هل ينقذ كيسنجر العجوز بايدن من أزماته ويلقي له طوق النجاة بزيارته للصين؟ وما هي الأهداف الثلاثة التي يسعى لتحقيقها؟ وما هي الاستراتيجية الالتفافية الذكية التي تتبناها الزعامة الصينية حاليا؟ وأين موقع الحرب الأوكرانية من كل هذا الحراك؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان عندما تلجأ الإدارة الامريكية الى دفاترها القديمة، وترسل هنري كيسنجر وزير خارجيتها قبل 50 عاما الى بكين، فهذا يعني أمرين أساسيين: الأول: ان استراتيجيتها الدبلوماسية في احتواء الصين وأبعادها عن روسيا قد فشلت، والثاني: انها بدأت تشعر بإرهاصات بالهزيمة في الحرب الأوكرانية التي أشعلت فتيلها، وتبحث الآن يائسة عن مخارج منها عبر دبلوماسية الأبواب الخلفية.
***
صحيح ان كيسنجر بلغ المئة عام من عمره، وان آخر مرة زار الصين كوزير خارجية كانت قبل خمسين عاما، ولكن الصحيح أيضا ان زيارته الحالية هذه قد تكون آخر فرصة، ليس لإصلاح العلاقات الصينية الامريكية فقط، وانما أيضا تخفيف حدة التوتر، وتجنب المواجهة مع الصين عسكريا على أرضية الخلاف حول تايوان، والحرب الأوكرانية. أمريكا تعيش مأزقا خطيرا متشعب الجبهات هذه الأيام، وتبحث عن مخارج بأي طريقة، ولعل لجوئها الى كيسنجر المُغرق في الهرم، لمساعدتها في هذا المضمار، هو احد اكبر عناوين هذا المأزق، وحالة الضعف التي تعيشها على الصعد كافة. كيسنجر لا يملك طوق النجاة حتى يلقيه لإنقاذ الغريق بايدن للخروج من هذا المأزق، ووقف الانهيار الأمريكي المتسارع سياسيا واقتصاديا وعسكريا، فأفكاره قديمة، والصين اليوم هي غير الصين التي زارها عام 1972، ودبلوماسية البينغ بونغ اندثرت، ولم تعد موجودة على الخريطة السياسية، والعالم يتغير بسرعة، وهناك معادلات جديدة تتبلور، وقوى جديدة تصعد بسرعة، ولا يعرف كيسنجر الذي يعيش في الماضي الكثير من تفاصيلها، والحل الوحيد لبايدن ان يذهب بنفسه الى بكين، وبعدها موسكو مسلما بالحقائق الجديدة، وباحثا عن نهاية تنقذ ماء الوجه في تايوان والحرب الأوكرانية، تقليصا للخسائر، وتجنبا للهزيمة الكبرى، فأمريكا لم تعد الدولة الأعظم، والصين وروسيا هما القوتان الصاعدتان بقوة حاليا، ومرحلة الزعامة الغربية للعالم على أرضية الحرب العالمية الثانية ونتائجها، ولت الى غير رجعة، ونحن نقف على اعتاب عالم جديد بمعادلات جديد.. وقيادات جديدة.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الحرب الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
أميركا توضح: ذهبنا إلى الحل الدبلوماسي في لبنان بعد إضعاف الحزب
اعتبرت الحكومة الأميركية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة، مشيرة إلى أنّ إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، كانت فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل دبلوماسي الآن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي في واشنطن الأربعاء: "ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة".
يأتي ذلك بالتوازي مع وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لتقارير إعلامية.
ومن المتوقع أن يقدم مسودة اتفاق أميركية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. (سكاي نيوز)