دورية لـ "الداخلية" تحث الجماعات على تفعيل اعتبار سكوت الإدارة وعدم ردها بمثابة موافقة
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
حثت دورية لوزارة الداخلية موجهة للجماعات الترابية على ضرورة تفعيل مبدأ سكوت الإدارة وعدم ردها على طلبات المواطنين الإدارية، واعتباره بمثابة موافقة مع تحديد الآجال فيما يتعلق بالقرارات الإدارية.
وأشارت الدورية، رقم: 13421 مؤرخة في 21 يوليوز 2023، والتي حصل “اليوم 24” على نسخة منها، إلى أنه، وبمجرد انقضاء الآجال المحددة لتسليم المواطنين لطلباتهم دون حصول المرتفق على القرار المعني، فإن سكوت الإدارة في هذه الحالة يعتبر بمثابة موافقة ويصبح الطلب حقا مكتسبا للمرتفق ويلزم الإدارة بتسليم القرار.
ويهم الأمر، حسب الدورية، سبعة قرارات تخص مجال التعمير؛ ويتعلق الأمر برخصة البناء والإذن بإحداث تجزئة عقارية، والإذن بإحداث مجموعة سكنية، والإذن بتقسيم عقار ورخصة السكن أو شهادة المطابقة ورخصة الإصلاح، ورخصة الهدم.
ويتعلق الأمر كذلك، حسب المصدر ذاته، بقرارين آخرين يخصان مجال الأنشطة التجارية والحرفية والصناعية، ويخص الأمر الترخيص باستغلال مؤسسة مرتبة في الصنف الثاني، والترخيص باستغلال مؤسسة مرتبة في الصنف الثالث.
وأشارت الدورية، إلى أن المرتفق وعند انقضاء الآجال دون تسلمه القرار أو تلقيه رفضا معللا من طرف الإدارة، من حقه أن يتقدم بطلب لرئيس مجلس الجماعة أو المقاطعة، الذي يتوجب عليه داخل أجل سبعة أيام من تقديم هذا الطلب تسليم المرتفق القرار الإداري موضوع الطلب.
وفي حالة عدم تسلمه في أجل سبعة أيام، يقول المصدر ذاته، فيمكن للمرتفق أن يلجأ حسب الحالة إلى والي الجهة أو عامل العمالة أو الإقليم أو عامل عمالة المقاطعات لطلب الحصول على إشهاد بالسكوت المعتبر بمثابة موافقة.
وبناء على طلب الحصول على الإشهاد بالسكوت، يقوم الوالي أو العامل، حسب الدورية، بمراسلة رئيس مجلس الجماعة أو المقاطعة المعني قصد الإدلاء بتوضيحات كتابية حول أسباب امتناعه عن تسليم القرار الإداري.
وشدد المصدر ذاته، على أن التوضيحات الكتابية التي سيتم الإدلاء بها عند الاقتضاء، والتي تبقى من مسؤولية رئيس مجلس الجماعة أو المقاطعة حتى في حالة التفويض لأحد نوابه، لا تحول دون حصول المرتفق على الإشهاد بالسكوت المعتبر بمثابة موافقة، كجزاء عن سكوت الإدارة داخل الأجل المحدد لها لمنح القرار أو لرفضه المعلل.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن الوالي أو العامل المعني يسلم الإشهاد بالسكوت داخل أجل لا يتعدى عشرة أيام ابتداء من تاريخ التوصل بطلب المرتفق، مشيرا، في جانب آخر، إلى أن الحصول على إشهاد بمثابة إقرار بسكوت الإدارة لا يعفي المرتفق من أداء الرسوم أو الأتاوى أو الأجور عن الخدمات المقدمة المتعلقة بالقرار المعني.
كلمات دلالية التعمير الداخلية القرار الاداري رخصة البناءالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التعمير الداخلية رخصة البناء إلى أن
إقرأ أيضاً:
النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان
في زمن تتراكم فيه الأنقاض، وتغطي السحب السوداء سماء الأوطان، يطل علينا قادة الميليشيات والجماعات المسلحة من خلف المنابر ليعلنوا "النصر العظيم". النصر؟ عن أي نصر يتحدثون؟ هل يقصدون ركام المدن؟ أم جثث الأبرياء؟ أم تلك العائلات التي تهيم بلا مأوى؟ يبدو أن هؤلاء قد وجدوا تعريفًا جديدًا للنصر، تعريفًا يخصهم وحدهم، تعريفًا يضع الخراب والدمار في خانة الإنجازات.
إذا كان النصر يعني تدمير الأوطان وتهجير الشعوب، فلعلنا نحتاج إلى إعادة النظر في كل ما تعلمناه عن مفاهيم النجاح والفشل. هؤلاء القادة، ببذلاتهم الأنيقة وأسلحتهم التي يلوحون بها كالبهلوانيين في سيرك دموي، يدّعون أنهم يقودون شعوبهم نحو الكرامة. ولكن، أي كرامة تلك التي تُبنى على جثث الأبرياء؟ وأي مجد يتحقق بين أنقاض المنازل؟
أليس من المثير للسخرية أن تُطلق هذه الجماعات على نفسها اسم "حركات المقاومة"، بينما هي تقاوم كل منطق وكل حقيقة؟ إن المقاومة الحقيقية هي تلك التي تدافع عن الشعوب، لا التي تسحقها تحت شعاراتها الرنانة. ولكن، حين تتجرأ مجموعة محدودة الإمكانات على مهاجمة دول تمتلك جيوشًا تمتلك أسلحة تضعها على قمة هرم القوة العالمية، ماذا نتوقع؟ هل ننتظر انتصارًا عظيمًا؟ أم كارثة محققة؟
برتراند راسل قال ذات يوم: “الحماقة هي أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، وتنتظر نتائج مختلفة.”، وهذا بالضبط ما تفعله هذه الجماعات. تشعل الحرب تلو الأخرى، تدخل في معركة غير متكافئة، وتكرر نفس الأخطاء التي دفعت الشعوب ثمنها من قبل. ثم، عندما تغرق السفينة، يخرج القبطان ليقول بفخر: “لقد حققنا النصر!”
إن كان هذا ليس تعريف الحماقة، فما هو إذن؟ إذا لم يكن هذا استهتارًا فاضحًا بأرواح الناس ومستقبلهم، فما هو الاستهتار؟ يبدو أن هذه الجماعات تُؤمن بأن الشعوب ليست سوى أرقام في دفاتر الخسائر، أرقام يمكن تعويضها بسهولة. كأن الإنسان بالنسبة لهم مجرد ورقة تسقط من شجرة ولا يُلقي أحد بالًا لها.
حين تُشعل الجماعات المسلحة نيران حرب عبثية، فإنها لا تُلقي بالًا لحجم الدمار الذي ستخلفه وراءها. فهذه ليست مشكلتها. مشكلتها الوحيدة هي أن يظهر قائدها بمظهر البطل أمام عدسات الكاميرات. بطلٌ لا يحمل من البطولة سوى الاسم، قائدٌ يختبئ في مخبئه المجهول بينما يدفع الأبرياء ثمن مغامراته العبثية.
وهنا، نتساءل: أي نصر هذا الذي يتحقق على أنقاض المدن؟ وأي كرامة تُبنى فوق جثث الأطفال؟ هل أصبحت الشعارات الرنانة تبريرًا كافيًا لكل هذه الفظائع؟
والحكومات الوطنية، تلك التي تستحق هذا الاسم، تفهم أن النصر الحقيقي لا يقاس بعدد الصواريخ التي أُطلقت، ولا بعدد المباني التي انهارت. النصر الحقيقي هو الذي يحمي الشعوب، يُحافظ على الأرواح، ويضمن مستقبل الأجيال القادمة. أما هؤلاء، فلا يرون في الشعوب سوى وقودٍ لحروبهم العبثية، وسيلة لتحقيق أهداف لا يعرف حقيقتها أحد، ربما حتى هم أنفسهم.
ألم يكن من الحكمة أن تتوقف هذه الجماعات للحظة وتسأل نفسها: هل نحن مؤهلون لهذا؟ هل لدينا القدرة على مواجهة عدو بهذا الحجم؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه مقامرة بحياة الأبرياء؟ ولكن، للأسف، الحكمة ليست جزءًا من قاموسهم.
في نهاية المطاف، هذه الجماعات لا تُجيد شيئًا سوى بيع الشعارات الفارغة. شعارات تغطي بها عجزها وفشلها في حماية من تزعم أنها تدافع عنهم. الشعوب ليست بحاجة إلى شعارات، بل إلى أفعال حقيقية. الشعوب بحاجة إلى قادة يفكرون في سلامتها وأمنها، لا إلى تجار حروب يضعون مصالحهم فوق كل اعتبار.
وكما قال جون ستيوارت مل: “الحرية الحقيقية تأتي من القدرة على بناء مستقبل أفضل، لا من تدمير الحاضر.”، ولعل هذا هو الدرس الذي يجب أن تتعلمه هذه الجماعات، قبل أن تُلقي بالمزيد من الشعوب إلى هاوية العبث والخراب.