق تعذيبهن أثناء ذلك ثم قتلهن ومعاودة معاشرة اجسادهن بعد قتلهن و تشويه وجه بعضهن، وإلقاء جثامين ضحاياه فى الطرق الصحراوية، فقضية سفاح التجمع هذه تابعتها أيضا من الألف للياء، ولم أريد أن أكتب رأى عنها إلا بعد أن يصدر الحكم الذى هو عنوان الحقيقة، فأوراق هذه القضية يفوح منها عهر من نوع خاص ارتكبه المتهم، فقد كان يمارس كل انواع الرزيلة مع ضحاياه واشتد عهره بتصوير جرائمه وتوثيقها ليلا ونهارا داخل 300 فيديو مخل قبل وأثناء وبعد معاشرته لضحاياه حتى بعد الوفاة، والتقاط مقاطع فيديو لهن خلال ارتكابه جرائمه التى هزت المجتمع كله، مما جعل رئيس هيئة المحكمة المستشار، ياسر الأحمداوى، أن يصدر توصية بمحو الأحراز الخاصة بالقضية والتى تتضمن فلاشة تحتوى على 300 فيديو مخل صورهم سفاح التجمع لضحاياه، نظرا لاحتوائها على مقاطع خطر على المجتمع، فقد ارتكب سفاح التجمع كل المحرمات فى وقائع جرائمه التى وثقها دون خجل من أفعاله أو حياء مما دفع هيئة دفاعه الأولى عند مشاهدة تفريغ الأحراز قاموا بالانسحاب والتنحى عن الدفاع عنه، وأن المحكمة كشفت خلال إعلانها تأجيل جلسة تفريغ الأحراز عن أن الفيديوهات التى شاهدتها هيئة الدفاع تسببت فى قرار تنحيهم عن الدفاع عن المتهم، وما أكده أحد المحامين المتنحى من أن أحد الفديوهات يظهر فيه المتهم وهو يعتدى على إحدى المجنى عليهن بشكل صعب ومقزز، إضافة إلى باقى الفيديوهات التى تدين المتهم بشكل واضح وتظهر جرائمه، وأن الفيديوهات التى شاهدتها هيئة الدفاع تسببت فى قرار تنحيهم عن الدفاع عن المتهم، وقبل نطق محكمة الجنايات حكمها بإعدام المتهم، كريم مسلم، سفاح التجمع، أكدت فى كلمتها أنها لم تجد له سبيلا إلى الرأفة أو متسعًا من الرحمة، فكان جزاؤه الإعدام، ثم وجهت المحكمة رسائل مهمة كان من بينها ما وجه رئيس المحكمة من نداء إلى المجتمع المصرى قائلا حافظوا على شبابكم وفتياتكم ولا تتركوهم للشيطان، وأضاف ناصحاً أولياء الأمور بإرشاد أبنائهم، قائلا: علموهم واصبروا عليهم، كونوا قدوة لهم، فحسن التربية والتقويم هو السبيل لمنع هذا النوع من الجرائم، حافظوا على أبنائكم ولا تتركوهم نهبًا للشيطان فيصير إما مدانا أو مجنى عليه، قوموا بواجبكم وإرشادهم وتعليمهم واصبروا عليهم فإنهم يولدون على الفطرة السليمة التى لا تحتاج سوى الرعاية ومداومة العناية بهم كى لا يضلوا الطريق السليم، وأن هذه الجرائم الدخيلة علينا هى ناقوس خطر يهدد الأمن الاجتماعي، وينذر بضرورة إعادة النظر والاهتمام بتربية الأجيال الناشئة تربية سليمة ثوابها الاهتمام بالأخلاق والقيم النبيلة والتمسك بالشرف والفضيلة وسط النزاهة والأمانة ليعود المجتمع مكانًا يسوده التعاون والترابط.. حفظ الله مصر.

مقالات مشابهة

  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • السفاح الذى تفنن فى قبحه
  • تغيير الخطاب العربى.. ضرورة
  • فض اشتباك
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • «المتحدة» إعلام يُعزّز حقوق الإنسان.. سياسيون وخبراء يشيدون بطرح تعديلات قانون الإجراءات الجنائية للمناقشة: دعم للشفافية وتوعية للمواطنين
  • خياراتنا المحدودة في عصر القوة المفرطة
  • تسريع التقدم الخلفى
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!