الرؤية المستقبلية.. كيف تقود التقدم في تنافسية سلطنة عُمان؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تطورات إيجابية في المشهد الاقتصادي:
- قطاعات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر تجتذب أحجامًا كبيرة من الاستثمارات
- تدفقات الاستثمارات الاجنبية تحقق نموًا جيدًا
- قطاعات النمو التقليدية مثل الصناعة والإنشاءات والثروة السمكية تجذب مشروعات نوعية مهمة
- تقليص دور الحكومة وإفساح الطريق للقطاع الخاص
- مبادرات تدعم التنويع وترسي ركائز الاستدامة
إجراءات مهمة لتسهيل الاستثمار:
- مراجعات للرسوم الحكومية
- توسُّع في الخدمات الرقمية
- تبسيط الإجراءات
- بوابة موحدة للاستثمار والأعمال
- طرح الفرص الجاهزة في مختلف القطاعات
- تواصل مع المستثمرين المحتملين بخدمات متميزة عبر صالة "استثمر في عمان"
- تطوير دليل حوافز موحد لكافة القطاعات
أهمية متزايدة لوضع المؤشرات حول أداء القطاع الخاص:
- حجم استثمارات القطاع ومساهمته في تنفيذ البرامج الاستثمارية لخطط التنمية
- خطط التوسع والمشتريات
- الإنفاق على البحث والابتكار
- مستهدفات التوظيف على المدى القصير والمتوسط
تتبنى رؤية عُمان المستقبلية 2040 وخطتها التنفيذية الأولى، الخطة العاشرة، مستهدفات طموحة لرفع تنافسية سلطنة عُمان في كافة المؤشرات الدولية، وخلال الأشهر الأخيرة بدأت توجُّهات التنويع والاستدامة في تحقيق العديد من النتائج الجيدة التي ترصد التحسُّن الملموس في بيئة الاعمال وجذب الاستثمارات الجديدة وتوسعة مصادر التمويل وتحفيز القطاع الخاص وروّاد الأعمال والتطوير المستمر للأطر التشريعية واللوائح التنفيذية للقوانين ومنظومة الحوافز والتسهيلات المشجعة للاستثمار، كما قطعت سلطة عمان شوطًا جيدًا في جوانب أخرى مهمة مثل خفض كلفة الأعمال، وحلحلة التحديات التي تواجه الاستثمار في بعض القطاعات، وتتوجه بشكل حثيث نحو تقليص الدور الحكومي في الاقتصاد بهدف إتاحة مجال واسع لنمو القطاع الخاص، وقيادته دفة النمو الاقتصادي وذلك عبر اتاحة فرص استثمار واعدة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والتنفيذ الفعلي لبرنامج التخصيص لبعض الحصص والشركات الحكومية.
مع الارتباط القوي بين تنافسية الاقتصاد وقدرة الدول على تعزيز النمو المستدام، تستهدف الرؤية المستقبلية عُمان 2040، تحقيق نقلة كبيرة في المكانة التنافسية لسلطنة عُمان عالميًا، وتحسين التصنيف في عدة مؤشرات لتصبح ضمن أفضل 20 دولة في العالم في مؤشر الابتكار العالمي ومؤشر الأداء البيئي وضمن أفضل 10 دول بالعالم في مؤشرات الحوكمة وغير ذلك من المؤشرات.
وبعد نحو ثلاث سنوات من بدء تنفيذ رؤية عُمان، تثبّت رؤية عُمان أقدامها على الطريق لتحقيق هذه الطموحات، وتبدو ملامح التنافسية في المشهد الاقتصادي العماني إبجابية ومواتية لجذب المستثمرين؛ فقطاعات جديدة مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر تجتذب أحجاما غير مسبوقة من الاستثمارات، وتدفقات الاستثمارات الأجنبية تحقق نموًا جيدًا، وقطاعات النمو التقليدية مثل الصناعة والإنشاءات والثروة السمكية تجتذب مشروعات نوعية مهمّة تمهّد لآفاق واسعة في مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي ومدى تنوُّع هيكل النمو، والاستثمارات الحكومية، عبر جهاز الاستثمار العُماني، وسياسات النمو تتوجه بشكل أساسي نحو دعم الدور القيادي للقطاع الخاص في الاقتصاد بمبادرات تدعم تنويع الاقتصاد وتُرسي ركائز قوية للاستدامة عبر برامج التنويع وتأسيس كيانات استثمارية جديدة تلعب دورًا واسعًا في دعم المستثمرين وتشجيع الابتكار مثل صندوق "عُمان المستقبل" وبنك الاستثمار العماني.
كانت جملة هذه التطورات الإيجابية في مشهد وبيئة الأعمال، والتي تندرج ضمن مستهدفات رؤية عُمان، منطلقا لما حققته سلطنة عُمان من تقدُّم وقفزات في ترتيبها العالمي في العديد من المؤشرات الدولية منها مؤشر الابتكار والتنافسية الصناعية وريادة الأعمال، وخلال الأسبوع الماضي أعلنت مؤسسة هيرتاج فونديشن عن نتائج تقرير مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2024، والتي رصدت قفزة في ترتيب سلطنة عُمان عالميا لتتقدم 39 مرتبة، وتحل في المركز الـ56 عالميًّا مقارنة بمرتبتها الـ95 في مؤشر عام 2023.
ويُعد هذا المؤشر واحدًا من أهم المؤشرات الدولية التي ترصد جهود الدول في تعزيز جوانب الحرية في الاقتصاد، خاصة أن نطاق هذه التنافسية في الحرية الاقتصادية لسلطنة عمان يتم قياسه مع اقتصاد 184 دولة في العالم، من خلال ركائز هي سيادة القانون وحجم الحكومة والكفاءة التنظيمية والأسواق المفتوحة، وتركز تقييمات مؤشر الحرية الاقتصادية على العلاقة الإيجابية بين الحرية الاقتصادية ومجموعة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية، ومدى تقدُّم جهود الدول في كافة الجوانب بما في ذلك الصحية والبيئية، وزيادة نصيب الفرد من الثروة، والتنمية البشرية، والديمقراطية.
وفي ظل رؤية عُمان 2040، حققت سلطنة عمان تقدمًا واضحًا في العديد من هذه الجوانب مثل زيادة انفتاح سوقها وقطاعاتها الاقتصادية أمام المستثمرين العالميين، والهدف هو جذب الاستثمارات النوعية المهمة التي تخدم مستهدفات رؤيتها الطموحة، كما قدمت أوجه دعم واسعة للقطاع الخاص بما في ذلك مشروعات واعدة للشراكة وتسهيلات الاستثمار، وعززت سلطنة عمان بشكل كبير من كفاءة الإدارة الحكومية على عديد من المستويات بدءا من إعادة الهيكلة الشاملة التي تمّت في القطاع الإداري للدولة كتمهيد ضروري لإنجاح مستهدفات الرؤية المستقبلية ووصولا نحو تبنّي خطط وبرامج تحقق أعلى كفاءة ممكنة للإدارة والإنفاق الحكومي، وتوجهت أيضا نحو مستهدفات بيئية طموحة للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050 ودخول قوي لمجال الصناعات النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر، فيما يظل من الملامح المهمة للتطورات التي تشهدها سلطنة عمان هو الترابط القوي بين توجهات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي يستهدف تعزيز التنمية المستدامة، حيث كان البعد الاجتماعي للتنمية حاضرا في كافة السياسات ومنها حزمة التحفيز والمساندة التي صاحبت تفشّي الجائحة، وتعزيز مخصصات الدعم في الميزانية العامة، وتوجت سلطنة عمان اهتمامها بالبعد الاجتماعي بإصدار قانون العمل الجديد وتطبيق منظومة الحماية الاجتماعية هذا العام كخطوة متقدمة نحو تعزيز الرفاه الاجتماعي، ومدّ مظلة الحماية ورفع نصيب المواطن من الناتج المحلي الإجمالي.
وهناك العديد من التطورات التي شهدتها بيئة الأعمال وساهمت في تحسين تنافسية سلطنة عُمان، فقد بدأ ذلك بإصدار قانون استثمار رأس المال الأجنبي، وحزمة من التشريعات المتطورة ذات العلاقة بالاقتصاد والاستثمار، وتمّ عبر المختبرات الوطنية تحديد الأولويات الاستثمارية للقطاعات الاقتصادية المستهدفة للنمو، وتبنّي برامج وطنية ضمن الخطة العاشرة لتنفيذ هذه المستهدفات، وكانت إجراءات تسهيل الاستثمار في تقدُّم مستمر عبر عدة مراجعات للرسوم الحكومية، والتوسع في الخدمات الرقمية وتطوير البوابة الموحدة للاستثمار والأعمال، وطرح الفرص الجاهزة للمستثمرين عبر منصة "استثمر في عُمان"، والتواصل الجيد مع المستثمرين المحتملين بخدمات متميزة تتم عبر صالة "استثمر في عمان"، وتأطير الفرص المتاحة وتطوير دليل الحوافز الموحد لكافة القطاعات الاقتصادية، والذي يشمل المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة، والمناطق العلمية، والمناطق الصناعية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير معلومات حول الحوافز الاستثمارية التي توفرها سلطنة عمان للمستثمرين.
وبينما تتوالى المؤشرات الدولية التي ترصد ما تشهده بيئة الاستثمار في سلطنة عُمان من تغيُّرات، تتسارع أيضا مبادرات الحكومة لدعم النمو والتنويع، وفي ظل هذه التطورات المواتية لنمو الاستثمار الخاص ورفع تنافسية سلطنة عمان، يظل من المستهدفات المهمة التي يجب وضعها على أجندة الاهتمام خلال الفترة الحالية تعزيز مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل معدل النمو الاقتصادي وبيانات التجارة والصادرات وحجم التدفقات الاستثمارية، بمسوحات إحصائية ومؤشرات دورية للاقتصاد الجزئي ترصد تقدم النتائج الفعلية لجهود دعم القطاع الخاص، خاصة ما يتعلق بحجم استثمارات هذا القطاع والتوجه القطاعي لهذه الاستثمارات ومساهمتها في تنفيذ البرامج الاستثمارية لخطط التنمية الخمسية، وخطط القطاع الخاص للتوسع والمشتريات وحجم إنفاقه على البحث والابتكار وكذلك مستهدفاته للتوظيف على المدى القصير والمتوسط وغير ذلك من المؤشرات التفصيلية لمسار النمو في القطاع الخاص، فهذه المؤشرات المحددة لها أهمية كبيرة في رصد دقيق وواضح لما يتحقق فعليّا من توسُّع في دور القطاع الخاص، والذي تعتمد عليه رؤية عمان المستقبلية بشكل رئيسي في قيادة النمو وتعزيز الابتكار وتوليد فرص العمل، ولعلّ من المبادرات المهمة في هذا السياق ما يتم من تطوير لقواعد البيانات في سوق العمل وقطاع ريادة الأعمال، وكذلك المصفوفة الوطنية للاستثمار، والتي يتم تطويرها لتقدّم أول قياس للأثر الاقتصادي والعائد للمشروعات الاستثمارية في سلطنة عمان وفق المعايير الدولية شاملًا عدد الوظائف الماهرة للعُمانيين التي يوجدها المشروع، وحجم المناولة الناتجة عن تنفيذ المشروع في الموانئ العمانية، ومدى استفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة من تحقُّق المشروع، وحجم الشراء المحلي من السوق العُماني أثناء مرحلة التشييد ومرحلة التشغيل، مما يساعد متخذي القرار على تحديد حجم الحوافز المقدمة للمشروعات الاستثمارية والدعم اللازم لتحققها.
ويظل كل تقدم تحرزه سلطنة عمان في زيادة دور القطاع الخاص ورفع معدلات الاستثمار يحسب لصالح إنجاح مستهدفات رؤيتها الطموحة، ويقدم المزيد من ركائز التنمية المستدامة وتعزيز تنافسية سلطنة عُمان في كافة المؤشرات الدولية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحریة الاقتصادیة المؤشرات الدولیة القطاع الخاص سلطنة عمان العدید من فی کافة
إقرأ أيضاً:
سفير سلطنة عمان في القاهرة: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
قال السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن استمرار الحرب في غزة قد يدخل المنطقة في صراع، وهذا الأمر لا تتمناه السلطنة أو أي عقل بشري، مشيرًا إلى أن المجازر التي حدثت في غزة تتجاوز فكرة الدفاع عن النفس مثلما تتحدث دولة الاحتلال.
وأضاف "الرحبي"، خلال حواره مع الإعلامي فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن سلطنة عمان تنادي بضرورة حل القضية الفلسطينية بالحوار، وضرورة أن يقف العالم موقف صدق، ويحترم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
سفير سلطنة عمان: إنجازات الدولة المصرية مفخرة للمواطن العربي الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطنيوأوضح أن مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القاهرة وقعت اتفاقية سلام مع دولة الاحتلال، وسلطنة عمان ساندت هذه الاتفاقية، وعلى دولة الاحتلال أن تحترم هذه الاتفاقية وتعتبرها نموذجاً للعلاقات مع الدول العربية.
ونوه إلى أن القمة العربية الإسلامية في الرياض كانت مهمة، مشيرًا إلى أن هذه القمة طالبت بوقف الحرب وإيصال المساعدات، والعمل على تجميد عضوية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، لأنها تجاوزت القوانين الدولية والإنسانية.
وأضاف، أن التضامن العربي مهم خلال الفترة الحالية، لكي يكون للأمة العربية شأنها، ولكن في ظل عدم وجود رؤية عربية واحدة وعدم الإيمان بالتضامن العربي سيستمر النزيف الذي يحدث الآن.
وأوضح أن التقارب السعودي الإيراني بدأ في سلطنة عمان، واستكمل مع الصين، مشيرًا إلى أن هذا التقارب خطوة إيجابية لاستقرار المنطقة العربية.