سواليف:
2025-04-29@04:40:26 GMT

المغرَب وَتَقَرُّبُ فرنسا الغَرَيب

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

المغرَب وَتَقَرُّبُ #فرنسا الغَرَيب

القصر الكبير : #مصطفى_منيغ

… الانتظار ، لتطبيق نفس التِّكرار ،  سياسة فاقدة لضبط أنجع قرار ، كأنَّ الواقِعَ توقَّفَ عند نفس المستوى لم يتغيَّر ، ربما لنقصٍ في الإطِّلاع أو الاكتفاء بتصغير أهميَّة الآخر ، لذا الرجوع لما كان مع الابتعاد عنه ردحاً من الوقت لأسباب استرجعها ذات الاختيار ، الميسور بالضِّغط على نقطة من نقاط الضعف كي تُفتَح الأبواب وتتم الاستقبالات بالأحضان وكل ما يليق بأدبيات الدبلوماسية قطعاً للاختصار .

فرنسا دولة كبرى بكل المقاييس لها حضورها العالمي واشعاعها الفكري وتاريخها الحضاري القوي الاعتبار ، و #المغرب لو تُرِكَ بماضيه المشرِّف وتطلعه المستقبلي لما هو أكبر وأكثر  انجازاً للثراء وتحسين تصريف المُدَّخَّر ، لما تحت الأرض مِن نِعمٍ وما فوقها من طاقات قادرة على الابتكار ، دولة مبرمجة على هدفين لا ثالث لهما أصلاً استمرار نفس النظام وضمان الاستقرار  ، الأول له فروعه الثلاث الثابتة و مؤسساته وتقاليده وأعرافه والثاني له قوانينه ونقاباته وأحزابه ومبرراته المتأرجحة بين الصاعدة والنازلة حسب المَتبادلة (وفق ظروف) من الأدوار ،  وكِلا الهدفين يؤخِّران تارة عن حكمة وروية وتجربة غنية بألف حدث وحادث وأخرى يقدِّمان ليظلَّا معاً على السطح والجوهر . ربما تكون فرنسا غير مُلمّة بشأن الالتحام بين الشعب والنظام فأرادت التقرُّب للأول بالابتعاد نوعاً ما عن الثاني متوقعة أن الديمقراطية الغربية تمكنت في هذا البلد الأمازيغي المسلم العربي الإفريقي بشكل يدعو للافتخار والانبهار ، لكنها اصطدمت بالعقلية المغربية الخاصة المميزة لها بما لا يفهمها إلا المغاربة أنفسهم صغارهم كالكبار ، لذا يبقَى الأجنبي مهما كان موضوعاً في إطار الترحيب والمعاملة الطيبة والشعور بالأمان كلما تركَ الشَّأن المحلي السياسي مهما كان المجال لأصحابه  المدركين لكل تجاذب أو تنافر حصل يخصُّ فرعي شجرةِ الدَّولةِ المغربيةِ العالية المِقْدار .

… فرنسا وقفت مؤخراً على تقليص نفوذها داخل القارة السمراء ممَّا جعلها تعتمد الاستنفار ، بكل الوسائل المتاحة ومنها مراجعة البعض من سياساتها الخارجية المرتبطة بالشَّأن الإفريقي عساها تحظى ولو بنصف ما كانت عليه بعد مرحلة الاستعمار ، فاصطدمت بالوجود المغربي الذي استطاع اكتساب ثقة معظم دول تلك القارة بما سخَّره داخلها من ضخامة استثمار ، كانجاز مشاريع اجتماعية كُبرى ساهمت في جعل المغرب متقدماً على فرنسا بمراحل لأمور يجب أخذها بعين الاعتبار ، كتوجهه البيّن نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي وصل لتقارب مثالي معها ليصبح بالنسبة إليها حليفاً مفيدا للغاية له أهمته الإستراتيجية لضربها عصفورين بحجر واحد لا أزيد ولا أكثر ، الولوج إلى إفريقيا أولاً المؤدي ثانيا للتَّقليل من الوجود الفرنسي وإضعاف تحركه مهما كان الهدف أو المسار ، وتلك تقنية تختصّ في تدبير تسارع الدول لفتح أو إغلاق ما يجعلها رابحة دون أن تخسر ، بطرق وأساليب وليدة أزمنة معينة يدركها في حينها كل جهاز استخباراتي متمكِّن من حرفة مهنته راكباً أمواج المخاطر للحصول على أدق المعلومات المساهمة في امتلاك ما تريد دولته أكانت متوسطة كالمغرب أو دونها من حجم الكبار . طبعاً المغرب  للحفاظ على وحدته الترابية ابتكر ما يؤدي لذلك ولو كلفه الشيء الكثير دَرْءاً لكل ضَرَرٍ من خفيف أو شديد الأضرار ، ليبدأ بإفريقيا قادة ومؤسسات ومنظمات وشعوب ليحقق بنجاح ملحوظ ما خطط لسياسته من انتشار ، في مواجهة تنافسية سلمية مع دولة الجزائر المستغلَّة كانت للعياب المغربي عن إفريقيا لتصول بإمكاناتها النفطية وتجول مروِّجة أطروحة أطالت في عمر جماعة البوليساريو الكائنة تحت رعايتها انطلاقا من تندوف ، لتنتهي إحدى مراحل هذه المواجهة التنافسية السلمية بتقدُّم المغرب وإحرازه تغيير بعض الدول مواقفها من القضية إلى مآزرة المغرب واعترافها بمغربية الصحراء حقيقة وليست لجبر الخواطر ، إلا فرنسا التي راوح موقفها بين التصريحات المحتشمة من وراء الكواليس وخشيتها من غضب  الجزائر ، متيقنة أن المغرب سيظل متعاملاً مع موقفها السلبي لاحتياجه المطلق لها واعتماده لتوفير بعض المواد الأساسية عليها وانسياقاً لاتفاقات مبرمة من زمان لا يمكن التنصل منها جملة وتفصيلا ً تجعل من البلدين في صداقتهما من أخير الأخيار ، وكم كانت فرنسا مبالغة في تخمينات ظنت أنها غير قابلة للتغيير أو التبدُّد إذ المغر ب كالمغاربة يتقن الصبر الايجابي النافع المفعم بالاستعدادات الموازية لتحدي الإكراهات مهما كان حجم ما تتضمنه من تعنت وإرادة باطل مؤجَّج بأفتك أسلحة الدمار، ليقف وقفته المعززة باجتهادات قانونية وإمكانات مادية وطاقات بشرية مستمراً حتى ينال حقه وفي أحسن الظروف  بلا ضجيج مؤكِّداً لما بتمتَّع به من سمات التحضُّرِ والوفاء لقيمة أصله الأصيل وانتسابه للنبَّع الجليل وتمسُّكه القويّ القويم بالراسخ غير المتمايِل إذ الحق ثابت مهما تحرَّك عادَ لمقامه سالماً غانماً مُنتصراً مُهاباً عن كفاءةٍ واقتدار.

مقالات ذات صلة روعة التشبيه القرآني وجماله وإعجازه 2024/02/29

… فرنسا أتت للمغرب من تلقاء نفسها بواسطة وزير خارجيتها الجديد بعدما اقتنعت بالرَّقم المغربي وقد أصبح محور المعادلة القائم عليها مسك الخيط الرفيع من رأس بدايته عساها بمتابعة طوله أو قِصَرِه تُلامس موقع الوثبة المستعدَّة للقيام بها على أمل استرجاع تلك المكانة الضائعة على مراحل سابقة من محيطها الأفريقي الذي طالما أخذت من أرزاقه دون أن تعوٍّض أهله الشرعيين بما يستحقونه عن جدارة الأحرار ،  أتت معلنة تأييدها الحكم الذاتي للصحراء في أطار السيادة المغربية الكاملة كمقدمة للتقرب وبوجه يتخلله الجديد من المغرب ومع ذلك على الأخير أخذاً للحيطة والحذر تخصيص بعض الوقت للانتظار .

مصطفى مُنِيغْ

سفير السَّلام العالمي

00212617942540

aladalamm@yahoo.fr

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فرنسا المغرب مهما کان

إقرأ أيضاً:

الخطوط الملكية المغربية تطلق خطاً جوياً مباشراً بين الدار البيضاء وكاتانيا بصقلية

أعلنت الخطوط الملكية المغربية (لارام)، اليوم الإثنين، عن إطلاق خط جوي مباشر جديد يربط بين مدينة الدار البيضاء ومدينة كاتانيا بجزيرة صقلية الإيطالية، وذلك ابتداءً من 28 يونيو 2025.

وأوضحت الشركة، في بلاغ لها، أن الخط الجديد سيوفر رحلتين أسبوعيًا، يومي الإثنين والسبت، بواسطة طائرات من طراز بوينغ 737.

وستنطلق الرحلات من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء على الساعة 15:20 بالتوقيت المحلي، لتصل إلى مطار كاتانيا الدولي في تمام الساعة 19:40.

أما رحلات العودة، فستنطلق من كاتانيا على الساعة 20:40، على أن تحط الرحال بمطار الدار البيضاء في حدود الساعة 23:35 بالتوقيت المحلي.

ويأتي تدشين هذا الخط في إطار تعزيز حضور الشركة الوطنية بالسوق الإيطالي، حيث يرتفع عدد الوجهات التي تؤمنها لارام نحو إيطاليا إلى سبع، وتشمل كلًا من ميلانو، روما، بولونيا، تورينو، البندقية، نابولي، وكاتانيا.

وفي هذا الصدد، أكد حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أن إطلاق خط الدار البيضاء – كاتانيا “يجسد مرحلة جديدة في استراتيجيتنا التنموية، ويعكس التزامنا بتعزيز تواجدنا بإيطاليا، خاصة بجنوبها، تلبية لاحتياجات مواطنينا المقيمين بجزيرة صقلية، فضلاً عن توفير فرص سفر مميزة للمسافرين الإيطاليين والأفارقة على حد سواء”.

وأضاف عدو أن هذا الخط الجديد سيساهم في تعزيز التدفقات السياحية بين المغرب وإيطاليا، إلى جانب تحسين تجربة السفر لزبناء الشركة من خلال تقديم خيارات أكثر مرونة وجودة عالية، مؤكداً أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة أوسع لإطلاق خطوط جديدة تهدف إلى تسهيل تنقلات المغاربة المقيمين بالخارج، خصوصاً عبر مطار الدار البيضاء ومطارات شمال المملكة.

ومع برمجة 45 رحلة أسبوعية نحو إيطاليا، تواصل الخطوط الملكية المغربية التزامها بتقديم حلول سفر ملائمة للجالية المغربية والإفريقية المقيمة بإيطاليا، وترسيخ مكانة الدار البيضاء كمحور استراتيجي يربط بين القارتين الأوروبية والإفريقية.

يُذكر أن تذاكر الرحلات الجديدة أصبحت متاحة للحجز عبر الموقع الإلكتروني للشركة www.royalairmaroc.ma، وكذا عبر مراكز الاتصال، الوكالات التجارية، وشبكة وكالات السفر المعتمدة.

مقالات مشابهة

  • محمد الصاوي: عمري ما فكرت أعتزل الفن لأي سبب مهما حصل وتخرجت من كلية التجارة
  • الخطوط الملكية المغربية تطلق خطاً جوياً مباشراً بين الدار البيضاء وكاتانيا بصقلية
  • وزير الاعلام: الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا يمكن قبولها مهما كان السبب
  • خيرُ جليسٍ مهما تنوعّت الصيغ
  • الكهرباء يخطف فوزاً مهماً من الميناء والكرخ والنفط حبايب بدوري النجوم
  • ماراطون الرباط الدولي 2025 (فئة الإناث).. العداءة المغربية رحمة الطاهيري تحرز اللقب
  • فضيحة. بنكيران يستضيف متطرف موريتاني هاجم إعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء (فيديو)
  • تقرير: 83% من المقاولات المغربية تنشط في القطاع غير المهيكل
  • عمدة مونبولييه الفرنسية يرفع العلم الوطني من قلب الصحراء المغربية
  • فضحية تهز اسبانيا .. قرارات منع تزويد إسرائيل بالسلاح كانت دعاية