اتحاد المزارعين بالأردن يدعو لوقف تصدير الخضار والفواكه لإسرائيل والحكومة تتبرأ
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
دعا اتحاد المزارعين في الأردن إلى إيقاف تصدير الخضار والفواكه إلى إسرائيل، وأشار رئيس الاتحاد محمود العوران إلى أن هناك عمليات تصدير عبر وسطاء من الأراضي الفلسطينية ومن المملكة. ودعا الاتحاد المتعاملين مع الإسرائيليين إلى التوقف عن هذه التعاملات من باب نصرة الفلسطينيين.
وأكد العوران -في لقاء مع الجزيرة- أن ما حصل من تصدير للخضار أو الفواكه الأردنية إلى إسرائيل يعد حالات فردية، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي نوع من أنواع التطبيع بين المزارعين الأردنيين وإسرائيل.
وأشار إلى أن الاتحاد طلب من أعضائه قطع العلاقة نهائيا مع الجانب الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة "لكن ما يحصل هو أن بعض التجار في الأراضي المحتلة والضفة الغربية يأتون إلى أسواق الجملة المركزية، ويشترون بضائع يدخل بعضها للسوق الإسرائيلية دون علم من التاجر".
الحكومة تتبرأ
من جهته، قال وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات إن مسألة تصدير الخضار والفواكه إلى إسرائيل مرتبطة بالقطاع الخاص ولا علاقة لها بالقطاع العام، مضيفا أنه ليس للوزارة أي سلطة قانونية لمنع التصدير إلى أي دولة. وأكد أن الحكومة لا تشجع على التصدير إلى إسرائيل.
يذكر أن إسرائيل واجهت صعوبة في تأمين حاجاتها الغذائية بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ 147 يوما حيث إن ما يقارب من 75% من الخضراوات التي تحتاجها إسرائيل تأتي من بلدات غلاف غزة (المناطق المحيطة بغزة وعرضة للنيران) وإن 20% من الفواكه من هذه المناطق.
وحسب المصادر الإسرائيلية، تسهم حاليا 24 دولة في تعويض نقص الخضراوات والفواكه حيث تم استيراد 119 طنا من الفواكه والخضراوات منذ أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية طوفان الأقصى وحتى نهاية فبراير/شباط الماضي، من بينها أكثر من 65 طنا تأتي من الأردن وتركيا (حسب البيانات الإسرائيلية).
وخلال الأسابيع الأخيرة، أثارت صورٌ حديثة نشرتها مصادر إسرائيلية، لخضراوات أردنية المنشأ بالأسواق الإسرائيلية، موجة من الاستهجان بالشارع الأردني، حيث ظهرت على بعض الأصناف كالخيار والكوسا ملصقات تشير لشركات أردنية محلية، موجودة بالعاصمة عمّان ومنطقة الأغوار الحدودية.
وكرد فعل على ذلك، احتشد الآلاف في عدة مناطق أردنية منددين بتصدير الخضراوات الأردنية للسوق الإسرائيلية، وطالبوا الحكومة باتخاذ قرار واضح لمنع ذلك.
ونهاية العام الماضي، أكد الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين للجزيرة نت أن "مسألة منع تصدير البضائع ليست من اختصاص الحكومة، فهي لا تستطيع إيقاف نشاط أي تاجر" مشيرا إلى أن الحدود ليست مغلقة والوزارة لا تمارس الرقابة.
وأضاف مبيضين حينها "كما أن المقاطعة خيار فردي لا نجبر الناس على إيقافه، فكذا هو الحال في هذه المسألة، حيث لا نستطيع منع التاجر، ويمكن له أن يقاضي الحكومة إذا أقدمت على منعه".
وفي تصريح للجزيرة نت، قال عبد الله الزبن مدير عام الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه -حينها- إن جمعيته "تستنكر قيام شركة يملكها أحد أعضاء الهيئة العامة للجمعية بتصدير الخضار للكيان الصهيوني، وسيتم العمل على فصله من الجمعية حكما".
وأضاف الزبن "نؤكد أن أعضاء الجمعية ملتزمون بعدم تصدير المنتجات الزراعية إلى الكيان الصهيوني، وأنها كانت وما زالت وستبقى ثابتة على موقفها تجاه القضية الفلسطينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخضار والفواکه تصدیر الخضار إلى إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
إدانات عربية للغارات الإسرائيلية على سوريا ودعوات لوقف التصعيد
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الاعتداءات العسكرية، أدانت دول عربية بينها قطر ومصر والأردن بشدة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات المتكررة التي تهدد استقرار المنطقة.
جاء ذلك في بيانات صادر عن وزارات الخارجية في هذه الدول، حيث أكدت دعمها الكامل لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددةً على ضرورة احترام القانون الدولي.
إدانة قطرية قوية وتحذيرات من التصعيد
أصدرت الخارجية القطرية، الخميس، بيانًا رسميًا عبّرت فيه عن رفضها القاطع للغارات الإسرائيلية التي استهدفت خمس مناطق في سوريا. ووصفت الوزارة هذه الاعتداءات بأنها "انتهاك صارخ لسيادة سوريا وخروج على القانون الدولي"، داعيةً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الهجمات المتكررة.
كما أكدت قطر أن استمرار إسرائيل في استهداف البنى التحتية والمواقع العسكرية والمدنية في سوريا يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ويهدد بجرّها إلى تصعيد خطير قد يؤثر على أمن الإقليم بأسره.
إدانات عربية وتحركات دبلوماسية
لم تقتصر الإدانة على قطر وحدها، إذ أصدرت كل من مصر والأردن وحركة حماس بيانات مماثلة أدانت فيها الغارات الإسرائيلية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لمنع إسرائيل من انتهاك السيادة السورية.
وتأتي هذه المواقف في وقت كثفت فيه تل أبيب عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، مدعيةً أنها تستهدف "تهديدات أمنية". حيث أعلنت إسرائيل أن غاراتها الأخيرة استهدفت قواعد عسكرية في مناطق دمشق وحماة وحمص، وكذلك محافظة درعا الجنوبية، ما أسفر عن سقوط 9 قتلى و23 جريحًا، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إنها تدين "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على مناطق متفرّقة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والذي أسفر عن ارتقاء وإصابة عدد من الأشخاص".
وأضافت في بيان عبر منصة "إكس"، أن العدوان يعد "خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة".
ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة الخارجية سفيان القضاة تشديده على "رفض المملكة المطلق، واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي الجمهورية العربية السورية، في خرق واضح لاتفاقية فك الاشتباك للعام 1974 بين إسرائيل وسوريا"، مجددا "وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سوريا الشقيقة وأمنها واستقرارها وسيادتها".
ودعا القضاة المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها الاستفزازية اللاشرعية على سوريا، وإنهاء احتلال جزء من أراضيها".
وشدد المتحدث الأردني على "ضرورة التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تفرض احترام سيادة الدول، وعدم التدخّل في شؤونها".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية المصرية "انتهاك إسرائيل السافر للسيادة السورية"، مؤكدة أن الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية "تعد سافر على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، استغلالا للأوضاع الداخلية فى سوريا الشقيقة".
وأشارت الخارجية المصرية في بيان، إلى أن القاهرة "تطالب الأطراف الدولية الفاعلة بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه التجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، واحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974".
وفي وقت سابق الخميس، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة من سوريا الليلة الماضية، مشيدة بتصدي أهالي درعا جنوب البلاد للتوغلات الإسرائيلية.
ودعت الحركة إلى "تضافر الجهود الوطنية والقومية والإسلامية، وتوحيد المواقف في مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، ومقاومته بكل السبل، حتى زواله عن أرضنا ومقدساتنا".
ومساء الأربعاء، شهدت سوريا عدوانا إسرائيليا واسعا، حيث نفذ الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على مواقع مختلفة منها مبنى البحوث العلمية في العاصمة دمشق، بالإضافة إلى مطار حماة العسكري ومطار "تي فور" وسط البلاد، ما أسفر عن مصابين بجروح مختلفة.
ونفذ جيش الاحتلال توغلا بريا جديدا بعدة عربات عسكرية في حرش سد الجبلية بالقرب من مدينة نوى غربي درعا جنوب سوريا، ما أدى إلى استنفار شعبي كبير ودعوات إلى مواجهة الاحتلال في ظل تقدم قوات الاحتلال لأول مرة إلى هذا العمق من الأراضي السورية.
وأفادت محافظة درعا باستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي سفح تل الجموع قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي بثلاث قذائف مدفعية، مشيرة إلى أن 9 مدنيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح إثر قصف إسرائيلي على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل.
يأتي ذلك على وقع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ غارات جوية وعمليات توغل برية في الأراضي السورية، موسعا احتلاله للجولان منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك بالرغم من مطالبات الحكومة في دمشق بانسحاب جيش الاحتلال.
الوضع الجديد في سوريا وتأثيره على الهجمات الإسرائيلية
منذ ديسمبر 2024، دخلت سوريا مرحلة سياسية جديدة بعد سيطرة الفصائل السورية على البلاد وإسقاط نظام بشار الأسد، مما أنهى عقودًا من حكم حزب البعث. ورغم أن الإدارة الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تُصدر أي تهديدات مباشرة لإسرائيل، فإن الأخيرة كثفت عملياتها العسكرية داخل سوريا، مستغلة الوضع السياسي المستجد.
في سياق متصل، أفادت تقارير بأن إسرائيل استغلت سقوط نظام الأسد للسيطرة على المنطقة العازلة في الجولان، في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين. وقد أثار هذا التحرك قلقًا دوليًا حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، خاصة مع عدم وجود رد فعل دولي واضح يردع تل أبيب عن توسيع عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية.
دعوات لضبط النفس وتجنب التصعيد
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي داخل سوريا، تتزايد التحذيرات من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة في حال لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة من قبل المجتمع الدولي. وبينما تؤكد قطر ودول أخرى ضرورة احترام السيادة السورية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، يبقى التساؤل حول مدى قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح التوسع الإسرائيلي ومنع مزيد من التصعيد في منطقة ملتهبة أصلًا بالأزمات.