وقف تداول السلع الاستراتيجية.. لماذا فشلت البورصة السلعية في مصر؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
فشلت "البورصة السلعية" التي أطلقتها الحكومة المصرية رسميا منذ نهاية عام 2022 في تحقيق أي استقرار في أسعار السلع الغذائية الرئيسية، مثل: القمح والذرة والسكر والفول الصويا والفول والعدس، من خلال طرح وتداول السلع من خلال البورصة، دعوى مواجهة المضاربات والشفافية.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت أنها تستهدف أن تُصبح بورصة السلع أحد أكبر بورصات السلع من حيث حجم التداول بمنطقة الشرق الأوسط، خلال أول عامين لها من العمل، وذلك من خلال طرح عدد أكبر من السلع، ولكنها بدلا من ذلك أوقفت التداول على العديد من السلع.
أنشأت الحكومة المصرية البورصة السلعية بموجب قرار رسمي عام 2020 كشركة مساهمة مصرية تبلغ حصة الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين نحو 11 في المائة، وتمتلك بنوك الأهلي ومصر والبنك الزراعي (حكومية) 23 في المئة من الأسهم، والبورصة المصرية 34 في المئة باقي المساهمات الـ31.8 في المئة من نصيب القطاع الخاص.
إلى ذلك، كشفت عدّة مواقع محلية أن "الحكومة عطّلت عمليات التداول على السلع الرئيسية في البورصة السلعية بشكل متوالي منذ كانون الثاني/ ديسمبر الماضي انطلقت بالسكر ثم الذرة، وأخيرا القمح"؛ بزعم وجود مضاربات من قبل التجار، ووسط تساؤلات عن ظهورها في البورصة التي يفترض بها أن تنظم تداول السلع.
وكانت الحكومة تهدف إلى بناء علاقة مباشرة بين البائع والمشتري، من خلال ضم أكبر عدد من التجار، وصل إلى نحو ألف لاحقا، للقضاء على الوسطاء وخفض من السعر، لكن كل جهودها في استمرار عمل البورصة السلعية لم يحقق أي من الأهداف المعلنة.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر لم تطرح وزارة التموين المصرية أي كميات من القمح، وفي وقت لاحق انضم السكر إلى القائمة، بعد تراجع المخزون الاستراتيجي من تلك المحاصيل لدى الوزارة، وذلك بحسب مصادر في قطاع الحبوب وبوزارة التموين.
البورصة تُعاني
منذ بداية طرح السلع، عانت البورصة من أزمة ارتفاع الأسعار المطروحة بها، ما اعتبرها البعض أنها "دكان" للحكومة، وليس بورصة سلعية تعتمد على العرض والطلب، وفشلت بعض جلسات البيع بعد أن عرضت الحكومة سلعا مثل القمح والذرة والفول الصويا سعرا أعلى من أسعار السوق المحلي والعالمي، ما أثار علامات استفهام بخصوص قدرتها على تحقيق الهدف الأساسي منها، وهو توفير السلع بكميات وأسعار مناسبة ومواجهة الاحتكار.
وتعاني الأسواق المصرية من احتكار مجموعات من رجال الأعمال والمستوردين على مجموعة من السلع ومدخلات الإنتاج سواء غذائية أو دوائية أو معمرة، وبيعها في الأسواق عبر وسطاء بأسعار أعلى من الأسعار العالمية وسط غياب تام للرقابة عليها وعلى أعمالها، ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 100 في المئة، منذ بداية العام.
الحجم المتواضع للتداول السلعي عبر بورصة السلع المصرية في عامها الأول يجعل من استمرار عملها، بحسب مراقبين وخبراء، لا معنى له، إذ لم يتجاوز 1.5 مليون طن منهم 1.2 مليون طن قمح بقيمة 19 مليار جنيه بقيمة 615 مليون دولار فقط في حين يبلغ استهلاك سلعة واحدة مثل القمح 12 مليون طن سنويا في السوق المحلي، بحسب تصريحات لرئيس مجلس إدارة البورصة السلعية، إبراهيم عشماوي.
تجدر الإشارة إلى أن كميات الذرة الصفراء التي طرحتها الحكومة في البورصة السلعية، لم تتجاوز 129 ألف طن، والسكر 183 ألف طن سكر، فيما تضاءل الطرح من كسب فول الصويا إلى 200 طن فقط و17 ألف طن ردة نخالة، في مؤشر على ضعف نشاط وأحجام التداول.
"دكان" حكومي لا بورصة سلعية
في سياق تعليقه، أكد مستشار وزير التموين الأسبق، إسماعيل تركي، أن "البورصة السلعية لم تحقق المرجو منها، ومنذ تدشينها لم تشهد الأسعار أي استقرار لعد أسباب هو رغبة الحكومة في التربح من بيع السلع بأسعار أعلى وجودة أقل إلى جانب غياب الشفافية".
واعتبر تركي، في حديثه لـ"عربي21": أن "السبب الرئيس أيضا هو عدم وجود مخزون واحتياطي من تلك السلع وهيمنة تجار بعينهم عليها"، مشيرا إلى أن "البورصة تحتاج إلى إتاحة السلع وحرية البيع والشراء طبقا للأسعار العالمية، لكن البورصة السلعية فى مصر أنشأت بهدف السيطرة على الأسواق والتحكم في السلع وفقا لمصلحة النظام".
وأضاف تركي: "لذلك لمّا حدثت أزمة الدولار توقفت الحكومة عن إتاحة السلع لعدم قدرتها على الاستيراد لقلة السيولة الدولارية وبسبب اختلاف وتفاوت سعر الصرف في البنوك والسوق الحرة أو مايسمونه السوق السوداء هذا هو السبب الرئيسي في توقف البورصة".
احتكار الحكومة والتربح
في تقديره، يقول أستاذ العلوم الزراعية والمتخصص في بحوث التنمية الزراعية وسياسات الأمن الغذائي، عبد التواب بركات، إن "فكرة البورصة السلعية قامت على توفير وزارة التموين القمح اللازم لصناعة الخبز السياحي والمكرونة لمطاحن قطاع الخاص بعد عجز أصحاب هذه المطاحن عن توفير الدولار اللازم للاستيراد من الخارج".
"بسبب أزمة شح العملة الصعبة وانفلات أسعار الصرف في السوق السوداء بالتزامن مع عدم قدرة البنوك على تدبير الاتاحات اللازمة للاستيراد. وبميلاد أزمة السكر، قررت وزارة التموين طرح كميات منه للتجار بعد عجزهم عن توفير الدولار كما عجز تجار القمح لنفس الأسباب السابقة"، يوضّح المتخصص في بحوث التنمية الزراعية وسياسات الأمن الغذائي.
وأضاف بركات، لـ"عربي21": "عندما ظهرت أزمة أعلاف الدواجن، الذرة الصفراء والصويا، بسبب عجز شركات القطاع الخاص عن توفير الدولار اللازم للاستيراد أيضا، تدخلت الوزارة لتوفير هذه الأعلاف بنفس الطريقة. لكن الواقع أثبت أن الوزارة وفرت القمح من مخصصات هيئة السلع التموينية التي تستورد القمح اللازم لصناعة الخبز التمويني، وحققت أرباح مبالغ فيها".
وتابع: "وفي أزمة السكر، استحوذت وزارة التموين على إنتاج مصانع السكر التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية المملوكة للدولة ويشرف عليها وزير التموين، ثم طرحته في البورصة السلعية بأسعار مرتفعة، وحققت أرباح مبالغ فيها أيضا. كما حققت أرباحا كبيرة من استيراد الأعلاف، وتحولت وزارة التموين من خلال البورصة السلعية بهذه الطريقة إلى محتكر للسلع".
واستدرك بركات: "ثم عجزت الوزارة عن توفير كميات إضافية من القمح والسكر والأعلاف بسبب غياب الدولار أيضا؛ ولأن وزارة التموين يديرها ضباط الجيش والمخابرات من وراء ستار، بطريقة الفهلوة والتربح على حساب الأمن القومي، فشلت فكرة البورصة السلعية المصرية، وسوف تستمر أزمة السلع في مصر لأن الحكومة لا تدعم الفلاح المصري في إنتاج القمح وقصب السكر والذرة الصفراء محليا، وغيره من السلع الأساسية".
وأكد "تفضل الاستيراد من الخارج لأسباب سياسية، مرتبطة بتنفيذ سياسات الدول الداعمة لنظام الجنرال السيسي، ولأسباب اقتصادية مرتبطة بشبكة الجنرالات الفاسدين في الحكومة وفي وزارة التموين، ويتم القبض على بعضهم كل فترة ليكونوا كبش فداء و شماعة لتعليق الفشل في توفير السلع للمواطن بأسعار عادلة عليهم."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية مصر ارتفاع الاسعار السوق المصري المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البورصة السلعیة وزارة التموین بورصة السلع فی البورصة من السلع فی المئة عن توفیر من خلال
إقرأ أيضاً:
7 مليارات يورو.. العلاقات المصرية الفرنسية تحلق نحو آفاق جديدة من الشراكة الاستراتيجية
تتمتع العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا بتاريخ طويل من التعاون والتفاهم، حيث باتت نموذجًا حيًا للروابط التي تتسم بالقوة في مواجهة التحديات العالمية.
وكما تحلق طائرات "رافال" في السماء بكفاءة عالية وقوة، تحلق العلاقات بين القاهرة وباريس في فضاء أوسع من التعاون السياسي والتنسيق المشترك، مرورًا بالتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي.
وتشهد الروابط بين القاهرة وباريس زخماً كبيراً مند تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، حيث يحرص الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تكثيف الاتصالات واللقاءات والقمم بغية الارتقاء بالعلاقات المتميزة واستمرار التنسيق المشترك وتبادل الرؤى حيال الأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في الأراضى الفلسطينية المحتلة ولاسيما ما يشهده قطاع غزة من معاناة إنسانية غير مسبوقة بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم .
تأتي الزيارة التاريخية الحالية للرئيس الفرنسي إلى مصر لتضيف رصيدا جديدا للعلاقات المحورية بين البلدين وأهميتها والرغبة المتبادلة في المزيد من الارتقاء بآفاق التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية وفي مواصلة التنسيق المشترك حيال كافة القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك .
تنسيق وثيق على كافة المستويات بين القاهرة وباريس حيال كافة القضايا محل الاهتمام المشترك تعكسه الزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي، وكان آخرها قبل يوم واحد من زيارة ماكرون الى القاهرة، حيث بحث الزعيمان هاتفيا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، فضلا عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع.
وأكد الرئيسان، خلال الاتصال الهاتفي، على أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وشددا على أهمية حل الدولتين باعتباره الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة.
ولم تخل زيارة ماكرون الحالية إلى القاهرة من دلالات ذات مغزى تعكس حرص فرنسا على أن تظل مصر قوية كحجر زاوية الاستقرار، وأن مصر القوية تعني فرنسا قوية، وفي هذا الإطار حرص ماكرون أن يستهل الزيارة فور وصوله بالإشارة إلى الرافال، حيث نشر على حسابه الرسمي على منصة "إكس" فيديو يُظهر طائرات الرافال المصرية تصاحب الطائرة الرئاسية الفرنسية، وقال: "وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزًا قويًا للتعاون الاستراتيجي بيننا".
ويؤكد الخبراء أن العلاقات السياسية، التي تستند إلى الصداقة والثقة تعكسها أيضا العديد من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى والزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين .
وأشاد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، خلال مباحثاته بباريس في شهر فبراير الماضي مع وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر وفرنسا في شتى المجالات، بما في ذلك المجالات التنموية والاقتصادية والثقافية وغيرها من مجالات التعاون المتعددة بين البلدين، وناقشا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري المتميز بين البلدين وتشجيع الاستثمارات الفرنسية بمصر، حيث استعرض الوزير عبد العاطي في هذا السياق الإجراءات التي اتخذتها مصر خلال السنوات الأخيرة لجذب الاستثمارات الخارجية وتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية والطرق والأنفاق والموانئ وقطاعي الاتصالات والطاقة، فضلا عن تطوير السياسات لتهيئة بيئة الأعمال وتمكين القطاع الخاص.
شراكة استراتيجية تتعزز في زمن التحديات بين القاهرة وباريس تعكسها تأكيدات سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه الذي وصف مصر بـ "الشريك الرئيسي" لبلاده فيما يتعلق بالسلام والأمن في المنطقة.
وأشاد السفير كذلك بالتعاون بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري، حيث أشار - في تصريحات صحفية سابقة - إلى أن هناك 200 شركة فرنسية تعمل في مصر، مضيفا أن الاستثمارات الفرنسية في مصر تبلغ 7 مليارات يورو، وأوضح أن العديد من الشركات الفرنسية في مصر تقوم أيضا بالتصدير مما يوفر عملة صعبة لمصر، حيث أن الشركات الفرنسية لا تهتم فقط بالسوق المصرية ولكن كون مصر كذلك بوابة للسوق الإفريقية والمنطقة.
وقال السفير إن الشركات الفرنسية تهتم أيضا بجودة رأس المال البشري..لافتا إلى أنه بمبادرة فرنسية سيتم تنظيم منتدى كبير هو الأول من نوعه في الفترة من 8 إلى 10 مايو المقبل بالقاهرة بمشاركة شركات كبرى من جنوب المتوسط وشمال إفريقيا، ونوه بأن فرنسا ومصر ستواصلان التعاون في المشروعات القومية ومنها مشروعات المترو سواء في تجديد الخطوط القديمة أو إنشاء خطوط جديدة، وأشار إلى أن هناك مشروعاً بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتعظيم القدرات التخزينية للحبوب بمصر.
من جانب آخر، قال إيريك شوفالييه إن التعليم العالي والبحث العلمي يحتل مكانة كبيرة في التعاون مع مصر لاسيما مع وجود أعداد كبيرة من الشباب، موضحاً أن هناك ثلاثة مشروعات سيتم تنفيذها هذا العام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لافتا إلى أنه يتم أيضا إعطاء دفعة جديدة للجامعة الفرنسية في مصر لخلق ديناميكية تتواكب مع مستوى العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أنه تم توقيع اتفاقية بين البلدين بشأن المنح للطلبة المصريين لاستكمال دراساتهم في درجة الدكتوراه وما بعدها بفرنسا، ونوه بأن فرنسا تعد الشريك الأول لمصر في مجال التنمية.
وفي إطار الروابط العميقة بين القاهرة وباريس..أطلقت الوكالة الفرنسية للتنمية في مايو 2022 استراتيجيتها الجديدة للتعاون مع مصر والتي تصل قيمتها إلى 25ر1 مليار يورو حتى عام 2025، إذ تصل قيمة الالتزامات التراكمية للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر منذ عام 2006 إلى أكثر من 1ر3 مليار يورو، كما تستند الاستراتيجية الجديدة إلى الشراكة المعززة بين الوكالة ومصر، مما يؤدي إلى حشد 25ر1 مليار يورو أخرى في السنوات القادمة .
كما شهد عام 2022 خطوة هامة في مسيرة العلاقات المصرية الفرنسية، حيث وقعت الوكالة الفرنسية للتنمية مع البنوك المصرية الرئيسية الثلاثة، وهي البنك الأهلي المصري، وبنك مصر وبنك القاهرة، اتفاقيات قروض ومنح بقيمة 150 مليون يورو لتسريع أهداف التنمية المستدامة في مصر، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي .
جاء توقيع هذه الاتفاقيات - التي تبلغ قيمتها الإجمالية 150 مليون يورو بما في ذلك 10 ملايين يورو منحة من الاتحاد الأوروبي - قبل أيام قليلة من انطلاق الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ .
وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار برنامح التمويل المشترك في مصر والذي سيواكب النظام المالي المصري في مساهمته في أهداف "رؤية 2030" للحكومة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 .
ويتضمن برنامج "التمويل المشترك" ثلاثة خطوط ائتمان للبنك الأهلي المصري (50 مليون يورو) وبنك مصر (50 مليون يورو) وبنك القاهرة (40 مليون يورو)، ويهدف إلى تمويل الاستثمارات التي تساهم بشكل إيجابي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (بما في ذلك هدف 30٪ من المشاريع التي تظهر منافع مناخية مشتركة).. كما يشمل البرنامج 10 ملايين يورو (منحة من الاتحاد الأوروبي) وتهدف إلى تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر التي تقدم استثمارات ذات تأثيرات إيجابية قوية على النوع الاجتماعي أو المناخ بالإضافة إلى برنامج مساعدة فنية بمبلغ 3.25 مليون يورو (منحة من الاتحاد الأوروبي) تديره الوكالة الفرنسية للتنمية مباشرة ويتضمن مرافقة التحول الداخلي للبنوك الشريكة في مجالات التنمية المستدامة وإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية وتكامل مخاطر المناخ، ودعم إنشاء خطوط الاستثمارات المؤهلة وإدماج النوع الاجتماعي الهيكلي والتغيرات المناخية لصالح المستفيدين النهائيين من المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة .
وتتميز العلاقات المصرية الفرنسية التاريخية على المستوى الثقافي بشكل كبير حيث يعرف المواطن الفرنسي بولعه بالحضارة المصرية العريقة وهو ما تعكسه معدلات رحلات السياح الفرنسيين إلى مصر والتي تركز على المزارات الثقافية والتاريخية..كما يلعب المعهد الفرنسي في مصر دورا كبيرا بالأساس في تنشيط التعاون بين البلدين .
أما في مجال علم الآثار، فتتبوأ فرنسا الصدارة في هذا المجال في مصر عبر المعهد الفرنسي لعلم الآثار الشرقية (IFAO)، والمركز الفرنسي المصري لدراسات معابد الكرنك، ومركز الدراسات الإسكندرانية، والبعثات الأثرية الفرنسية في مصر .
وشائج تاريخية وجسور تواصل ممتدة وحرص من القيادتين على مواصلة ترسيخ الشراكة الاستراتيجية والتعاون القائم بين مصر وفرنسا بما يحقق مصالح الشعبين والبلدين..وآفاق رحبة تنتظر تحليقها في السماء مثلما تحلق طائرات "رفال" رمز التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وباريس في السماء.