في باريس... "حمّام" من الجعة لماريون ماريشال السياسية الفرنسية اليمينية المتطرفة
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
لحدّ الآن لم يتم تحديد هوية الشخص الذي سكب الجعة على ماريون ماريشال، التي كانت تقف وسط حشد من المزارعين عندما تفاجأت بـ "حمّام الجعة"، حسبما أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي.
سكب شخص مجهول الهوية كميات من الجعة على رأس ماريون ماريشال المرشحة للانتخابات الأوروبية عن حزب "الاسترداد" اليميني المتطرف خلال زيارتها للصالون الدولي للزراعة في العاصمة باريس يوم الخميس الـ29 فبراير-شباط.
ولحدّ الآن لم يتم تحديد هوية الشخص الذي رشّ الجعة على ماريون ماريشال، التي كانت تقف وسط حشد من المزارعين عندما تفاجأت بـ"حمّام الجعة"، حسبما أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أوضح مرافقو ماريشال لوبان أن من قام بذلك "كان مخموراً بشكل واضح وأراد أن يجعل نفسه مثيراً للاهتمام".
وسرعان ما غرّدت ماريون ماريشال على صفحتها على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي قائلة: "ابتساماتكم، تشجيعاتكم، قصصكم، قوتكم. شكرًا لكم جميعًا على صالون الزراعة الذي لا يُنسى! سأواصل جهودي للدفاع عن مزارعينا في بروكسل!"، وكانت صورة المرشحة مصحوبة بصورة مع زوار المعرض وبرموز تعبيرية لابتسامة ومظلة وكأس جعة.
مظاهرات المزارعين في فرنسا تأخذ منعطفا مأساويا.. مقتل سيدة خلال الاحتجاجات على سوء الأحوال المعيشيةمزارعون فرنسيون يحتجون بسبب ارتفاع التكاليف والتأخير في دفع الإعاناتوقد تلقت ماريون ماريشال رسائل مساندة من قبل نواب اليمين المتطرف على غرار خالتها، مارين لوبان، التي قالت في تغريدة على صفحتها: "لماذا لا يتعرض الزعماء السياسيون من اليسار المتطرف للمضايقة أو الهجوم أو الإزعاج؟ لم تنقطع اجتماعاتهم أبدًا، ولم تتدهور مكاتبهم أبدًا".
من جهته قال المستشار البلدي لمدينة نيس جنوب فرنسا عن حزب "الإسترداد"، حزب ماريون ماريشال في تغريدة: "قام رجل خبيث بصب الجعة على ماريون ماريشال خلال تنقلها إلى صالون الزراعة. بعد يوم من النجاح المجنون، يقلل فريق المرشحة من هذه الحادثة التي استقبلتها بابتسامة: "إنها لا تزال من عائلة لوبان، وقد رأت مواقف أخرى!".
كما أعرب جوردان بارديلا، رئيس قائمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف لانتخابات 9 يونيو-حزيران، عن دعمه قائلاً: "ليس للعنف مكان في النقاش السياسي: آمل أن يتمكن كل من المرشحين الأوروبيين من القيام بحملاتهم الانتخابية باحترام".
المصادر الإضافية • وكالات-موقع إيكس
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية للأسبوع الرابع على التوالي.. مزارعو إسبانيا يغلقون الشوارع بجراراتهم احتجاجاً على السياسات الأوروبية في ظل تواصل سخط المزارعين على سياسات الاتحاد الأوروبي.. احتجاج بالجرارات وسط براغ فيديو: المزارعون المحتجون يدخلون بروكسل على متن جراراتهم بالتزامن مع قمة لقادة الاتحاد الأوروبي فرنسا الصالون الدولي للزراعة زراعة يمين متطرفالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا زراعة يمين متطرف غزة حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا بنيامين نتنياهو مجاعة الشرق الأوسط ضحايا فلاديمير بوتين غزة حركة حماس إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى یعرض الآن Next الجعة على
إقرأ أيضاً:
وساوس شيطانية
عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، لا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ بعينها، لأننا حينئذ سنكون قد وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.
إذن، ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار «القطيع»، أو تلك المفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع منطق الأشياء، أو تتنافى مع معطيات العقل والتطور، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!
الآن يعيش كثيرون شعورًا متطرفًا، ما بين «الأخلاقي» و«الإنساني»، حيث تستمر المِحْنَة، خصوصًا عندما تُغْرِقُنَا الحياة بهوامشها وتفاصيلها، لتقودنا إلى شعورٍ بالسُّوءِ تجاه آخرين، فتمتلئ نفوسهم بالرغبة في الانتصار عليهم.. آملين رؤيتهم يتألمون ويسقطون، ليشفوا غليلهم!
«إشكالية» متكررة، يمكننا رصدها عند «التعاطف الإنساني» مع الكوارث أو المصائب، لمَن نكون على خلاف معهم، عبر مِنَصَّات «السوشيال ميديا»، حيث التعليقات الشاذَّة، التي لا تمتُّ إلى الأخلاق أو الإحسان بصلة، بل تنحدر إلى قاعِ الشَّماتة، وكأنَّ معاناة الآخرين قِصَاص يستحقونه!
للأسف، عندما نسمع أن كارثة أو مصيبة حلَّت هنا أو هناك، قد نلحظ بوضوحٍ ذلك التباين الأخلاقي، الذي يقع فيه البعض، أمام حادث إنساني، لتتحول أصداؤه إلى جدلٍ عقيمٍ، ومعارك ضارية من القدح والذمّ والتلاسن عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، تعقبُ تعاطفًا أو شماتةً، لتُغري البعض بنشوة الانتصار والفرح.. وفي الحالتين يبقى شعورًا متطرفًا، يُخَلِّف أثرًا سلبيًّا ينتقص من مساحة الإنسانية ونقائها.
وبما أن الشَّمَاتةُ تعني السماح للكُرْهِ أن يستوطن نفوسنا ومشاعرنا، وللحقد بأن يُلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يتملكنا ويحاصرنا، فإن الأخلاق الدينية والإنسانية، في أقل درجاتها، تدعو لضبط النَّفْس والمشاعر، وعدم إبداء الفرح لِسُوءٍ أَلَمَّ بالآخرين.
ذلك الشعور المتطرف بالشماتة من «أصحاب المواقف المدفوعة مقدمًا»، قد يكون ظنَّا منهم أن الله تعالى أعطاهم صكوك الغُفران ومفاتيح الجِنان، أو أنهم «مُحَصَّنون» غير مُعَرَّضِين للمصائب والابتلاءات، أو أن الدنيا ستكون متقلِّبة على غيرهم فقط!
إذن، يجب الابتعاد عن تلك الاصطفافات الحادَّة، والشماتة، وكَيْل الاتهامات للآخرين، الذين حَلَّت بهم الكوارث، والادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، أو تحديد المصير الأخروي، أو مَنْح صكوك الجنة والنار، لأن ذلك يتنافى كليًّا مع المنطق الإنساني والأخلاقي.. بل يسيئ للعدالة الإلهية المُطْلَقَة!
أخيرًا.. إن مسألة مَنْح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو ثقافيًّا، ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب البائس والشعور المتطرف، ودليل إضافي على الإفلاس الفكري والأخلاقي!
فصل الخطاب:
يموتُ كُثُرٌ وهم على قيد الحياة.. في جُعبة الموت لا توجد كلمة انتهاء، لأن الموت لا يسلب حياةً، ولا يفزع أرواحًا، لكنه فقط قادر على كشف معادن الناس وأخلاقهم وإنسانيتهم.
[email protected]
العراق: جدل حول تأجيل انتخابات 2025 بسبب تعديل قانون الانتخابات