قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريده الكعبي إن "دولة قطر ترى حاجة ماسة إلى رؤية مشتركة لانتقال عادل ومتوازن ومستدام إلى طاقة منخفضة الكربون، ولا سيما في مواجهة الأهداف غير الواقعية أو الخطابات العاطفية التي تدعو إلى إلغاء النفط والغاز".

وأوضح الوزير القطري -الذي رأس وفد بلاده للاجتماع الوزاري غير العادي لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي انعقد في الجزائر- أن "التحول إلى طاقة منخفضة الكربون مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون جميع الجهات والأطراف المعنية، ومنهم المستخدمون النهائيون الذين تؤثر أنماطهم الاستهلاكية على معدلات الطلب، وتؤثر على خيارات توليد الطاقة.

ولطالما أكدنا في دولة قطر على موقفنا الثابت والداعم للغاز الطبيعي باعتباره عنصرا محوريا في أي مزيج من الطاقة على الطريق نحو تحول واقعي إلى طاقة منخفضة الكربون. وكذلك، فإننا نرى أن الغاز الطبيعي هو الوسيلة الرئيسية للوصول العادل والمنصف إلى طاقة أنظف".

وفي ختام كلمته، دعا الكعبي إلى مواجهة التحديات التي تواجه صناعة الطاقة وأمنها، قائلا إنه "من المهم أن نعمل معا لضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق من خلال استمرارية توفير مصادر الطاقة".

الكعبي في كلمته دعا إلى مواجهة التحديات التي تواجه صناعة الطاقة وأمنها (وزارة الطاقة القطرية) أكبر الدول المصدرة للغاز

وانعقد الاجتماع الوزاري غير العادي تمهيدا للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات المنتدى التي ستنعقد في الجزائر غدا السبت.

يعد منتدى الدول المصدرة للغاز تجمعا لأكبر الدول المصدرة للغاز في العالم، إذ يسعى إلى بناء آلية لحوار فعّال بين منتجي الغاز ومستهلكيه لضمان الاستقرار والأمن في العرض والطلب في أسواق الغاز الطبيعي العالمية.

وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بأن الاجتماع الوزاري اليوم "يجري بمشاركة وزراء الطاقة للدول الأعضاء والمراقبين في المنتدى، وسيرفع اقتراحات مشاريع القرارات ليتم تبنيها في الإعلان النهائي للقمة من قبل الرؤساء".

والاجتماع الوزاري الاستثنائي هو جزء من فعاليات منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي تستضيفه الجزائر للمرة الثانية، وانطلق أمس، وينتهي غدا بانعقاد القمة السابعة للمنتدى.

ويضم المنتدى 12 دولة هي الجزائر ومصر وبوليفيا وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والإمارات وفنزويلا، بالإضافة إلى دول بصفة مراقب وهي أنغولا وأذربيجان والعراق وماليزيا وموريتانيا وموزامبيق وبيرو.

وذكرت الوكالة الجزائرية أن المنتدى يتوقع نمو الطلب العالمي على هذا النوع من الوقود بنسبة 34% بحلول عام 2050.

والمنتدى هو منظمة حكومية تمثل أهم الدول المصدرة للغاز، وتشكل معا 70% من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، وأكثر من 40% من الإنتاج المسوق و47% من الصادرات عبر الأنابيب، وما يفوق نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.

وفي كلمته خلال افتتاح أعمال اجتماع اليوم، قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب "نؤكد التزامنا ووعينا الجماعي على ضرورة تكثيف التعاون والتشاور لصياغة اقتراحات وتوصيات فعالة لرفعها لاجتماع القمة".

وكانت الجزائر استضافت في عام 2008 فعاليات منتدى الدول المصدرة للغاز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منتدى الدول المصدرة للغاز طاقة منخفضة الکربون إلى طاقة

إقرأ أيضاً:

ما توقعات أوابك لأسواق الغاز في 2025؟

شهدت تجارة الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2024 نمواً محدوداً بلغ 1.6%، وهو أقل معدل نمو منذ عام 2020، الأمر الذي أثار تساؤلات حول العوامل التي أدت إلى هذا التباطؤ، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة.

وبهذا الصدد، أرجع خبير أسواق الغاز والهيدروجين في أوابك وائل عبد المعطي، في تصريحات خاصة لسكاي نيوز عربية، الأسباب وراء النمو المحدود لتجارة الغاز الطبيعي المسال إلى:

دخول عدد قليل من المشاريع الجديدة على خريطة الإنتاج التجاري منذ بداية العام، وبطاقات إنتاجية محدودة، ويشمل ذلك مشروعين الأول في الكونغو والثاني في المكسيك بطاقة إجمالية للمشروعين 2 مليون طن سنوياً. وتأخر تشغيل بعض المشاريع الجديدة التي كان من المتوقع تشغيلها في وقت مبكر من عام 2024. العقوبات الأوروبية والأميركية التي استهدفت مشاريع الإسالة الجديدة في روسيا وتحديدا مشروع اركتيك 2، وهو الأمر الذي أدى إلى حرمان السوق العالمي من أكثر من 6 ملايين طن نتيجة توقف المشروع.

التراجع الحاد في صادرات الغاز الطبيعي المسال من بعض الدول المصدرة، نتيجة موجات الحرارة المرتفعة التي شهدها صيف 2024، ومن ثم أعطت الأولية للطلب المحلي عوضا عن التصدير.

أما عن عام 2025، قال عبد المعاطي: "نتوقع في أوابك أن ترتفع الإمدادات العالمية بنحو 4 بالمئة عن معدلات عام 2024، بفضل المشاريع الجديدة المخطط تشغيلها في الولايات المتحدة وكندا وإفريقيا، ولكن سيكون أثر نمو الإمدادات واضحاً بشكل أكبر في النصف الثاني من العام".

صادرات الدول العربية من الغاز المسال

شهدت صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي المسال تراجعاً خلال عام 2024 بلغت نسبته نحو 3 بالمئة، لكن لم يكن لذلك أثر كبيراً على حصتها السوقية التي بلغت نحو 26.4 بالمئة من إجمالي الصادرات العالمية، وبحسب خبير أسواق الغاز والهيدروجين في أوابك وائل عبد المعطي فإن هذا التراجع يعود للأسباب التالية:

• توقف الصادرات من مصر بداية من الأول من مايو 2024، بموجب قرار من السلطات الرسمية لتأمين احتياجات السوق المحلي.
• تراجع الصادرات بنحو 11 بالمئة من الجزائر نتيجة أعمال صيانة لبعض محطات الإسالة، لكن من جانب آخر تمكنت من تعزيز صادراتها عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا لتحل في المرتبة الثانية بعد النرويج ضمن أكبر المصدرين.

وأوضح أن أوابك ترى استقرارا في صادرات الدول العربية في عام 2025 عند مستويات العام الماضي أو أزيد قليلاً في حدود 1 بالمئة، مشيرا إلى أنها قد تشهد نمواً كبيراً بداية من عام 2026 مع تشغيل المرحلة الأولى من مشروع توسعة حقل الشمال في دولة قطر.

موريتانيا.. لاعب كبير قادم في أسواق الغاز

وبالحديث عن الدور الذي ينتظر موريتانيا في أسواق الغاز؟ وكيف سيؤثر ذلك على الأسواق؟ مع بدء إنتاج الغاز المسال في حقل السلحفاة الكبرى-آحميم، قال عبد المعطي، إن هذا المشروع يشكل علامة فارقة في تاريخ موريتانيا، التي تتمكن لأول من إنتاج الغاز من مواردها ودخول مجموعة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال.

وأضاف أن هذا المشروع سيمهد الطريق أمام موريتانيا لتنفيذ مراحل جديدة في مشروع "السلحفاة -آحميم" لإنتاج المزيد من الغاز الطبيعي المسال بما قد يصل إلى أضعاف القدرة الحالية لاستغلال احتياطياته التي تقدر بنحو 15 تريليون قدم مكعب، وبالتالي جذب الاستثمارات لاستغلال موارد البلاد من الغاز.

"تتمتع موريتانيا بموقع جغرافي متميز يتسم بقربه من الأسواق الأوروبية، بالإضافة لبعده عن أية اضطرابات في مسارات الملاحة البحرية، مما سيعزز ذلك من حصة الدول العربية ومساهمتها في التجارة الدولية للغاز الطبيعي المسال"، بحسب تعبيره.

وحول تداعيات قرار إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جو بايدن بإيقاف منح تراخيص لمشاريع الإسالة الجديدة، فند عبد المعطي هذه التداعيات في النقاط التالية:

• عدم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في أي مشروع إسالة جديد داخل الولايات المتحدة.
• تراجع في نشاط الشركات الأميركية في إبرام تعاقدت طويلة المدة لبيع الغاز الطبيعي المسال الأميركي بنسبة 70 بالمئة مقارنة بعام 2023.
• في المقابل، تم اتخاذ قرار الاستثمار في أربعة مشاريع جديدة في كندا، والإمارات، وسلطنة عمان. وتصدرت الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي المسال المشهد العالمي في مجال التعاقدات بإبرام نحو 16 اتفاقية جديدة لبيع كمية تعاقدية إجمالية 23.4 مليون طن/السنة.

أما عن قدوم الرئيس ترمب، توقع خبير أسواق الغاز والهيدروجين في أوابك وائل عبد المعطي أن تعود موجة الاستثمارات في مشاريع الإسالة التي كانت تنتظر قرار الاستثمار النهائي، كما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نشاطاً في توقيع اتفاقيات طويلة المدة لشراء الغاز المسال الأميركي من المشاريع الجديدة.

كما ذكر عبد المعطي أن الأسواق الأوروبية قد فقدت بعد الأزمة الأوكرانية نحو 15 مليار متر مكعب سنويا من الغاز وهو ما يعادل نحو 5 بالمئة من اجمالي احتياجاته من الغاز وقرابة 9 بالمئة من إجمالي مما يستورده من الغاز عموماً.

وأكد أن كل من سلوفاكيا والنمسا كانتا من أبرز الأسواق المتضررة من هذا التوقف.

أما عن التعويض، ففي الوقت الراهن، لجأت الأسواق الأوروبية إلى تعويض النقص من السحب من مخزوناتها من الغاز والتي بدأت تنفذ بوتيرة متسارعة هي الأعلى في السنوات الأخيرة، بحسب تصريحات عبد المعطي.

وقال "مع انتهاء فصل الشتاء الحالي، فسيؤدي ذلك إلى استنزاف المخزونات بشكل كبير، وسيكون لزاماً على أوروبا استيراد المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال لإعادة تعبئة المخزونات، ولكن بأسعار مرتفعة عن مثيلتها في عام 2024، وهو الأمر الذي يحمل عبئا اقتصاديا على السوق الأوروبي ككل خاصة في ظل عدم وجود فائض كبير في السوق".

الهيدروجين.. سوق واعد

شدد عبد المعطي على حرص الدول العربية في لعب دور هام في السوق العالمي للهيدروجين، والظفر بحصة جيدة من هذا السوق الواعد لتضيف مساهمة جديدة إلى موقعها الريادي في أسواق الطاقة.

وأضاف قائلا: "على هذا الأساس وضعت عدة دول عربية أهدافاَ طموحة لإنتاج ما يصل إلى 8 مليون سنويا من الهيدروجين منخفض الكربون لحلول عام 2030، ثم إلى 27 مليون طن سنويا بحلول عام 2040 لتلبية الطلب العالمي المتوقع عليه".

وأوضح أن عدد المشاريع المعلنة في هذا القطاع قد زاد إلى 127 مشروعا، منها ما يجرى تنفيذه ومنها ما هو قيد التخطيط ومرتبط بحالة الطلب المستقبلي على الهيدروجين.

مقالات مشابهة

  • أستاذ الطاقة بالجامعة الأمريكية: مصر تسعى جاهدة للتحول نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة
  • بي بي تبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع آبار ريفن للغاز في مصر
  • هل يمهد اتفاق الغاز بين تركيا وتركمانستان لعهد جديد في أمن الطاقة؟
  • وزيرة البيئة: حريصون على تهيئة المناخ الداعم لتنفيذ مشروعات تحويل المخلفات لطاقة بمصر
  • ثورة الطاقة الخضراء .. مصر تتعاون مع شركات عالمية لتحويل المخلفات إلى مصدر دائم للغاز
  • النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز
  • بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
  • قبرص: اتفاق مع مصر لتسييل الغاز وتصديره إلى أوروبا
  • ما توقعات أوابك لأسواق الغاز في 2025؟
  • إصدار طلبات عروض لتطوير محطة السلع لطاقة الرياح