المشير أبو غزالة والوفاء لرفاق السلاح . . !
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
#المشير_أبو_غزالة و #الوفاء_لرفاق_السلاح . . !
#موسى_العدوان
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة ( 1930 – 2008 ) رحمه الله هو #قائد #عسكري #مصري، وشارك في جميع الحروب العربية الإسرائيلية ما عدا حرب حزيران 1967 1967 حيث كان في المنطقة العسكرية الغربية بمرسى مطروح، وانقطع اتصاله بالقيادة العامة المصرية، وعندما عاد إلى القاهرة فوجئ بعِظَمِ الهزيمة العسكرية التي وقعت في حزيران.
اشغل المشير العديد من الوظائف العسكرية والمدنية من أهمها قائدا لسلاح المدفعية خلال حرب أكتوبر 1973 وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة من عام 1980 – 1989، في أواخر عهد السادات وأوائل عهد مبارك.
كان المشير أبو غزالة يتميز بكارزما وشخصية طاغية، جعلته محبوبا ومؤثرا في حياة الجنود والضباط المصريين، ويعرفه حتى رجل الشارع العادي. وقد أصرّ على جعل الجيش قويا خلال توليه لمنصبه، وقام بتطوير الصناعة العسكرية المصرية، وخاصة صناعة الصواريخ السلكية، ذات المدى البعيد الذي يصل إلى مسافة 15 كيلومترا، دون تأثرها بالتشويش الإلكتروني.
لم يكن أبو غزالة فظا في إدارته لأمور الجيش، بل كان قريبا للغاية من جنوده، فيتحدث إليهم ويستمع إلى مشاكلهم عند زيارته لهم في وحداتهم. وفي إحدى الزيارات سأله أحد الضباط الصغار، عن رأيه في موقف مصر من إسرائيل، خاصة بعد توقيع معاهدة السلام معها. فقال المشير:
” اسمع يا إبني: يقولون معاهدة سلام . . ليست معاهدة سلام . . عدونا الأول والأساسي هو إسرائيل . . ولن ينتهي الصراع بيننا أبدا . . ولابد أن تقوم حرب بين مصر وإسرائيل للقضاء عليها نهائيا . . وإذا كان هناك من يقول أن حرب 73 هي آخر الحروب، فإنني أعتبرها أول الحروب في القضاء على إسرائيل بشكل نهائي “.
في كتابه بعنوان ” صعود وانهيار أبو غزالة “، يقول الكاتب محمد الباز ما يلي وأقتبس:
” كان أبو غزالة يؤمن بأن الإنسان يدافع عن وطنه، إذا كان وطنه يرعاه ويرعى أسرته. فلو وجَد الإنسان أسرته لا تجد قوت يومها، أو لا تجد سكنا أو تعليما، فهذا الإنسان عندما تأمره بالدفاع عن بلده، فإن حماسه ودافعه للدفاع عن هذا البلد سيكون ضعيفا جدا. ولكن عندما نحافظ على كرامته، ويكون مرفوع الرأس في بلده ويعيش عيشة كريمة، وتعامل أسرته معاملة تليق بها، سيدفع روحه للدفاع عن بلده.
لقد آمن أبو غزالة بأن يجعل الضابط والجندي لا ينظر وراءه ليطمئن على أولاده وزوجته وأمه أو أخته، ولكن ينظر إلى العدو أمامه، فحياته الاجتماعية يجب أن تكون جيدة، أسرته تسكن جيدا وتلبس وتأكل وتتعلم بشكل محترم.
والأسلوب الذي يتم به هذا الفعل، يرفع المستوى الاجتماعي ويرتفع هو بمستوى دخله. وبما أن الدخل تحكمه قواعد، فيجب أن تحل تلك القواعد بشكل مختلف، وذلك ببناء شقة له بسعر منخفض ومشروعات تؤمن حياته الاجتماعية، فمعنوياته وقتها ستطاول السماء. ووقتها عندما يُطلب من العسكري المحافظة على معداته التي دفعت فيها الدولة مليارات الدولارات، وأن يحافظ على جنوده ويرعاهم، فإنه سيفعل.
في هذا الإطار قدم أبو غزالة للقوات المسلحة مشروع إسكان، لأن مشكلة الإسكان في مصر مشكلة أساسية ومؤرّقة. فبنى للضباط وضباط الصف 74800 شقة وملّكها لهم بدون دفعة مقدما. فقد كان الضابط يدفع 65 جنيها في الشهر وضابط الصف يدفع 35 جنيها، وكان ذلك يتم على مدى 30 أو 40 سنة.
المشروع الثاني الذي قدمه أبو غزالة للقوات المسلحة هو جعل الجنود منتجين، فهم قوة إنتاجية لا يستهان بها، فكانوا حوالي مليون عسكري. وفكّر أبو غزالة وقتها، إذ ما المانع أن ينتج الجنود ما دام ذلك لن يؤثر على الكفاءة القتالية للقوات المسلحة ؟ فالوعاء التجنيدي في السنة يصل إلى 470 ألف فرد يخضعون للتجنيد، ويصل من يتم تجنيدهم لأقل من نصفهم والباقي فئة تترك وتسمى ” لم يصبه الدور “.
فما المانع من تكوين كتائب عمل للقوات المسلحة من هؤلاء، تخفض من الكلفة وترفع من المعاناة ليس فقط في القوات المسلحة، ولكن على فئات الشعب المصري المختلفة ؟ فأنشأ أبو غزالة عدة مصانع لإنتاج الملابس، دون أن يشترك جندي واحد في هذا، حيث كان هناك جهاز مستقل عن القوات المسلحة، يدار بشكل علمي حديث من أجل العمل “. انتهى الاقتباس.
في أواخر عام 1989 أبعد الرئيس مبارك عن منصبه كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة، وعينه مساعدا لرئيس الجمهورية. لم يعجب أبو غزالة هذا التعيين المجرد من الصلاحيات، فاعتزل المنصب وجلس في منصبه بعيدا عن الأضواء، يكتب مذكراته الشخصية ويؤلف الكتب من بينها كتاب ” فن الحرب ” وكتابة المقدمة للترجمة العربية لكتاب الرئيس نيكسون بعنوان ” نصر بلا حرب “.
كانت حياة أبو غزالة متواضعة وبعيدة عن البهرجة، إذ كان يسكن خلال خدمته في شقة بشارع ضيق بحي الزيتون في القاهرة، ولم يكن يملك سيارة خاصة حتى وصل لرتبة لواء، وكان متواضعا ومتسامحا وغير مغرم بجمع المال الذي يتهافت عليه الناس. والدليل على ذلك أن عَرضتْ عليه السعودية منصبا هاما في الجيش السعودي للاستفادة من خبرته، ووضعوا بإمرته أي مبلغ من المال يطلبه. ولكنه اعتذر عن قبول العرض محافظا على عزته وكبريائه. * *
هكذا كانت حياة المشير أبو غزالة . . وهكذا ترجم ” الوفاء لرفاق السلاح ” إلى عمل ملموس، حيث وفر لهم المساكن والدخل الإضافي من مشاريع تنموية حسّنت معيشتهم، وخففت عنهم وطأة أكلاف الحياة. لم يقتنع أبو غزالة بالوعود والخطابات الإنشائية، ولم يسلّط عليهم شرطة السير، تخالفهم في عقر دارهم بمستشفى المعادي العسكري في القاهرة، فتزيد معاناتهم المرضية معاناة مادية جديدة، هم بأشد الحاجة لها.
وهنا أتساءل : بعد أن قدمت القوات المسلحة الأردنية مشكورة، مشاريع إسكان للضباط وضباط الصف، هل يمكن لمؤسسة المتقاعدين العسكريين ذات الاسم الطويل، والتي بلغ عمرها حتى اليوم 50 عاما بالتمام والكمال، أن تقدم مشاريع نافعة تحمل قيمة لمنتسبيها، تساعدهم على مواجهة تكاليف الحياة ؟ وهل يمكن للمؤسسة أن ترعى الشؤون والقضايا العامّة لرفاق السلاح، لدى مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ؟
رحم الله المشير أبو غزالة وأسكنه فسيح جناته، بقدر ما قدم لوطنه ولأفراد القوات المسلحة المصرية من خدمات نافعة، أعانتهم على مواجهة تكاليف الحياة. وأتمنى أن يمنّ الله علينا بِ ( أبو غزالة الأردني ) في المستقبل القريب، علّه ينهض بهذه المؤسسة إلى المستوى الذي يليق بمنتسبيها من ” رفاق السلاح “.
التاريخ : 1/ 3 / 2024 مقالات ذات صلة هذه ليست هدنة.. هذا تجريع للسم 2024/02/29
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الوفاء لرفاق السلاح موسى العدوان قائد عسكري مصري للقوات المسلحة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
رحلة استثنائية للترجي الجرجيسي من الدرجة الثانية لصدارة الدوري التونسي للمحترفين
تونس – غيّر الترجي الجرجيسي، الفريق الصاعد في 2024 للدوري التونسي للمحترفين، ملامح خارطة كرة القدم في البلاد والتي يسيطر عليها منذ عقود بعيدة 4 أو 5 أندية تتنافس على التتويج باللقب والمراكز المؤهلة للمسابقات القارية.
وفرض الفريق الذي يطلق عليه أيضا "ترجي الجنوب"، لانتمائه لمدينة جرجيس الواقعة في سواحل الجنوب الشرقي للبلاد، نفسه بقوة في المشهد الكروي ليتصدر الدوري التونسي بعد مرور 8 جولات وذلك للمرة الأولى في تاريخه.
ترجي جرجيس يتصدر الدوري التونسي بعد مرور 8 جولات وذلك للمرة الأولى في تاريخه (الجزيرة)وقبل أن يحقق فريق "عاصمة الزياتين" ذلك الإنجاز، لم يسبق لأي فريق تونسي أن تصدر ترتيب الدوري في موسمه الأول بعد الصعود، لكن الفريق الذي يدربه أنيس بوجلبان، النجم السابق للصفاقسي والأهلي المصري استطاع أن يقود "ثورة" جديدة غيّر من خلالها بعض ملامح الدوري حتى الآن.
أرقام مذهلة
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أزمة التحكيم تخطف الأضواء من انطلاق الدوري المصري لكرة القدمlist 2 of 2تفشي ظاهرة إقالة واستقالة المدربين يفاقم معاناة أندية الدوري التونسيend of listعندما انتهي موسم 2021 ـ 2022 بهبوط ترجي جرجيس لدوري الدرجة الثانية، اعتقد الكثير من المتابعين أن ذلك الفريق سيلفه النسيان وتنحسر عنه أضواء الدوري الممتاز، ولكن النادي انتفض خلال الموسم الماضي وحقق صعوده عن جدارة بعدما تصدر المجموعة الثانية لدوري الدرجة الثانية، قبل أن يبدأ مرحلة جديدة في الموسم الجاري، حصد خلالها نتائج لافتة بعدما وضع مجلس الإدارة أسس النجاح لترسيخ مكانة الفريق بشكل نهائي مع أندية الدوري الممتاز.
ويعتقد الكثير من الملاحظين أن النتائج اللافتة التي حققها الترجي الجرجيسي في الموسم الحالي، جاءت نتيجة لاستقرار مالي وتعاقدات مكلفة مع نجوم الكرة في تونس، لكن حقيقة الأمر هي خلاف ذلك، إذ يعد الفريق الذي لا تتجاوز طاقة استيعاب ملعبه 5 آلاف متفرج، واحدا من أقل الأندية إيرادات مالية وفق ما كشفه للجزيرة نت عماد بن غزالة، نائب رئيس النادي والمكلف بالفريق الأول.
وتعاقد الترجي الجرجيسي مع لاعبين أغلبهم على سبيل الإعارة من أندية أخرى على غرار هدافه أشرف الجبري من الترجي التونسي ويوسف سنانة من الأفريقي كما اعتمد على بعض لاعبيه الشبان.
وكشف بن غزالة أن "التنظيم الإداري الذي وضع أسسه مجلس الإدارة منذ موسم 2023 ـ 2024، وحُسن التصرف في التعاقدات وسياسة الإنفاق كان الخطوة الأولى نحو إحداث ما يشبه الاستثناء في الدوري التونسي"، وفق حديثه للجزيرة نت.
عماد بن غزالة: اخترنا الابتعاد عن النظام الكلاسيكي في تسيير الأندية في تونس (الجزيرة)وقال بن غزالة "اخترنا الابتعاد عن النظام الكلاسيكي في تسيير الأندية في تونس، واعتمدنا على تفادي تداخل المهام بين مسؤولي النادي، تركنا مهمة التعاقدات والتسيير المالي لبعض المسؤولين ووجدنا الدعم من رؤساء سابقين، وكان هدفنا عدم الدخول في أزمات مالية وديون وهي ظاهرة تكاد لا تستثني أي فريق تونسي، وأعتقد أننا نجحنا حتى الآن في إرساء أسس ناد قادر على أن يكون المفاجأة السارة في الدوري".
وتابع "تعاقداتنا في الصيف الماضي كانت مدروسة وغير مكلفة أما بخصوص الجهاز الفني فتعاقدنا مع أنيس بوجلبان المدرب الكفء والذي سيواصل معنا المسيرة حتى نهاية الموسم ولن تغيره النتائج المقبلة ولا الإغراءات من أندية أخرى".
ويبلغ إجمالي أجور اللاعبين في الترجي الجرجيسي بين 20 و25 ألف دولار تقريبا، وفق عماد بن غزالة، وهو رقم يعادل نصف راتب لاعب في الأندية التي تنافس على الألقاب في الدوري التونسي.
ويرى بن غزالة أن "أهداف النادي خلال الموسم الحالي هي الحفاظ على استقرار إداري وفني وترسيخ المكانة في دوري المحترفين، ومواصلة النتائج الإيجابية دون إثقال كاهل اللاعبين بالضغوط والمطالبة بالمراهنة على اللقب لأننا ندرك أن ما نحققه حتى الآن أمر رائع".
وخلال أول 8 مباريات، حقق الترجي الجرجيسي 6 انتصارات وتعادلا واحدا بينما خسر في مناسبة وحيدة.
وسجل الفريق 11 هدفا بينما استقبل 4 أهداف، فيما يتصدر المهاجم أشرف الجبري ترتيب الهدافين برصيد 4 أهداف.
عزيمة اللاعبين واستقرار النادي
بدوره كشف أنيس بوجلبان، مدرب الفريق الأول أنه لم يكن يطمح لمثل هذه النتائج اللافتة حتى الآن ولكن عزيمة اللاعبين وإحاطة المسؤولين بفريقهم ساهمت في تصدر المشهد الكروي في تونس بعد مُضي 8 جولات نجح خلالها وأبناؤه في هزيمة 6 أندية من بينها حامل اللقب الترجي التونسي 1ـ0. قبل انتزاع الصدارة من الأولمبي الباجي بالفوز عليه 2 ـ1.
بوجلبان: عزيمة اللاعبين وإحاطة المسؤولين بفريقهم ساهمت في تصدر المشهد الكروي (الجزيرة)وفي حديثه للجزيرة نت: قال بوجلبان، الذي تسلم مقاليد تدريب الفريق في يوليو/تموز الماضي "من الواضح أن ما يقدمه ترجي جرجيس حتى الآن هو نموذج يحتذى به في العمل الجاد، لم نسلط الكثير من الضغوط على اللاعبين خشية تكبيل أقدامهم ولكننا نلعب كل مباراة بروح تنافسية عالية وعزيمة كبيرة".
وأضاف أن "هدفنا هو مواصلة السير بالعزيمة ذاتها، اللاعبون قدموا تضحيات كبيرة ونجاح الفريق يعود بالأساس إليهم وإلى إدارة النادي التي استطاعت أن توفر حدا كبيرا من الاستقرار، نحن نطمح إلى الحفاظ على هذه الشعلة المتوهجة لدى اللاعبين والأجواء الإيجابية داخل هذا الفريق الذي سيكون له شأن كبير خلال الموسم الجاري".
ويخوض بوجلبان، النجم السابق للأهلي المصري، تجربته التدريبية الرابعة في الدوري بعد بداية مشواره مع ناديه الأم الصفاقسي، ثم مع اتحاد بن قردان ومستقبل سليمان.
وتأسس الترجي الجرجيسي، عام 1931 وبدأ مشاركته في دوري الدرجة الثانية في 1980، وفي عام 1991 صعد الفريق لأول مرة للدوري الممتاز، غير أنه هبط في أكثر من مرة لدوري الدرجة الثانية.
وحقق النادي لقبا واحدا في تاريخه وهو كأس تونس في عام 2005 وذلك عندما هزم الترجي التونسي في نهائي شهير بهدفين دون رد.
أما في دوري المحترفين فحقق الفريق أفضل نتائجه في موسم 2014 ـ 2015 بحلوله في المركز السادس.