دمشق-سانا

يواظب الدمشقيون على ممارسة عاداتهم وطقوسهم الخاصة بتكريزة رمضان على ضفاف نهر بردى في أحضان الطبيعة، حيث يودعون شهر شعبان ويستعدون لاستقبال شهر رمضان الفضيل.

ومن الشاغور والميدان وقبر عاتكة وحارة الجورة والصالحية ومختلف أحياء دمشق يحمل الدمشقيون ما لذ وطاب من المأكولات الشعبية المشهورة والمعروفة ومن أواني المطبخ القديمة كالجرن والبابور وجرار الماء الفخار والأباريق البورسلان إلى نزهة تكريزة رمضان مرددين الأغاني الشعبية التي تتغنى بالشام وأهل الشام ليفترشوا الأرض في منطقة الربوة، حيث الطبيعة الخلابة والماء العذب يحيون طقوسهم التي تبدأ في ساعات الصباح وتنتهي عند المغيب.

هيثم الفحل أبو رياض من أصدقاء التراث الشامي بين في تصريح لمراسلة سانا أن تكريزة رمضان عادة شامية قديمة (نزهة أو سيران) تبدأ في الأيام الأخيرة من شهر شعبان لتوديعه والاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل المبارك، حيث يجتمع فيها الأهل والأحبة والأصدقاء بالطبيعة ويمضون يومهم بالمرح والسعادة.

بائع التمر هندي في سوق الحميدية معمر العطار أبو محمد، قال: “التكريزة” عادة قديمة ما زال أهالي دمشق يحرصون على التمسك بها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، لافتاً إلى أنها اقتصرت في السنوات الأخيرة على الإمكانيات الموجودة ضمن المنزل فالهدف منها توعية الجيل الجديد للتمسك بالعادات والتقاليد والحفاظ عليها من الاندثار فالتكريزة شعارها المحبة والتواصل وتلبية حاجة المحتاج بالخفاء، فيما أشار مازن رمضان من أصدقاء التراث الشامي إلى أن ميزة التكريزة تجمع الناس على المحبة وتنهي الخلافات بين الأهل والأصدقاء، إضافة الى أن أغلب الأطعمة تطبخ بالزيت وبأوان قديمة.

الفنان الشعبي أنور باكير أشار إلى أنه يواظب على حضور التكريزة كل عام، وفي السابق كان يحمل معه صندوق العجائب، ويسرد الحكايات والقصص ليمنح الفرح والسعادة للمحيطين، لافتاً إلى أنه حالياً يسرد الحكايا عن الشام وحاراتها، إضافة لنقد خفيف بين الرجل والمرأة لإضفاء طابع المرح والفكاهة على النزهة.

المنشد محمد دياب مؤذن جامع الورد الكبير لفت الى أن التكريزة هي تجهيز الناس روحانياً لاستقبال شهر رمضان المبارك لما يحمل من ألفة ومحبة ومودة بين الناس، لافتاً إلى أنه اعتاد على مرافقة أصدقاء التراث الشامي بنزهتهم، حيث ينشد الأناشيد الدينية والأشعار المعتادة في التكريزة التي تتغنى بالشام وأهلها مثل “يا شام فضلك سابق علينا وترابك والله غالي علينا  …. دمعي على خدي والقلب حزينة يا شام فضلك سابق علينا”، إضافة إلى أغان شعبية مثل يا مال الشام وغيرها من الأغاني التي يرددها أهل الشام في نزهاتهم، لافتاً إلى أن التكريزة يتم فيها توجيه العزيمة لبعض الأسر المحتاجة لتحقيق التواصل والألفة وليكون الجميع قلب واحد.

بدوره المغترب عبد الرزاق محمد فايز سليماني أشار إلى أنه مقيم خارج سورية منذ أكثر من 42 عاماً لكنه يحضر للمشاركة في تكريزة رمضان ليجتمع مع الأهل والأحبة والأصدقاء، إضافة إلى أنه يضفي على النزهة طابعاً جميلاً من خلال فقرة المبارزة “بالترس والسيف” التي ورثها عن أجداده وهي العادة التي يبدأ الدمشقيون نزهتهم بها عند دخولهم إلى المكان الذي اختاروه.

بدورها السيدة الستينية منى حلاق أشارت إلى أنها تقوم بممارسة الطقوس التي ورثتها عن عائلتها، حيث جمعت كل الأقارب والأحبة في نزهتها على ضفاف نهر بردى، مبينة أن هذه المناسبة فرصة للصلح والتواصل مع الأهل فيما أشارت الشابة نيفين جلول إلى أنها حضرت مع عائلتها وأقاربها للاستمتاع بالطبيعة الخلابة وإحياء تكريزة رمضان، حرصاً على استمرار هذه العادة التراثية القديمة والتي ستقوم بتوريثها لأبنائها مستقبلاً.

سكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن "عادة ليلية" قد تكون سر الوقاية من الخرف

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن ممارسة عادة ليلية شائعة، قد تكون مفتاح الوقاية من الخرف، بخلاف الأساليب المعروفة، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية.
وذكرت الدراسة، أن الحصول على قسط جيد من النوم في المساء وبانتظام، قد يكون السر في الوقاية من الخرف.
وفقا للبحث المنشور في مجلة "Neurology" لعلم الأعصاب، فإن كبار السن الذين يعانون من النعاس أو التعب أثناء النهار معرضون بشكل أكبر للإصابة بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي، وهي حالة ما قبل الخرف، والتي تشمل تراجعا في الصحة المعرفية وبطء الحركة.
وأظهرت الدراسة أن 35% من المشاركين الذين عانوا من النعاس الشديد أصيبوا بهذه المتلازمة، مقارنة بـ6.7% فقط ممن لم يعانوا من النعاس.

وتوضح طبيبة الأعصاب، الدكتورة ميريديث بوك، أن "اضطرابات النوم مرتبطة بالخرف، إذ يؤثر الخرف على دورة النوم الطبيعية في الدماغ، كما أن القلق وتغيرات المزاج المصاحبة للخرف، تزيد من صعوبة الاسترخاء والنوم".
وتؤكد دراسات أخرى أن اضطرابات النوم تؤثر على 60 - 70% من المصابين بالخرف أو ضعف الإدراك، وأنها قد تكون مؤشرا مبكرا لزيادة خطر الإصابة بالخرف.
 

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن "عادة ليلية" قد تكون سر الوقاية من الخرف
  • بمراسم استقبال رسمية.. ولي عهد أبوظبي يصل قصر القضيبية في المنامة
  • جرت له مراسم استقبال رسمية.. ولي عهد أبوظبي يصل إلى قصر القضيبية في المنامة
  • عادة سحرية تُطيل حياتك 5 إلى 10 سنوات إضافية.. ما هي؟
  • "عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
  • خالد بن محمد بن زايد يحضر حفل استقبال زفاف راشد علي راشد النعيمي
  • خالد بن محمد بن زايد يحضر حفل استقبال بمناسبة زفاف راشد علي راشد النعيمي
  • «الفضيل» يلتقي كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي
  • محمد بن راشد يحضر حفل استقبال زفاف نجل منصور محمد العور
  • محمد بن راشد يحضر حفل استقبال أقامه منصور العور بمناسبة زفاف نجله