الأونروا: تراجع المساعدات المقدمة لغزة بشكل ملحوظ خلال فبراير
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير، حيث انخفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع بشكل حاد، وفقا للبيانات الأخيرة. ويسلط هذا الانخفاض، الذي يحدث وسط تحذيرات من المجاعة ونداءات يائسة لزيادة المساعدات، الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها المدنيون المحاصرون في الجيب.
تكشف البيانات، التي قامت الأونروا بتحليلها، ونشرتها نيويورك تايمز، أن ما متوسطه 96 شاحنة يوميا دخلت غزة حتى 27 فبراير، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 30 بالمائة عن متوسط شهر يناير.
كان لتخفيض عدد شاحنات المساعدات عواقب وخيمة على سكان غزة، حيث أصبحت التقارير عن الجوع واليأس شائعة بشكل متزايد. إن مقتل العشرات من الأشخاص مؤخراً أثناء التدافع للحصول على المساعدات الغذائية يسلط الضوء على مدى الأزمة.
تساهم عدة عوامل في انخفاض عمليات تسليم المساعدات، بما في ذلك إجراءات التفتيش الصارمة عند معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، والذي يعد بمثابة البوابة الرئيسية للمساعدات. وتهدف عمليات التفتيش الإسرائيلية إلى منع المواد التي يمكن أن تستخدمها حماس من دخول غزة، مما يؤدي إلى تأخير وخفض المساعدات الإجمالية.
التحديات التي تواجه توزيع المساعدات: أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية على ضباط الشرطة الفلسطينية إلى زيادة إعاقة توزيع المساعدات، حيث أن قوات الأمن هي المسؤولة عادة عن حماية المساعدات من السرقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن غياب قوات الأمن الفلسطينية مكّن العصابات الإجرامية من سرقة المساعدات الغذائية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
دعا قادة العمل الإنساني، بما في ذلك منسق الشؤون الإنسانية السابق للأمم المتحدة، جان إيجلاند، إسرائيل إلى السماح بزيادة المساعدات التي تدخل غزة. وعلى الرغم من تأكيدات الوكالة الإسرائيلية التي تشرف على السياسة في الأراضي الفلسطينية بأنه لا يوجد حد للمساعدات، فإن انخفاض المساعدات يشير إلى أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة.
وأدى انخفاض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا، مع انتشار الجوع واليأس بين السكان. ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الجهات الدولية لضمان وصول المساعدات الكافية إلى المحتاجين ومنع المزيد من المعاناة في غزة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل رغم استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ وسمح لبعض السكان النازحين بالعودة لديارهم إلا أن مئات الآلاف في جميع أنحاء القطاع المنكوب لا يزالون يحتاجون المساعدات الإنسانية.
وأفاد العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة بأن الأزمة الإنسانية في غزة مستمرة في التفاقم في ظل النقص الحاد في المياه والغذاء وجهود توصيل المساعدات الحيوية إلى المنطقة التي مزقتها الحرب، وفي الوقت نفسه أدى تصاعد العنف في الضفة الغربية إلى تعميق المخاوف بشأن سلامة المدنيين والوصول إلى المساعدات، وفقا لما نشرته الأمم المتحدة.
وقال المتحدث الأممي -في مؤتمر صحفي- "مع سريان وقف إطلاق النار بدأ الفلسطينيون النازحون في العودة إلى ديارهم ليجد العديد منهم جبالا من الأنقاض"، موضحا أن أكثر من 90 بالمائة من المباني السكنية في غزة تضررت أو دمرت على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.
وأضاف المتحدث الأممي "نظرا لحجم الدمار والاحتياجات في غزة، فإننا نعمل على توصيل المساعدات الحيوية للناس بأسرع ما يمكن، كما نحث الدول الأعضاء والشركاء على ضمان تمويل عمليات المساعدة لدينا لتلبية الاحتياجات الهائلة".
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، دخلت اليوم الثلاثاء 897 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما أعرب المتحدث الأممي عن قلقه العميق إزاء الوضع في الضفة الغربية، وخاصة سلامة الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها للاجئين، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اليوم عن سقوط قتلى وجرحى، وقال "وفقا للتقارير الأولية، أسفرت الغارات الجوية والجرافات الثقيلة وعمليات القوات السرية عن سقوط العديد من القتلى وعشرات الجرحى منهم أفراد من الطاقم الطبي".
يأتي ذلك بعد أسابيع من الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المسلحين، وقد أدت أعمال العنف السابقة إلى نزوح حوالي ألفي أسرة من مخيم جنين، مع تعطيل الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وقد كافح العاملون في المجال الإنساني للوصول إلى المنطقة بأمان، مما حد من توزيع المساعدات مثل المراتب والبطانيات.
ووصف نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي زيارته لغزة بأنها واحدة من أكثر اللحظات التي تبعث على الأمل في حياته المهنية الإنسانية، وقال إنه لأول مرة منذ أشهر يرى الناس في الشوارع وهم يبدأون في تنظيف الطرق ومحاولة إعادة بناء حياتهم.
ولفت هادي إلى تحول الموقف بين سكان غزة حيث أعرب العديد منهم عن رغبتهم القوية في العودة إلى العمل وإعادة البناء بدلا من الاعتماد على المساعدات، وأكد ضرورة عودة وسائل الإعلام الدولية إلى غزة وتقديم تقارير مباشرة عن الوضع.
ومن جانبها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما أن الأونروا لا تزال ملتزمة بالبقاء في كل من قطاع غزة والضفة الغربية وتقديم المساعدة والخدمات الحيوية للأشخاص المحتاجين.