قرار للمحكمة في قضية السيدة المتهمة بالتعاون مع الدعم السريع واتهامات تطال ضابط شرطة
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
اتهمت أسرة سلمى أحد الجيران في الحي بشرق النيل، وهو قيادي بالشرطة برتبة عقيد بتلفيق تهمة تعاونها مع قوات الدعم السريع بسبب خلافات قديمة للمرحومة والدة محمد علي عكاشة زوج سلمى
عطبرة : التغيير
كشفت أسرة المتهمة سلمى حسن الموجودة في سجن عطبرة منذ (5) أشهر والتي نُقلت مؤخراً لشرطة المباحث، عن صدور قرار للمحكمة المختصة بتقديمها للمحكمة أو إطلاق سراحها فوراً.
وأكد زوج المتهمة محمد علي عكاشة، لـ(التغيير)، أن القاضي المختص قام بتوجيه النيابة بإطلاق سراح المتهمة أو تقديمها للمحكمة إذا كان هناك بينات ضدها.
وأشار عكاشة إلى أن المتهمة سلمى حسن، موجودة حالياً لدى شرطة المباحث بعد أن أُتيدت لخارج سجن عطبرة .
واتهمت أسرة سلمى، أحد الجيران في الحي بشرق النيل، وهو قيادي بالشرطة برتبة عقيد بتلفيق تهمة تعاون سلمى مع قوات الدعم السريع بسبب خلافات قديمة للمرحومة والدة محمد علي عكاشة زوج سلمى .
وكانت السلطات الأمنية بنهر النيل عطبرة ألقت القبض علي سلمى ونسيبتها والدة زوجها الحاجة إنعام أحمد خيري (التي توفيت لاحقاً في السجن) قبل أكثر من 5 أشهر بتهمة التعاون مع الدعم السريع .
وأوضح محمد علي عكاشة لـ(التغيير)، من المحتمل أن العقيد (ع) كان يظن أن والدته هي من قامت بالوشاية به أو أخبرت الدعم السريع عن مكان منزله.
وأوضح أن قوات الدعم السريع هاجمت منزل العقيد في الأيام الأولى للحرب وقامت بنهبه.
العقيد.. خلافات مع الدعم السريع
وأضاف بأن العقيد كانت له خلافات مع الدعم السريع في قضية “حاوية مخدرات” قيل إنها كانت تابعة للدعم السريع وهو الأمر الذي كشف عن العقيد نفسه مما تسبب في نقله إثر ذلك لخارج ولاية الخرطوم.
وأشار عكاشة إلى أن زوجته سلمى لم تكن موجودة معهم في البيت الكبير بشرق النيل رفقة المرحومة والدته ولكن زُج بها في القضية لتقوية موقف الشاكي لأنها تنتمي لـ”قبيلة المسيرية”. وبالتالي يمكن أن يتم ربط تعاونها في القضية وتقديمها “ككبش فداء” واستغلال الإصابة التي لحقت بقدمها في الشارع باعتبار أنها كانت مع عناصر الدعم السريع.
وأوضح بأن ملابسات القضية باتت معقدة بالنسبة لهم وأنهم باتوا يشككون في حقيقة الشاكي بعد المعلومات التي تحصلوا عليها والتي تفيد بأن الشاكي في القضية هو العقيد جارهم وليس أحد أفراد الشرطة .
من جانبها قالت أسرة سلمى، أن شرطة ولاية نهر النيل تتماطل في تنفيذ قرار النيابة بإطلاق سراح المتهمة أو تقديم أوراقها للمحكمة وفق البينات .
وبحسب محامي الطوارئ وناشطين في المجتمع المدني، فإن التهم الموجهة إلى سلمى تعود لكونها من “قبيلة المسيرية” لذلك تم ربطها بالدعم السريع.
ورفض قاضي المحكمة المختصة بعطبرة تجديد حبس المتهمة سلمى ووجه النيابة بتقديمها للمحكمة إذا كانت لديها بينات أو إطلاق سراحها فورا ، ووفق ما أفاد زوج “سلمى” محمد علي عكاشة.
وأكد عكاشة، أن زوجته مريضة وحالتها الصحية متدهورة وحمل شرطة مباحث نهر النيل مسؤولية أي مضاعفات صحية يمكن أن تحدث لها.
الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع قضية السيدة مدينة عطبرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع قضية السيدة مدينة عطبرة مع الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
اتهم السودان الإمارات بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى تقدّم بها الخميس أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة تسلّط الضوء على دور مفترض للدولة الخليجية في الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ نحو عامين. ولطالما اتهمت الخرطوم وأطراف أخرى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ العام 2023، وهو ادعاء لطالما نفته الإمارات. فأي دور للإمارات في السودان، وما هي علاقتها بقوات الدعم السريع؟
ما أهمية السودان للإمارات؟
يُعد السودان، إحدى أكبر دول أفريقيا، غنياً بالموارد الطبيعية بما في ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة والغاز. كما أنه ثالث أكبر منتج للذهب في القارة. ويتشارك السودان حدوداً غربية طويلة مع ليبيا حيث تدعم الإمارات موالين لها في بنغازي، ويطل شرقاً على البحر الأحمر، الممر المائي الحيوي للنفط.
وفي العام 2021، استولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، بعد تنفيذ انقلاب مع نائبه حينها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع. وبعد عامين، اندلعت الحرب بين البرهان وحميدتي، وسط اتهامات لقوى عدة، بما في ذلك الإمارات ومصر وتركيا وإيران وروسيا، بدعم أحدهما أو الآخر.
ويقول الباحث المتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط أندرياس كريغ إنّ الهدف الأساسي للإمارات في السودان "يتعلق بالتأثير السياسي في بلد استراتيجي يكتسي أهمية كبيرة للغاية". وتنظر شركات مرتبطة بالإمارات إلى السودان باعتباره مركزاً للاستثمار في الموارد والمعادن والتجارة، بحسب كريغ.
من جهته، يقول الباحث السوداني حميد خلف الله إنّ "دولة الإمارات الصحراوية مهتمة بالموارد الطبيعية التي تفتقر إليها بما فيها المعادن والأراضي الصالحة للزراعة". ويضيف أنه من ليبيا إلى الصومال، "تتّبع الإمارات نمطاً للعمل مع القوات شبه العسكرية" لاستغلال موارد القارة.
وقدّرت منظمة "سويس إيد" في تقرير العام الماضي أنّ 66,5% من صادرات الذهب الأفريقية إلى الإمارات في العام 2022 تمّت عن طريق التهريب. وتُعد الإمارات، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب، المشتري الأكبر عالمياً لهذا المعدن الثمين من السودان، وهو قطاع يسيطر عليه دقلو إلى حد كبير.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ترييستي الإيطالية فيديريكو دونيلي أنّ حصر اهتمامات الدولة الخليجية بالذهب هو أمر "تبسيطي للغاية". وأضاف أنّ الإمارات تسعى أيضاً إلى "مواجهة النفوذ السعودي" في السودان و"منع انتشار الإسلام السياسي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها.
ما علاقة الإمارات بـ"الدعم السريع"؟
ترتبط دول خليجية بعلاقات مع الجيش السوداني منذ انضمام الخرطوم إلى التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جماعة الحوثيين. وقاد البرهان السودانيين الذين قاتلوا تحت مظلة السعودية، بينما قاتلت قوات الدعم السريع إلى جانب جنود من الإمارات، بحسب دونيلي.
منذ ذلك الحين، نشبت خلافات بين الحليفين الخليجيين التقليديين. ويشرح دونيلي أن دعم الإمارات دقلو، رغم نفيها ذلك، يهدف إلى "تحدي أهداف السعودية". من جهته، يرى كريغ بعداً أيديولوجياً للعلاقة، موضحاً أن الإمارات "اعتمدت على قوات الدعم السريع لاحتواء الشبكات المرتبطة بالإخوان المسلمين"، في حين يُربط بين الجيش وقيادات إسلامية من عهد النظام المخلوع للرئيس عمر البشير.
وواجه الجانبان مزاعم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليوناً. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بـ"الإبادة الجماعية" لارتكابها القتل والاغتصاب الجماعيين بحق جماعات عرقية.
وخلال الشهر نفسه، قال المشرعون الأميركيون إنّ الإمارات "خرقت" وعودها بوقف الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. وتُدار الشؤون المالية الخاصة بدقلو من الإمارات، وفق كريغ، مضيفاً أنه بات رهن علاقة "اعتماد متبادل" مع أبوظبي. كما حصلت قوات الدعم السريع على دعم حيوي من الإمارات، بما في ذلك شحنات أسلحة عبر تشاد المجاورة، بحسب دبلوماسيين ومحللين ومنظمات حقوقية. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.
أي تأثير لشكوى السودان على الإمارات؟
رفع السودان، أول من أمس الخميس، شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض للدعم السريع. وندّدت الإمارات بالشكوى التي وصفتها "حيلة دعائية خبيثة" مؤكدة أنها ستعمل على ردّها.
وتُعد قرارات محكمة العدل، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً، ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. لكن من شأن الخطوة أن تضرّ بسمعة الإمارات بحسب دونيلي الذي قال لوكالة فرانس برس إنه بات يُنظر لأبوظبي بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وفي أفريقيا، على أنها "جهة مزعزعة للاستقرار". لكنه يضيف أن "الأهمية المالية والسياسية" التي اكتسبتها الدولة الخليجية خلال العقد الماضي "ستحميها على الأرجح من أي عواقب خطرة".
(فرانس برس)